الدين السني و بهلوانات الإعجازي العلمي
{أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [ 185 الأعراف]

ابراهيم احمد في الثلاثاء ٣٠ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كما نعلم أن الله سبحانه وتعالى أنزل الينا القران الكريم بالحق ، لأجل الهداية للناس ، ولم ينزله الينا لعباً ولهواً ، وكذلك قص علينا أحسن القصص لأجل أن يعتبر الناس من قصص الرسل ودربهم الطويل وشاق في تبليغ الرساله ، و القوم الذين كفروا بايات الله وحل عليهم العقاب ، وكل هذا بهدفه الهدايه ولموعظه و العبره { ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} وكذلك لكي يشهد الناس انه لا اله الا الله ويقيمون الصلاة لذكره ولا يشركون به احد ، ثم يتفكروا في ملكوت السمواوات والارض لكي يزدادوا ايماناً ويقيناً فايزدادون خشية من الله وخشية من عقابه يوم الدين فيقولون كما جاء بقوله تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

ولذلك الله تعالى ينزل لنا الأيات كي نعقل ونتفكر [كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .. {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } وليس هذا فقط ، فا إلى جانب القصص و الموعظة يوجد هناك العلم التجريبي الطبيعيي الذي نستطيع أن نشهده بحواسنا ونعلم من خلاله اعجاز الخالق في صنعه .. بذلك الله كان يحثنا على العمل و السير و البحث في الأرض {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ} وقال {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } وقال كذلك {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } وقال {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} وقال {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (20) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وصدق الله العظيم

وكما فعل نبي الله ابراهيم عليه السلام حين قال {كَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .. ، وكذلك امرنا الله ان نتفكر في خلق السماوت والأرض { إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِيالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} {الذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ، وان نتفكر في انفسنا {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ } {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (28) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} وصدق الله العظيم.

-اذاً فاهي مساحة كبير من البحث ، والعلم الغزير والواسع لا نهاية له قد اتاحه الله لنا لكي نحفزعقولنا ونعمل ونفكر ونبحث وندرس ونتأمل و نزداد ايماناً وخشوعأ به سبحانه ونتيقن فعلاً ان هذا الكون هو من صنع الخالق تبارك وتعالى {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ} وصدق الله العظيم لكن مع هذا الكم الهائل من الإعجاز في الخلق الالهي الذي تحث عليه الأيات القرانية وتدفعنا إلى التفكير والعمل والبحث ؛ الا ان السنييون واهل السلف لايزالون يعانون من محنة الإعجاز العلمي في الأفتراء على دين الله السبب الذي يجعلهم لا يتورعون في التطرق للحديث في اي شيء يخص قضايا الدين من احكام وتشريعات الا وجعلوه داخل منظومة الأعجاز .. متغافلين النظر عن ايات الله الكونية التي أن جعل الإنسان لنفسه وقتاً في تأملها وتفكير فيها لكفى بها دليلاً يملأ القلب ايماناً و خشوعاً باعجاز صنيع الخالق .. يقول سبحانه {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ } { وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ } ، لكنهم تناسوا تلك الدلائل القرانية التي تحث على التفكير في خلق الله لملكوت السماوات والأرض ، وجعلوا مكانها تقديس للخرافات ، والأحاديث الشيطانية ، تماماً مثلما نسوا الأيات التي تدعوا إلى تسبيح الله وتقديسه وستبدلوا مكانها تقديس الأولياء والبشر ، ولا نغفل عن ذكر بأن هناك علماء حقيقيون من العرب ، و عظماء فعلاً و يفتخر بهم عبر التاريخ امثال ابن سينا و الفارابي ، و الرازي ، و جابر ابن حيان الذي كانوا يعملون ويجتهدون ويبحثون ويتدارسون في العلوم الطبيعية ، وينسبون العلم وجتهادهم بنهاية لأنفسهم .

- بينما يكتفي السلفيون وسنييون الجهلاء مقابل هذا بالجلوس على المنابر وزعيق ولبكاء عبر الشاشات ونشر الجهل والتخلف للأمة العربية .. بل وصلوا بجهلهم إلى الإفتراء على ايات الله احاديث لم ينزل بها من سلطان و يجعلون منها في حد ذاتها معجزة وينسبون افتراءاتهم تلك الى دين الله بعتبارها وحياً موحى من قبل شياطينهم من سلف وتلف .. مثل قول البخاري ان الشمس حين تغرب تسجد عند عرش الرحمن .. ولان دينهم السني هو دين ارضي وليس بدين السماوي الهي ، فلا غريب ان يشعروا بفجوات ايمانيه بقلوبهم تفصلهم بين ( كتاب الله المنظور ) الذي هو الكون وما عليه من علوم نشهدها بأعيننا وبين ( كتاب الله المسطور ) الذي هو رسالة الله .. وهذا لأنهم ليست لهم صلة وثقيه وخالصه مع الله تحميهم من افتراءات الشياطين ، بل غطى الكفر وشرك قلبهم في تقديس الأولياء وتعظيم الأضرحه ؛ بذلك هم لا يعتبرون الحياة التي يعيشون عليها ومن فيها من بشر جزء من صنع الخالق .. ويكتفون بتفسير كل شيء من خلال ما وجدوا عليه من مخلفات ابائهم متصورين ان هذا الكون وما عليه هو صناعة غربية كافرة وهم وحدهم اهل الايمان وتقوى {‫وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا‬} ، ولذلك تجدهم دئماً يكنون العداوه ، والحقد ضد كل مبدع ، وضد كل علم وضد كل مبتكر سواء كان مصور سواء كان فنان سواء كان رسام ونحات الخ .. ،  ولم يكتفوا بجهلهم لانفسهم بل تعدوا حدود الله في شرعة وتلاعبوا بقضية الحلال والحرام مثلما قاموا بتحريم التلفاز في اول ظهور له ومن بعدها توالت التحريمات والأفترائات على دين الله .. فا اصبح الجيل العربي جيل جاهل يقع اكبر همه فقط هو في السؤال و الحكم على شيء هل هو حلال ام حرام ؟ قبل ان يحفز عقله للتفكير ويسأل عن كيف يصنع هذا شيء ومن اي مادة صنع ؟ .. حتى يتعلم من تجارب غيرة فايرتقي بحياتة ، وحياة مجتمعة نحوا التقدم و التطور و الحضارة ، وليس نحوا التخلف و الجهل و أنحطاط.

- فلا عجب بعد ذلك الجهل ان يفصلوا بين دينهم الأرضي وبين الحياة او بالأصح المنظومة الكونية ، و ان يذهبوا في اخر المطاف إلى افتراء اموريشبعون بها فراغهم الروحاني و الايماني .. فاخذوا يتخبطون يميناً وشمالاً تارة عن الإعجاز العلمي في الصلاة وقولهم ان الصلاة تمرن العضلات وتقوي العمود الفقري ، وتارة يتحدثون عن اطالة اللحية وان النبي امر بهذا الأعجاز فقد اكتشف الطب الحديث ان اللحية تحمي البشرة و تمنع حب الشباب .. واخر يأتي ويقول ان تغطية المراة راسها بالحجاب يمنع تساطق الشعر بسبب الأشعة الفوق بنسفجية .. وثالث يقول ان بول الإبل شفاء من كل داء .. وان الحبة السوداء وسبع تمرات لا يمسك بعدها سم ولا سحر .. او يأتي شخص ويقول ان حديث غمس ذباب قي ماء اعجاز علمي .. بسبب ان في احدى جناح الذبابه داء والاخر دواء .. اي جعلوا من دينهم ساحة للهوا واللعب تماماً كما قل الله عنه {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (51) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}

- لكن السنييون لجهلهم وقصر عقولهم بالعلم المنظور في مراقبة وتأمل بايات الله الكونية .. يلجؤون بالمقابل الى وضع احكام دينيه ما انزل الله بها من سلطان ويفترون على الله الكذب بأن يجعلوا تلك الأحكام المفتراه اعجازاً علمياً لكي تكون لدينهم البائس الساقط سنداً يرفعه .. اذ مادافع لأن ااتي واقول ان الصلاة تقوي العضلات ؟ هل سوف نقول ان الله سبحانه وتعالى قد فرض الصلاة لأجل التمارين الرياضية ؟ او هل الله تعالى قد امر اصلاً باعفاء اللحية لكي يعالج حب الشباب وانزل الحجاب على نساء ليعالج تساقط الشعر ؟ او هل انزل الينا وحي طبي اضافي مع وحي الأحاديث الشيطانية ؟ حتى نأتي ونقول ان اكل سبع تمرات عجاف لا يمسك بغدها سحر ولا سم .. او ان بول الإبل شفاء من كل داء ؟ و تعالى الله عما يفترون .. فالله تعالى لم ينزل الدين لهواً ولعباً لكي يضع حل لتساقط الشعر او لكي يضع حل من مرض الملاريا او ليضع حل لحب الشباب و المحافظه على لون البشرة ونظرتها وغيرها من هذه المواضيع التافهه التي يخجل العاقل من ذكرها لكن هذه هي حقيقة الأديان الشيطانية التي تقام على اللعب والهوا والكذب.

- كما انه ليس كل شيء يذكر في الدين يقال عنه اعجاز او يتقبله الاعجاز والا لو ضللنا نقول هذا اعجاز وذاك اعجاز لغرقنا في مستنقع الخرافات والأدراك الصحيح للأمور ، فالأعجاز يكون في الامور العلميه و العلوم الطبيعية ، ودين نزل للهداية لكي يرشد ذلك الإنسان الجاهل الضعيف إلى الله ، ولا يمنع هذا ان يكون كتاب الله متوافق مع العلم ، و أن به دلائل على الأعجاز في خلق الكون و السماوات و الأرض الى خلق المخلوقات من اكبر شيء الى اصغرها كما ذكرها سبحانه ؛ لأن هذه هي جزء من الهداية فأرشاد الله لنا إلى التفكر في خلقه هو جزء من الإيمان به ، لكن ليس كل شيء في دين من أحكام او تشريع وفرائض نتطرق اليه نقول عليه اعجاز لان لكل شيء سببه فامثال ذلك الله تعالى امرنا بالصلاة وامرنا بصيام وامرنا بالحج فكلها فرائض وعبادات ننقرب بها الى الله ونزكي بها انفسنا ؛ لأننا  نحن الفقراء الى رحمتة وغفرانه  لنا ورضاه علينا  وهو الغني عن العالمين .. فاهل نستكثر ان نقيم العبادات لوجه سبحانه حتى نبحث لها عن مبرر وسبب ؟ ماهذا الجهل وماهذا الهمج الذي نراه ؟ .. الله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل ونحن المسائلون عن أعمالنا  { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} فاهل هذه تحتاج لمبرر حتى نقول عنها انها اعجاز علمي من الله ؟؟ .. هل سوف نخرج ونقول ان الصلاة بها اعجاز ونفتري على الله وعلى الناس ونقول مثلا ان الطب اكتشف ان المحافظه على الصلاة تمنع تساقط الشعر او تساعد في لايقة البدنية او ان اقول مثلاً ان وضع الحجاب للنساء يمنع من مرض الملاريا ويقي من اشعة الفوق بنفسجية هذا كله تخلف هذا كله همجيه ، وكلام لا يقبل به عاقل ان كان فعلاً يحترم مكانة عقله ولا يسمح بكل من هب ودب ان يضحك عليه بكلمتين يزعم انها اكتشاف علمي او ان طبيب قال بذالك فالطبيب الذي يقول ذلك هو طبيب مجنون ومن المؤكد انه ليس طبيب اساساً.

- ومع احترامنا لكل القائمين على هذه الأكتشافات مثل الأستاذ زغلول النجار الذي اشتهر بنقل (الأعجازات العلميه ) تحت مسمى الدين ، لكنه للأسف تمادى في هذا الأمر ، و ساعد بدوره على نشر الأكاذيب و الدجل والإفترائات ، وهذا طبييعي فا يستحيل على شخص واحد ان يفهم في شتى وجميع المجالات العلميه المختلفه حتى يفتي للناس بهذا الدجل ، فاكل مسأله تتطلب دكتوراً وخبيراً متخصصاً ، وذا ثقه ومصداقيه وليس شخصواحد ويضع كل شيء في الدين على انه اعجاز بحسب منظوره هو ، نحن بذلك أصبحنا عرضه للدجل وتخاريف وتشويه الدين بهذه الافترائات الكاذبه.. فالأمور لا تؤخذ بهذه الطريقه ، وليس كل شيء فرضه الله في الدين يجب أن يكون له مبرر أو أعجاز حتى نحاول أن نثبت بأن الإسلام دين عظيم او ان كتاب الله يحتوي على اعجاز فانحول بذلك الدين من اعجاز الى ترويج للخرافات ونجعل من دين لله ساحة للعب ولهو و من انفسنا اضحوكة للعالم ؛ لأن الإسلام عظيم في اصله وليس بحاجة إلى اصطناع العظمة فيه ، و دون الحاجة إلى ادخال تلك الإفترائات المضحكة عليه ، ولله ترك لنا هذه المساحة في أن نتبحر في الكون ونتفكر في ابداع صنعه ، و يكفي اننا ننظر إلى الكون و الى مخلوقات الله تعالى و السماء و الأرض والجبالوماخلقه الله من ابداع في نجوم و المجرات .. فاهذا كله في حد ذاته اعجاز ومبرر قوي على وجود الله عند أولي الألباب الذي يتفكرون ، وبنهاية نتذكر معاً قوله سبحانه لوعظ هؤلاء {أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} وصدق الله العظيم.

اجمالي القراءات 9467