مفاهيم ومعارف
مفاهيم ومعارف:

عثمان محمد علي في الثلاثاء ٢٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

مفاهيم ومعايير :
بسم الله الرحمن الرحيم

قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي.وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي .وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي.يَفْقَهُوا قَوْلِي.
تستغرق المسافه بين مسكنى وعملى حوالى ساعة من الوقت . وفى تلك الساعه أحاول ان أقرأ جريدة او جزء من كتاب او احيانا استعيد بذاكرتى بعض قراءتى لمقاله او تعليق لأحد الأخوه الأفاضل كتاب الموقع او ما نشره رواد الإصلاح ودعاة حقوق الإنسان على مواقع أخرى .وهكذا وهكذا
...وفى يوم ما كعادتى توقفت مع مق&CceN;الة كتبها كاتب فاضل وباحث كريم .عن ديانات شرق اسيا وتحديدا عن اتباع بوذا وزرادشت وكنفوشيوس .وقد توصل فى بحثه الكريم وإجتهاده المحمود إلى ان صاغ هذه النتائج وساقها على ان تلك الديانات ديانات سماويه تابعة لرسالة الإسلام الكبير (إن الدين عند الله الإسلام) وذلك لما فيها من تشابه وتماثل فى غالبية قيمها الدنيه الرفيعه مع ما يحثنا عليه إسلامنا الحنيف .
ونتيجة لذلك التطابق فقد قرر باحثنا الكريم ان أولئك القاده (بوذا وزرادشت وكنفوشيوس ) هم رسل من رسل الله سبحانه وتعالى الذين ارسلوا إلى اقوامهم ممن لم يذكرهم القرآن الكريم فى قصصه عن ألآنبياء والرسل
وانه توصل لتلك المعلومه والنظريه التى ما لبثت ان تحولت (عنده) إلى حقيقة حتى اخذ يصلى ويسلم عليهم مثلما نصلى ونسلم على ما قصه علينا القرآن الكريم من رسل كرام نظرا لذلك التطابق الذى ذكرناه سابقا .وانه إعتمد فى بحثه على إستقراء تاريخ تلك الآمم وما إحتوته دياناتهم من قيم ومثل عليا وعضده بمقارنات مع فهمه (هو ) للقرآن الكريم.
وحظيت تلك المقاله بردود افعال كثيره ومناقشات وتعقيبات ما بين مؤيد للبحث ونتائجه وما بين مؤيد للبحث متحفظا على نتائجه وما بين رافض لهذا وذاك .وكُلٍ يعتمد على تراكمه الثقافى وفهمه لأيات القرآن الكريم .ولفت إنتباهى ان المناقشات بدأت فى الخروج عن الإطار العلمى وكادت ان تأخذ الشكل الشخصى وستتحول إلى مبارزه وليست إلى مناقشه .
فساهمت بمداخلة بسيطه ملخصها ان الله جل جلاله قد ارسل رسلا للعالم وللإنسانية كلها قبل محمد بن عبد الله .منهم من قصه القرآن علينا ومنهم من سكت عنه ولم يقصه وعلمه إذا كان فلان او علان عند ربى سبحانه وليس وجود بعض القيم العليا فى منطقة معينه وتحلى اهلها بها بالضروره انهم اتباع ديانه سماويه ولو كانوا اتباع ديانه سماويه سكت عن مسمى رسولها القرآن الكريم ان نقرر ان رسولها هو فلان بعينه ..
.وعند قراءتى للتعقيبات مرة أخرى إسترعى إنتباهى تعقيب لأخ كريم ضمًنه سؤالا قال فيه (وأسألك بالله الذي خلقك كم نسبة الخطأ التقديرية في دراستك هذه)..فجاء رد كاتب المقال الكريم بالاتى :( بخصوص سؤالك عن نسبة الخطأ في دراستي حول الأديان الشرقية، أقول إن نسبة الخطأ هي صفر% لأني أستهدي وأسترشد في هذه الدراسة بكتاب الله سبحانه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.). فتعجبت من الإجابه

 :لماذا؟؟؟ لآنها خلطت بين الثقه بالنفس وبين حالة التعالى على قانون العلم والتعلم
.كيف ؟؟

اولا ..من المهم ان يكون لدى كل إنسان ثقة بنفسه تمكنه من إجتياز مرحلة الخوف من الغوص والتبحر فى دراسة كل ما هو جديد او إعادة دراسة ما ورثه من سابقيه . ومن الجميل ان يجعل القرآن الكريم مرجعيته فى الحكم على الأشياء وخاصة لو كانت قراءات ودراسات غير تجريبيه وغير معمليه

.ولكن الخطوره تكمن عندما يقرر هذا الباحث او الدارس ان نتيجة بحثه لا تحتمل 1÷ مليون من الخطأ:: والطامة الكبرى لو كان البحث فى أمور غيبيه سكت عنها القرآن بل إنه(اى القرآن الكريم ) قرر ان علمها عند ربى سبحانه ..
.وهنا نتوقع ان هذه ألاخطاء تولد وتحدث عندما ندخل على القرآن الكريم بافكارنا المسبقه المعلبه الجاهزه ونريد لها توثيقا وتعضيدا من كتاب ربنا سبحانه وننسى او نتناسى اننا مأمورين ان نتدبره و نمشى دبره وخلفه وخلف أياته العظيمات الكريمات ونرضى ونخضع ونسلم بنتائجها هى ونروض ونطوع ونعدل أفكارنا ونترجمها على ارض الواقع كتابة وسلوكا طبقا لما وجدناه وإكتشفناه من تدبرنا لكتاب ربنا سبحانه.....
.وقبل عرض نتيجة ابحاثنا وإجتهاداتنا وترجمتها على ارض الواقع وتحويلها إلى قرآن يمشى على ألارض لابد ان نسال انفسنا سؤالا هاما جدا جدا .ألا وهو
هل نتيجة هذا البحث مطابقه للمواصفات القرآنيه ؟؟؟
وهنا قد يسأل سائل وما هى هذه المواصفات التى تتحدث عنها؟
فأقول له .يا صديقى العزيز إن لكل منتج طبيعى أو صناعى مواصفات ومعايير ولابد قبل طرحه للناس لابد ان يمر بعدة مراحل رقابيه منها الكيماوى والفيزيقى والصحى و الثبات والجوده وووو

 وكذلك نتائج الفهم القرآنى لابد ان تمر بمراحل و إختبارات رقابيه صارمه طبقا للمعايير والمواصفات القرآنيه ..على سبيل المثال وليس الحصر .هل هذه النتيجه لا تتعارض مع وحدانيه الله تعالى هل لا تتعارض مع حقائق اليوم ألاخر فى القرآن هل لا تتعارض مع تشريعات القرآن الكريم هل لا تتعارض مع قصص القرآن عن حياة النبى عليه السلام فى الدنيا او موقفه يوم القيامه او اى نبى آخر (عليهم جميعا السلام) هل لا تتعارض مع حقائق علم الغيب فى القرآن الكريم هل لا تتعارض مع حقائق اليوم ألاخر هل لا تتعارض مع مقاصد التشريع مثل العدل والتسامح والصفح هل لا تتعارض مع تمام وكمال القؤرىن الكريم ووووو.وإذا كانت النتيجه تتعارض ولو بنسبه ضئيله مع إحدى مواصفات ومعايير الحقائق القرآنيه فعلينا ان نراجع البحث مرة أخرى ونعيد التفكر والتدبر والتعقل ولو جاءت ايضا متعارضه فحتما فهمنا هو القاصر والخاطىء وليس الحقائق القرآنيه وعلينا بالتسليم بحقائق القرآن الكريم وضرب ما عداها من نتائج عرض الحائط وهنا يكون الإيمان الكامل والتام بالقرآن الكريم
وقد ياتى التصحيح من آخرين وليس بالضروره من الباحث نفسه فإذا كان يؤمن حق الإيمان بفوقية الآوامر القرآنيه فسيعترف بتقصيره ويعيد ترتيب نتائجه طبقا لما علمه من ألاخرين أما لو كان من النوع ألاخر فستتدخل العوامل النفسيه والشخصيه وستعلو على حقائق القرآن لديه (وربنا يتولاه )...
ولو حاولنا فحص تلك النتيجه (الإقرار الكامل بأن فلان او فلان كانوا انبياء ممن لم يقصهم القرآن فى قصصه علينا )
و(:( بخصوص سؤالك عن نسبة الخطأ في دراستي حول الأديان الشرقية، أقول إن نسبة الخطأ هي صفر% لأني أستهدي وأسترشد في هذه الدراسة بكتاب الله سبحانه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.)
طبقا للمعايير والمواصفات القرآنيه
لوجدنا ألاتى ::
1-----من حق كل إنسان ان يبحث فيما يراه حتى لو بحث فى مسألة الآلوهيه نفسها ولكن ما يهمنا هو النتائج.فنتيجة ذلك البحث هى ان فلان وعلان من الأنبياء الذين سكت عنهم القرآن الكريم فى حديثه عن الأنبياء والمرسلين .فلنتحقق من قصص القرآن الكريم فى هذا الجانب ..فيقول القرآن الكريم (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا .وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا .رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).....ويقول ربنا سبحانه .( ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول ان ياتي باية الا باذن الله فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون). فمن هذه ألايات الكريمات فهمنا عدة حقائق
منها الوحده الموضوعيه والتشريعيه لكل الرسالات الإلهيه للبشر اجمعين .
ان الله ارسل رسلا لكل الناس عبر العصور وألازمنه الكونيه المتعاقبه حتى محمد بن عبد الله (عليهم السلام ) لكى تنتفى حجة الناس على الله يوم القيامه.
..من إولئك الرسل من قصه القرآن على النبى ومنهم من لم يقصه عليه وبالتالى لم يسأل ربه ان بقصهم عليه وسلم بكونهم غيبا بالنسبة له ولم يذكر القرآن ان سأله احد من الناس سواء من المسلمين او غير المسلمين عنهم او قال له او رد عليه ملكا او قيصرا من القياصره ان رسالتك ودعوتك تشبه رسالة فلان الرسول (بوذا مثلا) وانه رسول مثلك (إسمه كذا ) إرسل لأبائنا او اجدادنا او أمتنا السابقه عندما ارسل كتبه ورسائله للملوك والقياصره يدعوهم للإسلام..
...وحتى بعد دخول الإسلام بعض الدول الأسيويه وألافريقيه (سلميا ) عن طريق التجار مثل الهند وإندونيسيا والصين وماليزيا وسنغافوره وبعض دول أفريقيا .لم نقرأ ان اصحاب تلك الدول تحدثوا عن انبيائهم (بوذا وكنفوشيوس ) بأنهم انبياء من عند رب العالمين ولكن كل حديثهم عن تلك الديانات سواء كانت ديانات سماويه وتحرفت وضيعها اهلها ام ديانات ارضيه ما يهمنا ان احدا من اهل تلك البلاد لم يقر بأن بوذا وكنفوشيوس وزرادشت نبى من الانبياء وتحرفت وضيعت رسالته وتحولت من رسالة سماويه تأمر بعبادة الله الواحد ألاحد إلى عبدة بوذا نفسه وأقرانه...
ومن هنا تبقى إحتمالية كونهم انبياء رجما بالغيب وتخمينا لا يرقى إلى كونه حقيقه ويظل فى دائرة الغيب الإلهى ...
2---الإقرار بصحة نظرية مائه×المائه حتى لو كانت تستند على تربيط وتشبيك الخيوط البحثيه ومقارنتها بعضها مع بعض يعتبر منهجيا خطأ لآن نسبة الكمال المطلق المجرد هو لله سبحانه وتعالى (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير )وقال سبحانه عن ذاته العليه (قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون).. وقال سبحانه لملائكته (قال اني اعلم ما لا تعلمون). .فالله وحده سبحانه هو الذى يعلم الحقيقه المطلقه التى لاتحتمل نسبة الخطأ وما عداه تحتمل نتائج علمهم ومعرفتهم نسب عاليه من الآخطاء
.ولذلك علمنا القرآن الكريم ان نتواصى بالحق وان نعمل كفريق متكامل نظرا لتفاوتنا فى التراكم المعرفى ووسائل بحثنا وإجتهادنا وقدراتنا العقليه فخاطبنا بصيغة الجمع فى قوله (افلا تتفكرون --- افلا تعقلون –اولى ألالباب – اولى النهى .......بل وأمرنا ان نسأله سبحانه حين قال (وقل رب زدنى علما ) ..وسطر لنا حقيقه قرآنيه امام أعيننا عندما قال لنا (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)...وطالبنا ان نقرونعترف ونؤمن ونوقن بقوله تعالى (وفوق كل ذى علم عليم )....بل وأمرنا ان نقدر التفاوت المعرفى بيننا حين قال لنا ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)...فناحية من مفهوم هذه ألايات الكريمات هى ان تعلم ان ما توصلت إليه فى بحثك ونتائجه ليس هو البحث الكامل المتكامل بل هناك من هو اعلم ولديه من المعارف اكثر واكثر فبالتالى تظل نسبة الخطأ موجوده وتظل نسبة التراجع وتصحيح الخطأ ايضا موجوده حتى لو لم يظهر لك هذا التصحيح فى زمانك ومكانك الذى تحياه او تحيا فيه .
.وفى النهايه تظل نظرية (عدم وجود خطأ فى بحث ما او نتيجته نظرية خاطئه خاطئه حتى لو كانت مغلفة بالإعتماد على مفاهيم القرآن الكريم ولا يجب التأسى بها على الإطلاق ) لآن نتيجتها وعاقبتها وخيمه على الشخص والناس فى الدنيا وألاخره . والعاقل من كانت لديه دائما القدره على تغيير نفسه طبقا لقواعد الحق..
حفظنا وحفظكم الله من شرور انفسنا وهدانا إلى نور مفاهيم ومعارف القرآن الكريم ..

اجمالي القراءات 14381