يداك أوكتا ..وفوك نفخ .!!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٤ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

يداك أوكتا ..وفوك نفخ .!!

أولا :

1 ـ  فى عصر قديم ، أراد رجل أن يعبر النهر الى الضفة الأخرى . كان معه ( زقّ ) ـ أى وعاء من جلد ـ معدة ناقة أو جمل تم تجفيفها ودباغتها ـ وكالمعتاد قام بنفخ الزق ، ثم أوثقه رباطا . ألقى بالزق المنتفخ فى الماء وتعلق به ليصل الى الضفة الأخرى . فى منتصف الطريق إنحلّ الرباط وتسرب الهواء ، ووجد نفسه يصارع الموج . صرخ يطلب النجدة . سمعه على الشاطىء إعرابى ، قال له : (يداك أوكتا ..وفوك نفخ ). أى إن يدى الرجل هى التى شدت رأس الزق وربطته بالحبل ، وأن (فاه ) أو ( فمه ) هو الذى نفخ . وهو لم يُحسن النفخ ولم يُحسن الربط بالحبل . أى هو المسئول عما فعله بنفسه ، وهو السبب فى تغريق نفسه . هذا المثل العربى يُضرب فيمن يتسبب فى هلاك نفسه .

2 ـ هذا المثل ينطبق على كثير من الأفراد . مثلا ، أحدهم تنكر لأهله ليرضى زوجته ، وأضاع معظم عمره يعمل فى الخليج ليضمن لزوجته وأولاده حياة مرفهة . كان لايقضى معهم سوى أجازات قصيرة كل عام ، وفى النهاية إنقطع عمله بالخليج ، وتعين عليه أن يعود ليعيش فى مصر مع أسرته طيلة وقته . إكتشف أن أولاده لا يعرفونه ولايألفونه ، ولا يعرفون أهله ، وأن كل إنتمائهم الى أمهم وأخوالهم . حاول النصيحة فتعرض من زوجته للتقريع . وجد نفسه أقلية بينهم . حاول أن يستعيد صلته بأسرته التى قاطعهم من قبل ، عارضته زوجته وأولاده . عاش بين أسرته غريبا بلا إحترام . هذا ما فعله بنفسه . هذا يقال له : يداك أوكتا ..وفوك نفخ .!!

3 ـ هذا المثل ينطبق على الأنظمة السياسية العربية وقادتها الذين شابوا فى مواقعهم . تشبثوا بالسلطة ، وبعد مرور السنين وصلوا الى الطريق المسدود ، لا يستطيعون خروجا آمنا منها ، فضحاياهم بالملايين وسرقاتهم بالبلايين ، ولا مفرّ لهم من البقاء وإنتظار مستقبل مجهول مع معايشة الخوف والشّك والقلق والريب وكوابيس الضحايا التى تطاردهم ، خصوصا وهم يرون ما حدث للقذافى وصدام ومبارك وبن على ، وأن الغرب الذى إعتمدوا عليه باعهم بالرخيص . هذا هو حال الحكام الذين وصلوا الى أرذل العمر وهم فى الحكم، منهم : ( عمر البشير من مواليد 1944 ، ويحكم السودان منذ إنقلاب عام 1989 . ) ( عبد العزيز بوتفليقه : مولود عام 1937 .أصبح وزيرا من عام 1962 ، ثم أشهر وزير خارجية للجزائر من عام 1964 ، وشارك فى الانقلاب على الرئيس أحمد بن بيللا عام 1965 ، وأُتهم بالسرقة والاختلاس عام 1965 ، وعام 1978 ، فأصبح مؤهلا للرياسة ، وفاز برئاسة الجزائر عام 1999 . ولا يزال رئيسا حتى الآن برغم مرضه وتوقع موته .! ) ( سلمان بن عبد العزيز : مولود عام 1935 ، كان أميرا للرياض من عام 1955 ، ثم وزيرا للدفاع 2011 خلفا لاخيه سلطان وتولى ملكا بعد طول إنتظار عام 2015  هو فى الثمانين من العمر ، ويجهز ابنه محمد لخلافته ).  الأخطار تحدق بهم وببلادهم ، والأحداث تحملهم الى المجهول فى عصر من الاضطرابات والحرب الأهلية والتغييرات الاقليمية.هم يجنون ثمار مافعلوه فى نهاية العمر . هؤلاء يقال لكل منهم : يداك أوكتا ..وفوك نفخ .!!

4 ـ المؤسف أن اللاحقين ساروا على سُنّة السابقين . السيسى صار أسوأ من مبارك ، أبناء زايد أسوأ من أبيهم ، والملك عبد الله الاردنى أسوأ من أبيه الملك حسين . وعبد الله الاردنى والملك الحسن المغربى يزعمان الانتماء للنسب النبوى ( محمد عليه السلام ) ، ويأخذان من هذا مشروعية للحكم . ومشروعيتهما الواقعية هى بإكراه الناس بالتعذيب على الخنوع لسلطتهما شأن كل مستبد . فهل يتفق التعذيب مع اللين والتحبب للناس الذى كان أساس سياسة النبى محمد عليه السلام فى دولته ؟ وهل يتفق هذا مع أن الأمة مصدر السلطات كما نفهم من قول رب العزة جل وعلا : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران  )

5 ـ (: يداك أوكتا ..وفوك نفخ .) يقال ايضا للاغلبية الصامتة الخانعة الخاضعة للاستبداد ، فهى الآن تدفع الثمن بالكامل فى العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال ، وستدفع الثمن بالكامل فى مصر والجزائر وتونس والمغرب والخليج ومصر والسودان .!!. لو وقفوا وقفة موحدة ضد المستبد تطلب إقامة القسط كما قال جل وعلا ( الحديد 25 ) ولو صمدوا فى وقفتهم وتحملوا قتل عدة عشرات من الألوف لأنقذوا حياة مئات الملايين ، ولأسسوا لأبنائهم أوطانا حرة وحياة كريمة . لكنهم طلبوا السلامة المؤقتة مع الرضى بالذل ، فعاشوا فى الهوان ، وسينتهى بهم الأمر الى حمامات دم وحروب أهلية .

أخيرا : أحسن الحديث عن الهلاك الحالى والقادم

1 ـ إنظر الى صورة  ( حلب ) من عشر سنوات زاهرة عامرة ، وانظر الى خرائبها اليوم . هذا فى المصطلح القرآنى يعنى ( الاهلاك ) . إهلاك أو تدمير ( حلب ) يسرى على مدائن أخرى فى اليمن والصومال ، وهو أرهاص لاهلاك آخر قادم ـ نرجو ألا يحدث ـ لمدائن فى الخليج ومصر وشمال أفريقيا .

وبالمناسبة إملأ ناظريك من أبراج دبى والدوحة والرياض ومكة والمنامة والقاهرة .. فمن يدرى؟ ربما يأتى الوقت الذى تتحسّر عليها ، حين ينطبق عليها قول الله جل وعلا : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) الحج ).

خوفا من هذا المصير وحرصا على المستضعفين فى الأرض الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى صراع الأفيال ــ نحذّر وننصح ونعظ ونتحمل سفاهات المُصابين بثقافة العبيد ، وهم الذين يوجهون اصابع الاتهام للخارج لتبرئة المستبد فى الداخل .

هذا المستبد فى الداخل هو اساس البلاء ، وبزواله يمكن الاصلاح . ولكنه جاثم على الصدور بقهره وإرهابه. هو فى تعذيبه للمواطنين لا يتورع زبانيته عن إغتصاب المتهم المسكين البرىء كى يعترف بما لم يفعل ، ولا يتورعون عن تهديد الضحية المسكين البرىء بإغتصاب والدته وزوجته واخته وبناته .. كى يعترف .. هذا المستبد برغم كل ما يرتكبه من جرائم ضد الانسانية ـ وفق القانون الدولى ـ لا يزال يجد من يدافع عنه من عبيد السلطان دون خجل أو حياء ..!

2 ـ لقد قصّ رب العزة جل وعلا قصص الأمم السابقة التى أهلكها ، واوضح أن إهلاكهم كان نتيجة لظلمهم ، أى إنهم هم الذين ظلموا أنفسهم . بعد القصص عن السابقين قال جل وعلا فى سورة (هود ) : ( ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ )(101) هود ).

3 ـ فى الماضى السحيق كانت البشرية أُمما متباعدة ، فكان الاهلاك يشمل كل الظالمين تدميرا للقرية الظالمة ، فلا ينجو منها إلا المؤمنون ، ولا يبقى منها إلا ما يعبّر عن ظلم الملأ المتحكم فيها ، وهو قصر المستبد الذى إحتكر الثروة والسلطة ، وتخريب البئر التى كان يستقى منها المستضعفون فى الأرض . يقول جل وعلا : ( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) الحج ) . هى نفس ملامح الظلم فى عصرنا . المترفون لهم قصورهم الفخمة المزخرفة ولهم اساطيل طائراتهم وأساطيل مراكبهم وسفنهم و ( يخوتهم ) هنا ( القصر المشيد )، أما الفقراء فى الأحياء العشوائية فالبيوت آيلة للسقوط والمرافق مُخرّبة ( هنا البئر المعطلة ). وعندما يحدث الانتقام الالهى بالتدمير قد يبقى القصر المشيد ولكن خاويا ، يقول جل وعلا يدعونا الى الاتعاظ : ( فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل )

4 ـ نزل القرآن الكريم فى عصر تطورت فيه البشرية وإتصلت ببعضها ، فلم يعد الاهلاك العام واردا ، حلّ محلّه إهلاك جزئى للقرية الظالمة هنا وهناك .  فالاهلاك مستمر بإستمرار الظلم . والقاعدة أن أكابر المجرمين المترفين المتحكمين فى الثروة والسلطة يأمرهم الله جل وعلا بالعدل فيرفضون تمسكا بأديانهم الأرضية وكهنوتهم الدينى الخادم لاستبدادهم السياسى . برفضهم أمر الله جل وعلا بإقامة القسط يحل بهم الهلاك ، يقول جل وعلا : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16) الاسراء ).

 حدث هذا فى الماضى من بعد نوح وقبل نزول القرآن ، يقول جل وعلا : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17) الاسراء ).  

وحدث بعد نزول القرآن ولا يزال يحدث حتى عصرنا وسيحدث فى المستقبل طالما إستمر الظلم وطالما لا يقوم الناس بالقسط ، فهى قاعدة إلاهية مستقرة ومستمرة، أن يمكر أكابر المجرمين فى القرية أو الدولة فيحيق بهم مكرهم يقول جل وعلا: ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) الانعام ) ويتم إهلاك القرية ضمن هذه القاعدة القرىنية المستمرة المستقرة ، يقول جل وعلا : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58)الاسراء ).

5 ـ الله جل وعلا لم يقصّ قصص السابقين للتسلية ـ حاش لله ـ بل للعبرة والعظة ، وجاءت العظة مباشرة وصريحة فى قول رب العزة جل وعلا تعقيبا على قصص السابقين المُهلكين : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (100) الاعراف ). القوم الخاسرون فى عصرنا يبارزون الله جل وعلا بالعداء ، أنعم عليهم بالقرآن الكريم فاستبدلوه بأحاديثهم الشيطانية وأديانهم الأرضية ، وانعم عليهم بالنفط وبلايين الأموال فحولوا هذه النعمة الى إسراف فى المعاصى والبغى والعدوان .

6 ـ والله جل وعلا لم يقتصر على العظة المياشرة بل جعلها عظة عملية واقعية بالأمر بالسير فى الأرض لننظر بأعيينا ونلمس بأيدينا آثار الاهلاك للامم السابقة  ، يقول جل وعلا : ( أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمْ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) غافر).

7 ـ كل هذا فى هذا القرآن الكريم الذى إتخذه المحمديون مهجورا ، لذا فلا فائدة فيهم فقد أزلّهم الشيطان فأصمّهم وأعمى أبصارهم ، يقول جل وعلا : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج ) .

8 ـ الدليل هو هذا الاهلاك الذى ينتشر من العراق الى سوريا ومن الصومال الى اليمن ، وسينتقل الى الخليج ومصر وشمال أفريقيا . لن ينجو منه أحد طالما لا يقوم الناس بالقسط مصداقا لقول رب العزة جل وعلا : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) الحديد ).

ودائما : صدق الله العظيم برغم أنف المحمديين .!

اجمالي القراءات 9782