ردا على سؤال عن آيات القتال فى القرءان العظيم .

عثمان محمد علي في الثلاثاء ٠٨ - أكتوبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً


أهلا بحضرتك استاذة ........ . وردا على سؤال حضرتك الكريم فى نقاط سريعة .

1- الأصل فى المعاملات بين البشر التآخى والتعارف ((يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)) .
2- الدخول فى السلام مع الجميع فرض من فروض المعاملات فى الإسلام ((يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين )) .
3- حتى فى آيات القصاص فى القتلى فالصفح والتسامح وقبول الدية مُقدم على القصاص ،وإذا كان لابد من القصاص فلا يكون هناك إسراف فى القتل .(( يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم )) .. ((( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا )))
4- تشريع القتال جاء بعد 13 سنة من الإضطهاد والتعذيب وردا على إعتداء الكافرين على المؤمنين فجاء لهم الإذن من الله بأن يُدافعوا عن أنفسهم ويُقاتلوا الذين يُقاتلونهم ((اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير )) ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) .

5—كما قلنا أن القرءان أمر المؤمنين بعدم الإعتداء بل إنه حذرهم بأنهم سيخرجون من معية الله إن إعتدوا على أحد دون وجه حق فقال (((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ))) وأن الكافرين هم المعتدون فعليكم أن تدافعوا عن أنفسكم وتُخرجوهم من الأرض والبيوت التى إحتلوها منكم (((وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ )) (((فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ))) .
6- وماذا لو إستسلموا وأرادوا إنهاء الحرب أو عقد صُلح ومعاهدة عدم إعتداء ؟؟؟ طبقا للقرءان لابد أن يستجيب المؤمنين للصلح وللسلام ويغفروا للمعتدين ((فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))..
7—وماذا لو إستسلم جندى من الأعداء وأصبح أسيرا عند المؤمنين ،هل يجوز لهم إيذاءه أو قتله ؟؟؟

لالالالالا ولكن عليهم إطعامه وعلاجه وكسوته و تأمينه حتى يصل إلى بيته أو البلد التى يكون آمنا على نفسه فيها ((وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مامنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون )) (((ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا ))) .
8- وماذا عن آيات القرءان التى تتحدث عن قتال الكافرين والشدة والغلظة عليهم ؟؟؟؟؟
هذه الآيات الكريمات مُرتبطة بآبات منع الإعتداء ولا تُفعل إلا فى حالة قيام الحرب وكما قلنا وأن تكون الحرب والقتال ردا للإعتداء وليس للإعتداء بدون وجه حق على الآمنين المُسالمين فى بيوتهم وبلادهم ، وهى تُشبه تقريبا ما يتعلمه طالب الطب فى علوم الجراحة ،فهل يستخدم الجراحة فى كل وقت وبدون مناسبة أم فقط فى حالة إجراء العمليات الجراحية وداخل غرفة العمليات ؟؟؟؟ وبالتالى فهى آيات تنظيمية تحفيزية للمؤمنين أثناء القتال وبشرط أن يكون قتالا للدفاع عن أنفسهم وردا للإعتداء الذى وقع عليهم ،اما لو كان ظلما وعدوانا منهم على المسالمين فهنا يُصبحون مُعتدون خارجون على حدود الله وشريعته وخارجون من حُب الله لهم وحسابهم عند الله عسير ((ولا تعتدوا إن الله لا يُحب المُعتدين ))..
9== وماذا عن حروب الصحابة والتابعين التى فتحوا بها البلاد العربية والإفريقية والأسيوية وجزءا من أوروبا ؟؟؟؟
كلها حروب مخالفة للقرءان الكريم ولشريعة الرحمن ولم تكن لنشر الإسلام ولكن كانت لنهب ثروات البلاد المجاورة لهم وسبى نسائهم وأطفالهم وبيعهم جوارى والزنا بهم دون وجه حق وبدون عقود زواج ونكاح إسلامية صحيحة وحسابهم عند الله عسير ، ولم ينج منهم سوى الخليفة والحاكم العادل (( عُمر بن عبدالعزيز )) الذى أوقف إعتداءات جيوش بنى أُمية ،وأوقف الحروب والإعتداءات وفك حصاره للبلاد المجاورة وأهتم بإعادة توزيع السلطة والثروة بالعدل بين الناس .ولكنه للأسف لم يُمهلوه وقتلوه قبل أن يُكمل سنتين من حُكمه ..
10-- الخلاصة أن الأصل فى التعاملات فى الإسلام قائمة على التآخى والسلام والتعارف والصفح والتسامح ،وأن تشريعات القتال جاءت لرد الإعتداء فقط ومن يتعداها فقد تعدى حدود الله ومن يتعدى حدود الله فله عذاب عظيم (((ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون ))) ..
11 – وبالتالى فإن كل حروب جماعات الإرهاب والتطرف والإسلام السياسى فى العالم كله هى حروب شيطانية مبنية على روايات من (( لهو الحديث )) ما أنزل الله بها من سُلطان ولا علاقة ولا صلة لها بالإسلام والإسلام منها ومنهم براء .

اجمالي القراءات 4717