نقد كتاب الأصنام

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ١٦ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب الأصنام
الكتاب تأليف هشام بن محمدٍ الكلبي كما هو معروف فى التاريخ والمفترض فى أى كتاب يتناول الأصنام أن يتناول ما جاء عنها فى القرآن لكى يكون بحثه أقرب إلى الصحة ولكن كتاب الكلبى يتناول الروايات وهى كلها روايات ألفها الوضاعين والكاذبين عن تاريخ الأصنام دون أن يكون لها أى أساس من الصحة لأنها تتعارض مع وحى الله
ذكر الكلبى الفرق بين الصنم والوثن فقال :
"حدثنا الحسن بن عليلٍ قال حدثنا علي بن الصباح قال قال لنا أبو المنذر هشام بن محمد إذا كان معمولا من خشب أو ذهب أو من فضة صورة إنسانٍ، فهو صنم؛ وإذا كان من حجارةٍ، فهو وثن"
وأول الروايات تقول :
"قال حدثنا أبى وغيره - وقد أثبت حديثهم جميعاً - أن إسماعيل بن إبراهيم " صلى الله عليهما " لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثير حتى ملأوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق، ضاقت عليهم مكة ووقعت بينهم الحروب والعداوات واخرج بعضهم بعضاً، فتفسحوا في البلاد والتماس المعاش وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم، تعظيماً للحرم وصبابةً بمكة فحيثما حلوا، وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة، تيمناً منهم بها وصبابةً بالحرم وحبا له وهم بعد يعظمون الكعبة ومكة، ويحجون ويعتمرون، على إرث إبراهيم وإسماعيل " عليهما السلام ثم سلخ ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحبوا، ونسوا ما كانوا عليه، واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم من قبلهم وانتجثوا ما كان يعبد قوم نوحٍ " عليه السلام " منها، على إرث ما بقي فيهم من ذكرها وفيهم على ذلك بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتنسكون بها من تعظيم البيت، والطواف به، والحج، والعمرة، والوقوف على عرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، والإهلال بالحج والعمرة - مع إدخالهم فيه ما ليس منه فكانت نزار تقول إذا ما اهلت لبيك اللهم! لبيك! لبيك! لا شريك لك! - إلا شريك هو لك! تملكه وما ملك! ويوحدونه بالتلبية، ويدخلون معه آلهتم ويجعلون ملكها بيده يقول الله " عز وجل " لنبيه " صلى الله عليه وسلم " " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " أي ما يوحدونني بمعرفة حقى، إلا جعلوا معي شريكاً من خلقي وكانت تلبية عك، إذا خرجوا حجاجاً، قدموا أمامهم غلامين أسودين من غلمانهم، فكانا أمام ركبهم فيقولان نحن غرابا عك! فنقول عك من بعدهماعك إليك عانيه، عبادك اليمانية، كيما نحج الثانية! وكانت ربيعة إذا حجت فقضت المناسك ووقفت في المواقف، نفرت في النفر الأول ولم تقم إلى آخر التشريق فكان أول من غير دين إسماعيل عليه السلام، فنصب الأوثان وسيب السائبة، ووصل الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية عمرو بن ربيعة، وهو لحى بن حارثة ابن عمرو بن عامر الأزدي وهو أبو خزاعة وكانت أم عمرو بن لحى فهيرة بنت عمرو بن الحارث ويقال قمعة بنت مضاض الجرهمي وكان الحارث هو الذي يلي أمر الكعبة فلما بلغ عمرو بن لحى، نازعه في الولاية وقاتل جرهما بني إسماعيل فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة ونفاهم من بلاد مكة، وتولى حجابة البيت بعدهم ثم إنه مرض مرضاً شديداً، فقيل له إن بالبلقاء من الشأم حمةً إن أتيتها، برأت فأتاها فاستحم بها، فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام، فقال ما هذه؟ فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو فسألهم أن يعطوه منها، ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة"
فى الرواية العديد من الأخطاء
الأول قوله "لما سكن مكة وولد له بها أولاد كثير حتى ملأوا مكة ونفوا من كان بها من العماليق"
كلام استهبال فإسماعيل (ص) طبقا لما فى روايات حديث تغيير العتبة تزوج اثنتين طلق واحدة فإذا انجبت ستنجب حوالى عشرة او اثنا عشر ولو تكاثروا فلن يبلغ عددهم فى عهد جدهم اكثر من مئتى نفس فكيف مئتى نفر بطرد العماليق ؟
والسؤال وهل كان فى مكة أحد من البشر سوى إسماعيل(ص) وأمه كما قال الله على لسان إبراهيم "إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم "؟
ولماذا طلب إبراهيم(ص) من الله أن يأتيهم بناس يسكنون معهم فى الدعاء "فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم"؟
الثانى قوله"وكان الذي سلخ بهم إلى عبادة الأوثان والحجارة أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن إلا احتمل معه حجراً من حجارة الحرم، تعظيماً للحرم وصبابةً بمكة فحيثما حلوا، وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة"
والخطأ هنا هو أن الكعبة كانت مبنية من الحجارة وبيت الله لم يكن فيه شىء من الحجارة وهذا الكلام استهبال فلو أن كل مسافر أخذ حجر من من الحجارة المزعومة لن يكون فى البيت أى حجر إذا قلنا أن عددهم فى عشرات القرون أكثر من مئة ألف
الثالث قوله" والحج، والعمرة، والوقوف على عرفة ومزدلفة، وإهداء البدن، والإهلال بالحج والعمرة - مع إدخالهم فيه ما ليس منه"
والخطأ إدخال الحرم ما ليس منه وهو يناقض أنه لا يمكن لأحد أن يغير شىء فى الكعبة لأن من يقرر فعل أى ذنب فيها يعاقب قبل أن يرتكبه كما قال تعالى "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
الرابع قولهم " فكان أول من غير دين إسماعيل عليه السلام، فنصب الأوثان وسيب السائبة، ووصل الوصيلة وبحر البحيرة وحمى الحامية عمرو بن ربيعة، ووجد أهلها يعبدون الأصنام، فقال ما هذه؟ فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو فسألهم أن يعطوه منها، ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة"
الخطا كون الدين إسماعيل وهو ما يناقض كون الإسلام دين الله وليس دين شخص حتى ولو كان نبى
والفقرة السابقة تقول أن عمرو بن لحى جلب عبادة الأصنام من الشام بعد أن شفى فيها وهو قوله" فلما بلغ عمرو بن لحى، نازعه في الولاية وقاتل جرهما بني إسماعيل فظفر بهم وأجلاهم عن الكعبة ونفاهم من بلاد مكة، وتولى حجابة البيت بعدهم ثم إنه مرض مرضاً شديداً، فقيل له إن بالبلقاء من الشأم حمةً إن أتيتها، برأت فأتاها فاستحم بها، فبرأ ووجد أهلها يعبدون الأصنام، فقال ما هذه؟ فقالوا نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو فسألهم أن يعطوه منها، ففعلوا فقدم بها مكة ونصبها حول الكعبة"
وفى الرواية التالية أن سبب إنشاء الرجل عبادة الأصنام هو أن عفريته من الجن طلبب منه الذهاب إلى جدة لجلب الأصنام الخمسة التى زعم الكلبى عبادة قوم نوح(ص) لها فقال:
"حدثنا أبو علي العنزي قال حدثني على بن الصباح قال قال أبو المنذر قال الكلبي وكان عمرو بن لحى، وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن آمرئ القيس ابن مازن بن الأزد، وهو أبو خزاعة وأمه فهيرة بنت الحارث، ويقال إنها كانت بنت الحارث بن مضاض الجرهمي، وكان كاهنا وكان قد غلب على مكة واخرج منها جرهماً وتولى سدانتها وكان له رئى من الجن وكان يكنى أبا ثمامة، فقال له عجل بالمسير والظعن من تهامه بالسعد والسلامه! قال جير ولا إقامه
قال ايت ضف جده، تجد فيها أصناما معده، فأوردها تهامة ولا تهاب، ثم ادع العرب إلى عبادتها تجاب فأتى شط جدة فاستثارها ثم حملها حتى ورد تهامة وحضر الحج، فدعا العرب إلى عبادتها قاطبةً فأجابه عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة، فدفع إليه وداً فحمله إلى وادي القرى فأمره بدومة الجندل ... قال وأجابت عمرو بن لحى مضر بن نزارٍ، فدفع إلى رجل من هذيل، يقال له الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن اليأس بن مضر سواعاً فكان بأرضٍ يقال لها رهاط من بطن نخلة، يعبده من يليه من مضر .. وأجابته مذحج فدفع إلى أنعم بن عمرو المرادي يغوث وكان بأكمة باليمن، يقال لها مذحج، تعبده مذحج ومن والاها وأجابته همدان فدفع إلى مالك بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم ابن خيران بن نوف بن همدان يعوق فكان بقرية يقال لها خيوان، تعبده همدان ومن والاها من أرض اليمن وأجابته حمير فدفع إلى رجل من ذي رعينٍ يقال له معد يكرب نسراً فكان بموضعٍ من أرض سبإٍ يقال له بلخع، تعبده حمير ومن والاها فلم يزل يعبدونه "
وذكر الكلبى الرواية التالية عن عمرو بن لحى فقال:
"قال هشام فحدثنا الكلى عن أبي صالح عن ابن عباس قال قال النبي " عليه السلام " رفعت لى النار فرأيت عمراً رجلاً قصيراً أحمر أزرق يجر قصبه في النار قلت من هذا؟ قيل هذا عمرو بن لحى، أول من بحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وسيب السائبة، وحمى الحامى، وغير دين إبراهيم، ودعا العرب إلى عبادة الأوثان قال النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بنيه به قطن بن عبد العزى فوثب قطن فقال يا رسول الله! أيضرني شبهه شيئا؟ قال لا، أنت مسلم وهو كافر وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ورفع لى الدجال، فإذا رجل أعور، آدم، جعد وأشبه بني عمرو به أكثر بن عبد العزى فقام أكثم فقال يا رسول الله! هل يضرني شبهي إياه شيئاً؟ قال لا، أنت مسلم وهو كافر"
هذه الرواية تخالف القرآن فى علم ابلنبى(ص) بالغيب وهو ما نفاه الله على لسان النبى(ص) بقوله ""قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون"
وثانى روايات الكلبى:
"قال أبو المنذر هشام بن محمدٍ فحدث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إسافاً ونائلة رجل من جرهم يقال له إساف بن يعلى، ونائلة بنت زيدٍ من جرهم وكان يتعشقها في أرض اليمن فأقبلوا حجاجاً، فدخلا الكعبة، فوجدا غفلةً من الناس وخلوة في البيت، ففجر بها في البيت، فمسخا فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدتهما خزاعة وقريش، ومن حج البيت بعد من العرب وكان أول من اتخذ تلك الأصنام، من ولد إسماعيل وغيرهم من الناس و سموهما بأسمائها على ما بقى فيهم من ذكرها حين فارقوا دين إسماعيل"
الخطأ أن إساف زنا بنائلة فى الكعبة ولذا حولهما الله لتماثيل وهو يناقض أنه لا يمكن لأحد أن يرتكب ذنب فى الكعبة لأن من يقرر فعل أى ذنب فيها يعاقب قبل أن يرتكبه كما قال تعالى "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
وقد ذكر الكلبى رواية مناقضة فالمسخ تم فى الكعبة فى الرواية السابقة وفى الرواية التالية مسخا خارج الكعبة ثم نقلا للكعبة وهى تقول:
"وكان لهم إساف ونائلة ولما مسخا حجرين، وضعا عند الكعبة ليعظ الناس بهما فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام، عبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما "
ثالث الروايات الهشامية الكلبية:
"هذيل بن مدركة اتخذوا سواعا فكان لهم برهاطٍ من أرض ينبع وينبع عرض من أعراض المدينة وكانت سدنته بنو لحيان ولم أسمع لهذيلٍ في أشعارها له ذكراً، إلا شعر رجلٍ من اليمن واتخذت كلب ودا بدومة الجندل واتخذت مذحج وأهل جرش يغوث وقال الشاعر خياك ود! فإنا لا يحل لنا لهو النساء، وإن الدين قد عزما وقال الآخر وسار بنا يغوث إلى مرادٍ فناجزناهم قبل الصباح واتخذت خيوان يعوق فكان بقرية لهم يقال لها خيوان من صنعاء على ليلتين، مما بلى مكة ولم أسمع همدان سمت به ولا غيرها من العرب؛ ولم أسمع لها ولا لغيرها فيه شعراً وأظن ذلك لأنهم قربوا من صنعاء واختلطوا بحمير، فدانوا معهم باليهودية، أيام تهود ذو نواسٍ، فتهودوا معه واتخذت حمير نسراً فعبدوه بأرض يقال لها بلخع ولم أسمع حمير به أحدا، ولم أسمع له ذكرا في أشعارها ولا أشعار أحدٍ من العرب وأظن ذلك كان لانتقال حمير أيام تبعٍ عن عبادة الأصنام إلى اليهودية وكان الحمير أيضا بيت بصنعاء يقال له ريام، يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح وكانوا فيما يذكرون يكلمون منه فلما انصرف تبع من مسيره الذي سار فيه إلى العراق، قدم معه الحبران اللذان صحباه من المدينة فأمراه بهدم رئام قال شأنكما به فهدماه وتهود تبع وأهل اليمن فمن ثم لم أسمع بذكر رئام ولا نسرٍ في شئ من الأشعار ولا الأسماء ولم تحفظ العرب من أشعارها إلا ما كان قبيل الإسلام قال هشام أبو المنذر ولم أسمع في رئام وحده شعراً، وقد سمعت في البقية هذه الخمسة الأصنام التي كانت يعبدها قوم نوحٍ، فذكرها الله " عز وجل " في كتابه، فيما أنزل على نبيه " عليه السلام " " قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خساراً ومكروا مكراً كباراً وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً وقد أضلوا كثيراً ولا تزد الظالمين إلا ضلالاً "
فلما صنع هذا عمرو بن لحى، دانت العرب للأصنام وعبدوها واتخذوها
فكان أقدمها كلها"
الخطأ أن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسر كانوا أصناما ولم يقل هذا فى آيات سورة نوح(ص) والظاهر أنهم أسماء قادة القوم أو كما فى الآيات إذا اعتبرنا الواو بين لا تذرن آلهتكم وبين ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً هى واو التفسير
بعد هذا قال تحت عنوان مناة
"مناة:
وقد كانت العرب تسمى عبد مناة وزيد مناة وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد، بين المدينة ومكة وكانت العرب جميعا تعظمه وتذبح حوله وكانت الأوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكة وما قارب من المواضع يعظمونه ويذبحون له ويهدون له وكان أولاد معد على بقيةٍ من دين إسماعيل " عليه السلام " وكانت ربيعة ومضر على بقيةٍ من دينه ولم يكن أحد أشد إعظاماً له من الأوس والخزرج
قال أبو المنذر هشام بن محمد وحدثنا رجل من قريش عن أبي عبيدة بن عبد الله بن أبي عبيدة بن عمار ابن ياسر وكان أعلم الناس بالأوس والخزرج قال كانت الأوس والخزرج ومن يأخذ بأخذهم من عرب أهل يثرب وغيرها، فكانوا يحجون فيقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون رءوسهم فإذا نفروا أتوه، فحلقوا رءوسهم عنده وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما إلا بذلك فلإعظام الأوس والخزرج يقول عبد العزى بن وديعة المزني، أو غيره من العرب إنى حلفت يمين صدقٍ برةً بمناة عند محل آل الخزرج! وكانت العرب جميعا في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعا الخزرج فلذلك يقول عند محل آل الخزرج
ومناة هذه التي ذكرها الله " عز وجل " فقال " ومناة الثالثة الأخرى " وكانت لهذيلٍ وخزاعة وكانت قريش وجميع العرب تعظمه فلم يزل على ذلك حتى خرج رسول الله " صلى الله عليه وسلم " من المدينة سنة ثمانٍ من الهجرة، وهو عام فتح الله عليه فلما سار من المدينة أربع ليالٍ أو خمس ليالٍ، بعث علياً إليها فهدمها وأخذ ما كان لها فأقبل به إلى النبي " صلى الله عليه وسلم " فكان فيما أخذ سيفان كان الحارث بن أبي شمرٍ الغساني ملك غسان أهداهما لها أحدهما يسمى مخذماً والآخر رسوباً وهما سيفا الحارث اللذان ذكرهما علقمة في شعره، فقال
مظاهر سر بالى حديدٍ عليهما عقيلا سيوفٍ مخذم ورسوب فوهبهما النبي " صلى الله عليه وسلم " لعلى " رضي الله عنه " فيقال إن ذا الفقار، سيف على، أحدهما ويقال إن عليا وجد هذين السيفين في الفلس، وهو صنم طي، حيث بعثه النبي " صلى الله عليه وسلم " فهدمه"
نلاحظ فى الكلام تناقضا وهو كون السيوف أخذت من مكان هدم صنم مناة وبين أخذها من الفلس صنم طىء وقد ذكر رواية أخرى عن الفلس قال فيها:
"حدثنا العنزي أبو علي قال حدثنا علي بن الصباح قال أخبرنا هشام بن محمد أبو المنذر قال أخبرنا أبو باسلٍ الطائي عن عمه، عنترة بن الأخرس قال كان لطي صنم يقال له الفلس وكان أنفا أحمر في وسط جبلهم الذي يقال له أجأ، أسود كأنه تمثال إنسان وكانوا يعبدونه ويهدون إليه ويعترون عنده عتائرهم، ولا يأتيه خائف إلا أمن عنده، ولا يطرد أحد طريدةً فيلجأ بها إليه إلا تركت له ولم تخفر حويته
وكانت سدنته بنو بولان وبولان هو الذي بدأ بعبادته... فلم يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي " عليه السلام " فبعث إليه على ابن أبي طالب فهدمه وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني، ملك غسان قلده إياهما، يقال لهما مخذم ورسوب وهما السيفان اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة في شعره فقدم بهما علي بن أبي طالب على النبي " صلى الله عليه وسلم " فتقلد أحدهما ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب، فهو سيفه الذي كان يتقلده "
كما نلاحظ حكاية تسمية الأوس والخزرج باسم الخزرج وهو أمر يتعارض مع الروايات المعروفة التى تقول بوجود صراع تاريخى بين الفريقين وهو ما يعنى أنهما لم يطلق عليهما اسم واحد
وبعد ذلك ذكر هشام التالى:
"ثم اتخذوا اللات :
واللات بالطائف، وهي أحدث من مناة وكانت صخرةً مربعةً وكان يهودي يلت عندها السويق وكان سدنتها من ثقيف بنو عتاب بن مالكٍ وكانوا قد بنوا عليها بناءً وكانت قريش وجميع العرب تعظمها وبها كانت العرب تسمى زيد اللات وتيم اللات وكانت في موضع منارة مسجد الطائف اليسرى اليوم وهي التي ذكرها الله في القرآن، فقال " أفرأيتم اللات والعزى " ولها يقول عمرو بن الجعيد"
فإنى وتركي وصل كأسٍ لكالذي تبرأ من لاتٍ، وكان يدينها!
وله يقول المتلمس في هجائه عمرو بن المنذر
أطردتني حذر الهجاء، ولا واللات والأنصاب لا تئل!
فلم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف، فبعث رسول الله " صلى الله عليه وسلم " المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار وفي ذلك يقول شداد بن عارضٍ الجشمي حين هدمت وحرقت، ينهى ثقيفاً عن العود إليها والغضب لها:
لا تنصر و اللات إن الله مهلكها! وكيف نصركم من ليس ينتصر؟
إن التي حرقت بالنار فاشتعلت، ولم تقاتل لدى أحجارها، هدر
إن الرسول متى ينزل بساحتكم يظعن، وليس بها من أهلها بشر"
ثم اتخذوا العزى:
وهي أحدث من اللات ومناة وذلك أني سمعت العرب سمت بهما قبل العزى فوجدت تميم بن مر سمى ابنه زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة؛ وعبد مناة بن أد؛ وباسم اللات سمى ثعلبة بن عكابة ابنه تيم اللات؛ وتيم اللات بن رفيدة بن ثور؛ وزيد اللات بن رفيدة بن ثور بن وبرة بن مر بن أد ابن طابخة؛ وتيم اللات بن النمر بن قاسط؛ وعبد العزى بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم فهى أحدث من الأوليين
وعبد العزى بن كعب من أقدم ما سمت به العرب وكان الذي اتخذ العزى ظالم بن أسعد كانت بوادٍ من نخلة الشآمية، يقال له حراض، بإزاء الغمير، عن يمين المصعد إلى العراق من مكة وذلك فوق ذات عرقٍ إلى البستان بتسعة أميال فبنى عليها بساً، يريد بيتا وكانوا يسمعون فيه الصوت وكانت العرب وقريش تسمى بها عبد العزى وكانت أعظم الأصنام عند قريش وكانوا يزورونها ويهدون لها ويتقربون عندها بالذبح وقد بلغنا أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ذكرها يوما، فقال لقد أهديت للعزى شاةً عفراء، وأنا على دين قومي وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى! فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! كانوا يقولون بنات الله " عز وجل عن ذلك! " وهن يشفعن إليه فلما بعث الله رسوله أنزل عليه " ؟أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألهكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان " وكانت قريش قد حمت لها شعباً من وادي حراضٍ يقال له سقام يضاهون به حرم الكعبة ....فلذلك يقول زيد بن عمرو بن نفيل وكان قد تأله في الجاهلية وترك عبادتها وعبادة غيرها من الأصنام
تركت اللات والعزى جميعاً، كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمي بني غنمٍ أزور
ولا هبلاً أزور وكان رباً لنا في الدهر إذ حلمى صغير
وكان سدنة العزى بنو شيبان بن جابر بن مرة بن عبس بن رفاعة بن الحارث ابن عتيبة بن سليم بن منصور من بني سليم وكان آخر من سدنها منهم دبية ابن حرمى السلمي ...
فلم تزل العزى كذلك حتى بعث الله نبيه " صلى الله عليه وسلم " فعابها وغيرها من الأصنام، ونهاهم عن عبادتها، ونزل القرآن فيها فاشتد ذلك على قريش ومرض أبو أحيحة وهو سعيد بن العاص بن أمية ابن عبد شمس بن عبد مناف مرضه الذي مات فيه فدخل عليه أبو لهبٍ يعوده، فوجده يبكي فقال ما يبكيك، يا أبا أحيحة؟ أمن الموت تبكي، ولا بد منه؟ قال لا ولكني أخاف أن لا تعبد العزى بعدي قال أبو لهب والله ما عبدت حياتك لأجلك، ولا تترك عبادتها بعدك لموتك! فقال أبو أحيحة الآن علمت أن لي خليفة! وأعجبه شدة نصبه في عبادتها فلما كان عام الفتح، دعا النبي " صلى الله عليه وسلم " خالد بن الوليد، فقال انطلق إلى شجرةٍ ببطن نخلة، فأعضدها فانطلق فأخذ دبية فقتله، وكان سادنها ...,,..... قال أبو المنذر وكان سعيد بن العاص أبو أحيحة يعتم بمكة فإذا اعتم لم
حدثنا العنزي أبو علي، قال حدثنا علي بن الصباح، قال أخبرنا أبو المنذر، قال حدثني أبى عن أبى صالح عن ابن عباس، قال كانت العزى شيطانةً تأتي ثلاث سمراتٍ ببطن نخلة فلما افتتح النبي " صلى الله عليه وسلم " مكة، بعث خالد بن الوليد، فقال له إيت بطن نخلة، فإنك تجد ثلاث سمراتٍ، فأعضد الأولى! فأتاها فعضدها فلما جاء إليه " عليه السلام " ، قال هل رأيت شيئاً؟ قال لا قال فأعضد الثانية! فأتاها فعضدها ثم أتى النبي " عليه السلام " ، فقال هل رأيت شيئا؟ قال لا قال فأعضد الثالثة! فأتاها فإذا هو بحبشية نافشةٍ شعرها، واضعةٍ يديها على عاتقها، تصرف بأنيابها، وخلفها دبية بن حرمى الشيباني ثم السلمي، وكان سادنها فلما نظر إلى خالدٍ قال
أعزاء، شدى شدةً لا تكذبي على خالدٍ! ألقى الخمار وشمرى!
فإنك إلا تقتلى اليوم خالداً تبوئى بذل عاجلاً وتنصرى
فقال خالد
يا عز كفرانك لا سبحانك! إنى رأيت الله قد أهانك!
ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة ثم عضد الشجرة، وقتل دبية السادن ثم أتى النبي " صلى الله عليه وسلم " ، فأخبره فقال تلك العزى، ولا عزى بعدها للعرب! أما إنها لن تعبد بعد اليوم!
فقال أبو خرٍاش في دبية الشعر الذي تقدم فقال أبو المنذر ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأصنام! إعظامهم العزى، ثم اللات، ثم مناة فأما العزى، فكانت قريش تخصها دون غيرها بالزيارة والهدية وذلك فيما أظن لقربها كان منها وكانت ثقيف تخص اللات كخاصة قريشٍ العزى وكانت الأوس والخزرج تخص مناة كخاصة هؤلاء الآخرين وكلهم كان معظماً لها أي للعزى"
فى الفقرات السابقة توجد الأخطاء التالية:
الخطأ الأول قول الكلبى"واللات بالطائف، وهي أحدث من مناة وكانت صخرةً مربعةً وكان يهودي يلت عندها السويق"
هنا اللات صخرة وهو ما يتعارض مع كونها ذكر بشرى عند القوم جعلوه لهم وجعلوا لله البنات كما قال تعالى ""أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى"
الخطأ الثانى أن العزى كانت فى بواد من نخلة الشامية فى قوله"وكان الذي اتخذ العزى ظالم بن أسعد كانت بوادٍ من نخلة الشآمية" وهو ما يناقض وجودها فى رواية أخرى فى الكعبة
الخطأ الثالث ما قاله عن النبى(ص)وهو" وقد بلغنا أن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ذكرها يوما، فقال لقد أهديت للعزى شاةً عفراء، وأنا على دين قومي قومي"
هذه الرواية تتعارض مع رواية مشهورة فى كتب الحديث أن النبى(ص) لم يهم بشىء من أمر الجاهلية إلا مرة واحدة وليست بالطبع اهداء شاة لصنم وهى :
رقم الحديث: 5920
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهِمُّونَ بِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ ، كِلْتَيْهِمَا يَعْصِمُنِي اللَّهُ مِنْهُمَا ، قُلْتُ : لَيْلَةً لِفَتًى مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي أَغْنَامٍ لِأَهْلِنَا نَرْعَاهَا ، انْصَرِفْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ ، سَمِعْتُ غِنَاءً وَطَرَبَ دُفُوفٍ وَمَزَامِيرَ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ فَقَالُوا : فُلَانٌ يُزَوِّجُ فُلَانَةَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ ، حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي ، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي ، حَتَّى قَالَ : مَا فَعَلْتَ فَأَخْبَرْتُهُ ، ثُمَّ قُلْتُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكُ فَفَعَلَ ، فَخَرَجْتُ ، فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي ، فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي ، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي ، فَقَالَ : مَا فَعَلْتَ ، قُلْتُ : مَا فَعَلْتُ شَيْئًا " ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَوَاللَّهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهُمَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ " . َرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ
الخطأ الرابع أن مناة والعزة واللات كن إناثا وهو قوله" وكانت قريش تطوف بالكعبة وتقول واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى! فإنهن الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى! كانوا يقولون بنات الله " عز وجل عن ذلك"
وهو ما يناقض أنهم ذكور خصوا انفسهم بها وجعلوا الملائكة بنات الله كما قال تعالى "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى" وقال ""وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الله الرحمن إناثا"
الخطأ الخامس تناقض الروايات بين قتل خالد لسادن العزى فقط وتكسيره العزى وهى نخلة حيث قال" فقال انطلق إلى شجرةٍ ببطن نخلة، فأعضدها فانطلق فأخذ دبية فقتله، وكان سادنها "وبين قتله للعزى وسادنها والعزى شيطانة وليست شجرة تسكن ثلاث نخلات فى الرواية التالية"عن ابن عباس، قال كانت العزى شيطانةً تأتي ثلاث سمراتٍ ببطن نخلة .. فأعضد الثالثة! فأتاها فإذا هو بحبشية نافشةٍ شعرها، واضعةٍ يديها على عاتقها، تصرف بأنيابها، وخلفها دبية بن حرمى الشيباني ثم السلمي، وكان سادنها ...ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة ثم عضد الشجرة، وقتل دبية السادن"
والكل يتعارض مع كون العزى ذكر بشرى وليس شجرة أو شيطانة حبشية أنثى حيث خص القوم أنفسهم بالذكور كما قال تعالى" أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى"

وقول الكلبى عن أن أعظم معبودات قريش العزى فى الفقرة السابقة حيث قال " ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأصنام! إعظامهم العزى، ثم اللات، ثم مناة " يناقضه أن أعظمها هبل فى قوله بالفقرة التالية:
"وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها عندهم هبل وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان، مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك، فجعلوا له يداً من ذهبٍ وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وكان يقال له هبل خزيمة وكان في جوف الكعبة"
"وقد كانت العرب تسمى بأسماء يعبدونها لا أدري أعبدوها للأصنام أم لا؟ منها عبد ياليل،وعبد غنم، وعبد كلال، وعبد رضى وذكر بعض الرواة أن رضى كان بيتا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة فهدمه المستوغر وهو عمرو بن ربيعة ...فلما ظهر رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يوم فتح مكة، دخل المسجد، والأصنام منصوبة حول الكعبة فجعل يطعن بسية قوسه في عيونها ووجوهها ويقول " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " ثم أمر بها فكفئت على وجوهها ثم أخرجت من المسجد فحرقت...قال وكان لهم أيضا مناف فبه كانت تسمى قريش عبد مناف ولا أدري أين كان، ولا من نصبه؟ ولم تكن الحيض من النساء تدنو من أصنامهم، ولا تمسح بها إنما كانت تقف ناحية منها"
والخطأ فى الفقرات السابقة والتالية هو وجود الأصنام داخل بيت الله الكعبة وهو أمر لا يمكن حدوثه لأن الكعبة لا يمكن ارتكاب أى ذنب فيها لأن من يرد اى يقرر دون ان يفعل ارتكاب ذنب فيها يتم أهلاكه على الفور بعذاب من الله كما قال تعالى "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"والفقرة التالية هى :
"وكان لهم إساف ونائلة ولما مسخا حجرين، وضعا عند الكعبة ليعظ الناس بهما فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام، عبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما ..."
وذكر الكلبى أن كل مكى كان له صنم فى بيته والعرب كانوا يفعلون كلما أمكنهم ذلك وهو قوله:
"...قال وكان لأهل كل دارٍ من مكة صنم في دارهم يعبدونه فإذا أراد أحدهم السفر، كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به؛ وإذا قدم من سفره، كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا فلما بعث الله نبيه وأتاهم بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، قالوا أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب! يعنون الأصنام واستهترت العرب في عبادة الأصنام فمنهم من اتخذ بيتا، ومنهم من اتخذ صنما، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيتٍ، نصب حجراً أمام الحرم وأمام غيره، مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت وسموها الأنصاب فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان، وسموا طوافهم الدوار فكان الرجل، إذا سافر فنزل منزلاً، أخذ أربعة أحجارٍ فنظر إلى حسنها فاتخذه رباً، وجعل ثلاث أثافي لقدره؛ وإذا ارتحل تركه فإذا نزل منزلا آخر، فعل مثل ذلك فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون إليها، وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها يحجونها ويعتمرون إليها وكان الذين يفعلون من ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها ولصبابة بها وكانوا يسمون ذبائح الغنم التي يذبحون عند أصنامهم وأنصابهم تلك، العتائر والعتيرة في كلام العرب الذبيحة؛ والمذبح الذي يذبحون فيه لها، العتر… "
هذه النظرية بالقطع خاطئة فلم يكن كل واحد لديه صنم ولم يكونوا كلبهم على دين واحد حتى يقول هذه المقولة
كما أن مقولة أن سبب نشوء تلك الأصنام والطواف بها والذبح لها هو الشوق للكعبة هى مقولة خاطئة فالسبب فى نشوء تلك الأمور هو استمالة العامة لتلك العبادات بالمشابهة فهذا أسهل فى تقبلهم لنشوء تلك العبادات وهو ما قاله فى فقرة أخرى:
"وكان رجل من جهينة، يقال له عبد الدار بن حديبٍ، قال لقومه هلم! نبني بيتا بأرضٍ من بلادهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيرا من العرب"
وتحدث الكلبى عن ذو الخلصة فقال:
"وكان من تلك الأصنام ذو الخلصة وكان مروة بيضاء منقوشةً، عليها كهيئة التاج وكانت بتباله، بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليالٍ من مكة وكان سدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من ***** ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة ...فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم عليه جرير بن عبد الله مسلماً فقال له يا جريرٍ! ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال بلى! فوجهه إليه فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة، فسار بهم إليه فقاتلته خثعم وباهلة دونه فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأكثر القتل في خثعم، وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار، فاحترق "
وهنا من يعبد ذو الخلصة خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من ***** ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة وهو ما يخالف أنها كانت خاصة بدوس فى قوله فى الفقرة التالية:
"وبلغنا رسول الله " عليه السلام " قال لا تذهب الدنيا حتى تصطك أليات نساء دوسٍ على ذي الخلصة، يعبدونه كما كانوا يعبدونه"
وخالف ما قاله أن دوس كانت تعبد ذو الخلصة فذكر أنهم كانوا يعبدون ذو الكفين فى الفقرة التالية:
" وكان لدوس ثم لبني منهب بن دوس صنم يقال له ذو الكفين
فلما أسلموا، بعث النبي " صلى الله عليه وسلم " الطفيل بن عمرو الدوسي فحرقه، وهو يقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا! ميلادنا أكبر من ميلادكا!
إني حشوت النار في فؤادكا!"
وذكر الكلبى أسماء أصنام أخرى لأقوام مختلفة فقال:
"وكان لمالكٍ وملكان، ابني كنانة، بساحل جدة وتلك الناحية صنم يقال له سعد وكان صخرةً طويلةً فأقبل رجل منهم بإبلٍ له ليقفها عليه، يتبرك بذلك فيها فلما أدناها منه، نفرت منه وكان يهراق عليه الدماء فذهبت في كل وجهٍ وتفرقت عليه وأسف فتناول حجراً فرماه به، وقال لا بارك الله فيك إلها! أنفرت على إبلي! ثم خرج في طلبها حتى جمعها و انصرف عنه، ...وكان لبني الحارث بن يشكر بن مبشرٍ من الأزد صنم يقال له ذو الشرى وله يقول أحد الغطاريف
إذن لحللنا حول ما دون ذي الشرى وشج العدى منا خميس عرمرم!
وكان لقضاعة ولخمٍ وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام يقال له الأقيصر
...وكان لمزينة صنم يقال له نهم وبه كانت تسمى عبد نهمٍ وكان سادن نهمٍ يسمى خزاعى بن عبد نهمٍ، من مزينة ثم من بني عداءٍ
فلما سمع بالنبي " صلى الله عليه وسلم " ثار إلى الصنم فكسره، وأنشأ يقول
ذهبت إلى نهمٍ لأذبح عنده عتيرة نسكٍ، كالذي كنت أفعل
فقلت لنفسي حين راجعت علقها أهذا إله أيكم ليس يعقل؟
أبيت، فديني اليوم دين محمدٍ إله السماء الماجد المتفضل
ثم لحق بالنبي " صلى الله عليه وسلم " فأسلم وضمن له إسلام قومه، مزينة ...وكان لعنزة صنم يقال له سعير فخرج جعفر بن أبي خلاسٍ الكلبي على ناقته فمرت به، وقد عترت عنزة عنده، فنفرت ناقته منه فأنشأ يقول
نفرت قلوصى من عتائر صرعت حول السعير تزوره ابنا يقدم
وجموع يذكر مهطعين جنابه ما إن يحير إليهم بتكلم
وكانت للعرب حجارة غبر منصوبة
يطوفون بها ويعترون عندها يسمونها الأنصاب، ويسمون الطواف بها الدوار
...وكان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان
يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسماً بينه وبين الله " عز وجل " ، بزعمهم فما دخل في حق الله من حق عميانس، ردوة عليه؛ وما دخل في حق الصنم من حق الله الذي سموه له، تركوه له وهم بطن من خولان يقال لهم الأدوم وهم الأسوم وفيهم نزل فيما بلغنا وجعلوا الله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله يزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون"
"حدثنا الحسن بن عليلٍ قال حدثنا على بن الصباح قال حدثنا أبو المنذر هشام بن محمدٍ قال أخبرني أبو مسكينٍ عن أبيه قال لما أقبل امرؤ القيس ابن حجرٍ، يريد الغارة على بني أسدٍ، مر بذي الخلصة وكان صنما بتبالة وكانت العرب جميعا تعظمه، وكانت له ثلاثة أقدحٍ الآمر، والناهي، والمتربص فاستقسم عنده ثلاث مراتٍ فخرج الناهي فكسر القداح، وضرب بها وجه الصنم، وقال عضضت بأير أبيك! لو كان أبوك قتل، ما عوقتني ثم غزا بني أسدٍ، فظفرت بهم فلم يستقسم عنده بشئ حتى جاء الله بالإسلام فكان امرؤ القيس أول من أخفره حدثنا العنزى قال حدثنا على بن الصباح قال قال هشام بن محمدٍ حدثني رجل يكنى أبا بشرٍ يقال له عامر بن شبلٍ، وكان من جرمٍ، قال كان لقضاعة ولخمٍ وجذام وأهل الشأم صنم يقال له الأقيصر فكانوا يحجونه ويحلقون رءوسهم عنده فكان كلما حلق رجل منهم رأسه، ألقى مع كل شعرةٍ قرةً من دقيقٍ قال أبو المنذر القرة القبضة قال فكانت ***** تنتابهم في ذلك الإبان فإن أدركه قبل أن يلقى القرة مع الشعر، قال أعطنيه! فإني من ***** ضارع! وإن فاته، أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق، فحبزه وأكله فاختصمت جرم وبنو جعدة في ماءٍ لهم إلى النبي " صلى الله عليه وسلم " يقال له العقيق فقضى به رسول الله لجرمٍ ...اليعبوب - صنم لجديلة طي وكان لهم صنم أخذته منهم بنو أسد فتبدلوا اليعبوب بعده قال عبيد فتبدلوا اليعبوب بعد إلههم صنما فقروا يا جديل واعذبوا! أي لا تأكلوا على ذلك ولا تشربوا باجر - قال ابن دريد وهو صنم كان للأزد في الجاهلية ومن جاورهم من طي وقضاعة كانوا يعبدونه بفتح الجيم، وربما قالوا باجر بكسر الجيم"
وكل ما سبق من أقوال هو متاهة من الأقوال الله أعلم بصحتها من بطلانها فلا يوجد تلك الأسماء من أصنام أو أقوام فى الوحى القرآنى
وذكر الكلبى وجود كعبات متعددة فقال:
"....وكان لبني الحارث بن كعبٍ كعبة بنجبران يعظمونها
وهي التي ذكرها الأعشى وقد زعموا أنها لم تكن كعبة عبادةٍ، إنما كانت غرفة لأولئك القوم الذين ذكرهم وما أشبه ذلك عندي بأن يكون كذلك، لأني لا أسمع بني الحارث تسموا بها في شعرٍ وكان لإيادٍ كعبة أخرى بسنداد من أرضٍ بين الكوفة والبصرة في الظهر وهي التي ذكرها الأسود بن يعفر وقد سمعت أن هذا البيت لم يكن بيت عبادة، إنما كان منزلا شريفا، فذكره وكان رجل من جهينة، يقال له عبد الدار بن حديبٍ، قال لقومه هلم! نبني بيتا بأرضٍ من بلادهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيرا من العرب فأعظموا ذلك وأبوا عليه فقال في ذلك"
وهو كلام يدل على أن كلمة الكعبة عند العرب فى الكتب هى حجرة يقال عنها حجرة شريفة بمعنى انه كان يعمل فيها أعمال صالحة كالقضاء بين الناس بالعدل وليس بمعنى بيت الله
وذكر الكلبى رواية عن أبرهة فقال :
"قال هشام بن محمد وقد كان أبرهة الأشرم قد بنى بيتا بصنعاء كنيسةً سماها القليس بالرخام وجيد الخشب المذهب وكتب إلى ملك الحبشة إني قد بنيت لك كنيسةً، لم يبين مثلها أحد قط ولست تاركاً العرب حتى أصرف حجهم عن بيتهم الذي يحجونه إليه فبلغ ذلك بعض نسأة الشهور، فبعث رجلين من قومه وأمرهما أن يخرجا حتى يتغوطا فيها ففعلا فلما بلغه ذلك غضب وقال من أجترأ على هذا؟ فقيل بعض أهل الكعبة فغضب وخرج بالفيل والحبشة فكان من أمره ما كان"
وهذه الرواية من الروايات الشهيرة ولكن منطوق سورة الفيل لا يذكر أبرهة ولا الحبشة ولا الكعبة ومن ثم لا يمكن تصديق تلك الروايات كما أن رواية الرجل تناقض روايته فى الفقرات السابقة عن وجود كعبات أخرى تدل على أن العرب لم يكونوا جميعا يحجون للكعبة الأشهر
وذكر الكلبى رواية تبين كيفية استهلال عبادة الأصنام فقال :
"حدثنا أبو علي العنزى قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر هشام ابن محمد بن السائب الكلبي قال أخبرني أبى قال
أول ما عبدت الأصنام أن آدم عليه السلام لما مات، جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند ويقال للجبل نوذ، وهو أخصب جبل في الأرض ويقال أمرع من نوذ، وأجدب من برهوت وبرهوت وادٍ بحضرموت، بقرية يقال لها تنعة"
يتناقض هذا مع تعليم الله أولاد آدم(ص) كيفية دفن الموتى ولن يكون شيث النبى كما يقولون مخالفا لأمر الله بالدفن فلا يدفن والده ويضعه فى مغارة بدون دفن
كما نلاحظ الجنون وهو الواد فى قرية والمعروف أن القرى تكون فى أودية وليس العكس
والرواية لا علاقة لها بالأصنام على الإطلاق
ثم ذكر الكلبى رواية أخرى:
حدثنا العنزي قال حدثنا علي بن الصباح قال أبو المنذر فأخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أرواح المؤمنين بالجابية بالشأم، وأرواح المشركين ببرهوت"
بالطبع بير برهوت خرافة والكلام المنسوب للنبى(ص)والصحابة هو افتراء عليهم فأرواح الكفار فى النار والنار حاليا فى السماء كما قال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون " والموعود هو الجنة والنار كما جاء فى سورة التوبة " وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات " و"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم " فالموعود وهو الجنة والنار فى السماء
والرواية لا علاقة لها بعبادة الأصنام وإنما الرواية التالية :
"حدثنا أبو علي العنزي قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال وكان بنو شيثٍ يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه فقال رجل من بني قابيل بن آدم يا بني قابيل! إن لبني شيثٍ دواراً يدورون حوله ويعظمونه، وليس لكم شيء فنحت لهم صنما، فكان أول من عملها"
وهى رواية تتناقض مع تعليم الله أولاد آدم(ص) كيفية دفن الموتى ولن يكون شيث النبى كما يقولون مخالفا لأمر الله بالدفن فلا يدفن والده ويضعه فى مغارة بدون دفن
ثم ذكر رواية عن عبادة قوم نوح(ص) لأصنام خمسة سبق أن فندنا كلامه عنها فقال:
"حدثنا الحسن بن عليلٍ قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر قال وأخبرني أبي قال كان ود وسواع ويغرث ويعوق ونسر قوماً صالحين، ماتوا في شهرٍ فجزع عليهم ذوو أقاربهم فقال رجل من بني قابيل يا قوم! هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم، غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحاً؟ قالوا نعم! فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه، فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول وعملت على عهد يردى بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث ابن آدم ثم جاء قرن آخر، فعظموهم أشد من تعظيم القرن الأول ثم جاء من بعدهم القرن فقالوا ما عظم أولونا هؤلاء، إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فعبدوهم وعظم أمرهم واشتد كفرهم فبعث الله إليهم إدريس عليه السلام وهو أخنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان نبياً فدعاهم فكذبوه، فرفعه الله إليه مكاناً علياً
ولم يزل أمرهم يشتد، فيما قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، حتى أدرك نوح بن لمك بن متوشلح بن أحنوخ فبعثه الله نبياً، وهو يومئذ ابن أربعمائة وثمانين سنةً فدعاهم إلى الله " عز وجل " في نبوته عشرين ومائة سنةٍ فعصوه وكذبوه فأمره الله أن يصنع الفلك ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ومكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة فعلا الطوفان وطيق الأرض كلها وكان بين آدم ونوحٍ ألفا سنةٍ ومائتا سنةٍ فأهبط ماء الطوفان هذه الأصنام من جبل نوذٍ إلى الأرض وجعل الماء يشتد جريه وعبابه من أرضٍ إلى أرضٍ حتى قذفها إلى أرض جدة ثم نضب الماء وبقيت على الشط، فسفت الريح عليها حتى وارتها"
والرواية تخالف القرآن فى مدة دعوة نوح(ص) فهى عندهم120سنة وهو ما يخالف كونها 650 سنة =ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال تعالى "ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون"
وذكر الكلبى أن العرب سموا أولادهم بأسماء عبد كذا وعبد كذا وهو لا يعرف هل كانوا يعبدونهم أم لا فقال :
"وقد كانت العرب تسمى بأسماء يعبدونها لا أدري أعبدوها للأصنام أم لا؟ منها عبد ياليل،وعبد غنم، وعبد كلال، وعبد رضى"
 

 

اجمالي القراءات 4026