كيف نجاهد لتشرك بالله
الجهاد ضد الله للشرك به

محمد عبدالكريم في السبت ١٤ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

الجهاد ضد الله للشرك به

قد يسخر البعض من عنوان هذا المقال، او يسوء الظن فى مضمونه قبل الاطلاع عليه.

قال تعلى عز وجل فى كتابه الكريم

(وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا

 ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾ العنكبوت

 

 

 

 

وتكررت الاية فى سورة لقمان

(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ 

وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾ لقمان

 أشار الله تعالى فى سورتين ، بوجود محاولات الجهاد للشرك به.

وان الخطاب موجه الى الابناء ، يحذرهم الوالدين !!!!!!

فمن هم الوالدين المشركين بالله مسبقاً والذين  يجاهدوا فى سبيل اقناع ابنائهم ان يشركوا بالله مثلهم !!!!!!

والاجابة الجاهزة من معظم المسلمون العرب، بأن الله يقصد المشركين والكفار الذين كانوا قبل ظهور الاسلام ، وانما نحن المسلمون نؤمن بالله و بمحمد رسول الله ولا نشرك به احد !!!!!!!!  

فمن جهة اخرى، لا يتقبل العقل بأن الوالدين يمكن ان يجاهدوا ابنائهم للشرك بالله، سواء كانوا مسلمين او من اى ديانة اخرى، حتى وان كانوا يعبدون إله غير الله.

 فعلى سبيل المثال الذين يعبدان البقر، وهم موجودون حتى الان ، فكيف للوالدين ان يجاهدوا ابنائهم ان يعبدون الفيل مع البقرة  ؟؟؟؟ او من يعبد الشمس ، فكيف يجاهدون ان يعبدوا القمر مع الشمس ؟ او عبدة النار ، كيف الجهاد لعبادة النار والماء معاُ ,,,,,,,, وهاكذا.

فلماذ ذكر الله هذا التحذير الذي يرفضه العقل فى كتابه مرتين؟

وفكرت كثيراً فى هذا، فتذكرت قوله تعالي ( وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) ﴿١١٤الأنعام﴾

 فأسرعت للبحث فى كتاب الله لمعرفه ما الرسالة من هذة الاية؟

بسم الله توكلنا على العليم الخبير، ونبدء رحلة البحث فى القران الكريم

سوف نبدء البحث قبل نزول القرأن، لقول الله تعالى

(  إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ(18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ (19)الأعلى.

فنجد قول الله تعالى

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا

 فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ البفرة

ونفهم ان الوالدين من الممكن ان يكونوا ضمنهم ، ولكن لم يذكر الله معهم المسلمون انما ذكر المؤمنون دون تحديد اذا كان المسلمون من هؤلاء الذين امنوا.

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴿٢٨سبإ﴾

فيخبرنا الله هنا بكاف الناس، وعلمنا الان ان الوالدين من كافة الناس، ولكن ما علاقة الوالدين بالجهاد وحث الابناء على الشرك؟ فلنستكمل بحثنا فى بحر القران لنجد الاجابة.

(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ) (يوسف 106)

إذاً فإن الله يخبرنا بأن أكثر المؤمنين مشركون ، والاية واضحة وصريحة، فكيف اشركوا وهم مؤمنون بالله ؟

(أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ ﴿173الأعراف﴾

ويوضح لنا هنا عز وجل توارث ( تواتر) الشرك بالله، فهل توارثت (تواترت) أمة الاسلام ايضاً؟

(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)آل عمران

وبذلك قد افادنا الله بمن هم الوالدين المشركين الذين يجاهدوا ابنائهم للشرك به.

ولم ننتهي من بحثا فى القران الكريم بعد، فعلينا ان نبحث من جديد عن كيفية واسهل الطرق للجهاد ضد الله للشرك به، وكيف يجاهد الوالدين ليكونو ركناً اساسياً فى بحتنا للايتين ﴿٨﴾ العنكبوت و ﴿15﴾ لقمان.

والجهاد ضد الله للشرك به، له عدة طرق بسيطة وسهلة جدا ـوالكثير منا نحن المسلمون نتبع كل هذة الطرق، وليس الوالدين فقط، التى اصبحت بمثابة العقيدة والروتين المقفل،لا يتغير ولا يتجدد، إلا بإرادة (كهنة التواتر) مبدعي هذة الطرق، تحت مسميات كثيرة واكثرها انتشاراًهى الحديث الشريف،وقال رسول الله ، ليصبح الشرك  (العمود الفقري لها) ، وليكونوا هم ( اصحاب أَقْفَالُ القُلُوب).

وبدون اتباع المسلم لهذة الطرق يكفر ويخرج مباشراًمن زمام الملة الاسلامية ( ملة كهنة التواتر) ولن يدخل الجنة، لان الشريك الذي أكمل لله  ما انتقص من تشريعاته واحكامه فى كتاب الله، لن يشفع له عند اللهيوم الحسابفيقول تعالى﴿وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون﴾.

ولكن لاسف يستمر المسلمون (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿١٧١البقرة﴾ فماذا يحدث لهم؟(ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي   لَا يُبْصِرُونَ ﴿١٧البقرة﴾

فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٩٢البقرة﴾

وبالتالي يجاهدون ابنائهم ان يتبعوا (ملة كهنة التواتر)  اصحاب أَقْفَالُ القُلُوب، لتحصل الابناء على الاقفال. و يقول الله تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤محمد﴾)

الاقفال التى حصلوا عليها من كهنه التواتر، ومتمسكين بقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ   عَلَى   ﴿٥٦الأحزاب﴾

متجاهلين قوله سبحانه فى نفس السورة ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43)الاحزاب

 وبنفس الاقفال التى صنعتها كهنة كل زمان (بالتواتر)، والبدع التى جعلت المسلمون (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ) ﴿١٨البقرة﴾.

ويقول تعالى ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ﴿٥٢الأعراف﴾

(قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٩٧الأنعام﴾

(وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢الإسراء﴾

(وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴿٥٥الأنعام﴾

(إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴿٥٧الأنعام﴾

فهل المسلمون فى حاجة الى اى كتاب او كلام او حديث غير كتاب وكلام الله ؟

ام ان الاية التالية  ليس فى كتاب الله ؟ (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) (الجاثية 6)

 (وَلَوْ كَانَ مِنْ     اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢النساء﴾

وبعيدا عن الاقفال الحديدة ، وبالعودة الى كتاب الله مرة اخري نجد الكثير من الايات ، التى لا نخلو كل السور من التحذر من الشرك بالله

وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴿٣٦النساء﴾

فعند كتابتي لهذا المقال، تذكرت قول الله تعالى وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ ﴿٣٥البقرة﴾

فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ ﴿١٩الأعراف﴾

وشعرت بنفس معنى قوله تعالى

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴿٤٨النساء﴾

ونعود لكهنة التواتر اصحاب الاقفال الحديدية، وبدعة قال رسول الله.

يقول تعالى

(مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴿٧٩آل عمران﴾

وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ﴿٨٠آل عمران﴾

و يعلمنا الله انهم جميعهم عباد لله، ويحدد الله دور الرسول او النبي

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧الأنبياء﴾

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴿٥٦الفرقان﴾

ثم يقول الله سبحانه وتعالى ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ﴿190الأعراف﴾

أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿191الأعراف﴾

فيتصدي كهنة التواتر لهذا المقال، واذكرهم بقوله تعالى {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ]الأنعام والاية الاخيرة.

اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ     فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٦٩الحج﴾

 

وادعود الله لوالدي

( رّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

(رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)

اجمالي القراءات 3459