القاموس القرآنى : حساب ومشتقاته ( 1 : 2 )

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٩ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا : حسبان : ( بضم الحاء وسكون السين )

1 ـ بمعنى الماء النازل من السماء ( المطر ): فى قصة صاحب الجنتين قال الرجل المؤمن لصاحبه : ( فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً)الكهف:40 ). ( الحُسبان ) يعنى الماء الذى ينزل من السماء .

2 ـ بمعنى التوقيت اليومى والشهرى ( السنة القمرية والسنة الشمسية ) . يقول رب العزة جل وعلا عن دوران الشمس ودوران القمر وإتخاذهما توقيتا محسوبا : (فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)الأنعام:96 ) (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)الرحمن:5 ). ويقول رب العزة جل وعلا : (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ )الإسراء:12 ) ويقول رب العزة جل وعلا (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ )يونس:5 )

ثانيا : بغير حساب : أى بدون حد أقصى :

1 ـ عن الرزق فى الدنيا :يقول رب العزة جل وعلا : ( وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)البقرة:212 ) يعنى الرزق بدون حد أقصى. ومثله:( وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)آل عمران:27 ) ( إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)آل عمران:37 )

2 ـ فى الآخرة : رزق أصحاب الجنة بلا حساب ، يعنى بدون حد أقصى . يقول رب العزة جل وعلا عن أهل الجنة:( لِيَجْزِيَهُمْ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) النور ) (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر:10 ) (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)غافر:40 ) .

ثالثا : ملامح الحساب فى الآخرة :   

  الكفر بيوم الحساب :

1 ـ عن غفلة الناس عن أقتراب الساعة وما يعنيه من إقتراب الحساب يقول رب العزة جل وعلا :(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)الأنبياء:1 )

2 ـ سخرية الكافرين بيوم الحساب : ( وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ) ص:16 )، أى يطلبون نصيبهم فى الدنيا قبل يوم الحساب .

3 ـ هذا يعنى أنهم لا يرجون لقاء الله جل وعلا ، أى لا يرجون يوم الحساب، يقول رب العزة جل وعلا عنهم : (إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً ) النبأ:27 ) يأتى هذا فى سياق الحديث عن مصير الطاغين فى جهنم، يقول رب العزة جل وعلا عنهم: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً (21) لِلْطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزَاءً وِفَاقاً (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً (28) النبأ )

4 ـ  أو بتعبير آخر لأنهم نسوا يوم الحساب، يقول رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)ص:26 )

5 ـ  ولا يؤمنون به أصلا مثل فرعون : (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ) غافر:27 )

6 ـ عند الحساب سيكون هناك فرق بين المؤمن والكافر . المؤمن يتلقى كتاب أعماله بيمينه، يقول رب العزة جل وعلا  : ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) الحاقة ) والكافر يتلقاه بشماله :( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ (37) الحاقة )  الايمان بيوم الحساب المؤمن سيقول : (إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ) الحاقة:20 )، والكافر سيقول : (وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ)الحاقة :26 )

الغفران ليس فى الدنيا بل يوم الحساب :

1 ـ التوبة تكون فى الدنيا ، وقبولها يكون فى الآخرة حيث يتم الغفران . و ( غفر ) و ( كفر ) بمعنى (غطى ) ، أى تغطية الذنوب التى تاب عنها التائب ، وغطاها بالحسنات ، يقول رب العزة جل وعلا : (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) هود  ). و عن الغفران يوم الحساب يقول رب العزة جل وعلا : (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة:284 ) ودعا ابراهيم ربه جل وعلا فقال : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) إبراهيم:41 )   

المساواة فى الحساب بين النبى وغيره :

1 ـ العدل المطلق سيكون يوم الحساب. يقول رب العزة جل وعلا: ( يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) غافر). وفيه تأتى كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس عملها وهم لا يظلمون يقول رب العزة جل وعلا : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) النحل ).

2 ـ يسرى هذا على جميع البشر من الأنبياء وبقية البشر . قال جل وعلا لخاتم النبيين حين طرد الفقراء المؤمنين : (وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ)الأنعام:52 ). فهو عليه السلام لن يتحمل شيئا من حساب أصحابه ولن يتحمل أصحابه شيئا من حسابه . منتهى المساواة ومنتهى العدل .

3 ـ ليس النبى مسئولا عن كفر الناس : يقول جل وعلا لخاتم المرسلين (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) البقرة )، فمصير الكافر أن يحاسبه ربه جل وعلا ، يقول رب العزة جل وعلا:( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) المؤمنون:117 ).

4 ـ  وليس على النبى سوى التبليغ ، يقول رب العزة جل وعلا: ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) الغاشية ) (وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ) الرعد 40 ).

5 ـ  وحين إعترض قوم نوح على أصحابه الفقراء وأمروه بطردهم قال نوح لقومه:(إِنْ حِسَابُهُمْ إِلاَّ عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)  )الشعراء:113 ) 

سريع الحساب

1 ـ زمن الدنيا متحرك ، وسيصل الى نهايته بقيام الساعة ، ويأتى اليوم الآخر بزمن مختلف خالد راهن ثابت وليس متحركا ، ولا ندرى كنهه أو طبيعته . وقد يتساءل البشر ـ طبقا لادراكاتهم القاصرة ـ كيف سيتم حساب كل الخلق من الانس والجن والملائكة فردا فردا : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم ) (كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنْ الْعَذَابِ مَدّاً (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (80) مريم ) (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) (94)  الانعام) ؟ وما هو الزمن الذى يسع هذا ، ويأتى الرد بوصف رب العزة جل وعلا بأنه سريع الحساب . 

 2 ـ يأتى هذا فى سياق الحساب للجميع ، يقول رب العزة جل وعلا: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) غافر :17) ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)الرعد: 41 ) (لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)إبراهيم:51 )

3 ـ وفى حساب المؤمنين الذين ماتوا متقين، يقول رب العزة جل وعلا :(وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)البقرة:202 ) و يقول رب العزة جل وعلا ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)آل عمران:199 ) و يقول رب العزة جل وعلا :(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنْ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمْ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) المائدة:4 )

4 ـ وفى حساب الذين ماتوا كافرين ، يقول رب العزة جل وعلا :(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)آل عمران:19 )

   الحساب العسير

 1 ـ عن الكافرين يوم الحساب يقول يقول رب العزة جل وعلا : ( الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) الفرقان ) سيكون عليهم يوما عسيرا غير يسير : ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) المدثر ).

2 ـ هذا الحساب العسير سيكون جزءا من عذابهم ، هو سوء الحساب ، يقول رب العزة جل وعلا: (لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)الرعد:18 )، أو سيكون مرتبطا بعذابهم ومقدمة له ، يقول رب العزة جل وعلا: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً) الطلاق:8 )

الحساب اليسير

1 ـ المؤمنون يطيعون أوامر الله جل وعلا ، أى يصلون ما أمر الله جل وعلا به أن يوصل ، هذا لأنهم يتحسبون لليوم الآخر ، ويحاسبون انفسهم فى الدنيا بضمير نقى خالص يخشى الله جل وعلا ويحاف من سوء الحساب الذى هو مقدمة للعذاب ، يقول رب العزة جل وعلا: (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ) الرعد:21 ). يكون يوم الحساب لهم تذكرة فى الدنيا، أى يتذكرونه ليتقوا ربهم فى الدنيا ، فإذا جاءوا يوم الحساب كان حسابهم يسيرا ، وما عليهم فيه من شىء . هذا معنى قول رب العزة جل وعلا : (وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الأنعام:69 )

2 ـ وإذا كان سوء الحساب جزءا من عذاب الكافر ومقدمة له قبل إلقائه فى جهنم فإن الحساب اليسير للمتقين سيكون جزءا من نعيمهم فى الجنة ، يقول رب العزة جل وعلا عمّن يكون من المتقين يوم الحساب : ( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) )الإنشقاق:8 ). هذا السرور سيكون مقدمة لنعيم الجنة ، يقول رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً) النبأ :36 ) . هو جزاء لهم من رب العزة وعطاء لهم يبدأ بالحساب ثم لا ينقطع ويظلون فى هذا النعيم خالدين فيه ، قال رب العزة جل وعلا : ( وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)  هود ) و يقول رب العزة جل وعلا : (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ) ص:53 ).

اللهم اجعلنا منهم .!!

اجمالي القراءات 6357