المحمديون الذين إتخذوا الشيطان وليا هم ( حزب الشيطان )

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٨ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

المحمديون الذين إتخذوا الشيطان وليا هم ( حزب الشيطان )

أولا  عن حزب ( الشيطان الشيعى ) اللبنانى

1 ـ قرر حزب شيعى سياسى أن يكون ( حزب الله ) بدون أن يأخذ رأى رب العزة جل وعلا ، أى جعل هذا الحزب نفسه فوق رب العزة ، اى ( واستغفر الله جل وعلا ) جعل رب العزة قاصرا يحتاج الى من يتكلم بإسمه . وصدق رب العزة جل وعلا حين وصف الكفار بأنهم ( مَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾ الحج ) (  وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٧﴾ الزمر )  . ربما لو سمّى هذا الحزب نفسه ( الحزب الشيعى ) لإنتفض بعض الشيعة لأنه إحتكر التشيع لنفسه دون بقية الشيعة ، ولربما واجه غضبا ، ولكن إستهان برب العزة ووجد أن من الأسهل له أن يحتكر رب العزة لنفسه ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ) وأن يستخدم إسم رب العزة لمصلحته ضد خصومه ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

2 ـ لم ينزل الله جل وعلا جبريل ليعلن للناس أن الحزب الفلانى هو ( حزب الله ) ، ولم ينزل توكيل إلاهى من رب العزة جل وعلا يعلن للبشر أن هذا الحزب  هو ( حزب الله )  جل وعلا ، وأن ما عداه ومن عداه هم أحزاب الشيطان . ولكن هذا الحزب من أجل مطامح سياسية ومذهبية أقحم إسم رب العزة جل وعلا ليشترى به ثمنا قليلا . كان يمكنه أن يسمى حزبه ( حزب الكفاح أو حزب التفاح أو حتى ( حزب وداد قلبى )..أى إسم دنيوى بعيدا عن التلاعب بإسم رب العزة جل وعلا ، ولكنه لم يفعل . المفترض فى المؤمن أنه إذا ذُكر إسم الله خشع ووجل قلبه ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ  ) ﴿٢﴾ الأنفال ). هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

3 ـ  قال جل وعلا : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴿١٣﴾ لقمان ). والشرك دركات ، والظلم فيه درجات ، والأظلم هو من يفترى على الله جل وعلا كذبا ويكذّب بآياته ، وأكدت هذا آيات قرآنية كثيرة  منها قوله جل وعلا : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾ يونس )( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ الانعام )( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٤﴾ الانعام ). وهذا حزب جعل عنوانه أفظع ظلم لرب العزة جل وعلا . هو حزب الشيطان الذى لا يؤمن بالله جل وعلا ولا يؤمن باليوم الآخر ..

4 ـ ولكن من الإنصاف لهذا الحزب أن نقرر أنه ليس وحده حزب الشيطان . المحمديون كلهم ضمن حزب الشيطان ، كانوا ولا يزالون .

ثانيا : المحمديون ليسوا ( حزب الله ). لماذا ؟

1 ـ لأنهم ليسوا متقين . التقوى أن تخشى الله جل وعلا فلا تتخذ معه أولياء وآلهة ، والمحمديون تتكاثر فى أديانهم الأرضية الآلهة والأولياء ، والتقوى أن تخشى الله جل وعلا فلا تقترف الكبائر من القتل والزنا . وتاريخ أسلاف المحمديين الذى جعلوه ( السلف الصالح ) يشهد بإجرامهم فى الفتوحات والحروب الأهلية ، ثم ترى المحمديين على طريق سلفهم سائرون ، أو كما قال جل وعلا : ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ ﴿٦٩﴾ فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ ﴿٧٠﴾ الصافات )

2 ـ  هناك صحابة سابقون من المهاجرين والأنصار والذين إتبعوهم بإحسان وهناك صحابة مردوا على النفاق ، قال جل وعلا : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٠٠﴾ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾التوبة ). السابقون من الصحابة لم يذكر رب العزة أسماءهم ، ولم يذكرهم التاريخ لأن التاريخ ينام فى أحضان الطغاة والمشاهير ، لذا ذكر وهلّل للخلفاء الفاسقين وحوّلهم الى آلهة . تخيل بلدا ممتلئا بالمتقين من الرجال والنساء الفضليات ، ثم تظهر فى هذا البلد إمرأة فاجرة ، سيتكلم الناس عن هذه الفاجرة وعن البلد ، دون ذكر للمتقين فيها. المتقون من الصحابة كانوا فى حياتهم لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا لذا لم يشاركوا فى الفتوحات ولا فى الفتنة الكبرى ، إبتعدوا عن هذه الكبائر فلم يعرفهم التاريخ وبالتالى فلا نعرف عنهم شيئا . يكفى فيهم ما قاله جل وعلا عنهم فى الآية ( 100 ) من سورة التوبة ، ويكفى فيهم وفى غيرهم من المتقين  قوله جل وعلا : (  تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٨٣﴾ القصص ). يكفى أن مصيرهم هو الجنة التى لا يدخلها إلا المتقون : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴿٦٣﴾ مريم ). ليس لنا أن نحدد الأشخاص المتقين فذلك سيظهر فقط يوم الحساب عند دخول الجنة . ولكن يكفى أن نقول إنهم ( حزب الله ) وأن أصحاب الجحيم هم ( حزب الشيطان ).

3 ـ المؤمن لا يزكّى نفسه بالتقوى طاعة لقوله جل وعلا : ( فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ﴿النجم: ٣٢﴾ ). إذا فعل صار من حزب الشيطان لأنه إفترى على الله جل وعلا كذبا . قال جل وعلا عن بعض أهل الكتاب الذين زكُّوا أنفسهم : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا )﴿٥٠﴾النساء ) . أحط أنواع التزكية للنفس أن تمنح نفسك لقب ( حزب الله ) 6تحارب به غيرك .

ثالثا : المحمديون هم حزب الشيطان .  

1 ـ المحمديون هم حزب الشيطان لأنهم أصدروا قرارا بأنهم ( أمة محمد ) التى ستدخل الجنة بمجرد قول ( الشهادتين ) وبشفاعة الإله الذى أسموه ( محمدا )  ، بل جعلوه يبدأ عمله مبكرا وهو فى القبر ( المقدس ) المنسوب اليه حيث تُعرض عليه أعمال ( أمة محمد ) فيوقع عليها بالقبول . ! ولذا يحجون الى القبر الرجسى متوسلين متعبدين لينالوا الشفاعة . نستعيد قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم ۚ بَلِ اللَّـهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴿٤٩﴾ انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۖ وَكَفَىٰ بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا )﴿٥٠﴾ النساء ) . وهى تنطبق اليوم على المحمديين الذين يزعمون الايمان بالقرآن وهم أكفر الخلق بالقرآن .!

2 ـ من صفات الكافرين المشركين الاختلاف فى الدين . الشيطان يوقعهم فى التفرق من بعد أن ينزل الله جل وعلا العلم الالهى ( الكتاب ) يبغون عليه بأحاديث شيطانية ( آل عمران 19 ) . والرسالات الإلهية واحدة لكل الرسل،خاطبهم جل وعلا فقال:( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖإِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾ وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢﴾المؤمنون ) هذا هو ما ينبغى أن يكون ، أن يكونوا (أمة واحدة ) مهما إختلف الزمان والمكان ، لأنهم سيكونون يوم القيامة ( حزب الله ) الحقيقى ، سيكونون أمة واحدة ، قال عنها رب العزة جل وعلا : (وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا ﴿٦٩﴾ النساء  ) . ولكن الذى حدث  هو نشوء ( حزب الشيطان ) أو هو التفرق وصناعة كتب شيطانية كل حزب له كتبه ، قال جل وعلافى الآية التالية : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٥٣﴾ المؤمنون ). بعد عيسى إختلفوا إذ رفعوا عيسى الى مرتبة الألوهية وصاروا عيسويين ( جزويت ) و( مسيحيين ) نسبة الى الإله الذى صنعوه، واليه نسبوا أنفسهم ( أمة المسيح / أمة يسوع ). نفس الحال حدث بعد موت خاتم النبيين ، تفرقوا سياسيا فى البداية ثم تحولت الخلافات السياسية الى الدين وفرق ومذاهب وطوائف دينية وعززتها الأحاديث الشيطانية ، ومع تفرقهم وإختلافهم إتفقوا على تأليه إله أسموه محمدا ، ونسبوا أنفسهم اليه ( أمة محمد ) لذا نقول عنهم ( محمديون ) . وبهذا التفرق هم حزب الشيطان .

3 ـ وكانت البداية من الفطرة الدين القيّم ( لا إله إلا الله )،وقد أوصى بها رب العزة جل وعلا فقال : ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾  مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖكُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿٣٢﴾ الروم ). فصفات المشركين ( حزب الشيطان ) انهم فرقوا دينهم وأصبحوا شيعا وأحزابا دينية تحت لواء الشيطان . وقد تكرر هذا التحذير فى الوصية العاشرة من الوصايا العشر ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾الأنعام ) مع أمر للنبى محمد بأن يتبرأ ممّن فرقوا دينهم . ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ﴿١٥٩﴾الانعام   )

4 ـ فى كتابه الكريم حذّر رب العزة الناس من عدوهم الشيطان ، وأمرهم أن يتخذوه عدوا لأنه فعلا عدو لهم ، وهو يدعو ( حزبه ) ليكونوا من أصحاب السعير . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ فاطر ). الشيطان يعد حزبه ويمنيهم بالشفاعات ودخول الجنة بأسهل ما يكون ، ووصف الله جل وعلا دعوته بالغرور، وفى النهاية مصيرهم السعير :( وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾ النساء   )

رابعا : المنافقون أئمة المحمديين

 مع إختلاف الزمان والمكان فإن أوجه الشبه كثيرة بين منافقى المدينة وأئمة المحمديين ، وهذا موضوع يطول شرحه ، ولكن يكفى إن الله جل وعلا شهد على المنافقين بالكذب ، وأئمة المحمديين يقدسون حميع الصحابة بما فيهم المنافقون ، وأفظع المنافقين كفرا هم الذين مردوا على النفاق ، وصاروا الخلفاء ( الراشدين ) وأصبحوا آلهة لدى المحمديين . وأئمة الدين السنى يجعلون كل الصحابة عدولا معصومين من الكذب  كفرا وتكذيبا لرب العزة جل وعلا . فيما يخص موضوعنا عن ( حزب الشيطان ) نقرأ قوله جل وعلا عن المنافقين فى سورة المجادلة :

  1 : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤﴾). المنافقون تحالفوا مع قوم معتدين يتآمرون على الدولة التى ينتمون اليها ، وهنا إشارة قرآنية ضمن إشارات قرآنية أخرى جاءت فى سورة الحشر ( 11 : 17 ) وفى الآيتين 16 ، 17 تمثيل لهم بالشيطان حين يخدع الانسان  ويجعله يكفر ثم يتبرأ منه.  وفى سورة التوبة آيات عن إقامتهم مسجد الضرار الذى إتخذوه مرصدا لمن حارب الله ورسوله ( التوبة 107 : 110 )  وكانوا بعد فضحهم يحلفون أن غرضهم حسن وشهد الله جل وعلا أنهم لكاذبون. وذكر رب العزة فى الآية 110 أن هذا المسجد سيظل باقيا فى عصر الخلفاء الفاسقين دليلا على ما فى قلوبهم من كفر وريبة .

2 ـ (أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾) هذا العذاب الذى توعدهم به رب العزة جل وعلا دليل على أنهم ماتوا على كفرهم ، أى ظلوا حزب الشيطان بعد موت النبى محمد ، وبالتالى صاروا من أعمدة الفتوحات الظالمة الباغية الكافرة .

3 ـ ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿١٦﴾. هذا تأكيد على إدمانهم الكذب ، وتكرر هذا فى الآية الثانية من سورة ( المنافقون ) وآيات أخرى فى سورة التوبة .  

4 ـ ( لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۚ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١٧﴾). كانوا اثرياء وأصحاب أولاد ، ونهى الله جل وعلا النبى محمدا عن أن يعجب بأموالهم وأولادهم ( التوبة 55 ، 85 )  

5 ـ ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴿١٨﴾ ) لأنهم حزب الشيطان فسيدخلون الجحيم وسيظلون مصممين على الكذب بنفس الطريقة ، أى سيحلفون امام الله جل وعلا كذبا . والسبب جاء فى الآية التالية :

6 ـ( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّـهِ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٩﴾ ) إستحوذ عليهم الشيطان ، أى تمكن منهم تمام التمكن ، وسيطر عليهم تمام السيطرة ، فأنساهم ذكر الله بمعنى التقوى ، وإلا فهم يحلفون بإسم الله كذبا . وهم بذلك حزب الله ، وهم الخاسرون .

7 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ﴿٢٠﴾). ولأنهم حزب الله فهم يحادون ويحاربون الله ورسوله ، ومصيرهم الإذلال .

8ـ ( كَتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٢١﴾) وطالما مصيرهم الى الإذلال فإن الله جل وعلا سينصر رسله ، وتكرر هذا فى سورة غافر ( 51 : 52 )

9 ـ ( لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚأُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾ المجادلة ) الذين يعملون الصالحات ويتمسكون بالتقوى لا يمكن أن يوالوا ويوادوا من يعادى ويحارب الله ورسوله ، أى لا يمكن أن يجتمع فى قلوبهم حب الله جل وعلا ورسوله وحب المعادين لله جل وعلا ورسوله . بذلك يكونون مؤهلين للإلتحاق بحزب الله يوم القيامة ويلتحقون بالجنة .

أخيرا :

1 ـ الحرب قائمة الآن بين الذين ينصرون الله ورسوله والذين يعادون الله ورسوله . نحن أهل القرآن نحتكم الى القرآن  فى تلك الأحاديث الشيطانية المنسوبة زورا للنبى محمد بعد وفتنه تسوّه سيرته وتشوّه الاسلام دين الرحمة والعدل والسلام والاحسان : (الأنعام : 112: 114) . نحن الذين بجهادنا المستمر والمتّصل  ضد الكهنوت وضد الاستبداد ننصر الله جل وعلا ورسوله ، ونتلقى اللعنات والاضطهاد والتكفير من أعداء الله ورسوله . نحن نستشهد بالقرآن ، نقول ( قال الله جل وعلا ) وهم يستشهدون بالبخارى والنووى والسيوطى وابن تيمية وابن عبد الوهاب . هم إختاروا أن يكون من حزب الشيطان ، ونحن نرجو ونتمنى أن يجعلنا ربنا جل وعلا من حزب الله يوم القيامة .

2 ـ  نحن نوالى الله جل وعلا ورسوله ونرجو أن يجعلنا ربنا جل وعلا ضمن حزب الله .  نرجو أن ينطبق علينا قول ربنا جل وعلا : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥﴾ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٥٦﴾ المائدة ).

3 ـ اللهم إجعلنا من حزب الله ..

اجمالي القراءات 4044