نقطة ومن اول السطر ...!!!

محمد حسين في الجمعة ٢٥ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 
العربة والسائق ...
اذا حدثت حادثة يقولون ان "العربية عملت حادثة" عندنا هناك فى بلاد الواك واك يقولون هذا ايا كان نوع العربة ،سواء ان كانت عربة او موتوسيكل او "حمار حتى" ، سيقولون الحمار عمل حادثة ...!! وللوهلة الاولى وبدون اسهاب فكرى او خيال دامغ سوف تعتقد ان العربة هى التى ذهبت من نفسها "ولبست فى شجرة" ... وسيكون السؤال اللاحق وماذا حدث للسائق ، ايا كانت النتيجة او الرد بان توفاه الله "مع انهم بيقولوا ربنا افتكره بس خلينا احنا الكويسين" او تم نقله الى المستشفى "بعد كام ; خمسين ساعة" ولكن ليست هذه هى القضية ، وانما القضية هى الفكر العربى الاتى من اليسار الى اليمين –وعذرا لمتحدثى الانجليزية او غيرها من ذوات البداية من اليسار- او كما قال عادل امام "واخدين الدنيا من ورا" ... والسؤال هو من فعل الحادثة بالاخر هل هو السائق ام العربة؟؟ وان كان هو السائق ، وهذا هو المنطق ، فلماذا يقال ان العربة هى التى "عملت الحادثة" ... نقطة ومن اول السطر!!!

الخطيب والمنبر ....
يقولون اصلحوا الخطاب الدينى ، والبعض قال اصلحوا المنبر ، والبعض قال اصلحوا الميكروفون ، والبعض قال ايضا اصلحوا اللغة ... وماذا عن الخطيب يا خلق ؟؟؟
اقسم بالله ما ساسرده حقيقة يعاقبنى الله عليها ان كانت كذبا او بهتانا ....
أتانى صاحبى ، وليس هو من يحاورنى دائما ، وكان متحمسا لخطبة الجمعة من شيخ لا اعرفه ، فقد اعترفت لصاحب لى انى لم اذهب الى صلاة جمعة منذ ما يقرب من الستة اعوام تقريبا وبالتالى فانا لا اعرف لخطباء المدينة اسماءا ولا وجوها ، وسبب عدولى عن الخطبة هى الكلمات الجهنمية المنطقية العقلانية الموزونة التى لا يطيقها عقل مثل عقلى "واخدتها من قاصرها" ... المهم قال لى بحماسة ، لقد تطرق الشيخ الى موضوع اليوم بالغ الاثارة والمتعة وتحدث فى معلومة كانت هى اول مرة اعلمها ، قلت له ازدنى وافدنى افادك الله يا صاحبى وهات ما عندك ، والحق اقول انا لم اثار ويبدو ان عقلى الغير فصيح قد اصابته المناعة ضد المشايخ ، اقصد هؤلاء القابعين فى مدينتى على الاقل لانى لا اعرف غيرهم ، فتقبلت حماسته بنوع اخر من الاهتمام ... قال صاحبى وقد بدا منظر الشيخ ينعكس على مقلتيه: قال لنا الشيخ انه اذا جامع رجل امرأته وكانت تلك المرة هى بذرة المولود ذهب "عذرائيل" واتى بتراب من قبر هذا المولود ووضعه فى رحم الام ... فرددت عليه مستفسرا ولم اكن ابدا ساخرا: انت لست وحيدا هنا ، فانا مثلك لم اكن لاعلم عن هاذا من قبل ولكن هل قال شيئا عن الحكمة فى ذلك ، اهذه علامة مثلا يضعها السابق ذكره حتى لا يتوه الميت لاحقا ام ماذا ...؟؟ بدا صاحبى محتقن الوجه ، وقال لى اننى اخرف ، قلت له يا صاحبى ما الحكمة من ذلك ، قال لى .... لم يقل شئ ... وكالعادة بعد مناقشة ساخنة سمع بها الجيران وجيران الجيران نظرا لصوته العالى وبعد ثلاث ساعات من الاتيان بدلائل وبراهين وآيات اعلم عنها شيئا ساعدتنى اقتنع صاحبى ان بكلامى مؤقتا وكنا من المفترض ان نذهب فى اليوم الثانى بعد صلاة العصر كى نسأل من اى مصدر اتى بهذا الكلام وما الحكمة منه ... ولم يذهب صاحبى معى فى اليوم الاخر !! والى الآن مازال الخطيب يخطب ، والناس مستمعون ، ومئات ممن هم امثال صاحبى يتداولون الاحاديث الجهنمية ، وابقى انا وعقلى المتبلد المتحجر لا افهم شيئا كعادتى ... ونقطة ومن اول السطر ...!!!
*****
الصلاح فى امتى يقترن بالفاسدين ، معادلة يصعب فهمها فى اى مكان فى العالم الا فى امتى ، والحق الذي لا مراء فيه أنه لا صلاح لأي أمر إذا فسد المصلحون أو من يفترض فيهم أنهم مصلحون.. فلا يمكن إصلاح الحجر والشجر إذا فسد البشر.. لا يمكن إصلاح العربة إذا فسد السائق.. لا يمكن إصلاح المنبر إذا فسد الخطيب.. لا سبيل لإصلاح التعليم إذا فسد المعلم والمتعلم.. لا جدوي من إصلاح الطريق إذا فسد الصديق والرفيق.. لا طائل من إصلاح الأمر إذا فسد ولي الأمر.. لا يمكن حماية المال العام إذا كان حاميها حراميها.. والشعوب الفاسدة المصابة بتليف العقل هي التي تفسد حكامها ومسئوليها ولو كانوا أنبياء وملائكة.. والمسئول الذي يبلغ درجة من لا يسأل عما يفعل يحق له أن يفعل ما يحلو له لأنه في مأمن من شعوب لا تسأل لأنها لا تندهش ولا تعجب ولا تستنكر ولا ترفض ولا تريد أن تعقل أو تعلم.. والشعوب التي لا تخاف الله يولي الله عليها من لا يخافه فيها.. والشعوب التي تكره أن تموت شجاعة عزيزة تموت من الخوف والذل والجوع والهوان.. وأبشع أنواع الموت أن يموت الإنسان حيا.. يموت خوفا وهو يتوهم أن الجبن والخوف ينجيانه رغم أنه ميت بلا محالة.. وذلك عرض آخر من أعراض تليف العقل والروح.. والشعوب العربية صارت تحرص علي الحياة فيوهب لها الموت.. وكانت بالأمس تحرص علي الموت فتوهب لها الحياة.. والشعوب هي بيت الداء وليس الحكام والمسئولون هم المشكلة.. فكيفما تكونوا يول عليكم.
لا تقولوا لى ان "العربجية" يولوا على نقابتهم ان شيدوها طبيا او فيلسوفا ، فيجب ان يكون منهم ، "عربجى مثلهم" ، ومعذرة الى "العربجية".
*****
رأيت الجدران مكتوبا عليها بالخط العريض "الحجاب قبل الحساب" و "الحجاب فريضة ايتها المسلمة" و "الصلاة يا عباد الله" ويأتى على نفس الجدار بارزا منه محل بقالة فيه بائع يهوى التطفيف ، وهذا ليس ذنبه ، ويأتى على مرأى ومسمع من المارة من تلبس الخمار ويدها فى يد صاحبها مقهقهة بصوت الضحكات اللاذعة الساخنة ودون الانتظار لان يصلوا الى حارة مظلمة او باب يغلق عليهم حتى يفعلا ما شاءا ، وهؤلا ليس لهم ذنب لانهم نتاج وامثلة مجتمعات متناقضة الحس ، لاننا ببساطة سلطنا الضوء على الوسائل دون النظر الى الاهداف ، جعلنا الوسيلة هدفا فى حد ذاتها ، فتجد من يصلى ويخرج من المسجد الى "سيجارة البانجو" او لاى معصية كانت ، لانه كما صور له عقله قد وصل الى الهدف ، مع انها وسيلة ، وتجد من تلبس الخمار او الحجاب او الاسبال او او ، و ايا كان ما يطلق علي كل هذا وقد ظهر منهم من يفعل ما يحلو له لانهم جميعا تصوروا انهم وصلوا الى الاهداف التى هى فى الواقع وسائل ، ان كنا فرضنا وجودها ، ولذلك تجد كل هذه العبارات المملوءة بها الجدران والشوارع ولا تجد يوما عبارة واحدة مكتوبة تقول "اتقوا الله" .... ويتحول الخمار على الرأس الى "حمار" ولكن يبدو وان النقطة ضلت طريقها ... 
ولقد اقتنعت بمطرب المؤخرة "سعد الصغير" بعدما كنت اشمئز كلما رأيته وكانت له اغنية شهيرة تقول "باحبك يا حمار" وفهمت مقصده بعد ان اعدت التفكير فى النقطة التى ضلت طريقها.

اجمالي القراءات 11245