الإعجاز العلمي بين السلفية والإلحاد

سامح عسكر في الخميس ٠٦ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

عندما نقول أن الانشغال بما يسمى .."الإعجاز العلمي"..هو نصب ودجل، وهدم للأديان فليس القصد إثبات أن الدين ليس فيه نصوص تتفق مع العلم..

القرآن به آيات تتفق مع العلم الحديث كقوله تعالى:

" أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما"..[الأنبياء : 30]..(نظرية الانفجار الكبير)

" والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون".. [الذاريات : 47]..(نظرية توسع الكون وتباعد المجرات)

لكن هذا لا يعني صحة النص بذاته، فقد يتغير العلم مستقبلا ويصل لنتائج جديدة، وقتها سيخرج أي تفسير آخر للآيات على أنه.."نفاق وضعف وكذب"..

رفض الانشغال بالإعجاز العلمي هو (مبدأ) أن الأديان ليست تعاليم بأوامر معرفية وعلمية، بل هي تعاليم إلهية بمعاملات وسلوك وشعائر قبل كل شئ، وحشر العلم معها يقضي على الاثنين..فلا علم ولا دين..

فالمتدين عامة يبحث عن ما يبرر إيمانه حسب ثقافة العصر الذي يعيشه، وحرص المسلم على تبرير إيمانه علميا هو نفس ما يحدث للهندوسي والمسيحي واليهودي والبوذي، كل هؤلاء لديهم نصوص في كتبهم تتفق مع العلم الحديث، ورأيت منذ عام منتدى بريطاني فيه أعضاء هندوس وضعوا دراسات عن كتاب الفيدا الهندوسي وكيف أن به مئات النصوص تتفق مع العلم الحديث ويسمونها إعجازية..

بالمناسبة: كل من ينشغل بقضية الإعجاز – مع أو ضد – بغرض إثبات الدين أو نفيه هو في صراع حقيقي مع الواقع، فلا المنع التركي لتدريس نظرية التطور نفعهم، ولا منع السعودية تدريس نفس النظرية أيضا سينفعهم..بل سيخرج أجيال أمية جاهلة بأبسط علوم الأحياء وربما الطب..

كذلك حرص بعض الملحدين على تفسير النص القرآني حسب رأي المشايخ لإسقاطه ينتج جيل من الملحدين جاهل وأمي بقواعد الإيمان وطرق التدين المختلفة..فيتعصب ويتشدد حتى يخرج عن الجادة..ويصبح لديه أي شئ يخص الأديان منتهي.

المعارف لا تتوقف...ما زال هناك الكثير..فالعلم علم..والدين دين..وما أضل من قبلكم إلا حشر الأديان في كل شئ حتى في طرق الطعام والشراب والملبس والطبخ والرضاعة..إلخ..
اجمالي القراءات 8174