الإرهاب والفلسفة وابن تيمية

سامح عسكر في الجمعة ٠٩ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

لمن يقولون أن ابن تيمية كان عالم منطق

العالم لو لم يوظف منطقه وعلمه في خدمة فتاويه فهو إما (حرامي) ينقل من كتب أو (منافق) داعم للسلطان، وابن تيمية لم يكن من علماء البلاط بل خالف معظم شيوخ عصره الذين كفّروه..

فتاوى ابن تيمية لا تدل إطلاقا أنه كان فيلسوف أو صاحب خيال بل متعجرف بدوي، الرجل استعمل كلمة الكفر في أكثرية أحكامه وأحل دماء الناس في مئات المسائل منها 73 مسألة استتابة قبل القتل...تخيل أن الله أجاز القتل في (حالة واحدة فقط) وهي النفس بالنفس..ابن تيمية أضاف (72 مسألة) من عنده..

كذلك ادعى الإجماع في أكثر من 500 مسألة..ويكفي العلم أن لو اتفق المسلمون على 50 مسألة فقط لتوحدوا وسكنت الحروب والفتن..هذا كذاب أيضا، كيف لفيلسوف أن يكون كذاب؟؟!

كتب ابن تيمية واضح أن القائم عليها كان مهتم بالتصنيف أكثر من الدراسة، يعني الرجل كتب في أشياء لا يجيد فيها بغرض حصر وإضافة أعمال ليس إلا، يعني كتابة من أجل الكتابة، وسقط سقطات لا يقع فيها طالب مبتدئ كقوله أن المنسوخ من عمل الشيطان وهي الحكمة من النسخ ، بالتالي عندما يقول ابن الجوزي أن عدد الآيات المنسوخة 500 آية فهناك 500 آية في القرآن ليست من الله بل من الشيطان..!

الرجل كان سريع الأحكام ولا يهتم باللوازم ، وهذا عَرَض من أعراض الغباء ، لا يمكن القول أن من يفتي بجواز قتل الولد لأبوه يكون حكيم أو فيه ذرة عقل، ابن تيمية فعلها بل أجاز القتل في أصغر الصغائر.

أما فقهيا فالرجل كان مجرد (ميكروفون) مردد لفتاوى وأعمال الحنابلة القدماء، لم يقل خلافهم سوى في مسائل معدودة وفي أضيق الحدود، قال بقتل المرتد وسحر النبي والشروط العمرية واليقين بخبر الواحد وبمرسل الصحابي، بل قال بجواز التوسل وكفر المتوسلين معا..الشئ ونقيضه..بل كان كثير التعميم وسريع الحكم على العموم..وبفضل هذا المنهج تم تأسيس أول وأشهر الحركات المتطرفة في العالم الحديث وهي .."الوهابية"..

بل بالغ في التشبيه والتجسيم لقلة وعيه بألفاظه ولوازمها، حتى عندما أراد أن يرد على عالم الشيعة المشهور وقتها .."المطهر الحلي"..دفعه ذلك للانتقاص من الإمام علي وقد علق عليه ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ولسان الميزان وقال أن رد منطقية الشيعة لا يكون بالانتقاص من الصحابة..وهكذا فعل ابن تيمية أيضا دون وعي..

أذكر أن شيوخ مصر عارضوا كتابه .."الفتاوى الحموية".. لتضمنه كوارث فقهية كالعمل بخبر الواحد في الاعتقاد والدماء، فرد عليهم بكارثة أكبر في كتابه.."جواب الاعتراضات المصرية".. باعتبار أن أكثرية خبر الواحد (متواتر لفظا ومعنى) أي جعل كلام البخاري منزلا من عند الله بحماقته ..بل وعدد هذه الأخبار وسمّاها..

لكن يبقى السؤال: من أين جاء ابن تيمية بكلامه في المنطق؟

الجواب: لا أعلم هذا سؤال يخصه هو ويخص أتباعه، لي حقيقة مشاهدة وهي أن 95% من كتب الرجل كتبها (داعشي متطرف) وال 5% الباقية عبارة عن مقالات منهجية في المنطق وخلافه، لا يمكن معرفة مصدرها الآن ، ولا يمكن الحكم بها على شخصية ابن تيمية، مش معقول نترك الغالبية العظمى من أعماله ونحكم عليه بجزء بسيط..
اجمالي القراءات 9628