5
هذا القرآن-5

عمرو توفيق في الأحد ١٧ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا القرآن-5
إننا لم نتلق القرآن عن طريق العنعنات؛ أي أننا عندما نقرأ آياته لا نجد أنه روى هذه الآية فلان عن فلان...الخ.
لكن الحقيقة التي نعرفها جميعا أننا ولدنا وعندما بدأنا نعي الأشياء حولنا وجدنا كتابا يحيطه أهلنا بالرعاية والاحترام بل وبالتقديس ،هذا الكتاب يسمونه القرآن الكريم.
والسؤال هو لماذا آمنا به رغم عدم وجود العنعنات؟
الحقيقة أن الكثير آمن به إيمانا وراثيا على طريقة هذا ما وجدنا عليه آباءنا.هذا الإيمان غالبا ما يكون إيمانا هشا & يمكن أن ينكسر عند مقابلة التشكيكات والشبهات ،وبالتالي فإن هذا النوع من الإيمان يحتاج أصحابه إلى قراءة القرآن قراءة متعقلة حتى يحدد موقفه الحقيقي منه.
هذه القراءة المتعقلة يمكن أن نسميها التدبر:(أفلا يتدبرون القرآن)
السؤال الآن:على أي أساس نتدبر القرآن؟
الغالبية منا لا يستطيعون إدراك الإعجاز اللغوي الذي على أساسه آمن به أجدادنا أيام البعثة لأنهم كانوا يمتلكون الحس اللغوي والتذوق البلاغي والذي لا نمتلكه نحن الآن.
ورغم ذلك ينبغي الا نحزن ، فالقرآن جاء لجميع الناس ويخاطب كل إنسان بالطريقة التي تناسبه.جاء لجميع الناس على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم وبيئاتهم.
القرآن يخاطب أولا شيئا مشتركا بين الناس جميعا،ألا وهو الفطرة:(فطرة الله التي فطر الناس عليها)
هذه الفطرة الموجودة فينا تجعلنا ندرك أن لهذا الكون خالقا واحدا،وعليه نجد أن المحور الذي يدور حوله القرآن هو محور التوحيد، ولأن القرآن جاء لتحرير العقل فهو لا يملي علينا حقيقة التوحيد بالتلقين ولكنه يدعونا دائما إلى التفكر حتى نصل إلى هذه الحقيقة بالعقل وليس بالإملاء وساق لنا من الآيات ما يساعدنا على ذلك:
(و يتفكرون في خلق السماوات والأرض،ربنا ماخلقت هذا باطلا)
(لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض،سبحان الله عما يصفون)
(قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا.سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)
هذا بالنسبة إلى الشيء المشترك بين الناس جميعا وهو الفطرة:فطرة التوحيد.
ثم نجد القرآن يخاطب الأطباء فيدلهم على دواء يعالج أمراضا كثيرة ألا وهو عسل النحل:
(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون.ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا،يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس،إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون)
هذه الآيات ليست للأطباء والصيادلة فقط،بل هي للمهندسين أيضا: فإن خلايا النحل مبنية بناء هندسيا رائعا.عندما يتأمل الإنسان بيوت النحل يخر ساجدا مقرا بعظمة الخالق الواحد لاإله إلا هو.
يخاطب القرآن علماء البيولوجيا وعلماء الكون وعلماء الجيولوجيا:
(أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت.وإلى السماء كيف رفعت.وإلىالجبال كيف نصبت.وإلى الأرض كيف سطحت.فذكر إنما أنت مذكر)
(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) راجع مقالة اتساع الكون.
أما عن كيفية تسطيح الأرض فيقول سبحانه وتعالى:
(والأرض بعد ذلك دحاها)والدحية هي البيضة.
عموما الإعجاز العلمي في القرآن كثير جدا وهناك الكثير من المواقع المختصة في هذا المجال.
نأتي بعد ذلك إلى الإعجاز الرقمي في القرآن:
(بسم الله الرحمن الرحيم) 19 حرفا. الرحمن وردت 57 مرة وبقسمتها على 19 تكون النتيجة3. الرحيم وردت 95 مرة وبقسمتها على 19 تكون النتيجة 5.لفظ الجلالة (الله) ورد 2699مرة وبجمعه مع113بسملة يكون الناتج2812 وبقسمته على 19 تكون النتيجة148.
عدد سور القرآن 114سورة وبقسمتها على 19 يكون الناتج 6.والرقم 19 مذكور في القرآن:(عليهاتسعة عشر)
يمكن أن نقول أن هناك شفرة ال 19 في القرآن. هناك أيضا شفرة الرقم 7 التمسوها من مواقع الإعجاز الرقمي.
كلمة {يوم} تكررت 365 مرة.كلمة{ شهر} تكررت 12مرة.
{الدنيا}115مرة و{الآخرة} 115مرة.
لا يمكن أن يكون البناء الرقمي في القرآن صدفة، بل هو بناء محكم ويلتمس ذلك من الكتب والمواقع المتخصصة.
المهم أريد أن أقول أن القرآن يثبت نفسه بنفسه؛أنه من عند الله ويجب أن نقرأه قراءة التدبر والتعقل:
(أفلا يتدبرون القرآن،ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)

اجمالي القراءات 11078