التعذيب فى رؤية قرآنية:(11): الفرق بين الابتلاء والتعذيب

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٥ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

التعذيب فى رؤية قرآنية:(11): الفرق بين الابتلاء والتعذيب

نوجز الفروق بينهما فى الآتى :

أولا: التعذيب هو إنتقام الاهى  فى الدنيا والآخرة يلحق بالكافرين فقط ، ونعطى أمثلة :

1 ـ  تدمير الأمم السابقة ، قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنْ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) الروم ) ، هذا وصف لهم بالاجرام ، أى إستحقوا إنتقام الله جل وعلا بإهلاكهم وتعذيبهم بسبب إجرامهم ، بينما أنجى الله جل وعلا المؤمنين من بينهم . وقال جل وعلا  أيضا عن الأمم السابقة ومترفيها : ( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25) الزخرف )، ومنهم فرعون وقومه، قال عنهم جل وعلا : ( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) الاعراف ) ( فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) الزخرف )، وأصحاب الأيكة :( وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79) الحجر ).

2 ـ عذاب جزئى لقريش ، تمثل فى انتقام الاهى حلّ بهم مرتين : الأولى بعد أن أخرجوا النبى من مكة ، قال جل وعلا لخاتم النبيين :( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) الزخرف ). وقال جل وعلا عن عذابهم الأول فى حياة النبى محمد عليه السلام :( بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمْ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) الدخان ) وقال جل وعلا عن العذاب الآخر الذى حلّ بهم بعد موت النبى وهو الفتنة الكبرى ، والتى عادوا بها للكفر فإستحقوا البطشة الكبرى : ( إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16) الدخان ).

3 ـ وهذا الانتقام الالهى مستمر بالتعذيب يحلُّ بمن:

3 / 1 : يعرض عن القرآن الكريم ، قال جل وعلا :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22)السجدة )،

3 / 2 : الذين يتعمدون إنتهاك حُرمة المسجد الحرام بقتل الصيد ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (95) المائدة )، وهو عذاب يلحق بمن يريد ( مجرد إرادة ـ الالحاد والظلم فى الحرم ، قال جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج )

4 ـ هذا عدا الانتقام الالهى فى الآخرة ، قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) آل عمران )( فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم ).

ثانيا : الابتلاء هو للبشر جميعا :

1 ــ بينما يكون عذاب الله جل وعلا إنتقاما من الكافرين فقط فإن الابتلاء يكون  للبشر جميعا ، قال جل وعلا عن الابتلاء لجميع البشر وأنه لتمييز الصالح من العاصى منهم : ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) الكهف )

2 ـ مصطلح ( الانسان ) فى القرآن هو للبشر الكفور ، وهو يرسب فى إختبار الابتلاء ، إذا إبتلاه الله جل وعلا بالنعمة إغترّ وإذا أبتلاه بالنقمة ضلّ ، قال جل وعلا : ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر )

3 ـ والابتلاء يلاحق الفاسقين ، قال جل وعلا عن اهل قرية اسرائيلية ساحلية  إعتدت فى السبت : ( وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) الاعراف )

4 ـ وليس الدخول فى الايمان بعاصم من الابتلاء ، بل لا بد من الوقوع فى الابتلاء لتتبين حقيقة الايمان ، هل هو صادق أم كاذب ، قال جل وعلا : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت ). وفى إختبار وإبتلاء المؤمنين يظهر زيف الايمان لدى بعضهم ، قال جل وعلا :  ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج ).

5 ـ والجهاد بالمال وبالنفس أكبر إختبار للمؤمنين ، به يظهر الصابرون المجاهدون الحقيقيون ، عن الابتلاء الخاص للمؤمنين قال جل وعلا :( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) محمد )

ثالثا : العذاب الالهى ألم هائل ، أما الابتلاء فهو بالخير والشّر :

قال جل وعلا : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الانبياء ).

رابعا : العذاب الالهى ألم هائل أما الابتلاء بالشر فهو من رب العزة جل وعلا

وهو  مجرد خسارة فى الأموال والأنفس مقابل أجر عظيم .

وجاءت تفصيلات هذا فى قوله جل وعلا : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِين (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة )، فالمقتول فى سبيل الله يفوز بأعظم أجر ، يكفى أنه لا يموت . وهناك الابتلاء بالخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات ، وكلها أنواع من الأذى والفائزون فى هذا الاختبار هم الصابرون الذين تتنزل عليهم رحمة الله جل وعلا وصلواته . أعظم مكافأة لمن يُقتل فى سبيل الله أنه لا يموت ، بل ينتقل من حياة الدنيا فى هذا الكوكب الى حياة برزخية عند الله جل وعلا يتمتع برزق الله جل وعلا ، ويرى ما نفعل ، ويتمنى أن يلحق به اقرانه المؤمنون ، كما جاء فى سورة آل عمران . اللهم إجعلنا منهم .!!

خامسا : الابتلاء هو أيضا ( أذى ) يلحقه الكفار بالمؤمنين .

1 ـ  قالت كل الرسل لأقوامهم : (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) ابراهيم  ) ابراهيم ). أى صبروا على الأذى . وكان أذى كفار مكة للنبى محمد قوليا ، وكان يضيق صدره بأذاهم القولى فقال له ربه جل وعلا : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) الحجر ) وكانت أقوالهم تصيبه بالحزن، فقال له ربه جل وعلا ليتأسى بالرسل السابقين فى الصبر على الأذى:( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) الانعام ).

سادسا : وفى الجمع بين الاثنين :

1 ـ يقول جل وعلا : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) آل عمران ). هنا إبتلاء فى الأنفس والأموال من الله جل وعلا وأذى يسمعه المؤمنون من الكفار من العرب وأهل الكتاب.

2 ـ ولو حدث قتال فسينتصر المؤمنون إن كانوا حقا مؤمنين ، ولن ينالهم من كفار أهل الكتاب إلا مجرد ( الأذى ) : ( لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111) آل عمران )

3 ـ وعمّن نجح فى إختبار الابتلاء بالجهاد والهجرة والقتال فى سبيل الله جل وعلا وتحمل الأذى إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، يقول جل وعلا : ( فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) آل عمران ).

خامسا : تحديد مفهوم الأذى بما يناقض مفهوم العذاب :

1 ـ يأتى الأذى بمعنى الألم البسيط من حشرات الرأس : ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ  (196) البقرة ).  

2 ـ ووصفا للمحيض : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى)(222) البقرة ).

3 ـ  ووصفا للمنّ بالصدقة : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى) (264) البقرة ).

4 ـ ووصفا للتأذى بنزول المطر : ( وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ) (102) النساء ).

5 ـ  وصف عقوبة الزنا بالعذاب ( 100 جلدة ) ، قال جل وعلا : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2) النور ) ، أما عقوبة الشذوذ فهى مجرد التوبيخ والأذى القولى ، قال جل وعلا : ( وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَحِيماً (16) النساء )

أخيرا :

1 ـ العذاب الالهى هو إنتقام بألم هائل يوقعه رب العزة بالكافرين  المعتدين البُغاةُ  فقط  بما كسبت أيديهم ، وهو يحدث فى الآخرة ، كما يحدث فى الدنيا . وهو قد ينتهى بالموت والتدمير الكلى كما حدث فى الأمم السابقة ، وقد يكون إهلاكا جزئيا للكافرين بعد نزول القرآن الكريم . وقد ينتج عنه موت ، وقد يكون للتحذير والوعظ  حتى ينجو من عذاب الآخرة ، قال جل وعلا : ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21) السجدة  )

2 ـ أما الابتلاء فهو إختبار بالخير وبالشر للبشر جميعا ، وإختبار الشّر فيه ليس بألم هائل ولكن بأقل ، وبكون (أذى ) إذى أوقعه الكفار بالمؤمنين . وبهذا الابتلاء يتبين المؤمن من الكافر ، كما يتبين المؤمن الصادق الصابر المجاهد من المؤمن المزيف الذى يعبد الله جل وعلا على حرف .

3 ـ يتفق العذاب والابتلاء فى أنهما يحدثان مباشرة من الله جل وعلا ، وقد يحدثان بتدخل بشرى .  

اجمالي القراءات 6220