القاموس القرآنى : ( مخلص ) ( بكسر اللام وبفتحها )

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٩ - يونيو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : ( مخلص ) ( بكسر اللام وبفتحها )

مقدمة :

1 ـ التشكيل ( من رفع ونصب وكسر ) يغير معنى الكلمة.بل قد يصل الى التناقض،  كقوله جل وعلا :(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73)الصافات) . ( منذرين ) الأولى بكسر حرف (الذال) تعنى الأنبياء الذين أنذروا قومهم.( المنذرين ) الثانية بفتح حرف ( الذال ) تعنى الكافرين .

2 ـ وكلمة ( مخلص ) بكسر حرف ( اللام ) يختلف معناها عن ( مخلص ) بفتح حرف ( اللام ) . ونعطى تفصيلا :

أولا : ( مخلص ) بكسر اللام : تعنى إخلاص الدين لرب العالمين

1 ـ قال جل وعلا  لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام:( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)،وفى الآية التالية تأكيد بأنه له جل وعلا وحده الدين الخالص ، ولذا لا تقديس لغيره، والذين يتخذون أولياء مقدسين مع الله جل وعلا أنما هم كذابون كفارون،قال جل وعلا:( ألَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) الزمر 2 ، 3 ).

2 ـ إن الدين له شقأن : : إيمان وعبادة .  وجاء هذا فى قول المؤمن فى صلاته ( إياك نعبد وإياك نستعين )، أى نعبدك وحدك ، ونستعين بك وحدك .

2 / 1 :  الايمان : ويتجلى فى دعائه وحده والتوسل بالله وحده إيمانا به وحده ، قال جل وعلا : ( وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ ) الاعراف 29 ) .( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) غافر 14 )( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) غافر 65 )

2 / 2 : العبادة : ويجب أن تكون خالصة له جل وعلا وحده ، أمر الله جل وعلا خاتم النبيين أن يعلن  إخلاصه فى عبادته لرب العزة:( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ) الزمر 11)  ( قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ) الزمر 14 )، وقال جل وعلا عن أهل الكتاب : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ  ) البينة 5 )

3 ـ إنّ هناك مساحة للتقديس فى كل نفس بشرية ، والاخلاص فى الدين يعنى أن تكون كل مساحة التقديس فى نفس الفرد خالصة لله جل وعلا وحده ، أى بنسبة 100 % . وهذه هى الفطرة التى فطر الله جل وعلا عليها البشر .  إذا حدث تقديس لبشر من الأنبياء أو من الصالحين أو من الأوغاد ولو بنسبة 1 % فقد أصبح الفرد مشركا ، لأنه جعل لرب العزة جل وعلا شريكا فى التقديس الواجب له وحده . وبهذا التقديس لغير الله جل وعلا يكون قد غطّى الفطرة النقية التى فطره الله جل وعلا عليها . و ( غطّى ) بمعنى ( كفر ) . ومن هنا فالكفر والشرك مترادفان فيما يخص الايمان والعبادة .

4 ـ المشركون دائما يعبدون الله جل وعلا ويعبدون معه الأولياء كما يفعل المحمديون الآن.  والقضية الأساس أن يعبدوا الله جل وعلا ( وحده ). ولذلك قال قوم عاد للنبى هود ينكرون عليه دعوته لعبادة الله جل وعلا وحده : (أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ) 70 ) الاعراف ) وقال المؤمنون الذين إتبعوا ابراهيم لقومهم :( إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) (4 ) الممتحنة ).

5 ـ والواقع أن الأغلبية من  البشر ( ومنهم المحمديون ) لا يؤمنون بالله جل وعلا وحده إلاها ، لا يؤمنون به إلا إذا جعلوا معه شركاء ، أى لا يؤمنون بالله جل وعلا إلا وهم مشركون ، قال جل وعلا : (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)  يوسف ) . ومنهم المحمديون .

6 ـ ولهذا تكررت الآيات القرآنية ( التى لا يؤمن بها المحمديون )، والتى تحضُّ على إخلاص الدين لله جل وعلا وحده ، قال جل وعلا  فى تأكيد أنه وحده الولى المعبود وأن لا شريك له فى مُلكه : (مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26)  الكهف ). المحمديون يؤمنون بأن محمدا يملك الشفاعة ، ويتخذونه شفيعا،ويؤمنون بالأولياء شفعاء ، والله جل وعلا يقول : (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الانعام ) ( مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4)السجدة)، والمحمديون يقدسون أولياءهم من شيوخ الصوفية وائمة الحديث ومن جعلوهم ( روح الله وآيات الله ) ، والله جل وعلا يقول : (أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) الشورى) (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (14)الأنعام ) . ونعانى منهم الويلات لأننا ندعوهم سلميا الى إخلاص الدين لرب العزة جل وعلا كما جاء فى القرآن الذى يزعمون الايمان به .

7 ـ  وعند الأزمات التى تهدد بالموت يفزع البشر الى ربهم مخلصين له الدين يستغيثون به وحده ، وقد أرجعتهم المحنة الى فطرتهم النقية التى فطرهم الخالق جل وعلا عليها ، ثم إذا أنقذهم الله جل وعلا من المحنة عادوا الى ما كانوا عليه ، قال جل وعلا :  ( حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) يونس 22 ) ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) العنكبوت 65 ) ( وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) لقمان 32 ).

عند المحنة تتساقط أوهامهم ويؤمنون بالله جل وعلا وحده،قال جل وعلا : (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84)غافر ) ويوم القيامة سيقال لهم : (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر ) .

8 ـ وهناك إستعمالات أخرى لمصطلح ( خالص ) بمعنى عدم الشريك منها :

8 / 1 : زعم بعض أهل الكتاب أن لهم وحدهم الجنة خالصة ، وجاء الرد :( قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة 94 )

8 / 2 :زعم العرب فى الجاهلية تشريعا فى الانعام تكون فيه ما فى بطونها خالصة للذكور ، وجاء الرد :( وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا ۖ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) الانعام 139 )

8 / 3 : يقول جل وعلا يرد على من حرّم الزينة: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ )الاعراف 32 ) . أى هى ستكون خالصة للمؤمنين فى الجنة لا يشاركهم فيها غيرهم .

8 / 3 . وعن لبن الأنعام قال جل وعلا : ( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ ) النحل 66 )، أى يخرج من بين الفرث ( الطعام المهضوم ) والدم خالصا نقيا لا يدخل فيه هذا أو ذاك .

8 / 4 :وأحلّ الله جل وعلا للنبى أن يتزوج بدون صداق ـ فترة قصيرة ـ وقال جل وعلا  ( خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ)الاحزاب 50 ). أى لا يشاركه أحد غيره فى هذا التشريع .

ثانيا : ( مخلص ) بفتح اللام يعنى ( مُختار و مصطفى ) ،( الخُلاصة ) بالمفهوم الشائع.

1 ـ الله جل وعلا يعلم حيث يجعل رسالاته ، قال جل وعلا : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ )  (124) الانعام ).

2 ـ الأنبياء بالاختيار أو بالإصطفاء والإجتباء ، قال جل وعلا : ( اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) الحج 75 ). ونحن نسلّم على رسل الله الذين إصطفاهم الله جل وعلا : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ ) النمل 59 )

3 ـ ونعطى أمثلة لبعض الأنبياء :

3 / 1 : قال يعقوب لإبنه يوسف : (  وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) يوسف ) . عاش يوسف بعيدا عن أبيه فى بيت عزيز مصر ، ومع ذلك تولاه الله جل وعلا فآتاه علما وحكما ، قال جل وعلا : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)  يوسف ). ولذلك وصفه جل وعلا بأنه من المخلصين ( بفتح اللام ) ، قال عنه جل وعلا : (  إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) يوسف 24 ).

3 / 2 : وموسى عليه السلام نشأ فى قصر فرعون ، ومع ذلك آتاه الله جل وعلا حكما وعلما ، قال عنه جل وعلا : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)  القصص  ). ولهذا وصفه رب العزة بأنه كان ( مخلصا ) بفتح اللام ، قال عنه جل وعلا : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا) مريم 51 )، ومخلصا بفتح اللام تعنى ان الله جل وعلا إختاره ،قال له ربه جل وعلا : ( وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ) طه 13 )، أو إصطفاه ، قال له ربه جل وعلا:( قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ) الاعراف 144 ). ويوسف وموسى تربى كلاهما خارج أهله .

3 / 3 : ويقول جل وعلا عن ابراهيم : ُ( وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (130 ) البقرة ). وقال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنْ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ (47) ص ).

4 : ويمكن لغير الأنبياء أن يكونوا ( مخلصين ) بفتح اللام ، أى مختارين لدخول الجنة مع الأنبياء ( المخلصين ) . الفارق إن الله جل وعلا هو وحده الذى شاء إختيار بعض البشر ليكونوا أنبياء ورسلا . ولكنه جل وعلا أعطى البشر الحرية فى الدين فمن شاء منهم الهداية زاده هدى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) محمد ).  

4 / 1 : يقول جل وعلا : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ). هنا الاجتباء للأنبياء من نوح الى خاتم النبيين . بعدها يقول جل وعلا عمّن يشاء الهداية : ( وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) الشورى )

4 / 2 : وطالما ماتوا متقين منيبين فقد أصبحوا من أصحاب الجنة ، والجنة لا يدخلها إلا المتقون ، قال جل وعلا ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم ). والمتقون هم الأنبياء وغيرهم ممّن صدّق بالكتاب ، قال جل وعلا : (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34)  الزمر ). وبهذا يكونون بإختيارهم وتقواهم رفيقا للأنبياء فى الجنة ، قال جل وعلا : (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69)النساء) . هنا يكون ( مخلصا ) بفتح اللام . 

4 / 3 ـ ويقول جل وعلا عن أصحاب الجنة ( المخلصين ) بفتح اللام: (إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43)  إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) الصافات 40 ).

 وذكر منهم المؤمنين من قوم الياس :(فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) الصافات ). ويوم القيامة سيندم أصحاب النار ، وسيقولون : (لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْراً مِنْ الأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (169) الصافات )

4 / 4 : ووصف ( المخلصين ) جاء أيضا للمؤمنين من الأمم السابقة الذين أنجاهم الله جل وعلا من الهلاك الذى حاق بقومهم ، قال جل وعلا عنهم : (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74 ) الصافات ) .

 4 / 5 : ومن البداية توعّد ابليس بأن يغوى ابناء آدم إلا عباد الله ( المخلصين ) بفتح اللام : (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (83) ص 83 ) (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمْ الْمُخْلَصِينَ (40) الحجر 40 ).  

اجمالي القراءات 4382