( جاه النبى ) .. هذه الخرافة التى يؤمن بها المحمديون :

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٤ - يونيو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

( جاه النبى ) .. هذه الخرافة التى يؤمن بها المحمديون :

كلمة ( جاه ) ليست من كلمات القرآن الكريم .

وتعبير ( جاه النبى ) إستحدثه المحمديون ليؤكد تأليههم لإله إسموه ( محمدا ) لا وجود له إلا فى إعتقادهم ، وليست له علاقة بخاتم النبيين محمد عليه السلام إلا علاقة التناقض . وقولهم ب ( جاه النبى ) أبرز ملامح التناقض بين إلاههم المزعوم الذى أسموه ( محمدا ) وبين النبى محمد رسول الله عليه السلام . ونعطى بعض التفصيلات :

أولا :

1 ـ ( جاه النبى ) عندهم ، أى نفوذه وهيمنته وسيطرته . وهم فى دعائهم يقولون يخاطبون رب العزة جل وعلا ( بحق جاه النبى إفعل لنا كذا ) . أى إنه بدون ( جاه النبى ) قد لا يستجيب لهم رب العزة ، أو ـ وفقا لاعتقادهم ـ قد لا يستطيع رب العزة الاستجابة لهم . أى إنه فى كل الاحوال لا يدعون الله جل وعلا وحده بل لا  بد من أن يكون جاه النبى مع الله ليتأكدوا من إجابة الدعوة . وإذ نصحتهم بأن يدعو الله جل وعلا وحده رفضوا وكفروا . ويوم القيامة سيقال لهم وهم فى النار (ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)  غافر )

2 ـ هم إنتزعوا الأسماء الحسنى لله جل وعلا ، والصقوها بإلاههم المزعوم الذى أسموه ( محمدا ) فجعلوه ( الشفيع ) . المؤمن الحقيقى ليس له سوى رب العزة وليا وشفيعا ، وهذا وصف رب العزة جل وعلا للمؤمنين ، قال رب العزة جل وعلا عنهم :  (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الانعام ) والمؤمن الحقيقى يؤمن بقول ربه جل وعلا : (  مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (4) السجدة ) ، وعن مصير المحمديين المؤمنين بجاه النبى يقول رب العزة جل وعلا : (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) غافر )، وسيقال لهم يوم القيامة : ( وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُمْ مَا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94) الانعام). ضلّ وضاع عنهم إعتقادهم ب ( جاه النبى ) . عندها سيرون أنه لا جاه للنبى ولا لأى بشر ، وأن الملك كله لرب العزة جل وعلا . يقول جل وعلا عن يوم القيامة : (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) غافر  )  .

3 ـ هم إنتزعوا الأسماء الحسنى لله جل وعلا ، والصقوها بإلاههم المزعوم الذى أسموه ( محمدا ) فجعلوه ( المهيمن ) .  هم لا يؤمنون أن الله جل وعلا هوالقاهر فوق عباده ، لا فارق بين البشر الصالحين أو المجرمين أو النبيين ، يقول جل وعلا : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الانعام ). ومن ملامح قهره وهيمنته وسيطرته أن يسلط علينا النوم وأنه الذى يوقظنا وأنه الذى يرسل ملائكة تسجيل الأعمال لتحفظ وتكتب وتسجل أعمالنا ثم هو الذى يرسل ملائكة الموت لتميتنا فى الموعد لموت كل نفس ، ثم هو جل وعلا الذى سيبعثنا معا وجميعا . لا نستطيع الفرار من ذلك كله لأنه جل وعلا هو القاهر علينا ، وقهره يسرى على الجميع من الأنبياء وغيرهم ، يقول جل وعلا : (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمْ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62) الانعام ). اين جاه النبى فى كل هذا ، والنبى خاضع لكل هذا شأن بقية البشر ؟

4 ـ ثم هو عليه السلام أصابته الأمراض والكوارث ، وكل هذا من رب العزة ، وهو لم يكن يستطيع منع كارثة عن نفسه ولا يستطيع جلب فضل لنفسه ، كل ذلك بإرادة الواحد القهار جل وعلا ، وهو القائل لخاتم النبيين فى خطاب مباشر له : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)  يونس ) . اين جاه النبى فى هذا ؟

ثانيا : أين ( جاه النبى ) هنا ؟

1 ـ كان عليه السلام فى حياته يخاف من عذاب عظيم إن عصى ربه جل وعلا : ، قال له رب العزة جل وعلا : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) الانعام ) (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) الزمر ) ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) يونس ). فأين ( جاه النبى ) هنا ؟

2 ـ أمره ربه جل وعلا أن يعلن أنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا إذا شاء الله جل وعلا . وهذا قول يقوله أى مؤمن ، وتكرر هذا أكثر من مرة ، ، قال رب العزة جل وعلا : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) الاعراف ) ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ ) (49) يونس ) ( قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن ). تأمّل وتدبر أنه عليه السلام لن يجيره من الله أحد إلا تبليغه الرسالة . فأين ( جاه النبى ) هنا ؟

3 ـ يوم البعث سيفر النبى وغيره من أقرب الناس اليه منشغلا بأمر نفسه ، قال جل وعلا : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) عبس ). فأين ( جاه النبى ) هنا ؟

4 ـ يوم العرض على الرحمن لن تستطيع مخلوق أن يتكلم إلا بإذن الرحمن جل وعلا مالك يوم الدين ، قال جل وعلا عن يوم الدين : ( ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود ) ، ينطبق هذا على النبى محمد عليه السلام . يومها يسكت الجميع لا تسمع إلا همسا ، (  يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (108)  طه  ) . لا يملك مخلوق أن يبدا بالكلام أو يخاطب الرحمن من هول الموقف ، عندها سيقوم الروح جبريل والملائكة صفا لا يتكلمون إلا بإذن الرحمن ورضاه ، (رَبِّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) النبأ ). فأين ( جاه النبى ) فى كل هذا ؟

5 ـ عند الحساب يأتى كل فرد ومعه سائق وشهيد . السائق يسوقه والشهيد  ( يشهد له بكتاب أعماله إن كان صالحا فيدخل الجنة ـ وهذا معنى الشفاعة ) (أو يشهد عليه شهادة خصومة إن كان كتاب أعماله عصيانا وكفرا ) (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ (  وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَشَهِيدٌ (21)  ق ) ينطبق هذا على كل نفس بشرية من أنبياء وغيرهم . كلهم يأتى يوم القيامة بنفسه فردا ، (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم   ) كل منهم يدافع عن نفسه ، (  يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) النحل  ). فى هذا الحساب لا يستطيع النبى أن ينفع أصحابه ولا يستطيع أصحابه أن ينفعوه ـ منتهى المساواة. ، قال له رب العزة جل وعلا ( وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ (52) الانعام ). فأين ( جاه النبى ) فى كل هذا ؟

6 ـ ثم أين هذا الجاه المزعوم والله جل وعلا قد قالها لخاتم النبيين فى خطاب مباشر أنه لا يستطيع أن ينقذ من حق عليه العذاب يوم القيامة  ،، قال له رب العزة جل وعلا : ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) الزمر )، فالله جل وعلا إذا أصدر أمرا فلا معقب لكلماته، ، قال رب العزة جل وعلا : (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) الرعد )، ولا مبدل لكلماته ،، قال رب العزة جل وعلا : (  مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) ق ).

 أخيرا :

1 ـ المحمديون بأسطورة ( جاه النبى ) ما قدروا الله جل وعلا حق قدره .

2 ـ المحمديون بأسطورة ( جاه النبى ) لا يؤمنون بقول رب العزة جل وعلا : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر  )

ودائما : صدق الله العظيم رغم تكذيب المحمديين .!!

اجمالي القراءات 8293