ولاة الصلاة الشيطانية فى مصر ( الأموية )

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢١ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

ولاة الصلاة الشيطانية فى مصر ( الأموية )

أولا : لمحة عن ولاة الصلاة فى العصر الأموى

من الروايات التاريخية نعرف أن الوالى الأهم فى الولايات هو ( والى الصلاة ) وقد يكون هو أيضا والى الخراج الذى يجمع المال ، وقد يكون هو القائد للجيش. بما يؤكد أهمية الصلاة ( الشيطانية ) فى دين قريش ، فالصلاة هى وسيلتهم للحصول على المال إلاههم الأعظم  . ونعطى أمثلة مما قاله المقريزى فى ( الخطط ) عن ولاة مصر ، يقول :

1 ـ ( قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري‏:‏ ولاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بلغه مصاب ابن أبي حذيفة وجمع له الخراج والصلاة ، فدخل مصر مستهل ربيع الأول سنة سبع وثلاثين ). جمع له الخراج والصلاة.

.2 ـ ( .. ثم وليها‏:‏ محمد بن أبي بكر الصديق من قبل علي رضي الله عنه وجمع له صلاتها وخراجها فدخلها للنصف من رمضان سنة سبع وثلاثين ) جمع له الخراج والصلاة.

3 ـ ( ثم وليها‏:‏ عمرو بن العاص‏:‏ ولايته الثانية من قبل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فاستقبل بولايته شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ، وجعل إليه الصلاة والخراج جميعًا وجعلت مصر له طعمة بعد عطاء جندها والنفقة في مصلحتها ) : (وجعل إليه الصلاة والخراج جميعًا  ). ويقول المقريزى عن نهاية عمرو بن العاص : ( وتوفي ليلة الفطر فغسله عبد الله بن عمرو ، وأخرجه إلى المصلى ، وصلى عليه ، فلم يبق أحد شهد العيد إلا صلى عليه،  ثم صلى بالناس صلاة العيد.  وكان أبوه استخلفه . وخلّف عمرو ابن العاص سبعين بهارًا دنانير والبهار‏:‏ جلد ثور ومبلغه أردبان بالمصري ، فلما حضرته الوفاة أخرجه وقال‏:‏ " من يأخذه بما فيه " ، فأبى ولده أخذه، وقالا‏:‏ " حتى ترد إلى كل ذي حق حقه. " ...فبلغ معاوية فقال‏:‏ نحن نأخذه بما فيه‏.). هنا يتردد الصلاة على عمرو صلاة الجنازة ، مع ذكر ما سرقه عمرو من المصريين .

4 ـ ( ثم وليها‏:‏ عتبة بن أبي سفيان من قبل أخيه معاوية بن أبي سفيان على صلاتها فقدم في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ) يقول : ( على صلاتها ).

5 ـ ( ثم وليها‏:‏ عقبة بن عامر بن عبس الجهني من قبل معاوية وجعل له صلاتها وخراجها ) : يقول :  (وجعل له صلاتها وخراجها ).

6 ـ ( وكان صرفه ( أى عزله ) فولى مسلمة بن مخلد بن صامت بن نيار الأنصاري من قبل معاوية وجمع له الصلاة والخراج والغزو ). يقول : ( وجمع له الصلاة والخراج والغزو ).

7 ـ ( .. وجعل مروان صلاة مصر عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص أبو الأصبغ ولي من قبل أبيه لهلال رجب سنة خمس وستين على الصلاة والخراج ) ، أى إن مروان بن الحكم ولى إبنه عبد العزيز ( صلاة مصر ) أى جعله الوالى الأساس ، وجمع له ( الصلاة والخراج ). وهو الذى أنشأ حى ( حلوان ) وبنى فيه مسجدا ، فهو ( والى الصلاة ).  

8 ـ ( ولي‏:‏ عبد الله بن عبد الملك بن مروان من قبل أبيه على صلاتها وخراجها فدخل يوم الاثنين لإحدى عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وهو ابن تسع وعشرين سنة )، ولّى عبد الملك ابنه عبد الله ( الصلاة ) فى مصر وخراجها أيضا.

9 ـ ( فولي‏:‏ قرة بن شريك بن مرثد بن الحرث العبسي للوليد بن عبد الملك على صلاة مصر وخراجها فقدمها يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول سنة تسعين ).يقول:(على صلاة مصر وخراجها).

10 ـ ( ثم ولي‏:‏ عبد الملك بن رفاعة بن خالد بن ثابت الفهمي‏:‏ من قبل الوليد بن عبد الملك على صلاتها وتوفي الوليد واستخلف سليمان بن عبد الملك فأقر ابن رفاعة) . يقول : (على صلاتها ).

11 ـ (   .. ثم ولي‏:‏ أيوب بن شرحبيل بن أكسوم بن أبرهة بن الصباح من قبل عمر بن عبد العزيز على صلاتها في ربيع الأول سنة تسع وتسعين . ) . يقول :( على صلاتها).

12 ـ ( وتوفي عمر بن عبد العزيز واستخلف يزيد بن عبد الملك فأقر أيوب على الصلاة ‏.). يقول : ( على الصلاة )  ـ

13 ـ ( وولي‏:‏ محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم من قبل أخيه هشام بن عبد الملك على الصلاة فدخل مصر لإحدى عشرة خلت من شوال سنة خمس ومائة ) . يقول : ( على الصلاة).

14 ـ ( فولي‏:‏ الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم من قبل هشام بن عبد الملك على صلاتها ، فدخل لثلاث خلون من ذي الحجة سنة خمس ومائة ) . يقول : ( على صلاتها ).

15 ـ ( ولي‏:‏ عبد الملك بن رفاعة ثانيًا على الصلاة ، فقدم من الشام عليلًا لثنتي عشرة بقيت من المحرم سنة تسع ومائة . )  . يقول : ( على الصلاة ) .

16 ـ ( ثم ولي أخوه‏:‏ الوليد بن رفاعة باستخلاف أخيه فأقره هشام بن عبد الملك على الصلاة ). يقول : ( على الصلاة)

17 ـ ( فولي‏:‏ عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي أبو الوليد من قبل هشام بن عبد الملك على صلاتها ) . يقول : ( على صلاتها ).

18 ـ ( ولي حفص بن الوليد الحضرمي ثانيًا باستخلاف حنظلة له على صلاتها ، فأقره هشام بن عبد الملك إلى ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من شعبان سنة أربع وعشرين فجمع له الصلاة والخراج جميعًا واستسقى بالناس وخطب ودعا ثم صلى بهم ، ومات هشام بن عبد الملك واستخلف من بعده‏:‏ الوليد بن يزيد فأقر حفصًا على الصلاة والخراج ثم صرف عن الخراج بعيسى بن أبي عطاء لسبع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومائة وانفرد بالصلاة ) . يقول : (على صلاتها ) ،(  فجمع له الصلاة والخراج جميعا ) (وخطب ودعا ثم صلى بهم ) (فأقر حفصًا على الصلاة والخراج  )( وانفرد بالصلاة ).

19 ـ ( ثم قدم حسان لثنتي عشرة خلت من جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين ومائة على الصلاة ، وعيسى بن أبي عطاء على الخراج . ) . يقول : (  على الصلاة  ).

20 ـ ( ثم ولي‏:‏ المغيرة بن عبيد الله بن المغيرة الفزاري على الصلاة من قبل مروان فقدم لست بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين ) . يقول : (  على الصلاة  )

21 ـ ( وولى‏:‏ عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير من قبل مروان على الصلاة والخراج وكان واليًا على الخراج قبل أن يولي الصلاة  في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة) . يقول : (على الصلاة والخراج وكان واليًا على الخراج قبل أن يولي الصلاة ) .

ثانيا : لمحة عن تطرف الأمويين فى إستنزاف المصريين وفى قتلهم

1 ـ الخليفة الفاسق عثمان بن عفان ( الأموى ) كان فاسدا جشعا ، لم يعجبه المقدار الذى كان يجبيه عمرو بن العاص من المصريين ، فعزله وولى مكانه أخاه من الرضاعة عبد الله بن أبى السرح ، وكان ابن أبى السرح من المرتدين سابقا. يقول المقريزى فى ( الخطط ) : ( وتوفي عمر ..في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وبويع أمير المؤمنين عثمان بن عفان .. فوفد عليه عمرو وسأله عزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن صعيد مصر ، وكان عمر ولاه الصعيد ، فامتنع من ذلك عثمان ، وعقد لعبد الله بن سعد على مصر كلها فكانت ولاية عمرو على مصر‏:‏ صلاتها وخراجها منذ افتتحها إلى أن صرف عنها أربع ) ( ثم جمع لعبد الله بن سعد أمير مصر صلاتها وخراجها ومكث أميرًا مدة ولاية عثمان ). ويذكر الواقدى أن ابن أبى السرح الذى كان واليا على الصعيد قد إشتكى الى عثمان يتهم عمرو بن العاص بأنه ( كسر الخراج ) أى لم يقم بالواجب فى تحميل المصريين أكبر قدر من السلب والنهب ( الخراج ) فما كان من عثمان إلا أن عزل عمرو بن العاص عن الخراج ، تقول الرواية : ( كتب عبد الله بن سعد الى عثمان إن عمرا كسر الخراج .. فعزل عمرا ، وأضاف الخراج إلى ابن أبي سرح .. ) ( وكان عمرو بن العاص على مصر لعثمان ، فعزله عن الخراج وأقره على الصلاة والجند . واستعمل عبد الله بن أبي سرح على الخراج ... ) . وأسرف ابن سعد فى تحصيل الجباية من الخراج والجزية بالظلم والعسف ، وإفتخر عثمان بهذا فى لوم لعمرو بن العاص.  

2 ـ  خلال حكم بنى مروان بن الحكم تطرف ولاة ( الصلاة ) فى العسف بالمصريين ، وظهر هذا التطرف بإقتران السلب والنهب بالقتل والتعذيب وقطع الأطراف والإذلال ، وأرهاب المصريين بتعذيب وإذلال رهبانهم وبطركهم وقياداتهم الدينية ، وهم الذين ساعدوا العرب من قبل فى فتح بلادهم وهزيمة الروم. وننقل فقرات مما ذكره المقريزى وهو يؤرخ لبطاركة مصر بعد الفتح العربى . وهى ناحية مجهولة فى تاريخ المصريين فى العصر الأموى ، والمقريزى ــ اشهر مؤرخ لمصر فى العصور الوسطى كان متعصبا ضد النصارى ، ولكنه نقل بعض ما سجله المؤرخون السابقون من سطور الأهوال التى لاقاها المصريون من ولاة ( الصلاة الشيطانية ) فى مصر الأموية .

ثالثا : نماذج من جرائم ولاة الصلاة الشيطانية فى مصر الأموية :

 1 ـ  يقول المقريزى فى الخطط عن البطرك الاسكندروس الذى استمر فى منصبه حوالى ربع قرن:( ومات سنة ست ومائة . ومرّت به شدائد صودر فيها مرّتين، أخذ منهفيهما ستة آلاف دينار، وفي أيامه أمّر عبد العزيز بن مروان فأمر بإحصاء الرهبان فأحصوا، وأخذت منهم الجزية عن كلّ راهب دينار.) هنا مصادرة للبطرك ( البابا )، وفرض للجزية على الرهبان .

2 وتعصب المقريزى يظهر فى قوله عن(المصريين):( النصارى،القبط ،الأقباط ) إذ لم يكونوا قد دخلوا فى الاسلام بعد، يقول :( ولما ولي مصر عبد الله بن عبد الملك بن مروان اشتدّ على النصارى.. واقتدى به قرّة بن شريك أيضًا في ولايته على مصر، وأنزل بالنصارى شدائد لم يبتلوا قبلها بمثلها.). هنا عبارة رهيبة لم يقم المقريزى بشرحها وتفصيلها ، ولنا أن نتخيلها فى ضوء الاضطهاد الذى عاناه المصريون فى عهد كراكلا ودقلديانوس ، أى باعتراف المقريزى تفسه فإنّ عبد الله إبن الخليفة عبد الملك بن مروان حين ولى مصر أنزل بأهلها شدائد لم يبتلوا بها من قبل حتى فى عهد فرعون موسى.!!.

3 ـ ثم يورد المقريزى بعض التفصيلات ، فيقول ( وكان عبد اللّه بن الحبحاب متولي الخراج قد زاد على القبط قيراطًا في كلّ دينار فانتقض عليه عامّة الحوف الشرقيّ من القبط فحاربهم المسلمون وقتلوا منهْم عدّة وافرة في سنة سبع ومائة.).أى إن والى الخراج هو الذى زاد الخراج أى الضرائب ـ وهو غير الجزية ـ  فثار المصريون فيما يعرف الآن بمحافظة الشرقية أو  الحوف الشرقى ، فأخمد الأمويون ثروتهم وقتلوا منهم (عدّة وافرة ) عام 107 هجرية .

4 ـ ( واشتدّ أيضًا أسامة بن زيد التنوخيّ ..على النصارى ( أى المصريين )، وأوقع بهم ، وأخذ أموالهم ، ووسم أيدي الرهبان بحلقة حديد فيها اسم الراهب واسم ديره وتاريخه، فكل من وجده بغير وسم قطع يده. وكتب إلى الأعمال بأن من وجد من النصارى وليس معه منشور أن يؤخذ منه عشرة دنانير . ثم كبس الديارات( أى الأديرة ) وقبض على عدّة من الرهبان بغير وسم فضرب أعناق بعضهم وضرب باقيهم حتى ماتوا تحت الضرب . ثم هدمت الكنائس وكسرت الصلبان ومحيت التماثيل وكسرت الأصنام بأجمعها، وكانت كثيرة ، في سنة أربع ومائة ، والخليفة يومئذٍ يزيد بن عبد الملك). ولأنّ مهمة متولّى الخراج هى سلب أموال المصريين بما يملأ خزائن الأمويين ويشبع نهمهم  للمال السّحت فقد أعطى والى الصلاة الشيطانية متولى خراج  مصر سلطة مطلقة عسكرية وقضائية وسياسية ؛ فهو الذى يقدّر الضرائب ، وهو الذى يقوم بجمعها ، وهو الذى يعاقب ــ بما شاء من عقوبة ـ المصرى الذى يعجز عن دفع المطلوب منه ، أى له مطلق الحرية فى توقيع أقصى العقوبة بلا رادع ، ومعه الجيش العربى يقتل به الفلاحين المصرين العاجزين عن دفع الضرائب . وواضح أن هذا الموظف السادى( أسامة بن زيد التنوخيّ متولي الخراج ) قد أستغلّ سلطته فى معاقبة الرهبان المساكين وإذلالهم بوسمهم بأن يفرض علي كل منهم وضع حلقة حديدية فى يده مدوّن فيها إسمه ومحل إقامته ، ويقطع يد من يضبط منهم بدون هذه الحلقة. ثم كان يغير على الأديرة يمارس ساديته ، فيعتقل من يشاء من الرهبان ، ومن يجده منهم لا يضع فى يده تلك الحلقة الحديدية يضرب عنقه أو يقتله تحت العذاب . ثم يهدم الكنائس ويكسر الصلبان والتماثيل ، ويحظر تنقل المصريين فى بلادهم ، فمن يسافر منهم بغير تصريح يدفع غرامة قدرها عشرة دنانير .

5 ـ ورسم الخليفة هشام بن عبد الملك بإزالة بعض الظلم ، ولكن لم ينفّذها الوالى حنظلة بن صفوان الذى بالغ فى الضرائب وقام بإحصاء المصريين وبهائمهم إحتقارا لهم ، بل ووسم المصريين كما فعل الوالى السابق بالرهبان ، وعوقب من لا يحمل الوسم فى يده بقطع يده . يقول المقريزى :( فلما قام هشام بن عبد الملك في الخلافة كتب إلى مصر بأن يجري النصارى على عوايدهم وما بأيديهم من العهد، فقدم حنظلة بن صفوان أميرًا على مصر في ولايته الثانية فتشدّد على النصارى وزاد في الخراج وأحصى الناس والبهائم وجعل على كلّ نصرانيّ وسمًا صورة أسد ، وتتبعهم فمن وجده بغير وسم قطع يده.). ،

6 ـ وبسبب هذا الظلم المتطرف نشبت ثورات الفلاحين المصريين فى الدلتا والصعيد، وهم المشهورون بالمسالمة ــ  فتم إخمادها بكل قسوة . يقول المقريزى : ( انتقض القبط ( أى ثار المصريون ) بالصعيد وحاربوا العمال ( أى جباة الضرائب )  في سنة إحدى وعشرين فحوربوا وقُتل كثير منهم) ، ( ثم خرج بجنس ( قائد مصرى  ) بسمنود وحارب وقُتل في الحرب وقُتل معه قبط كثير في سنة اثنتين وثلاثين ، ومات.).

7 ـ وبلغ الظلم مداه بالتنكيل بالبطرك القائد الدينى للمصريين وإذلاله وإهانته بين مواطنيه ، فقد إعتقله الوالى الأموى وفرض عليه غرامة لا يستطيع دفعها ، فإضطره الى أن يسير فى أنحاء مصر ومعه أساقفته يتسوّل منهم دفع الغرامة ، فما إستطاعوا سدادها كلها ، بسبب ما هم فيه من فقر، فعاد البطرك يائسا بائسا الى ذلك الوالى وأعطاه ما جمعه ، فأفرج عنه لأن الغرض كان إذلال البطرك ، وقد حدث ، يقول المقريزى :( وقبض عبد الملك بن موسى بن نصير أمير مصر على البطرك ميخائيل ، فاعتقله وألزمه بمال ، فسار بأساقفته في أعمال مصر يسأل أهلها ، فوجدهم في شدائد ، فعاد إلى الفسطاط ودفع إلى عبد الملك ما حصل له ، فأفرج عنه)

8 ـ وسقطت الدولة الأموية بهزيمة الخليفة مروان بن محمد فى موقعة الزاب أمام الجيش العباسى . وفرّ الخليفة الأموى المهزوم بجيشه الى مصر ، وانتهز المصريون الفرصة فثاروا أملا فى التخلّص من الظلم الأموى ، ولكن الخليفة الأموى المهزوم استخدم جيشه فى التنكيل بالمصريين كما لو كان قد أراد أن يعوّض هزيمته بالانتقام منهم . يقول المقريزى :( ثم خالفت القبط ( أى ثار المصريون) برشيد فبعث إليهم مروان بن محمد لما قدم مصر وهزمهم ) ويقول عما فعله مروان بن محمد وتنكيله بالمصريين وبالبابا أى البطرك المصرى: ( فنزل به بلاء كبير من مروان وبطش به وبالنصارى ) . ويقول عن فظائع ارتكبها مروان بن محمد بالقرى والمدن المصرية : ( وأحرق مصر وغلاتها ) ويقول عما فعله بالأديرة والراهبات من أسر وإغتصاب :( وأسر عدّة من النساء المترهبات ببعض الديارات ، وراود واحدة منهنّ عن نفسها ، فاحتالت عليه ودفعته عنها ـ بأن رغّبته في دهن معها إذا ادّهن به الإنسان لا يعمل فيه السلاح، وأوثقته بأن مكنته من التجربة في نفسها فتمت حيلتها عليه، وأخرجت زيتًا ادهنت به ثم مدّت عنقها فضربها بسيفه فأطار رأسها ، فعلم أنها اختارت الموت على الزنا )، أى أن هذه الراهبة المصرية الشريفة العفيفة أقنعت ذلك الخليفة الأموى الفاسق الفاجر مروان بن محمد الذى يريد إغتصابها بأنّ معها دهنا يقى الرقبة من الذبح فلا يستطيع السيف أن يقطعها،ودهنت رقبتها وطلبت من أن يجرب ضرب رقبتها بالسيف ليتأكد من قولها، فضرب رقبتها بالسيف فقطعها. فعلم أنها إختارت الانتحار والقتل لتحفظ شرفها ..!! لم يعلّق المقريزى محتجّا ..هل من تعليق   على هذا ..  يرحمكم الله جلّ وعلا ؟!!

9 ـ ويقول المقريزى : (وما زال البطرك والنصارى في الحديد مع مروان إلى أن قُتل ببوصير فأفرج عنهم‏.‏) أى ظل مروان يحتفظ بالبطرك وزعماء المصريين أسرى معه الى أن وصل جيش العباسيين وقاتل مروان وهزمه وقتله . وأفرج العباسيون عن البطرك وصحبه .

أخيرا : بهذا نعرف الوظيفة الحقيقية لوالى الصلاة ( الشيطانية ).!!

اجمالي القراءات 4831