من ف3 : الكتابة عن المزارات:من ج 1 :( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )
نص عن المزارات من كتاب ( تحفة الأحباب ) للسخاوي

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢١ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص عن المزارات من كتاب ( تحفة الأحباب ) للسخاوي   

من ف3 : الكتابة عن المزارات:من ج 1 :( البحث فى مصادر التاريخ الدينى : دراسة عملية )

من ص 138 : 144 ط 1937

 يقول :

(  وبجوار المشهد المذكور قبور جماعة من العباسيين ، ومن جهة الرباط العادلي يجد تربة بني المصلى الأشراف ، وتدخل إليها من تربة الخلفاء، وهى من الدفنى القديمة، وتعرف ببني المُصلّى ، وسمى جدهم بالمصلى لكثرة صلاته ، أو سمى بالمُصلّى لأن بعض الزنادقة رمى النار في منزله وهو يصلى فاحترق المنزل كله وهو لا يلتفت في صلاته . وهم بيت كبير في الأشراف معروف ببني المصلى . )

( ومن جهة الغرب قبور جماعة من الفاطميين ، وقبل خروجك من بابها الشرقي بها ( السيد الشريف محمد بن جعفر الحسيني ، وقيل أنه الحسن بن طاهر . قال الحميدي : " كان علىّ دين ، وقد أُلزمت بطلبه، فجئت إلى هذا القبر ، وقرأت به شيئاً من القرآن وبكيت، وإذا بامرأة سمعت فدفعت إلىّ قلادة ذهب وقالت لي : "خذ هذه القلادة لأجل صاحب هذا القبر ." فأخذتها وانصرفت فلم أمش إلا خطوات يسيرة وإذا بصاحب الدين قد أقبل، فلما رآني تبسم في وجهي وقال لي: " رُدّ على المرأة القلادة التي أخذتها منها فأنا أحق بهذا الأجر منها وثوابه." فسألته عن سبب ذلك ومن أعلمه به ، فقال : "رأيت صاحب هذا القبر وعاهدني على قصر في الجنة إن صفحت عنك " ، ثم أنه كان في يده ستة دراهم فدفعها لي. " وله كرامات لا تحصى وقد جرب هذا المكان بإجابة الدعاء .)

 ( وقبلي هذا المشهد من جهة حائط السور قبور كثيرة ، وهناك قبر حجر يعرف بقبر إسماعيل المفلوج ، يقال أنه صام الدهر أربعين سنة إلا الأيام المكروهة .  وبها قبر الشيخ الصالح فتحي المرخم  . وفى غرب هذه القبور على الطريق تربة مشايخ الهنود. وتجد هناك زاوية بها قبر الشيخ الصالح العارف أبى الفضائل محمد بن الشيخ الصالح القدوة أبى محمد عبد الله ابن محمد المرتعش النيسابوري الأصل . كان له طريقة معروفة في التصوف ولسان طلق وكلام مفيد ، وطاف على مشايخ البلاد الإسلامية وأخذ عنهم ، ثم قدم إلى الديار المصرية على أحسن طريق بعد موت أبيه ، في سنة أربع وأربعين وثلثمائة، فأقام بمصر يفيد الطالبين والراغبين إلى أن توفى في شعبان سنة خمس وخمسين وثلثمائة . ويقال إنما سمى المرتعش لأنه كان يرد عليه حالة ينزعج منها قلبه حتى يكشف له منها فيرى ما في اللوح منتقشاً . )

( ثم تقصد مشهد السيدة آسية ، تجد قبل الوصول إليه على الطريق والسور قبرين : الأول : هو قبر الرجل الصالح أبى جعفر الناطق. حكى القاضي إبن ميسر أن الأمير بهاء الدين قراقوش أراد أن يحفر هذا المكان فلما حفر بعض الأمراء به سمع قائلا يقول من جوف هذا القبر : " أمسك يدك." فيبست يد الأمير . فقال له المجتمعون: " ما بك ؟ " فقال لهم :" سمعت كلاماً من هذا القبر وإني كلما أردت أن أعمل تمسك يدي وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله . والقبر الثاني: هو قبر القاضي الأجل الصالح مالك ابن سعيد بن مالك الفارقي . قيل أنه كان قاضى طرابلس الغرب ثم ولى بمصر يوم الجمعة سابع عشر رجب سنة ثمان وتسعين وثلثمائة من قبل الحاكم بأمر الله الفاطمي. ثم في الخامس من ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة انتزعت منه لمظالم ،وأعيدت إلى ولى عهد المسلمين، وأحضره الحاكم عنده ، وأمره أن يكتب سبّ الصحابة على أبواب المساجد ، فلم يكتب على المساجد إلا قوله : ( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ). ثم عاد إليه فقال له: " فعلت ما أمرتك به ؟ " فقال : " نعم فعلت ما يرضى الرب عز وجل ", فقال له: " وهو "؟ .فقرأ الآيات ثم انصرف ، فأمر بضرب عنقه فضربت في يوم السبت لأربع باقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعمائة .  وكان محموداً في ولايته عفيفاً عن أموال الناس ،لا يخاف في الله لومة لائم ، وكانت ولايته مصر قاضياً سنتين وتسعة أشهر رحمة الله تعالى عليه .)

( وبحري هذه القبور إلى الشرق قبر الشيخ العارف عبدون ، كان معدوداً من رجال الطريقة . وهذه الخطة طولا وعرضاً معروفة بخطة غافق بن الحرث بن وعك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد ، فهي من خطط الصحابة . وتعرف الآن بسور القرافة . وتربة السيدة آسية وباب الزغلة وتعرف قديماً بوادي موسى.  وسبب ذلك أن بالقرب من قبر مالك بن سعيد والناطق أبى جعفر مسجداً كبيراً واسع الرحاب والبناء أمر بإنشائه عمران بن موسى النجار مولى غافق الذي نسبت إليه هذه الخطة . وكثير من الناس يزعم أن موسى النبي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام صلى بهذا المسجد. وليس بصحيح . وكان عمران هذا مشهوراً بالخير والمعروف، وقد جدد في مصر بهذا الخط أماكن كثيرة ، فنسيت لطول الزمان . ويقال أنه أوصى أن يدفن في أرض مولاه غافق، فدفن إلى جانب مسجده في سنة أربع وتسعين ومائة .)

 ( وتقصد إلى مقابر مصر ، فتجد في الطريق المشهد المعروف ب (زيد بن على زين العابدين ابن الحسين بن الإمام على بن أبى طالب كرم الله تعالى وجهه) . هذا المشهد فيما بين الجامع الطولوني ومدينة مصر ، تسميه العامة زين العابدين وهو خطأ . وإنما هو مشهد زيد كما تقدم ، ولم يكن بالمشهد المذكور إلّا هامة ( رأس ) قدم بها أبو الحكم بن أبى العاص الأموي يوم الأحد لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين ومائة . وقيل أنه لما صلب كشفوا عورته ، فنسج العنكبوت عليها فسترها . ثم أنه بعد ذلك أحرق وذرى في الريح ، ولم يبق إلا رأسه التي بمصر . وهو مشهد صحيح لأنه طيف به في مصر ، ثم نُصب على المنبر بالجامع بمصر ، فسرق ودفن في هذا الموضع. ثم بعد مدة بني عليها هذا المشهد المذكور .  وكنيته  أبو الحسن ، وهو الذي ينسب إليه الشيعة الزيديون. قال الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان : " شاهدت زيد ابن على كما شاهدت أهله فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جواباً ولا أبين قولاً لقد كان منقطع القرين. ". ولما بلغ الأفضل( الوزير الفاطمى ) ، فضل هذا السيد أمر بكشف المسجد ، وكان وسط الكيمان ، ولم يبق منه إلا المحراب ، فوجد هذا العضو الشريف يعنى الرأس ، فأُخرج ومُسح وعُطّر وحُمل إلى داره، حتى عمر هذا المشهد . وكان ذلك في يوم الأحد تاسع عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وخمسمائة . قال  القضاعي : " لما حملوه إلى الدار لأجل عمارة المشهد كانوا يسمعون القراءة حوله والأنوار ترتمي عليه في الليل نازلة. "  وهذا المشهد بناه أمير الجيوش بنية عظيمة ، وأعاد الرأس الشريف إلى مكانه .  وفى هذه التربة تفسيح لرد اللوقة يُنظر فيه ثلاث سبوت قبل الطلوع . وبهذا المشهد عمود رخام على يمين الداخل بين الأبواب ، به أسطر تكتب في ورقة وتوضع على عرق النسا يزول بإذن الله تعالى ، وهى مجربة  وهذه صورة الأسطر : " أ ح ه ت أ ه ع ه ه أ ه ه مرابية " . وعتبة الباب من قعد عليها ثلاث أربعا آت باكر النهار وبه بواسير تنقطع بإذن الله تعالى . وعلى هذا المشهد باب من عجائب الدنيا ، وهو أخو الباب الذي كان على تربة القطبية المذكورة ، وهو عزيز الوجود ، وكانت التربة عليها الباب من مفردات الترب والآن هي خراب .)

( ثم تأخذ إلى الجهة الشرقية من مصر:  فيها الموضع المعروف ببركة رمسيس ، هناك مشهد كتبت عليه العامة أبو ذر الغفاري ، وهذا ليس بصحيح . والصحيح أنه بالربذة. واسم أبى ذر جندب بن جنادة وقيل جندب بن السكن وكنيته أبو ذر الغفاري. سيّره عثمان إلى الربذة ، فمات بها في سنة اثنتين وثلاثين . وليس له عقب . وقد ادعى أن السيد الشريف زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب قبره في طريق مصر . وهذا قول لا أصل له . وذكر ( المؤرخ ) ابن خلكان أن هذا القبر يعرف عند أهل مصر بيحي الدرعي. وهذا أيضاً لا أصل له .  وقيل   أن أبا بصرة الغفاري مدفون بالمشهد الذي يقال أن فيه أبا ذر الغفاري، وهذا غير صحيح،  وإنما يقال أنه مع سيدي عقبة بن عامر الجهني. وسوف نذكره هناك إنشاء الله تعالى .)

 ( ومنه تأخذ مشرقاً تجد قبر ريان في أعلى الكومة ، وله خطة ، وكومة أحد الأكوام السبعة. وهناك قبور كثيرة مجهولة الأسماء لا صحة لها .  وهناك قبر خد الورد بقرب درب ابن القسطلاني ومسجد مخلص بن الكناني ...) .

اجمالي القراءات 3796