الحب وأسباب الفراق

شادي طلعت في الثلاثاء ١٢ - سبتمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

خلق الله الإنسان بشقين أحدهما مادي يدركهُ، وآخر روحاني يشعر به دون أن يلمسه، وقد يلتقي الأحبة في ظل وجود فوارق إجتماعية عديدة متفاوتة مثل : الثقافة، أو الدرجة العلمية، أو المالية، أو العائلية، لكن الحب يأتي متحدياً معه كل الأشياء ليحطمها، ويبقى وحده منتصراً، خاصة عندما يكلل بالزواج الذي هو إحدى مراحله وليس نهايتة، لأن الطلاق قد يأتي بعده، بينما يظلُ الحب ساكناً القلوب، ليتعذب معه طرفا العلاقة بعد الفراق.
 
لكن .. ماذا يجعل الحب يمر بمرحلة الطلاق بعد الزواج، ألم يكن حباً، أم أن الفوارق الإجتماعية أقوى منه ؟
 
إن الحقيقة لا يجزم بها أحد، وستظل مشكلة عالقة حتى يوم الدين، تتناقلها الأجيال بنقاشات عديدة، وستظل الدراسات قائمة لمعرفة أسباب الفراق، سواء مرت العلاقة بالزواج والطلاق، أم لم يحدث الزواج.
 
وقد وجدتُ سبيلاً وصلتُ من خلاله للإجابة على السؤال العضال، لماذا الفراق بعد االحب، وكانت شواهد السبيل في نقطتين ..
 
أولاً قوة الحب :
 
كلما تفاوتت الدرجات الإجتماعية أو إحداها، فإنها تكون سبباً وجيهاً للفراق، بيد أن الحُب، يبقي على العلاقة، بل وقد ينهيها بالزواج، إننا إذاً أمام حب قوي لا يتحطم، إنه كالفولاذ، لا يتأذي بلطمات الأجسام الصلبة الأخرى، فدرجة قوته تجعله أكبر من كل التفاوتات الإجتماعية، وفي النهاية ينتصر الحب على كل خصومه.
 
ثانياً ضعف الأحبة :
 
كلما تفاوتت الدرجات الإجتماعية، كلما حاولت النيل من خصمها العنيد وهو "الحب"، ومع إختلاف الثقافات، قد تتأثر كرامة أي من طرفي العلاقة لسبب قد لا يعدُ مساساً بالكرامة في نظر الطرف الآخر !، لذا يتجاوز الطرفان عن العديد من الصغائر في بداية الزواج، لكن خصوم الحب تظل في محاولات إحداث الفراق، حتى تأتي لحظة تظن أنها إنتصرت عليه !، لكنها في واقع الأمر لم تنتصر، فقد تنجح في إحداث الفرقة، بينما لا تقدر على القضاء على الحب، لأنه كامن داخل وجدان طرفي العلاقة، اما عن سبب الفراق بإيجاز شديد، فإنهُ قد حدث لأن طرفا العلاقة كانا أضعف من قوة حبهما.
 
نخرج مما سبق بعدة حقائق وهي :
 
- الحب أقوى من أي فوارق إجتماعية.
 
- ليس شرطاً أن يكون طرفا علاقة الحب بنفس درجة قوة رابطة الحب، فقد يكونا أضعف أما ظرف، أو عدة ظروف.
 
- الحب المتبادل بين طرفا العلاقة لا ينتهي أبداً، حتى وإن حدث الفراق.
 
في النهاية :
 
على طرفا علاقة الحب أن يعلما كيف يحافظان على رابطة البقاء مع بعضهما البعض، وذاك أمر لا يتحقق إلا بأن يكونا على قدر من القوة، تتناسب مع قوة حبهما، فذاك افضل لكليهما، لأن من يحب لا ينسى مهما طال الفراق.
 
وعلى الله قصد السبيل
 
شادي طلعت
اجمالي القراءات 13928