ٱلتشابه

سمير حسن في الإثنين ١٤ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أول ما على ٱلمرء ٱلمتابع لمسألة ٱلدين ٱلعلم وٱلفهم أنّ ٱلقرءان كتابُ حىٍّ قيومٍ وقولُه حىّ كصاحبه. كما عليه أن يعلم أنّ قوله موجّه لأحيآء يسألون وينظرون ويعلمون ويعقلون. وأنّ ماۤ أراده ٱللّه فى كتابه هو أن يكون بيانا للناس ٱلأحيآء فى كلِّ وقت يبلغهم فيه عن خلقه وسبيل تسويته وسبيلهم هم إلى صراط مستقيم فى عيش مدينىّ مسالم وصالح.
وإذ أرسل ٱللّه كتابه فى وقت لم يكن للناس علم فى ٱلحقِّ يزيد عمّا تبصره ٱلعين وعمّا يستطيع ٱلمرء منهم إدراكه ببصره وفهمه بما ٱ&s9;كتسب من علم فلا يكون عليه تكليف إلا بما وسعت نفسه من علم. ولأنّ ٱللّه يريد لكتابه أن يحمل بيانا قابلا للعقل مع كلِّ حركة تطور وتوسّع فىۤ إدراك ٱلناس وفى علمهم وفى تطور نظرهم ووسآئله. فقد جعله كتابا حيًّا متغيّرا كقوله عن نفسه "كلَّ يومٍ هو فى شَأنٍ" يحمل للناس بيانا حيًّا يتحرك فهم قوله مع حركة نظر وبحث وٱكتساب أفراد أحيآء فى ٱلحقِّ فيكون تكليفهم بما ٱكتسبت نفس كلّ منهم من وسع فى ٱلعلم. فٱلذى يتلو ٱلكتاب فىۤ أىِّ وقت يتشابه له فهم بما ٱكتسب من علم زمانه ووسعت نفسه به. وهذا يجعل منه كتابا يتعدد فهمه بتعدد ٱلناظرين فيه فى كلِّ وقت.
هذا ٱلحال ٱلحىّ للكتاب يجعل قوله يتشابه مع إدراك وفهم كلِّ ناظر فيه. وٱلتشابه هو ما وصف ٱللّه به كتابه:
"ٱللَّهُ نَزَّلَ أحسَنَ ٱلحدِيث كِتَـٰبًا مُّتَشَـٰبهًا مَّثانِىَ" 23 ٱلزّمر.
فٱلتشابه صفة لكتاب ٱللّه ٱلحىّ. وهذه ٱلصفة تتبع قدرة ٱلفرد على ٱلإدراك بما ٱكتسب من علم فى ٱلحقِّ. فكتاب ٱللّه يخرج منه فهم جديد بتطور علم ٱلناظر فيه. وبذلك يتعدد ٱلإدراك وٱلفهم بتعدد ٱلناظرين فيه وٱختلاف ٱكتساب كلٍّ منهم فى كلِّ وقت. وهذا ما يدلّ عليه ٱلقول "أحسن ٱلحديث". فدليل كلمة "أحسن" فى دليل ٱلفعل "حَسَنَ". وهو ما تدلّ عليه ٱلأفعال "دَأَبَ وجَدَدَ وتَقَنَ وزَيَنَ" مجتمعة. فأحسن ٱلحديث هو حديث يتجدد قول ٱلناظر فيه من دون فتورٍ ولا سكونٍ إلا بموته. فيأتى وهو حىّ بقول جديدٍ عن ٱلحقِّ بفعل ٱلسؤال وٱلنظر فىۤ أشياۤئه فإذا ما عقل قوله مع قول كتاب ٱللّه وجد بينهما تشابها. وهذا يجعله يحنف عمّا قاله هو وقاله غيره من ٱلناس فى ٱلسابق وفى ٱلحاضر. وبزيادة أعمال ٱلنَّظر وٱلبحث فى ٱلحقِّ تزيد قدرة ٱلإدراك ٱلمتشابه فىۤ "أحسن ٱلحديث" وهٰذا ما تدلّ عليه كلمة مثانى multivalent. فٱلعمل ٱلناظر فى ٱلحقِّ لا يفتر ولا يسكن ما دام ٱلإنسان ينظر ويبحث ويقرأ. وهٰذا جعلنىۤ أرى فىۤ "أحسَنَ ٱلحدِيث كِتَـٰبًا مُّتَشَـٰبهًا مَّثانِىَ" أنّه ٱلنَّظريَّة ٱلعلميّة ٱلموحدة ٱلَّتى يسعىۤ إليها علمآء ٱلفيزيآء (كتابى "أنبآء ٱلقرءان"). فهو بلاغ وبيان وتبيان عن جميع ٱلحقِّ يتشابه فهمه علينا مع كلّ تطور لنا فى ٱلعلم.
هذا ٱلوصف لا تحمله كتب ٱلناس. فكتبهم تحمل إدراكهم وفهمهم ٱلمتشابه ٱلذى يتوقف عن ٱلتطور بموتهم. وبمرور ٱلوقت يشعر كلّ حى يتلو كتب موتىۤ أنها كتب ميتة. ولن يكون لكتب ٱلناس هذا ٱلوصف فٱلمحكم فى كتاب ٱللّه يبيِّن ذٰلك:
"فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِّثلِه إن كانُوا صَـٰدِقِينَ" 34 ٱلطَّور.
دليل ٱلتشابه فى شَبَهَ. فعندماۤ أعقل قول ٱلقرءان "كلّ شىء عنده بمقدار" مع مآ أعلمه من ٱلحقِّ كٱلقول بأنّ جميع ٱلأشيآء ذات أصل كوانتومىّ يظهر لى شبها بين مفهوم ٱلقولين يجعلنىۤ أتابع مسألة ٱلعقل وٱلتصديق بعلم صاحب ٱلقول فى ٱلقرءان. وفى مقال "أهمية عقل ٱلنظرية ٱلعلمية مع ٱلقرءان" ومقال "هل "ٱلقرءان" هو كتاب ٱللَّه؟" ومقال "بيان ٱلحىّ حىّ" بسط للأمر وفق إدراكى وفهمى ووسع نفسى ولاۤ أحتاج لتكراره لمن يريد ٱلمتابعة وٱلحوار.

اجمالي القراءات 4277