التواتر الشيطانى فى قصر الصلاة وجمعها

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٠ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

التواتر الشيطانى فى قصر الصلاة وجمعها  

مقدمة

1 ـ عام 1984 حين كنت ضمن قادة جماعة دعوة الحق الاسلامية مصلحا فى الدين السنى أعلنت أنه لا قصر فى الصلاة فى السفر العادى. وحدث أن جاء أحد كبار الدعاة المخضرمين الى المركز العام للجماعة فى مسجدها بالدقى ، وهو من طنطا ، وقام يؤم الناس فى صلاة الظهر ، فصلّى الظهر ركعتين ثم توقف على عادة السنيين وقال لمن خلفه على عادة السنيين : " أتمُّوا صلاتكم فإنّا على سفر" . فقاطعه بواب المسجد وقال له : ( الدكتور أحمد صبحى منصور قال " إنه لا قصر إلا فى صلاة الخوف ." ). وكانت مشكلة.!!2 ـ لا يزال السنيون يصلون صلاة السُّنن بزعمهم عبادة وتقديسا لالههم المصنوع الذى سموه محمدا ، ثم يقصرون فى صلوات الفرض . وحتى لو كانت صلاة السُنّة عندهم من ( الكماليات ) أو ليست فرضا ، فكيف يحافظون عليها ويقصرون فى صلاة الفرض ؟ كيف يصلى أحدهم سُنّة الظهر ثم يقصر فى صلاة الظهر بزعم أنه على سفر. أليس هذا نوعا فريدا من الخبل العقلى ؟

3 ـ نتوقف فى لمحة عن هذا الخبل العقلى المناقض للاسلام .

أولا :التواتر الاسلامى هو  قصر الصلاة فى الخوف فقط ، ولا جمع بين الصلوات :1 ـ  القصر فى الصلاة لا يكون إلا فى حالة الخوف واحتمال الموت . قال جل وعلا : (  وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ، وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا  ) . النساء 100؛101". ومعناه أن المهاجر أو المجاهد يكون عليه جناح ومؤاخذة إذا قصر من الصلاة إن لم يكن فى حالة خوف من الفتنة تستوجب أن يصلى صلاة الخوف ،  ومعناه بالتالى أن المسافر سفرا عاديا لا شأن له على الإطلاق بقصر الصلاة .ومفهوم أن تشريع صلاة الخوف ـ فى القتال والمطاردة ـ نزل مفصلا لقوم يعرفون الصلاة المتوارثة من ملة ابراهيم ، ولكن ظروف الهجرة والحرب والمطاردة إستلزمت تشريعا جديدا فى قصر الصلاة، ويكفى أنه بعد توضيح هذا التشريع الجديد قال جل وعلا عن حالة القتال والمطاردة بعدها : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (104)  النساء  ).

2 ـ ليس هناك قصر للصلاة فى السفر ، ولكن قد تستجد ظروف لا تمكن المؤمن من أداء الصلاة بكيفيتها من ركوع وسجود ، وهو يخاف أن يضيع وقت الصلاة ، كمن يركب سيارة أو طائرة ويتعذر عليه الوقوف والركوع والسجود ، أو يكون فى طابور انتظار طويل يقضى مصلحة له ، أو فى حالة حرب من حركة وكرّ وفرّ ، وتستمر حالته هذه بحيث يضيع منه وقت صلاة الظهر او العصر مثلا . هنا يمكن أن يصلى كيفما اتفق ، راجلا مترجلا أو راكبا أو جالسا حتى لا يضيع منه وقت الصلاة . وفى هذا يقول جل وعلا :( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239) البقرة ).

3 ـ  لا وجود فى الاسلام للجمع بين الصلاتين . إن الصلاة علينا مفروضة فى أوقاتها الخمس المعروفة : (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً (103) النساء ) ، وطبقا للمقصد الاسلامى التشريعى فى التخفيف ورفع الحرج يمكن للمؤمن أن يصلى فى كل حال ، يصلى وقت الصلاة المفروضة قائما أو ماشيا أو نائما ، ولو بلسانه وعينيه عند المرض بشرط إستحضار الخشوع ما أمكن ، وعليه ، فلا حاجة للجمع بين الظهر والعصر مثلا .

4 ـ الأساس هو ( الخشوع فى الصلاة ) و ( المحافظة عليها) بمعنى (إقامة الصلاة ) قلبيا وسلوكيا بأن تتقى الله جل وعلا فلا تقع فى فحشاء ولا منكر ولا ظلم بين أوقات الصلاة ، لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت  ) ولأن المؤمن يجب أن يطيع قول ربه جل وعلا : (  إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل ) .  أى أن مدار فريضة الصلاة أن تخشع وقت الصلاة ، وأن تتقى الله جل وعلا فيما بين الصلوات . وقد جاء هذان معا فى أوائل سورة المؤمنون  عن صفات المؤمنين المفلحين أصحاب النعيم .

ثانيا :  البداية التاريخية للتواتر الشيطانى فى القصر والجمع

1 ـ سبق أن خلفاء بنى أمية فى تهاونهم فى الصلاة كانوا يؤخرونها أو بالتعبير السائد عنهم أنهم ( قد أماتوها بالتأخير ) (السيوطى : تاريخ الخلفاء 395 ). وقد مدحوا الخليفة سليمان بن عبد الملك أنه أقلع عن هذا فى خلافته القصيرة وتبعه عمر بن عبد العزيز ، ثم عاد بنو أمية الى تأخير الصلاة ، وإشتهر بهذا الحجاج فى تأخيره صلاة الجمعة بسبب تطويله الخطبة .  

2 ـ ولا يقال بأن تأخير الأمويين فى الصلاة وإماتتهم لها – بالتعبير التراثى – قد انتقلت إلى متحف التاريخ مع الدولة الأموية إذ أن العصر العباسى ــ وهو عصر التقعيد والتشريع للدين الأرضى السائد ـ مالبث أن جعل تلك السنة الأموية السيئة شريعة سنية تحمل إسما أخر هو قصر الصلاة وجمعها وتأخيرها .  

3 ـ وكالعادة اختلفوا ، بعضهم إخترع لهذه الفرية الكثير من الأحاديث والروايات ولم يقتنع الأخرون بهذه المقوله فواجهوهم بأحاديث أخرى . ونقل المؤرخ ابن سعد فى الطبقات الكبرى هذا وذاك .

3 / 1 :  يروى ابن سعد عن بعضهم قوله " صليت مع عمر بن الخطاب فكان يجمع المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين " الطبقات الكبرى 6، 107 ، أى يصلى ويقصر أى يستعمل قصر الصلاة مع الجمع والتأخير .

3 / 2 : ويروى عن أخر أن عمر بن عبدالعزيز فى خلافته كان إذا أتم الصلاة جمع بالناس وإذا صلى ركعتين لم يجمع . ( 5، 261 ) أى إذا كان قصر بالصلاة لم يجمع ، وإذا جمع بين الصلوات فإنه يقصرها . أى يصليها قصرا . أى أنه لا يجمع بين القصر فى الصلاة وجمع الصلاة وتأخيرها فإذا استعمل أحدهما لا يستعمل الأخرى . وهنا تعارض بين ما كان يفعله عمر بن الخطاب وما فعله عمر بن عبدالعزيز.

3 / 3 :  وهناك روايات أخرى عن صحابه وتابعين كانوا يقصرون الصلاة فى السفر . يروى ابن سعد أن عمر بن الخطاب خرج إلى الجباية فى الشام فى صفر 16 هــ فأقام بهاعشرين ليلة يقصر الصلاة ( ابن سعد 3 ، 203 ) .

3 / 4 : ورواية أخرى تزعم أن عليا بن أبى طالب قصر صلاة الجمعة . ولا يعرف أحدهم كيف يقصر صلاة الجمعة وهى مجرد ركعتين ، تقول الرواية لصاحبها الحارث بن توب " صلى بنا علىُّ الجمعة فلما سلم قام فقال : عباد الله أتموا الصلاة ، ُثم قام فدخل )( الطبقات الكبرى 6 ، 168 ) .

3 / 5 :  وروى ابن سعد أن عبدالله بن عمر أقام باذربيجان ستة أشهر حبسه فيها الثلج فكان يقصر الصلاة ( الطبقات الكبرى 4، 119 ) كما يروى ان الشعبى – من كبار التابعين – مكث فى خرسان عشرة أشهر لا يزيد عن ركعتين أى يقصر كل صلاة رباعية ( الطبقات 6، 173 ) .

3 / 6 : وفى مواجهة تلك الروايات يذكر ابن سعد فى نفس الكتاب رواية واحدة تهدمها جميعا ، يقول " هبط الكوفة ثلاثمائه من أمن أصحاب الشجرة وسبعون من أهل بدر ، لانعلم أحد منهم قصر " الطبقات الكبرى 6،4 .

4 ـ وفى الجمع بين الصلاتين – كالجمع بين الظهر والعصر أو الجمع بين المغرب والعشاء أو تأخيرهما تأتى روايات متعارضة .

4 / 1 : تقول رواية ان على بن الحسين ( زين العابدين ) كان يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فى السفر ويقول : كان رسول الله يفعل ذلك وهو غير عجل ولا خائف ( الطبقات 5، 163 ) .

4 / 2 : ثم فى رواية أخرى مناقضة يقول فيها أبو إسحاق السبيعى " كنا فى زمن معاوية بخرسان لا نجمع " ( الطبقات الكبرى 6،219 ) .

5 ـ هذه الروايات المتناقضة ليست سوى مجرد جدل فقهى يناقض القرآن الكريم . هجروا القرآن الكريم وإفتروا أحاديث وإختلفوا ـ كالعادة ـ فيها، واستندوها إلى صحابه وتابعين ماتوا من قبل العصر العباسى .

6 ـ مالك بن أنس هو رائد كل هذا الإفتراء والهجص ، وتابعه أخرون أهمهم الشافعى والبخارى. والموضوع طويل نكتفى بلمحة عنه.

ثالثا : نماذج من إختلافات موطأ مالك :

 1 ـ ( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ إِلَى خَيْبَرَ فَيَقْصُرُ الصَّلاَةَ. ) (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مَسِيرِهِ الْيَوْمَ التَّامَّ ‏.  ). هو نفس الشخص ( ابن عمر ) مع إختلاف فى مسافة القصر فى السفر . ـ  ( ــ وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ فِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعُسْفَانَ وَفِي مِثْلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَجُدَّةَ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ وَذَلِكَ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ وَذَلِكَ أَحَبُّ مَا تُقْصَرُ إِلَىَّ فِيهِ الصَّلاَةُ ‏.‏ قَالَ مَالِكٌ لاَ يَقْصُرُ الَّذِي يُرِيدُ السَّفَرَ الصَّلاَةَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ بُيُوتِ الْقَرْيَةِ وَلاَ يُتِمُّ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلَ بُيُوتِ الْقَرْيَةِ أَوْ يُقَارِبُ ذَلِكَ ‏.‏ ) تقدير آخر مختلف فى مسافة القصر .

ابن عمر يقصر هناك ولا يقصر هنا

( وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ الْبَرِيدَ فَلاَ يَقْصُرُ الصَّلاَةَ ‏.‏ ) . ابن عمر لا يقصر أصلا.!!

القصر فى الصبح فقط :!!

 ـ (  وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ لاَ يَزِيدُ عَلَى الإِقَامَةِ فِي السَّفَرِ إِلاَّ فِي الصُّبْحِ فَإِنَّهُ كَانَ يُنَادِي فِيهَا وَيُقِيمُ وَكَانَ يَقُولُ إِنَّمَا الأَذَانُ لِلإِمَامِ الَّذِي يَجْتَمِعُ النَّاسُ إِلَيْهِ  ) فى الجميع حتى فى الأذان .

ـ (  وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَنَّ أَبَاهُ، قَالَ لَهُ إِذَا كُنْتَ فِي سَفَرٍ فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُؤَذِّنَ وَتُقِيمَ فَعَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ فَأَقِمْ وَلاَ تُؤَذِّنْ ‏.‏ قَالَ يَحْيَى سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لاَ بَأْسَ أَنْ يُؤَذِّنَ الرَّجُلُ وَهُوَ رَاكِبٌ . ).

نلاحظ أن مالك بن أنس أسند دور البطولة فى فيلم قصر الصلاة وجمعها لابن عمر . ويزعم مالك أنه سمع هذا من نافع مولى ابن عمر. وقلنا من قبل أنه لم ير ولم يسمع ولم يقابل نافع مولى عبد الله بن عمر . مالك لا يرفع هذه الأحاديث للنبى ، وأنه يقتصر على ابن عمر الذى كان طفلا حين مات النبى عليه السلام، أى إن مالك اعجوبة فى الكذب.

ولكن من جاء بعده تفوق عليه ، إذ قاموا بإختراع أحاديث لم يقلها مالك وصنعوا لها أسانيد جديدة ، ورفعوا بعضها للنبى محمد. وهذا ما فعله الشافعى والبخارى وغيرهما . نعطى لمحة عن أكاذيب البخارى فى قصر الصلاة وجمعها:

رابعا : تناقضات البخارى

1 ـ جعل النبى يقصر تسعة عشر يوما : ( حدثنا أبو موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو عونة، عن عاصم وحصين، عن عكرنة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يقصر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتممنا.)

2 ـ ثم حديث آخر يجعل النبى يقصر عشرة أيام فقط :

 حدثنا أبو معمر قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا يحيى بن أبي إسحق قال: سمعت أنسا يقول: خرجنا مع النبي النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فكان يصلي ركعتين ركعتين، حتى رجعنا إلى المدينة. قلت: أقمتم بمكة شيئا؟ قال: أقمنا بها عشرا.

3 ـ ثم حديث يجعله يوما وليلة فقط :وسمى النبي النبي صلى الله عليه وسلم يوما وليلة سفرا. وكان ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقصران ويفطران في أربع برد، وهي ستة عشر فرسخا.

4 ـ ثم إختلافات فى القصر فى الحج فى ( منى ) : 

4 / 1 : حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن عبد الله رضي الله عنه قال: صليت مع النبي النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، وأبي بكر وعمر، ومع عثمان صدرا من إمارته، ثم أتمها.

4 / 2 :  حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة: أنبأنا أبو إسحق قال: سمعت حارثة بن وهب قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم، آمن ما كان، بمنى ركعتين.

4 / 3 :  حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الواحد، عن الأعمش قال: حدثنا إبراهيم قال: سمعت عبد الرحمن بن يزييد يقول: صلى بنا عثمان بن عفان رضي الله عنه بمنى أربع ركعات، فقيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاسترجع، ثم قال: صليت مع رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، وصليت مع أبي بكر رضي الله عنه بمنى ركعتين، وصليت مع عمر بن الظاب رضي الله عنه بمنى ركعتين، فليت حظي من أربع ركعات متقبلتان.

4 / 4 : حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن محمد بن المننكدر وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس رضي الله عنه قال: صليت الظهر مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا، والعصر بذي الحليفة ركعتين.

5 ـ ثم أحاديث أخرى مختلفة عن عبد الله بن عمر :

5 / 1 : رأيت رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر، يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء.

5 / 2 : قال سالم: وكان عبد الله ( ابن عمر ) يفعله إذا أعجله السير.

5 / 3 : وزاد الليث قال: حدثني يونس، عن ابن شهاب( الزهرى ) ، قال سالم: كان ابن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب والعشاءبالمزدلفة. قال: سالم: وأخر ابن عمر المغرب، وكان استصرخ على إمرأته صفية بنت أبي عبيد، فقلت له: الصلاة، فقال: سر، فقلت: الصلاة، فقال: سر، حتى سار ميلين أو ثلاثة، ثم نزل فصلى، ثم قال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إذا أعجله السير.

5 / 4 : وقال عبد الله (ابن عمر ) : رأيت النبي النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير يؤخر المغرب فيصليها ثلاثا، ثم يسلم، ثم قلما يلبث حتى يقيم العشاء، فيصليها ركعتين، ثم يسلم، ولا يسبح بعد العشاء، حتى يقوم من جوف الليل.

6 ــ ثم هذا الحديث المضحك الذى إخترعه البخارى :

 حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: الصلاة أول ما فرضت ركعتين، فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاة الحضر.قال الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: تأولت ما تأول عثمان.

ومعناه أن الصلاة فرضت ناقصة مثنى مثنى وكان المسلمون وقتها فى حال ترحال وسفر ثم إذا استقروا فى الحضر زادت فى الحضر وبقيت مثنى مثنى على المسافر كما كانت أولا .

والواقع التاريخى يقول أن المسلمين كانوا مستقرين فى مكة ثم فى المدينة . لم يكونوا فى حالة ترحال مستمر فى تيه الصحراء ثم استقروا فى النهاية كما يوحى بذلك الحديث السابق. الاستثناء فى حالة الاستقرار هذه حدثت فى الهجرة. ولذا نزل تشريع قصر الصلاة ليعالج هذه الحالة الاستثنائية الطارئة فى السفر للهجرة أو الجهاد . والواقع القرآنى يقول " وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ )  أى من الصلاة المعروفة الكامله يكون القصر ، فالأصل أن الصلاة كامله كما أن الاصل هو الإستقرار فى الحضر وليس الترحال والسفر .. 

أخيرا

فى كل هذا الهجص والإفتراء لا تستطيع أن تخرج بتشريع واحد متفق عليه فى زعمهم قصر الصلاة فى السفر وجمعها .

اجمالي القراءات 5385