الاستكبار بغير الحق ( 1 من 2 )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٦ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الاستكبار بغير الحق ( 1 من 2 )

مقدمة :

جاءنى هذا السؤال : ( " سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ. " الآية تتحدث عن التكبر في الارض بغير الحق . هل يجوز التكبر في الارض بالحق ، وكيف يكون التكبر بالحق؟)

وأقول :

أولا : ( التكبر بالحق ) هو ( حق ) لله جل وعلا وحده ، وليس لأحد أن يتكبر فى الأرض

1 ـ للخالق جل وعلا وحده حق التكبر ، فهو وحده جل و ( علا ) الكبير المتعال ، قال جل وعلا عن ذاته : ( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد ) ، و( المتكبر ) من أسمائه الحسنى جل و(علا) ، قال جل وعلا : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) الحشر ). ولأنه المتكبر فهو وحده جل وعلا الذى تنحنى له الجباه سجودا وعبادة ، وهو وحده جل وعلا المُطاع فى أوامره ونواهيه التى تأتى فى كتبه المنزلة على أنبيائه ورسله .

2 ـ ، وحين رفض ابليس أمر الله جل وعلا بالسجود أصبح أى ( كان ) من الكافرين لأنه (أبى وإستكبر ) قال جل وعلا : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) البقرة ) ، وسأله رب العزة جل وعلا : ( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) ص ).

لذا فإن ابليس بعد طرده من الملأ الأعلى أصبح من الجن ، وأصبح لقبه ( الشيطان ) وتخصص فى إغواء البشر ، بأن يجعلهم ( يستكبرون ) عن طاعة الله جل وعلا .

3 ـ ولكى ينجح فى مهمته فلا بد أن يقوم بتغييب العقل البشرى . ومثلا فإن الانسان الذى يحترم نفسه لا يمكن أن يعبد مخلوقا مثله ، حين يفعل ذلك يفقد كرامته مع عقله . يزداد أمره سوءا حين يسجد وحين يقدس صنما أو قبرا مقدسا مصنوعا من مواد البناء التى تُصنع منها البيوت ودورات المياه ، ثم إذا وعظته بما قاله رب العزة جل وعلا (أبى وإستكبر ) . لا يرى بأسا أن يعبد مواد بناء يسير عليها بقدميه ، بل يرى هذا دينه الذى يدافع عنه ، وفى نفس الوقت يستكبر عن طاعة الخالق جل وعلا .

ثانيا : الاستكبار بغير الحق صفة للكافرين عموما .

1 ـ لم يرد مطلقا فى القرآن الكريم أن مخلوقا ( إستكبر بالحق ) ، بل يأتى الاستكبار بغير الحق وصفا للقوم الكافرين اتباع الشيطان ، أى هم مستكبرون بالباطل ، أو مستكبرون بغير الحق .

2 ـ الكافرون من قوم نوح الى قريش والعرب إستكبروا ورفضوا الدين الالهى ، وتشابهت حركاتهم التى تعبر عن هذا الاستكبار الرافض للرسول ورسالته. نوح قال عن قومه بعد يأس من هدايتهم : ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) نوح )، كانوا يضعون ثيابهم على وجوههم إستكبارا أن يروه . ونفس التصرف كانت تفعله قريش ، قال جل وعلا عنهم : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)  ) هود ).

3 ـ وصف جل وعلا قريش فقال : ( اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ )(43) فاطر ) ، وفى تكبرهم ورفضهم للقرآن الكريم طلبوا من النبى محمد عليه السلام أن يروا الله جل وعلا ، أو أن تنزل عليهم الملائكة ، قال جل وعلا يصفهم بالعتو والاستكبار  : ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدْ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً (21) الفرقان )، وصف رب العزة جل وعلا صورة كاريكاتورية لمستكبر قرشى ، وهو يزعم أن القرآن سحر : ( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) المدثر)، أى أدبر وإستكبر . وفى الوقت الذى آمن فيه بعض بنى إسرائيل بالقرآن الكريم فإن قريش كفرت به إستكبارا، قال جل وعلا : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) الاحقاف ). ورفض المنافقون ـ إستكبارا ـ أن يأتوا للنبى كى يستغفر لهم لأن هذا يعنى إن يعترفوا بالذنب ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) المنافقون ).

4 ـ وبين نوح وقريش قال جل وعلا عن قوم عاد ورفضهم الحق إستكبارا : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فصلت ) .

5 ـ ومن فجر البشرية نزل الوحى يخاطب بنى آدم يقول فيه رب العزة لبنى آدم ، قال جل وعلا :: ( يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36) الاعراف ). فهناك من يتقى ويصلح ومصيره الجنة ، وهناك من يكذّب بآيات الله مستكبرا ومصيره جهنم .

ووصف الله جل وعلا المستكبرين بالكفر بالله وب ( لا إله إلا الله ) والكفرباليوم الآخر، قال جل وعلا : ( إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22) لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23) النحل ).

وردا على من يؤلّه المسيح قال جل وعلا :  ( لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (173) النساء ). وهنا وعيد هائل للكافرين المستكبرين .

6 ـ وأنبأ الله جل وعلا إن الذى يستكبر بالباطل لن يرى الحق ، أى ليس هناك أمل فى هدايته مهما رأى من آيات ، قال جل وعلا : (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146)  الاعراف). هذا واضح فى رفض المحمديين للحق القرآنى إستكبارا .

ثالثا : الاستكبار عن الحق صفة المحمديين أصحاب الديانات الأرضية

1 ـ يظن بعض الحمقى أن حديث رب العزة عن الكفر والكفار وإستكبارهم هو عن الماضى فقط ، وأن الشيطان قد قدّم إستقالته بعد موت النبى محمد عليه السلام ، وأن النفاق والمنافقين إنتهى العهد بهم ، وأن المسلمين بعد موت النبى تمسكوا بالصراط المستقيم حتى الآن ، لم يتحاربوا ولم يتظالموا ، وأن الشيطان يأس من إغوائهم فقرر أن يقتصر عمله على غير ( المسلمين ) . هؤلاء لا يدركون أن رب العزة جل وعلا لم يقل ( كفار قريش ) أو ( مشركو العرب ) ، بل وصفهم بالشرك والكفر والاجرام والاستكبار والفسق والضلال حتى ينطبق الوصف على كل من يقول نفس القول ومن يفعل نفس الفعل وكل من يتخذ إلاها مع الله جل وعلا ، وكل من يستكبر عن القرآن رافضا له . وهو الآن ينطبق على المحمديين المستكبرين الضالين.

2 ـ لقد حفظ الله جل وعلا القرآن من تحريف نصوصه ، ومع وجود القرآن مع ( المحمديين ) فهم أكثر البشر كفرا به وإعراضا عنه . وأئمة الكفر فيهم منتشرون الآن كالوباء . وفيما يقولون وفيما يفعلون يكررون أفعال وأقوال أئمة الضلال الذين تحدث عنهم رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم .

3 ـ  ومن الإعجاز أن يقول جل وعلا :  (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان  ). أئمة قريش كانوا يشترون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله ( القرآن ) ، ثم إذا سمعوا القرآن ولوا مستكبرين . لم يقل جل وعلا ( ومن قريش ) بل قال ( ومن الناس ). وحتى الآن فمن الناس من يشترى لهو الحديث فى البخارى ليضل الناس بغير علم ، وإذا وعظته بالقرآن الكريم ولّى مستكبرا .

4 ـ ومن الإعجاز أن يقول جل وعلا  عن إستكبارهم وهم يرفضون الايمان بالقرآن وحده حديثا تمسكا بأحاديث البخارى وغيره : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية )

5 ـ ومن الإعجاز أن يصف جل وعلا صلفهم وتكبرهم وهم يقومون بإضلال الناس ويجادلون فى آياته جل وعلا بكل ما لديهم من جهل قول جل وعلا  ، قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج ). وصف رائع قوله جل وعلا يصف صلفهم وإستكبارهم (ثَانِيَ عِطْفِهِ ) أى يرفع رأسه وجانبه إستكبارا حين يتكلم مع الناس .

6 ـ ومن الإعجاز أن يصف جل وعلا  فصحاء الدعاة للباطل ، الذين يسترون باطلهم بفصيح أسلوبهم  ، ويأفكون ـ أى يخدعون به الناس . ولا ينسى أن يقسم بالله أنه يقول فى وعظه الصدق ، فإذا وعظه أحدهم إستكبر وأبى وأخذته العزة بالاثم ، قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة ). حاول أن تقول للشيخ فلان (إتق الله ) ..وسترى إعجاز القرآن ماثلا أمام عينيك .                                       

رابعا : الاستكبار صفة لأئمة الكفر

أولئك المستكبرون كانوا ـ ولا يزالون ـ أعداء لدين الله جل وعلا ، وكانوا خصوما للرسل والأنبياء.

 1 ـ أورد الله جل وعلا حوار الملأ المستكبرين فى قوم ثمود مع المستضعفين المؤمنين ، قال جل وعلا : ( قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) الاعراف ). وفى حديث الملأ من قوم مدين فى قصة النبى شعيب ، قال جل وعلا : ( قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) الاعراف )

2 ـ والاستكبار ـ ضمن صفات أخرى ـ  تكرر وصفا لفرعون وقومه ( وهم الملأ الحاكم ) ، قال جل وعلا : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133) الاعراف ) ، قال جل وعلا : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (75) يونس ) ، قال جل وعلا : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ (46) المؤمنون ) ، قال جل وعلا : ( وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) غافر ).

3 ـ وقد جعل رب العزة من فرعون وقومه سلفا للمستكبرين اللاحقين، قال جل وعلا : (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ (56) الزخرف ) وجعلهم رب العزة جل وعلا أئمة للمستكبرين الطُّغاة المستكبرين الى قيام الساعة ، قال جل وعلا : (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) القصص).أى إن الشيطان لم يقدم إستقالته ، ولن يقدمها ، سيظل نشطا الى قيام الساعة .  

3 ـ لماذا كل هذا التركيز على فرعون ؟ لأنه خلط الدين بالسياسة . للحديث بقية .

اجمالي القراءات 8863