من وحى الموقع5
مفهوم الإيمان بالرسل فى القرآن الكريم

مصطفى اسماعيل حماد في الأربعاء ٢٩ - يناير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

فليسمح لى الإخوة الأحبة بمناقشة مفهوم الإيمان بالرسل فى القرآن الكريم

بداية كلنا متفقون على أن الله تعالى قد اصطفى مجموعة من البشر ليجعل فيهم رسالاته،وقد زكاهم الله وامتدحهم فى مواضع كثيرة من القرآن الكريم يحضرنى منها (إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴿٣٣﴾ آل عمران)-،أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا۩﴿٥٨﴾ مريم-وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖوَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴿٧٣﴾ الأنبياء-إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖوَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴿٩٠﴾الأنبياء، والآيات فى هذا المعنى تفوق الحصر.

نعلم جميعا أن هؤلاء الرسل كانوا يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق ويتزوجون ويتناسلون ويمرضون ويٌؤذَون وبعضهم قٌتِل وبعضهم قَتَل  ،أى أنهم كانوا بشرا يسرى عليهم ما يسرى على جميع البشر،ولكن اليس حريا بنا أن نزكى من زكاهم الله؟

نأتى لموضوع الإيمان بهم ولهم ، بالطبع هناك آيات كثيرة جدا تذكر الإيمان لهم لم أذكرها لأننى مؤمن بتعبير الإيمان لهم ،ولكن من حقى أن أقول أن المعنيين لا يتعارضان فأنا أومن بالرسل كحملة رسالات الله وأومن لهم وثوقا بهم وثقة فيهم وفيما نقلوه لنا عن الله جل وعلا، فهل من تعارض؟اللهم لا

ولا أدرى كيف من الله تعالى على المجرم فرعون وآتاه من الشفافية والإشراق ما جعله يفرق بين أنواع الإيمان التى يجهلها كثير من المؤمنين ،ولكن الأمر ليس كذلك،فبتدبر تلك الآيات وهى فى سورة الأعراف قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖإِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖفَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴿١٢٣﴾وفى سورة طه قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖإِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖفَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ﴿٧١﴾ وفى سورة الشعراء قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖإِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖفَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ﴿٧١

يختلف المقصود بالإيمان فى آية الأعراف عنه فى آيتى طه والشعراء ففى آية الأعراف يقول تعالى(قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذالمكر مكرتموه)أى أن المقصود بالإيمان هنا هوالمكر فناسبه حرف الباء أما فى آيتى طه والشعراء(إنه لكبيركم الذى علمكم السحر)أى أن المقصود بالإيمان هنا هو موسى فناسبه حرف اللام فما كان الله ليؤتى فرعون هذا الكشف الذى يفرق به بين أنواع الإيمان،                                                

عندما نؤمن بالرسل فنحن نعنى الإيمان بصدق رسالاتهم كما نؤمن بمكانتهم عند رب العزة جل وعلاوهو تعالى الذى أمرنا بالإيمان بهم فى كثير من الآيات المحكمة التى لاتحتمل اللبس إلاإذا كانت دلالات اللسان العربى قد تبدلت دون أن ندرى.

يقول تعالى فى سورة الأعراف الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚفَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴿١٥٧﴾قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖلَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖفَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴿١٥٨

ولنتابع دلالات الآية يقول تعالى الذين يتبعون الرسول النبى الأمى (محمد) –فالذين آمنوا به(محمد)واتبعواالنور الذى أنزل معه(الرسالة)  أى أن هناك إيمان بمحمد مغاير للإيمان بالرسالة ،ثم فى الآية الثانية فآمنوا بالله ورسوله النبى الأمى(محمد)إذن فالآيتين يأمر الله فيهما بالإيمان بمحمد.

فى آية سورة البقرة(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚكُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚوَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖغُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴿٢٨٥

نجد الأمر بالإيمان بكل من الرسل والكتب إذن هناك إيمان بالرسل وإيمان بالكتب.

فى آيات سورة النساء يقول تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚوَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴿١٣٦

يأمرنا الله تعالى بالإيمان برسوله والإيمان  بالكتاب الذى نزل عليه فهما إيمانان ثم يتوعد من يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله إذا فهناك إيمان بالرسل وآخر بالكتب وعطف الرسل على الكتب ينفى ما ندعيه بأن الرسل هى عين الرسالات.

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴿١٥٠

لاحظوا (ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض)فالخطأ هو عدم إيمانهم بالجميع ودليل ذلك الآية التاليةوَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗوَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا أى أن الخطأ يكمن فقط فى التفرقة بين الرسل.

الآية وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖوَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴿١٥٩﴾تتضمن الإيمان بشخص المسيح صراحة.

فى سورة المائدة

وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖوَقَالَ اللَّـهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖلَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚفَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴿١٢

يقول تعالى(وآمنتم برسلى وعزرتموهم)المقصود بالإيمان هنا هو الرسل بدليل (عزرتموهم)

فى سورة النور الآيةإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚإِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۚفَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّـهَ ۚإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴿٦٢

يقول تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه تفيد صراحة أن مدلول كلمة الرسول هنا هو محمد.

وفى سورة النور أيضا يقول تعالى وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚوَمَا أُولَـٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ﴿٤٧﴾وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴿٤٨﴾وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ﴿٤٩﴾أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ ۚبَلْ أُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴿٥٠﴾ هنا تكرر حرف الجر مع لفظ الجلالة ومع الرسول ولايستطيع متعسف أن يدعى أن مدلول كلمة الرسول هنا هو الرسالة لأن سياق الآيات يؤكد أنها تعنى محمدا الذى لن يحيف عليهم.

فى سورة التغابن يقول تعالى فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا ۚوَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴿٨﴾فى هذه الآية الأمر بالإيمان بالله وبالرسول وبالكتاب

نأتى للآية التى تأمرنا بالإيمان بمحمد الإنسان وهى آية سورة المائدةوَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴿٨١

فهى تأمرنا بالإيمان بالله وبمحمد وبما أنزل إليه إذن فليعلم الجميع أن هناك إيمان بمحمد وإيمان آخر بما أنزل إليه.

فى الآيات السابقة راعيت أن ترد كلمة الرسول معطوفة على الرسالة أو العكس حتى لاندعى تعسفا أن دلالات كلمة الرسول هى محض الرسالة،وهناك الكثير من الآيات التى تأمر بالإيمان بالله والرسل،أذكر منها.

فى سورة المائدة وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴿١١١

فى سورة التوبة يقول تعالىوَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴿٥٤

وأهمية هاتين الآيتين أن حرف الجر تكرر مع لفظ الجلالة ومع الرسول.

فى سورة آل عمران مَّا كَانَ اللَّـهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗوَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ۖفَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ۚوَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴿١٧٩

فى سورة النساء يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚإِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ۖفَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ ۖوَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚانتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ ۚإِنَّمَا اللَّـهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖسُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘلَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗوَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا﴿١٧١

فى سورة الحجرات إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۚأُولَـٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴿١٥

فى سورة الحديد آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖفَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴿٧

وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖوَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖوَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴿١٩

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚوَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴿٢٨﴾،

إذا لم تكن دلالات العربية قد تغيرت فطبقا للآيات القرآنية المذكورة يكون الإيمان بالرسل أجمعين بما فيهم محمد أمر إلهى واجبة طاعته ،نؤمن بهم جميعا بشرا اصطفاهم الله تعالى ليجعل فيهم رسالته وليس أكثر، أما فيما عدا ذلك فهم بشر يأكلون ويتناسلون ويمرضون،

ولى تساؤل،هل كان من الضرورى للتدليل على بشرية محمد أن نأتى بذلك المشهد الفاجر على لسان تلك الأعرابية الداعرة؟وهل كان لزاما ذكر ألفاظ مستقبحة مثل الفساء والضراط والرفث والرهز كى تكتمل الصورة؟أم أن الإيمان الخالص لم يكن ليكتمل دون اللجوء لمثل هذه الأمور؟أما كان حريا بنا أن نقتدى بأدب القرآن الكريم الذى كنى عن قضاء الحاجة بأكل الطعام حتى على لسان الكافرين؟(وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام)، ألم يكنى القرآن الكريم عن الجماع بالمباشرة والملامسة والإتيان؟هذه الألفاظ التى تستريح لها الأنفس ويتقبلها الذوق لا كتلك الألفاظ المستهجنة التى تتقزز منها النفوس وتمجها الأذواق.

أخذنا على البخارى-ولنا كل الحق-أنه جعلنا نتخيل رسول الله عاريا فما لكم تريدون لنا أن نتخيله ضارطا خاريا عاريا رافثا ناعظا راهزا؟

الله المستعان.

اجمالي القراءات 3809