( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون )
و ما قدروا الله حق قدره

سعيد علي في الأحد ٢٩ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً


إبراهيم عليه السلام هذا النبي الباحث عن الله جل و علا بعقله هو الذي اصطفاه ربه جل و علا من الناس تسلح إبراهيم بالإيمان الراسخ و أصبح قوي الحجة أمام الظالمين ففي إحدى المناظرات حاجه أحدهم في الله جل و علا ربه فقال إبراهيم عليه السلام : ( ربي الذي يحيي و يميت ) فقال هذا المناظر الظالم له : ( أنا أحيي و أميت !! ) لم يهرب إبراهيم عليه السلام من المناظرة و لم ( يوالي ) هذا الظالم و لم ( يخف ) من بطشه و جبروته كونه ( ملكا ) و صاحب سلطة بل استمر بقلب ثابت و عقل مستنير يكمل المناظرة بالقول : فإن الله جل و علا يأتي الشمس من المشرق فأتب ها من المغرب ؟ هنا زلزل هذا الطاغية بقوة الحجة الإبراهيمية فبهت الكافر لأن الله جل و علا لا يهدي الظالمين هذا الموقف الرائع من النبي الكريم إبراهيم عليه السلام قصه الله عز وجل في كتابه العظيم ليخبر به خاتم النبيين عليه السلام بالقول : ( الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك اذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله ياتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين ) و لأن سنة الظالمين تتكرر في المجتمعات البشرية فطالما هناك ناس فثم وجود للظالمين و غالبا ما يكونوا من ( الملأ ) تكرر هذا الموقف مع نبي آخر هو موسى عليه السلام مع ظالم متكبر مستبد آخر هو فرعون فقد أمر الحق جل و علا موسى و أخيه أن يقولا لهذا الظالم إنا رسولا رب العالمين فكان رد فرعون المتكبر بالقول : و ما رب العالمين !! فرد موسى عليه السلام بأنه جل و علا : رب السموات و الأرض و ما بينهما إن كنت موقنين و يواصل موسى عليه السلام الحجج الدامغة بوجود الحق جل و علا بالقول : رب المشرق و المغرب و ما بينهما إن كنتم تعقلون . و لأن العقلية المستبدة الظالمة لا تؤمن إلا بالمحسوس و المرئي و المشموم – كلمة إلا هنا ليست جزما بالإيمان و لكن تعبيرا عن قوة الحجة و تأكيدا للحقيقة و أقوال الرسل - قال موسى عليه السلام للفرعون : أولو جئتك بشئ مبين و أتاه بأشياء مبينة منها العصا التي تحولت إلى ثعبان مبين و الشاهد هنا هو اكتفاء إبراهيم عليه السلام و موسى عليه السلام بالإشارة إلى الحق جل و علا بأنه سبحانه : ( يأتي بالشمس من المشرق ) ، ( رب السموات و الأرض و ما بينهما ) هذه الدلائل العظيمة كافية لـ ( حق قدر الله جل و علا ) .
و عندما يتحدث الحق جل و علا عن نفسه فيقف العقل و يعجز عن الإدراك و المؤمن الحق لا يقول إلا : سبحانه و تعالى و لنتدبر فقط مجرد التدبر بقلوب خاشعة قول الله جل و علا : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ) ثم يقول جل و علا : ( سبحان الله عما يشركون ) لو تدبرنا فقط في هذه الأسماء العظيمة : الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر فهل يستسيغ عقل أو قلب أن يشرك مع هذا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر أحد ؟ لكن و من القران الكريم نتدبر قول الحق جل و علا : ( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون ) .
المحمديون كما يسميهم الدكتور أحمد صنعوا للنبي محمد عليه السلام شخصية أخرى مخالفة تماما لشخصيته في القران الكريم و بالأحاديث الكاذبة قولوه ما لم يقل هذا مع أن الحق جل و علا قال له : ( و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا من باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ) و نحن نؤمن بأنه عليه السلام لم يتقول على ربه جل و علا فحاشاه أن يتقول على الله جل و علا و حاشاه أن ينسب قولا قاله غير القران الكريم بأنه قول الله عز و جلا فأنظر أيها القارئ الكريم من يدافع عن خاتم النبيين و من يقوّله ما لم يقل .
في تأليههم لخاتم النبيين عليه السلام صنعوا أحاديث كثيرة و بوبوها في أبواب في كتبهم التي ألفوها باب الشفاعة مثلا يصورنه عليه السلام بأنه شفيع لهم يوم الدين و في باب الغيب يصورونه بأنه يعلم الغيب هذا مع أنه عليه السلام نفس بشرية ستأتي يوم القيامة تجادل عن نفسها يقول جل و علا : ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و توفى كل نفس ما عملت و هم لا يظلمون ) و كل الأنبياء سيجاء بهم و يسألون بمعية الشهداء يقول جل و علا : ( و أشرقت الأرض بنور ربها و وضع الكتاب و جئ بالنبيين و الشهداء و قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون ) و لأن للدين يوم و لأن لذلك اليوم مالك واحد هو الحق جل و علا يقول سبحانه : ( مالك يوم الدين ) و لأن الأمر له جل و علا و ليس لأحد في ذلك الأمر شئ يقول سبحانه للنبي محمد عليه السلام : ( ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) .
لذا لكل ذلك فإنهم لم يقدروا الله جل و علا حق قدره لأن من يشرك معه فهو لم يقدر الله جل و علا حق قدره يقول سبحانه : ( و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السموات مطويات بيمينه سبحانه و تعالى عما يشركون ) .
هذا الإله العظيم هذا الإله الذي الأرض جميعا قبضته و السماوات مطويات بيمينه هل نتخيل ذلك هل هذه القدرة التي لا يتصورها عقل أن تنسب لبشر !! هذا البشر الذي كان جنينا في بطن أمه لا حول له و لا قوة معتمدا في حياته على حبل سري !! هذا الجنين الذي يولد صارخا طالبا للطعام دون أن ينطق بكلمة – استثناء المعجزة عيسى عليه السلام – ( نتحدث عن الأنبياء ) – هذا البشر الذي يجوع و يمرض و ينشأ ضعيفا ثم شابا ثم كهلا ثم يعود ضعيفا ثم يموت ثم يقبر في الأرض ثم يبعث ليقف أمام الجبار المتكبر هل يملك شيئا لنفسه أولا ؟ فما بال المحمديين يذهبون للقبر المنسوب إليه مدعين بحياته – تحت القبر !! – و أنه يرد السلام و يسمع الكلام !!! ما بال المحمديون يتزاحمون على الروضة !! ثم ينصرفون ليسلموا على قبر النبي محمد و أبو بكر و عمر !! ثم يتجهون إلى مقبرة البقيع للزيارة ثم لمقبرة شهداء أحد و ما بال من يذهب – يحج – لقبور علي و فاطمة و الحسن و الحسين و القبور الكثيرة الموجودة في بلاد المحمديين حتى أبو لؤلؤة له قبر يحج إليه بعض الشيعة !!!!
و صدق الله العظيم دائما و أبدا : ( و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون ) .
نسأل الله السلامة .. لا إله إلا الله .

 

اجمالي القراءات 4843