فرص الإصلاح في إيران

سامح عسكر في السبت ٠٦ - يناير - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أثار تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون أول أمس بمدح الحرس الثوري الإيراني في مواجهة داعش شيئا في نفسي، قلت ما الذي يدفع رئيس أكبر وأعرق دولة ديمقراطية في أوروبا أن يقول هذا الكلام؟..خصوصا وأنه يعلم أن الحرس الثوري مصنف إرهابيا في أمريكا ودول الخليج.

وجدت الإجابة في سياسات ماكرون نفسه، فالرجل نجح في صراعه الانتخابي ضد مرشحة اليمين.."ماري لوبان"..أو كما وصفت بأنها الوجه الآخر ترامب، وبعد استعراض تاريخ ماكرون منذ تقلده الحكم وجدته يتقمص دور (الحكيم) الذي يقرب المسافات ويسد الثغرات ويعالج قصور البلهاء.

ماكرون هو الذي حل أزمة لبنان مع السعودية ونجح في تخليص سعد الحريري من أيدي بن سلمان، وهو الذي عارض تهديد ترامب بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران ، وهو الذي زار فلسطين دعما لأبي مازن بعد إعلان ترامب نقل السفارة، وهو الذي طالب السعودية لأول مرة برفع الحصار الكامل عن اليمن، وهو الذي يُكمِل حكمته الآن بالتقارب مع روسيا والصين ودعم الحكومات ضد الانفصاليين ، ولم يفرق في ذلك بين أسبانيا والعراق، وأخيرا طالب بسوريا دولة موحدة.

لكن لماذا هذه المقدمة عن ماكرون؟

الجواب لكلمته الشهيرة التي تبناها كخط عام لسياساته الحكيمة وهي.."الحقيقة والبراجماتية"..إذ ما الذي يدفع الناس لأذى أنفسهم إلا جهلهم بالبراجماتية؟..وما الذي دفع العالم الآن للصدام – أو وشك الصدام – إلا استخفافهم بالحقيقة؟

على هذا الأساس أبني هذا المقال وبتصور يجمع بين المبدأين في السياسة (الحقيقة والبراجماتية) إنه لشئ رائع أن يجتمع كلا المبدأين في سلوك سياسي أيا كان، فالعالم عجّ بالأغبياء مؤخرا ، والكيل طفح وفاض الماء على القِدرة، ومثلما توجع الحقيقة المخطئين أوجعت البراجماتية الواهمين، ففي المقال حقائق لا يمكن الخلاف عليها..لكن سنختلف حتما في توظيفها.

أولى تلك الحقائق أن الثلاثي (إيران –تركيا- إسرائيل) هم قلاع الديمقراطية في الشرق الأوسط، فحرية الانتخاب والتنافس موجودة، وكذلك التنوع السياسي ، ومجالس التشريع والمراقبة تقوم بدورها، عدا أن إيران تختلف بوجود سلطة عليا مهيمنة فوق الديمقراطية وهي سلطة المرشد المتحدثة بالحق الإلهي ، لكن الأغرب أن هذه السلطة تأتي أيضا بطريقة ديمقراطية عن طريق مجلس الخبراء..لذا فالتعريف الصحيح لديمقراطية إيران هو (ديمقراطية جزئية لصالح الكهنوت)..!

نظام عجيب ألفه الخوميني صنع به مزيجا لا زال غامضا في دوائر الثقافة، فلأول مرة في التاريخ تجمع دولة بين أسس (الثيوقراطية والديمقراطية) معا وتستمر، بل تصبح قطب إقليمي ومنافس دولي في عديد من الملفات، وهذا حدا بجماعة الإخوان لدراسة تلك التجربة وإسقاطها على واقعهم لتشابه المنهج بشكل كبير، لكن الإخوان لم ينتبهوا للفارق المذهبي ولطُرق تفكير الشيعة وخصوصا الفارسيين منهم، فلربما هذا المزيج يخص شعب إيران بمفرده لأسباب تاريخية وثقافية يطول شرحها.

منذ يومين طرحت دراسة ميدانية عن واقع مظاهرات إيران، ووصلت إلى نتائج منها أن أسبابها اقتصادية بحتة، وذلك لفشل حكومة روحاني وفاءا بتعهداتها لإصلاح الاقتصاد خصوصا بعد الاتفاق النووي، وكذلك تحوّل تلك المظاهرات لأعمال شغب وانحسارها في هذا السياق فحسب، ثم نزول مؤيدي الثورة الإسلامية بأعداد ضخمة توازيا مع قمع الحرس الثوري لعمليات التخريب.

السؤال الأهم الآن الذي طغى على الساحة الثقافية وهو: هل بإمكان الشباب الإيراني التخلص من حكم المرشد؟..أو بتعبير آخر حكم الملالي؟

بعيدا عن العواطف، لقد أثبتت المظاهرات المؤيدة والمعارضة استحالة ذلك الآن على الأقل، لكنها كشفت حجم معارضة لنظام الثورة في الشارع الإيراني، أيا كان حجمه قليل أم كبير..لكنه موجود، ويهمني في هذا السياق هو استشراف المستقبل إذ الحاضر مُلغّم بقضايا السياسة والفتن الطائفية التي تساعد النُظُم المتشددة في العادة على البقاء، وهذه كانت إشارة طرحتها منذ سنوات أن الإصلاح في دول الخليج وإيران لن يحدث إلا بإيقاف الحروب والفتن المذهبية.

فأي حركة جماهيرية أو ثقافية إصلاحية ستواجه فورا بالتخوين والحشد الشعبي ضدها باعتبارها تصب في مصلحة الأعداء، وقد وظفت حكومة روحاني تصريحات ترامب ونتنياهو أحسن توظيف، واستطاعت إخماد المظاهرات بعد أسبوع من اندلاعها ، بعد تنبؤ معظم شعوب الأرض باتساعها، ولكنه بدا تنبؤا خائبا لا عُمق له ولا دراية بالواقعين الميداني والثقافي معا ، إضافة لطبيعة نظام إيران المختلطة التي جمعت بين ثناياها روح المذهب الشيعي وعقل الفرس و الإيحاء بعودة المجد الإخميني والساساني القديم.

نعود لمحور السؤال، وأرى أن شباب إيران الذي تبلغ نسبته حوالي 40% من الشعب مختلف ، منهم المؤيد ومنهم المعارض، أي لا يجوز إطلاق هذا الوصف منطقيا (شباب×عمائم) لأن افتراض وحدة الشباب وتوجهاتهم غير صحيح، ورأيي أن محاور السياسة والمذهب طغت على كثير من شباب إيران وأصبحوا مؤيدين لنظام الثورة بعد تدخلها لصالح شعوب اليمن والبحرين والعراق وسوريا ولبنان، هذا بعد قومي أضاف لنظام الحكم، إضافة لبعد أيدلوجي عابر للحدود بطعم مقاومة فلسطين، وبعد آخر مذهبي بدعم كل القوى الشيعية في العالم..

إن العقل يقول بأن نظاما بتلك الطبيعة يربح كل فئات الشعب فقرائهم وأغنيائهم، شيوخهم وشبابهم، جهلائهم ومثقفيهم، وهذا كان سر تحذيري لثوار سوريا عام 2011 بأنهم يواجهون نظاما بنفس الطبيعة، ولديه مؤيدين ليس فقط خارج سوريا، بل قوته عابرة للحدود، خصوصا وأن الإعلام في سوريا وإيران كثيرا ما يركز على مظلوميات شعوب البحرين واليمن بالذات باعتبارهما في مواجهة صريحة مع قوى الاستكبار العالمية، وهذه نزعة يسار تحكم كلتا الدولتين، ولا فرصة لزوالها إلا بتغيرات إقليمية وعالمية كبرى.

لكن حتى الشباب الإيراني المعارض أزعم أنه يرفع في أغلبيته مطالب دون التعرض لسلطة المرشد، فهو يقول مشاكلنا اقتصادية هذه فحسب، والأقلية هو من استعاد نظام الشاه في وجدانه ..ليس حبا فيه أكثر من كرهه لنظام المرشد، ولاعتبارات نفسية أخرى (نوستاليجية) رأيناها في مصر واضحة ومنتشرة في زمن المجلس العسكري والإخوان وحاليا السيسي، يقولون (أين أنت يامبارك) بل بعضهم رفع صوره في ثورة يونيو، وفي المظاهرات ضد الإخوان التي أعقبت إعلان مرسي الدستوري عام 2012.

النوستاليجيا جزء من تكوين الإنسان، وحنين العودة إلى الماضي يعطي مزيد من المتعة وتبرير المواقف الشخصية والأوضاع القائمة أحيانا، فالإنسان يهرب إلى الأمام في حال وقوفه على أخطائه وخياراته الفاسدة، بل يُكثِر منها إذا جمع بين الخطأ والعدو المتربص، وربما هذا كان شعور بعض المتظاهرين الذين أيقنوا بصعوبة خلع نظام المرشد أو تأييدهم لحكومة روحاني أو خطأهم بدعم سياسات النظام الخارجية على حساب أوضاعهم الاقتصادية.

أنا هنا لا أعتمد على الدعايا السوداء التي يشنها نظام آل سعود بإعلامه الفضائي والألكتروني على إيران، فهم يصورون أن الشعب هناك في مواجهة مع السلطة..وهذا غير صحيح، فحروب الإنترنت السعودية لا يتضرر منها سوى العرب، ويقيني أن من تابع الإعلام العربي الأيام الماضي تأثر من ضخامة الحشد السعودي الخليجي إعلاميا وشعبيا حتى أكسبه ذلك موقفا زائفا وهميا لا يمت للحقيقة بصلة، بيد أن الشباب الإيراني لا يتفاعل مع النسخة العربية، وعندما تفاعل مع النسخة الفارسية فوجئنا بكمّ كبير من التزوير وفبركة الأخبار والصور والفيديوهات على غرار ما حدث في سوريا وبورما.

شئ مهم جدا أن تبني وجهة نظرك على حقائق وليس أوهام، فأحوال المستسلمين للإعلام مثيرة للشفقة من فرط الأمنيات والخيالات الحالمة، بل والجهل المدقع بالحدث وأبعاده..

كذلك فالشباب الإيراني رأي ما حدث في الربيع العربي من كوارث وفتن وحروب، لم يعد الوضع يحتمل أي مطلب تغيير غير مدروس، فقادة المظاهرات بالأصل إيرانيون وبعضهم محافظين كانت لديهم مطالب من روحاني وصلت في أوجها لمطالبة روحاني بالاستقالة، مثلما حدث مع بعض المواقع المحسوبة على الرئيس السابق .."أحمد نجاد"، ولوقوفهم على كمّ الدعاية الغربية والسعودية الموجهة التي أعادت مشاهد اقتحام سفاراتي أمريكا في طهران وبيروت إلى الذاكرة، وكذلك مشهدي سقوط بغداد وكابول الذي وصل لحد الكابوس في عقول الإيرانيين لاقتراب الخطر الأمريكي من حدودهم.

مخطئ من لا يتصور سطوة هذه الأحداث على ذهن الإيراني، فبعملية نفسية وعقلية يسترجع كل تلك المشاهد ويصنع منها مزيج من آراء دينية وقومية وأخلاقية معا، وهذا تفسيري لضخامة أعداد المؤيدين الذين يتظاهرون يوميا منذ يوم الثلاثاء الماضي 2 يناير، فالإيراني بدا أنه يقول لنفسه وغيره بأن التغيير سيكون بالتدريج ومن داخل النظام نفسه لا باستنساخ نُظُم غربية ثبت فشلها في دول الجوار، علاوة على ارتباط هذه النظام بالفوضى الشاملة التي عمّت منذ أحداث الربيع العربي.

من ناحية أخرى وقفت على دعايا المؤيدين للنظام الإسلامي التي ترتكز على محور واحد وهو (نهضة إيران بولاية الفقيه) وشملت إحصاءات معدل الأمية في عهد الشاه كان 49% من الشعب، الآن أصبح 9%، وكذلك معدل التضخم الذي وصل إلى 20% في عهد الشاه وانخفض إلى 9% الآن، ووصول الناتج المحلي لمستويات عالمية إيجابية في معادل قوة الشراء، لكن المتظاهر عموما لا يهمه الأرقام والتاريخ أكثر من واقعه الحياتي، فهو يرى الأسعار ترتفع وحكومة روحاني بصدد رفع أسعار الكهرباء والغاز والمياه فانتفض في الشوارع، وفي المقال السابق (دراسة ميدانية) أشرت إلى تصريح .."علي أصغر نجاد"..عضو مجلس الشورى بإلغاء الحكومة أي زيادة مقررة في الأسعار.

وهذا خطأ الحكومات ومؤيديهم، فهم يظنون أن بإمكانهم كسب معارك السياسة فقط بالإعلام دون أن يكون هناك واقعا ملموسا، بالضبط كما يحدث في مصر ..يزعم الإعلام وجود نهضة اقتصادية في عصر السيسي بينما الأرقام والواقع الحياتي يكذبه، فالمصريون في هذه الجزئية عاشوا مشاعر الإيرانيين بالضبط.

إن التغيير في إيران لن يحدث إلا بالتنوير وإشاعة قيم الإنسانية والعلمنة، ليست العلمنة التي يفهمها الإيرانيون أنها كفر وزندقة كما يراها السلفي، بل العلمنة المنصوص عليها في الدستور الإيراني بحرية العقيدة وممارسة الشعائر، تلك العلمنة التي ساوت بين الأعراق في الدستور وجعلت ذي الأصول الأذرية يصبح مرشد (خامنئي) يبقى فهم بقية جوانب الحريات الأخرى كالفكر والتعبير والرأي..وهذه عليها تشديد داخلي كبير ..لكن ليس بالحجم مثلا الذي يوجد في دول الخليج، لأن الإيرانيين متحضرين لا يعرفون القبيلة أو الحركة ضمن قطيع مذهبي ، إنما تحركهم مبادئ عليا سائدة منذ نظام الثورة (كالمقاومة والكفاح) نسخة طبق الأصل من شعور اليسار في كوبا وفنزويلا وأمريكا اللاتينية.

وفي رأيي أن حكومة روحاني أقرب لهذا التوجه العلماني من غيرها، فمنذ أسبوعين صدر القرار الشرطي بمنع التعرض لمخالفي الشريعة الإسلامية في الشارع، ولا يعني ذلك إمكانية خلع المرأة لحجابها كليا، إنما هذه القرارات تعقبها (حكم الأعراف) إلى أن يتم الفصل بين العُرف والحقائق فتشيع الحرية بمعناها الليبرالي، وأشفق على من يريد خلع نساء إيران للحجاب هكذا مرة واحدة، فالأمر الديني يتحول بالتطبيق إلى (عُرف مجتمعي) يصبح الاستغناء عنه تغريب وضلال يستوجب غضب المجتمع، وهذا يعني أن ليبراليي إيران بحاجة إلى فترة وسيطة لما بعد حكومة روحاني ينشط فيها المثقفون ويقربون مسائل الحرية للناس.

يسأل سائل: أنت تفترض أن روحاني أفتى بالحرية فعلا..وهذا غير صحيح، فقط هو أمر بإطلاق بعض الحريات.

قلت: أن الواقع المعاش هو انعكاس للواقع الفقهي غالبا، الناس تحتاج حياة جديدة مختلفة يعيشوها بحواسهم ووجدانهم أولا قبل تقرير العقل الفقهي لها إذا أردنا التغيير، أي أن التصور بتغير المجتمع لمجرد فتوى هو وهم كبير، بالتأكيد إشاعة الحريات ستؤثر إيجابا في الفتوى، مثلما أثرت قرارات البرلمان المصري بمنع ختان الإناث في موقف الأزهر من الختان نفسه حتى أفتى بتحريمه..وهو الذي أوجبه دينا وعُرفا في السابق لتعديل شهوة النساء، وكذلك أثر ظهور داعش المسئ في موقف الأزهر من الخلافة فأفتى أحمد الطيب أنها شكل من أشكال الحكم ليس بواجب.

كذلك فتصور وجود حكومة ديمقراطية (كاملة) في إيران شئ صعب، فهذه الدولة يحكمها الدكتاتوريون منذ آلاف السنين، حتى بعد خلع رضا بلهوي لأسرة قاجار عام 1925 استبد بالحكم، صحيح أجرى عمليات تحديث للدولة لكنه كان دكتاتورا مؤيدا لحكومة هتلر وجرائمها النازية، وسار على نفس نمطه إبنه.."محمد رضا بلهوي"..حتى تم خلعه في ثورة 79

كذلك فتجربة محمد مصدق الديمقراطية لم تكتمل لصراعات داخلية وتدخل بريطاني خارجي في الخمسينات، أي أن إيران هدف للاستعمار حتى قبل ثورة الخوميني، وفكرة أن الغرب يعارض نظام الثورة لأنه دكتاتور غير واقعي، فالغرب هو من دعم دكتاتورية الشاه، ويدعم الآن دكتاتوريات الخليج ومصر، ومن قبل مبارك وبن علي، ولذلك فطن الإيرانيون لدور الغرب (التخريبي) في بلادهم واستقلوا حقيقيا عن أي محاور مما أثار غضب العالم عليهم، إنما مؤخرا تقاربوا مع روسيا لوحدة أهدافهم في سوريا..عدا ذلك فالروس والإيرانيين مختلفين في تناول مسائل عدة بعضها شائك ويمس ضمير العالم كاليمن وفلسطين.

مجمل رؤيتي للحركة الاحتجاجية الأخيرة في إيران أنها أيقظت الوازع الديني والقومي الفارسي مرة أخرى من سباته بعد حرب صدام والحركة الخضراء، لكنها يقظة محفوفة بالمخاطر، فالمصلحين في إيران في مواجهة صريحة بين الحرية الليبرالية وسلطة المرشد لتعارضها في الواقع، وجهود روحاني الإصلاحية قضى عليها بفشله الاقتصادي..على الأقل الآن، فبرغم جودة أرقام الاقتصاد إلا أن خروج المتظاهرين بهذا الشكل يعني فجوة بين الواقع والأرقام على حكومة إيران معالجتها.

وأما عن الإصلاح في إيران فأكررها دوما أنه مرتبط بإنهاء صراعات الشرق الأوسط خصوصا الطائفية منها والأيدلوجية، فنظام المرشد يتغذى على تلك الصراعات مثلما تغذى بن سلمان على حرب اليمن وفرض سلطته على أسرته بالقوة الجبرية، فمطالب الإصلاحيين تصطدم دوما بتوجه الدولة وأمنها القومي والداخلي..وهذا صراع أزلي تاريخي بين الإصلاح والظلم لن ينتهي طالما تخلف المثقفون وتمكن الحمقى واستأسد المغفلين على الأذكياء.
اجمالي القراءات 8978