توجهات اتجاهي الامازيغي الاسلامي بالضبط ؟

مهدي مالك في الإثنين ٠٨ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

  

 

توجهات اتجاهي الامازيغي الاسلامي بالضبط ؟

مقدمة متواضعة                                 

انني انسان امازيغي مسلم انتمي الى بلد اسمه المغرب كفضاء تعايشت فيه الامازيغية بشموليتها مع الدين الاسلامي طيلة قرون من الزمان بفضل عقلانية اجدادنا الامازيغيين و علمانيتهم لان قيم الاسلام العليا كانت تتناسب مع قيم الامازيغيين الانسانية و الديمقراطية بغض النظر عن القراءة السلفية للاسلام التي دخلت الى المغرب منذ قرون عدة لكنها بقيت في مدن المركز حيث كانت تطبق الشريعة الاسلامية و حدودها بينما مناطق الامازيغيين كانت تطبق الشريعة الاسلامية لكن بالعقل حسب ما فهمته من كلام المرحوم امحمد العثماني في كتابه الشهير الواح جزولة و التشريع الاسلامي و حسب ما فهمته من كلام الاستاذ محمد شفيق في فيديو شهير له  على يوتوب مما سيعني ان هناك اسلام امازيغي اصيل و اسلام اخر قد ارتبط بالمخزن كنظام اسلامي وفق منهج السلف الصالح ......

قد يقول قائل من الملحدين الامازيغيين ان الحركة الامازيغية هي علمانية أي انها لا علاقة لها بالدين الاسلامي و هذا اعتبره كلام خطير و غير دقيق لان الحركة الامازيغية هي امتداد شرعي لقيم هذا المجتمع الدينية و الوطنية بمعناها الحقيقي ...

ثانيا ان الحركة الامازيغية بدات منذ سنة 1967 بجمع و تدوين التراث الامازيغي أي نتحدث هنا عن اللغة و العادات الخ من ملامح هذا الشعب المسلم في نهاية المطاف أي ان هذا التراث يحمل بصمات واضحة للدين الاسلامي كقيم اخلاقية و كقيم روحية الخ بمعنى ان الامازيغية هي هوية اسلامية اجتهادية و مسايرة للعصر خلافا للقراءة السلفية للاسلام ..

ثالثا ان الحركة الامازيغية قد انخرطت في مشروع يسمى بتمزيغ الفكر الاسلامي أي ترجمة النصوص الدينية من قبيل السيرة النبوية و صحيح البخاري و القران الكريم الى اللغة الامازيغية منذ سبعينات القرن الماضي الى سنة 2004 تاريخ صدور ترجمة معاني القران الكريم للغة الامازيغية كمجهود شخصي ضخم قام به الاستاذ الحسين جهادي اباعمران بمعنى ان المخزن قد تجاهل اسلام الامازيغيين منذ سنة 1956 الى الان و كذا تيارات الاسلام السياسي ذات مشروع تخريبي يعتمد على اوهام استعادة دولة الخلافة كنموذج مسيء لصورة الاسلام و المسلمين ..........

رابعا ان الحركة الامازيغية هي فعلا حركة علمانية لكنها لم تعادي في يوم من الايام الدين الاسلامي حسب ادبياتها الرسمية و اتكرر الرسمية منذ سنة 1991 الى الان حيث قد يقول قائل ان الاستاذ عصيد هو فاعل امازيغي يتحدث باسم الحركة الامازيغية الخ من هذا الكلام المعلوم....

انني اقول ان كل واحد له راي يحترم و انني اتفق مع جل اراء الاستاذ عصيد  و ليس كلها لان كل منا له طريق و اتجاه فكري خاص به مع الاحترام المتبادل من طبيعة الحال .............

خامسا ان الحركة الامازيغية عليها الولوج الى الساحة الدينية الرسمية من اجل فرض تصوراتها حول الامازيغية و الاسلام ببلادنا حيث الى متى ستظل الحركة الامازيغية كانها ليس لها اراء تنويرية حول ايديولوجية الظهير البربري او حول التجاهل التام لنخبتنا الدينية الرسمية لشيء اسمه الامازيغية بشموليتها منذ خطاب اجدير التاريخي الى يومنا هذا .

الى صلب الموضوع                               

كما قلت في مقال لي بتاريخ اكتوبر الماضي انني في الحقيقة استغرب من بعض الامازيغيين المحسوبين على الحركة الامازيغية السياسية باعتبارهم قد اتهمني بانني من الدواعش الامازيغيين لمجرد كتابة مقالي الاخير حول اتجاهي الامازيغي الاسلامي كفكرة بعيدة كل البعد عن كل تيارات الاسلام السياسي و الجهادي من قبيل داعش و القاعدة الخ.

 كانني مكتب علي الى يوم القيامة ان استقبل الاتهامات من مختلف الانواع و الاشكال فمنذ 18 سنة اتهمتني ايديولوجية التخلف القروي بالجنون لانني كنت اعاني من مشاكلي العميقة معها حتى دخلت الى الجحيم في سياق الافراح برجوع ابواي من الحج حيث شعرت بألم عميق في قلبي ...

 و منذ عامان اتهمي ذوي الفكر السلفي انني ملحد باعتباري دافعت عن افكاري المخالفة لمنهج السلف الصالح كما يسمى حيث شعرت بغضب شديد بصفتي امازيغي مسلم  ...

لكنني لا أبالي بهذا الاتهام الجديد على الاطلاق لانني لم ادعو قط في جميع مقالاتي الى اقامة الخلافة الاسلامية ببلادنا او الى تطبيق الشريعة الاسلامية الخ من هذه الخرافات الحقيرة بصريح العبارة حيث ان الذين اتهموني بانني من الدواعش الامازيغيين لا يدركون اهداف اتجاهي الامازيغي الاسلامي على المدى القريب و على المدى المتوسط و على المدى البعيد بحكم ان المخزن هو يسطر على الدين الاسلامي سيطرة فضيعة تمنعه ان يتفاعل مع هوية هذه الارض الاصلية بشكل ايجابي و تمنعه من الغوص في  تاريخنا الحقيقي بكل ابعاده المختلفة مثل الشعوب الاسلامية ذات هويات عجمية كايران و تركيا و باكستان الخ من هذه الشعوب الاسلامية الغير عربية ..

 انني اعني بالاتجاه الامازيغي الاسلامي باختصار شديد هو اولا النضال  من اجل تغيير اسس هوية المغرب الاسلامية الحالية من العروبة و الاسلام الى الامازيغية و الاسلام بطرق سلمية .

ثانيا محاربة ايديولوجية الظهير البربري و بالاضافة الى نقاط اعادة تاهيل حقلنا الديني الموجودة في كتابي الذي لازال لم يطبع الى حد الان .

رابعا ولوج الحركة الامازيغية الى الساحة الدينية الرسمية بهدف فتح حوار وطني صريح حول الامازيغية و الاسلام باعتبارهما ثابتان من ثوابت المغرب و باعتبار ان الامازيغية اصبحت لغة رسمية في الدستور الحالي و انها ثقافة اسلامية لكن في نطاقها العلماني المغربي كمفهوم شرحته مطولا في كتابي الامازيغية و الاسلام و اسطورة الظهير البربري...

ان اتجاهي الامازيغي الاسلامي ليس شيء جديد على الحركة الامازيغية كما شرحته في مقدمة هذا المقال المتواضع بل هو الاصل الذي اخذ يتطور منذ ان كانت الامازيغية في الهامش في سبعينات القرن الماضي الى ان اصبحت لغة رسمية تتنظر القادم من الايام....................

المهدي مالك                                      

اجمالي القراءات 3168