رسالة الصحابه
رسالة الصحابه

عثمان محمد علي في السبت ٠٩ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


إهداء إلى الأخوه المعتقلين

رسالة الصحابه رسالة الصحابه هى مخطوطه خطها المصلح – عبد الله بن المقفع –ضمنها رؤيته لإصلاح الخليفه العباسى (ابو جعفر المنصور ) وحاشيته وملأه
. ورأى وجوب الجهر بالنصيحه حين ساءته احوال عصره خلافة ومستخلفين وقادة وجنداوقضاة وجباة الجزيه . فراح يخط رسالة جريئة تلف وتدور ولكنها تصيب بنقدها فى مقتل ويشيع هذا النقد بين العامة والخاصة وقصد ان يرسلها إلى الخليفه وصحابته أى خاصته بنو العباس –وسماها رسالة الصحا&EgraEgrave;ه
وعبد الله بن المقفع –هو احد المفكرين الشبان السياسين الإجتماعيين الإصلاحين فى زمن الدولة العباسيه الاولى فى خلافة السفاح وابو جعفر المنصور –
وقد لاقى إضطهادا كثيرا من الولاه والأمراء فى سبيل نزعته فى إصلاح ما يراه من حوله من عيوب تتصل بالولاة والامراء والخليفه. ولكنه وللأسف الشديد دفع حياته ثمنا لتلك الرساله ولكنه ظل خالدا وظلت رسالته على مر التاريخ ولم يتذكر التاريخ الذين قتلوه .
فجاء فيها __
1-أما بعد –اصلح الله أمير المؤمنين وأتم عليه النعمه .فى الذى عرفنا من طريقة أمير المؤمنين ما يشجع على مبادرته بالخير فيما أظن انه لم يبلغه إياه غيره .وبالتذكير بما قد إنتهى إليه ولا يزيد صاحب الرأى على ان يكون مخبرا او مذكرا وكل عند أمير المؤمنين مقبول إن شاء الله .وما قوى الله عليه أمير المؤمنين فى رأيه .وما ارجئنا لأن يكون أمير المؤمنين بما يصلح رعيته فى سلطانه وما أشد.
وما قد إستبان لنا أمير المؤمنين أطول بأمر الأمة عناية ولها نظرا وتقديرا من الرجل منا بخاصة أهله ففى دون هذا ما يثبت الأمل وينشط العمل...
2—ومن الآمور التى يذكر بها أمير المؤمنين لأمتع الله به .أمر هذا الجند من اهل خرسان .وأما ما يحتاجونه فيه إلى النفعة من ذلك تقويم ايديهم ورأيهم وكلامهم فإن فى ذلك القوم اخلاطا من رأس مفرط غال وتابع متحير شاك .ومن كان إنما يصول على الناس يقوم لا يعرف منهم الموافقه فى الرآى والقول والسيره .
فلو ان أمير المؤمنين كتب امانا معروفا بليغا وجيزا محيطا بكل شىء يجب ان يعملوا فيه أو ان يكفواعنه .بالغا فى الحجة قاصر.ألا على الغلو يحفظه رؤسائهم حتى يقودوا به دهمائهم ويتعهدوا به منهم من دونهم وعلى سواهم حجة وعند الله عذرا .فإن كثيرا من المتكلمين من قواد أمير المؤمنين اليوم إنما عامة كلامهم فيما يأمر الأمر ويزعم الزاعم أن امير المؤمنين لو أمر الجبال ان تسير لسارت ولو أمر القبله ان تستدير فعل ذلك .وهذا كلام يسمعه من كان مخالفا إلا أحدث فى قلبه ريبة وشك.والذى يقول اهل عدل من المسلمين هو للأمر وأعز للسلطان وأقمع للمخالف وأرضى للموافق.
فإنا قد سمعنا فريقا يقول لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .إن امرنا الإمام بمعصية الخالق فهو أهل لأن يعصى .
وسمعنا فريق يقول بل نطيع الائمه فى أمورنا ولا نفتش عن طاعة الله او معصيته هم ولاة الأمر ونحن الأتباع وعلينا الطاعة والتسليم .وهذا القول ينتهى إلى الفظيع المتفاحش من الآمر فى إستحلال المعصيه جهارا صراحا .
وليس يفترق هذان ألامران إلا ببرهان من الله عز وجل .وذلك أن جعل الله قوام الناس وصلاح معاشهم ومعادهم فى خلتين الدين والعقل ,وقد جعل الرأى إلى ولاة الرأى ليس للناس فى ذلك شىء إلا الإشارة عند المشورةوالإجابه عند الدعوه والنصيحه بظهر الغيب ولا يتحق الوالى هذه الطاعه إلا بإقامة العزائم والسنن.
2—ومما ينظر فيه لصلاح الجند الا يولى احد منهم شيئا من ولاية الخراج .فإن ولاية الخراج مفسدة للمقاتله .ولم يزل الناس يتحامون ذاك منهم ويمنحونه عنهم لأنهم أهل الداله ودعوى بلاء وإذا كانوا جلابا للدراهم والدنانير إجترئوا عليهما وإذا وقعوا فى الخيانة صار كل أمرهم مدخولا.
3-ومن ذلك أمر رزقهم ان يوقت أمير المؤمنين لهم وقتا يعرفونه فى كل ثلاثة اشهر او اربعه أو ما بدا له فينقطع الإبطاءوالشكوىو لا يخفى على أمير المؤمنين شيئا من اخبارهم وحالاتهم وباطن أمرهم وأن يتعين فيه بالثقات.وإن كان صاحب السلطان ممن لم يعرف الناس قبل ان يليهم ثم لم يزل يسأل عنهم من يعرفهم ويتثبت فى إستقصائهم زالت الآمور عن مراكزها ونزلت الرجال عن منازلها .لأن الناس لا يلقونه إلا متصنعين بأحسن ما يقدرون عليه من الصمت أو الكلام ..
5-ومما ينظر أمير المؤمنين فيه من الأمر.إختلاف هذه الأحكام المتناقضه التى قد بلغ إختلافها أمرا عظيما فى الدماء والفروج والأموال.فيستحل الدم والفرج بالحيرة
وهما يحرمان بالكوفه ويكون هذا الإختلاف فى جوف الكوفه فيستحل فى ناحية منها ما يحرم فى ناحية اخرى.غير انه على كثرة الوانه نافذ على المسلمين فى دمائهم وحرمهم يقضى به قضاة جائز حكمهم وأمرهم.أما من يدعىلزوم السنة منهم فيجعل ما ليس بسنه سنة حتى يبلغ ذلك به إلى أن يسفك الدم بغير بينة على الامر الذى يزعم انه سنه .
فلو رأى أميرالمؤمنين أن يأمر بهذه الآقضيه والسير المختلفه فترفع إليه فى كتاب ويرفع معها ما يحتاج به كل قوم من سنه وقياس ثم نظر فى ذلك أمير المؤمنين وأمضى فى كل قضيه رأيه ويعزم عليه عزمه وينهى عن القضاء بخلافه وكتب بذلك كتابا جامعا لرجونا ان يجعل الله هذه ألأحطام المختلطه الصواب حكما واحدا صوابا.
6—ومما يذكر به أمير المؤمنين أمر اصحابه فإن ولى أمر الوالى بالتثبت والتخير أمر أصحابه الذين هم فناؤه وزينة مجلسه والسنة رعيته وألاعوان على رأيهومواضع كرامته والخاصة من عامته فإن أمر هذه الصحابة قد عمل فيه من كان وليه من الوزراء والكتاب قبل خلافة امير المؤمنين عملا قبيحا مفرطا للقبح مفسد للحسب والأدب والسياسة داعيا للشرار طاردا للأخيار فصارت صحبة الخليفة امرا سخيفا فطمع فيه ألأوغادوتزهد إليه من كان يرغب فيما دونه.
وإن أمر هذه الصحابه ممن لا ينتهى إلى ادب ذى نباهه ولا حسب معروف ثم هو مسخوط الرآى مشهور بالفجور فى اهل مصره.فصار يؤذن على الخليفه قبل كثيرين من ابناء المهاجرين والانصار وقبل قرابة أمير المؤمنين وأهل بيوتات العرب .ويجرى عليه من الرزق الضعف مما يجرى على كثير من بنى هاشم وغيرهم.
ولصحابة امير المؤمنين مزية وفضل وهى مكرمة سنية وحقيقة ان تصان وتحظر ولا يكون فيها لا رجل يكون شرفه ورأيه وعمله اهل لمجلس أمير المؤمنين وحديثه ومشورته أو صاحب نجدة يعرف بها.أو فقيه مصلح يوضع بين أظهر الناس لينتفعوا بصلاحه أو فقهه أو شريف لا يفسد ولا يفسد غيره.
7—ومما يذكر به امير المؤمنين أمر الأرض والخراج .فليس للعمال امر ينتهون إليه ويحاسبون عليه ويحول بينهم وبين اهل الارض بعدما يتأنقون لها من العماره .فسيرة العمال فيهم إما رجل أخذ بالخرق والعنف من حيث وجد بالمغاله ممن وجد .وإما صاحب مساحة يستخرج ممن زرع ويترك من لم يزرع فيغرم من عمر ويسلم من خرب . فلو أن امير المؤمنين اعمل رأيه فى التوظيف على القرى والارضين وظائف معلومة وتدون الدواوين بذلك وإثبات الاصول حتى لا يؤخذ رجل بوظيفه قد عرفها وضمنها ولا يجتهد فى عمارة إلا كان لفضلها ونفعها رجونا ان يكون فى ذلك صلاح للرعية وعمارة الارض وحسم لابواب الخيانة وغشم العمال .
8—وكذلك مما يذكر به أمير المؤمنين إن بالناس من الفساد ما قد علم أمير المؤمنين وبهم من الحاجة إلى تقويم أدابهم وطرائقهم ما هو اشد من حاجتهم إلى أقواتهم التى يعيشون بها .ويعظون عن الجهل ويمنعون عن البدع ويتفقدون من هو بين اظهرهم حتى لا يخفى عليهم منها منهم ثم يستصلحون لذلك.
وفى كل قوم خواص رجال عندهم على هذا معونة إذا صنعوا وإعينوا على رأيهم وقووا على معاشهم ببعض ما يفرغ لذلك ويبسطهم له.وخطر هذا جسيم فى أمرين
أحدهما لرجوع اهل الفساد إلى الصلاح .والأمر الاخر الا يتحرك متحرك فى امر من الامور إلا وعين ناصحة ترمقه ولا يهمس إلا وأذن شفيقة تصيخ نحوه ..
وإذا كان اهل الفساد لا يقدرون على تربص الامور وتلقيحهاوإذا لم تلقح كان نتائجها بإذن الله مأمونا
وقد علمنا ان العامة قط لا تصلح من قبل انفسها وأنها لم يأتها الصلاح إلا من قبل إمامها .فإذا جعل الله فيهم خواص من اهل الدين والعقول ينظرون إليهم ويسمعون منهم جعل ذلك صلاحا لجماعتهم وسببا لأهل الصلاح من خواصهم .وحاجة الخواص إلى الإمام الذى يصلحهم الله به كحاجة العامة إلىالخاصة فلما رأينا هذه الامور ينظم بعضها بعضا وعرفنا عن امير المؤمنين ما بمثله جمع الله خواص المسلمين على الرغبة فى حسن المعاونة والمؤازرة والسعى فى صلاح عامتهم طمعنا لهم فى ذلك يا أمير المؤمنين وطمعنا فيه لعامتهم ..
فنسأل الله ان يعزم لأمير المؤمنين على المراشد ويحصنه بالحفظ والثبات......
التعليق
وبنظرة سريعة على تلك الرساله نرى فيها قيمة كبرى لنقد الفساد والحكم الفاسد وتشخيص بواطن الفساد وكيفية إصلاحها_
بدأ بشرح حال الجنود وفسادهم وتدخلهم فى كل شىء .فطالب بوضع قانون يحيط بكل أمر عليهم ان يعرفوه ويفعلوه وما يجب ان يتجنبوه -_
وركز فى رسالته على وجوب إبتعاد الجند عن التدخل فى الشئون المدنيه والماليه _-------
ومراعاة إختيار القاده طبقا لمبدأ الكفاءه ووضع الجند فى منازلهم حسب كفايتهم
والتركيز على تثقيف الجند ثقافة خلقية وعلمية (علوم حقوق الإنسان فى زماننا هذا)
الا يطاع الخليفة فى كل امر بل فيما فيه طاعة لله وحده –
وكذلك تطرقت رسالته إلى وضع قانون واحد تسير طبقا له احام القضاء فى كافة ارجاء الدوله الإسلاميه وألا يترك القضاء تبعا لهوىونفس القاضى وميوله وثقافته .تجنبا لإستحلال انفس واعراض الناس دون وجه حق .
ثم تحدث عن كيفية إصلاح السلطه التنفيذيه (الحكومه)وهم اصحاب الخليفة وجلساءه.وكيف ان اصحابه مفرطون فى الفساد والقبح مما جعل صلحاء الناس ابوا أن يزوروه او يقربوا مجلسه .فعليه بتغيير ذلك ويختار لمجلسه وصحبته من هم ذوى الامانة والعدل ومن له ميزة من حسن بلاء أو رجلا صالحا ينتفع به الناس __
ثم إنتقل إلى الخراج (الضرائب) وتحدث عما فيه من فساد وظلم من عماله وولاته مما جعلهم يظلمون اصحاب العمران ويثيبون المخربين .واشار إلى نقطة غاية فى الخطوره وهى ان الخراج يخضع لهوى وطمع وشهوة الولاه وليس إلى حدود ونظم وقوانين أو ثقافة العدل والرحمه .وطالب بأن يقوم الولاه بإمساك دفاتر حصر للأرض والعمران ويسجل إنتاجها فى أصول لمطالبة الناس على اساسها وليس على اساس هوى وبطش وظلم الوالى ففى هذا صلاح للناس وعمارة للأرض وحسم لابواب خيانة وجشع وغشم العمال..
-------------------------------------------------------------------------------ثم إنتقل إبن المقفع فى رسالته بمطالبته بالإصلاح السياسى بطريقة ذكية وغير مباشره .حيث طالب بإصلاح الناس او العامه وهذا لا يتأتى إلا بإصلاح الخاصه وإصلاح الخاصه لا يتأتى إلا بإصلاح الخليفة نفسه.-
وايضا كشفت تلك الرساله عن حقيقة التدين الفاسد الذى كان عليه دولة ابو جعفر المنصور او ما تسمى بالدولة العباسيه الآولى ورأينا كيف كان يحكم كل قاض ووال برايه فى شئون واقضية الناس طبقا لآهواءهم وشهواتهم ومن المؤسف انهم اصبغوا احكامهم وتناقضها مع بعضها البعض بصبغة الدين والبسوها ثوب وعباءه الحكم الإلهى المفوض من الله لآمير المؤمنين وهم ولاة أمير المؤمنين فجاءهم التفويض بالتبعية ... ورأينا من بين سطور و حوايا وثنايا الرساله كيف إزدهر الكذب على رسول الله عليه السلام تبريرا لأخطاءهم فى الحكم والقضاء وليستحلوا به دماء وأموال وفروج الناس...
------------------------------------------------------------------------------هل تعتقدون ان هناك فارق بين واقع فساد عصر الخليفة ابو جعفر المنصور وفساد خليفتنا المبروك؟؟
هل نحن فى حاجة لرسالة مثل رساله إبن المقفع ؟؟
ماذا لو أخذا بها الخليفه المنصور فى عصره واثر ذلك على مسلمي هذا العصر بل وعلى العالم كله؟؟
كيف ترون الفرق بين عبدالله إبن المقفع الناصح للخليفه وللإمام مالك المستجيب لأمر الخليفه (المنصور)فى تأليف الموطأ وجعله كذبا حديث رسول الله عليه السلام؟؟
هل تصلح ثقافة دولة أبوجعفر المنصور دستورا يحكمنا ألان كما تريد إستدعاءه وإستجلابه وبعثه من مرقده جماعات الإسلام السياسى والتطرف والعنف الغاشم الآعمى؟؟؟
لك الله يا مصر:::

اجمالي القراءات 57558