من أسباب فشل السينما المصرية

سامح عسكر في الأحد ٢٩ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

في حوار قديم مع زميل سألني:

لماذا لا تنتج مصر أفلام خيال علمي أو وحوش وديناصورات رغم أن السينما المصرية متقدمة وهي أول سينما عربية وإسلامية وفي الشرق الأوسط؟

قلت: أخي الكريم

لكي تنتج هذا النوع من الأعمال الفنية يجب أولا أن تؤمن بالعلم وبالعقل، وتترك تماما أي تفاسير قديمة للأديان ما زالت ترى الخيال العلمي كفر و خدع ومؤامرات ، أو ترى قصص الديناصورات مجرد أساطير غير حقيقية، وأن أفلام أمريكا عنها جزء من مؤامرة صهيونية مجوسية لتشويه الدين الحنيف.

أخي الكريم : لو صنعت مصر أفلام ديناصورات الآن ستكون (فضيحة علمية) تكشف جهالة المصريين للعالم، سيعرضوها وهي تأكل أشجار (التوت والخروع) رغم أن هذه الأشجار ذات الأوراق العريضة ظهرت بعد عصر الديناصورات بملايين السنين، فالنبات في عصر الديناصور كان من السرخسيات ذوات الأوراق الرفيعة والصنوبريات.

سيُظهِروا الديناصور طويل العنق وهو يأكل من أشجار قصيرة، رغم أن طويل العنق هذا ظهر في العصر الجوراسي الذي تميز بالأشجار العملاقة.

سيُظِروا الديناصور نوعين فقط (عُشبي طويل العنق) و (لاحم طويل الناب) رغم أن الديناصور هذا له أكثر من 10 آلاف نوع ما بين طيور وحيوانات وزواحف.

أما عن الخيال العلمي فما الذي يؤمن به المصريون كي يتخيلونه؟

السينما هي جزء من رغبة الإنسان وإرادته في المستقبل، ومن لا حاضر له لا مستقبل له، إذا كان حاضر المصريين (زي الزفت) فكيف يروا مستقبلهم؟...لا توجد إرادة ياعزيزي أو صورة مستقبل أو هدف يسعى إليه صناع السينما، وكل ما يسعى إليه المنتجون هو (الربح) والممثلون هي (الشُهرة) أما الدولة فتستفيد بإشغال الناس عن مشاكلهم الحقيقية.

هذا على فرض أننا امتلكنا التنكولوجيا لصناعة ذلك

فنحن نرد أي فشل سينمائي أو إعلامي أو حتى سياسي لنا إلى (قوى خفية) مجهولة نهرب بها من واقعنا المؤلم، ونعطل حياتنا كي نكسب مزيد من الفشل..بل وتمنع مناقشة فشلك أيضا لأنك تعايشت مع هذا الفشل وسار في دمائك حتى فقدت الشعور به..

بإيجاز شديد: صناعة السينما الناجحة والوصول للعالمية هذا نتيجة تضافر عدة قوى كلها تعمل لهدف واحد ، هذه القوى هي (الفكر والسياسة والمجتمع والدين ) ونحن ما شاء الله كل هذه القوى مفككة تعمل في إطار منفرد خاص بها، فالسياسيون امتلكوا الوطن والشيوخ امتلكوا الدين والمفكرون امتلكوا الثقافة، أما المجتمع فيبحث عن ما يمتلكه لا يجد سوى الطاعة العمياء لمن ينفق عليه ولمن يوهمه بالجنة في الآخرة..
اجمالي القراءات 8314