تأمل في رحمة الله جل و علا :
و خلق الإنسان ضعيفا – 2 - ... النكث بعد النجاة !!

سعيد علي في الخميس ٢٥ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لطالما أنعم الحق جل و علا نعما شتى على هذا الإنسان الضعيف و نعم الله جل و علا لا تعد و لا تحصى و في تحدي الحق سبحانه لعدم إمكانية إحصاء هذه النعم برغم أنه جل و علا آتى الإنسان من كل ما سأله و لكنه جل و علا عليم بهذا الإنسان الظلوم الكفور يقول سبحانه عن هذا الإنسان : ( و آتاكم من كل ما سألتموه و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفور ) و لأنه جل و علا غفور رحيم فاستحالة أن يعد الإنسان ما به من نعم الحق جل و علا يقول سبحانه : ( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم ) نلاحظ هنا تحدي الحق جل و علا لهذا الإنسان في ( نعمة واحدة ) و ليس في ( النعم ) و هو لا يستطيع تحصية هذه النعمة فما باله بالنعم !! سبحانه المنعم جل و علا .
و لأن الشرك هو الكفر كما أوضح الدكتور أحمد في سياق تدبره للمفهوم القرآني للكلمة فإن هذا الإنسان ما يلبث إلا العودة إلى ماضيه الكفري و الشركي بعد النجاة و بعد دعوته لله جل و علا بالنجاة يقول جل و علا : ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) و يقول سبحانه في توصيف دقيق رائع لموقف كهذا : ( و إذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد و ما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ) و كلمة ختار هنا صيغة مبالغة لناكث العهد .
كلنا نصبح و نبدأ يومنا و فينا من بات عاصيا و فينا من قضى يومه المنقضي مقصرا و فينا من مر بظرف قاس فأنجاه الله جل و علا فما لبث أن عاد إلى ما كان عليه !! هي دورة حياتية قليلا من يعتبر و يتعظ و يظل الإنسان الضعيف يتنعم بنعم لا تحصى حتى يدركه الموت و قد ضيع ما ضيع من النعم .
الله جل و علا كريم و غفور و روؤف خلق الإنسان ضعيفا و لكن أوجد فيه عقلا يتدبر و نفسا تنازعه على العصيان و أوجد مخلوقا آخر مهمته الغواية و الإحتناك و ما بين مطرقة الغواية و سندان الوقت الحياتي لهذا الإنسان الضعيف تكون المحصلة النهائية في كتاب سيقرئه .
اللهم نسألك العبرة و الاتعاظ و الإبصار يقول جل و علا عن الذين إتقوا : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) هنا الفيصل ( تذكروا ) فالنتذكر و لا ننسى نعم الله جل و علا حتى نصبر و نبصر .
    

اجمالي القراءات 3816