وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا.

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الثلاثاء ٣٠ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

قال رسول الله عن الروح عن ربه:

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(183).البقرة. فما هو التقوى المطلوب؟ الجواب نجده في قوله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(185).البقرة.

 

فما معنى صام؟ جاء في قاموس المحيط ما يلي:


صامَ صَوْماً وصِياماً واصْطامَ: أمْسَكَ عن الطَّعامِ والشَّرابِ والكَلامِ والنكاحِ والسَّيْرِ، وهو صائِمٌ وصَوْمانُ وصَوْمٌ.

 

نلاحظ أن من بين معنى ( صام) أمسك عن الكلام، فهل رجال الدين يمسكون عن الكلام في شهر رمضان؟ أم أنهم يكثرون الكلام فيه أكثر من غيره من الشهور؟؟؟

من الملاحظ هذا العام أن مساجد جمعية الإصلاح غيرت من البرنامج المألوف، من أجل إجبار الناس إلى السعي إلى صلاة العشاء، على غير العادة التي كان الوعظ قبل الصلاة، فلما وجدوا نفور الناس عن سماع الوعظ، أُجبروا على تغير البرنامج، فقدموا صلاة العشاء على الوعظ حتى لا يفوتهم كلام الواعظ. ومثل ذلك في المأتم حيث يصلى على الميت ولا يقبر حتى تُسمع كلمة الواعظ، أليس الموت أكبر واعظ ؟؟؟

ولما سألت أحدهم قال: أرادوا أن يقدموا الفرض، أي صلاة العشاء على التراويح. فقلت له: كلا بل أرادوا تقديم الوعظ على التراويح لو كان ما تقول صحيحا لكانت صلاة التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة ثم يجلس من شاء السماع للوعظ، فسكت ولم يرد. ثم قلت له: التراويح هي نافلة والنافلة لا تصلى جماعة بل تصلى فرادى كما قال الله تعالى لرسوله: وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79)وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا(80)وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا(81).الإسراء.

 

لاحظوا (وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا). نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا. ولم يقل نافلة لكم عسى أن يبعثكم ربكم مقاما محمودا.

 

إذن التراويح والتهجد الذي أمر الله تعالى به يُقام فرادا لا جماعة، هذا حسب القرآن العظيم.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

 

 

اجمالي القراءات 8267