كروموزومات النرجسيه

شريف هادي في السبت ٢١ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

في كل منا جينات وراثيه وكل جين يحتوي بداخله على 34 كروموزوم تحمل الصفات الوراثية المميزة للانسان ، وأكاد أجزم أن الانسان العربي لديه 33 كروموزوم نرجسيه ويتبقى له كروموزوم واحد فقط يحمل باقي الصفات الوراثية للشخص.
ففي كل بلاد العالم إذا اختلف شخصان حول مسألة ما وتناقشا فيعرض كل منهما أدلته حتى يصلا لاتفاق بشأن هذه المسألة فيعترف أحدهم بأنه جانبه الصواب وأن رأي صاحبه أصح من رأيه ، إلا في بلادنا فرغم كثرة ما نردد من شعارات فمثلا القرآن يقول " والذين اذا فعلوا فاحشة او ظ&aacacute;موا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " آل عمران 135 ، ويقول " انما يؤمن باياتنا الذين اذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون " السجدة 15 ، ومن أقوالنا الشائعة (الرجوع للحق فضيلة) ( ورأي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب) ، أقول رغم ذلك فعندنا الاختلاف في الرأي اعلان حرب والمناقشة حرب اسلحتها تحفيز العقل واطلاق عنان اللسان ، والبحث في قاموس اللغة ، وهذه الحرب غالبا تنتهي دون فائز أو خاسر ، فالطرفان فائزان إذا ما نظرنا لوجهة نظر كل منهما عن نفسه ، والطرفان خاسران قطعا إذا ما نظرنا لوجهة نظر كل منهما عن صاحبه ، فإذا ما أعيت احدهما الحيلة يبدأ عمل تلك الكروموزومات اللعينه في التخبط وقول أي شيء مبهم وغير مفهوم حتى يصف المستمع بالغباء وقلة العلم ، وإذا ما اقتنع بوجهة نظر صاحبه تخرج تلك الكروموزومات اللعينة لتقول له كيف تقتنع بوجهة نظره وكلامه ، هل عقله أفضل من عقلك؟ هيهات هل علمه يقاس بعلمك؟ قطعا لا أنه غريمك وخصمك ، أما الطامة الكبرى والمصيبة التي تهون عندها مصيبة الموت إذا ما فكر أقول مجرد تفكير في أن يعلن على الملأ قبوله لرأي صاحبه ، هنا تفجر تلك الكروموزومات اللعينة بركان النرجسية وزلزال الأنا العليا تهز أركان عقله وترميه بالجنون كيف تفكر في ذلك أيها الخاسر الجبان؟ إذا الموضوع ليس نقاش ولكنه حلبة مصارعة كل منا يبحث عن طريقة يصيب بها صاحبه بالقاضية ، أما الجمهور فليس بريئ أو محايد بل هو جزء من هذه المعركة يأخذ كل منهم الجانب الذي يقتنع به وكل منهم معتد برأيه ، وتبدأ حرب الكروموزومات ، والضحية الوحيدة هي تلك المثل العليا والقيم النبيلة التي نتشدق بها تخرج من أفواهنا لاتدركها عقولنا ولاتصدقها ألبابنا.
وحتى نتبع المنهج العلمي في أي دراسة أو بحث ، نحتاج للتدليل على أقوالنا لتكتمل أركان الدراسة ، وقطعا تكون النتائج أكثر مصداقية إذا ما قدمنا أدلة من الواقع المعاصر نعرف أشخاصها ونتفاعل معهم ، نختلف حينا ونتفق أحيانا ولكن نحترمهم ونحبهم ونثق فيهم.
1. الحالة الأولى: موضوع الخمر:ـ قدمت أنا شريف هادي بحث في الخمر على مدار أربعة مقالات مازالت منشورة على هذا الموقع لمن يحب الرجوع لها ، كانت لي أدلتي وطريقتي في فهم القرآن وأنبرى أخي شادي الفران أولا ثم أخي فوزي فراج ثم أخي محمد شعلان ثم أخي عثمان كل منهم يناقشني ويدحض كل أدلتي وكنت أناقشهم وأرد على ما يثيروه من شبهات وظل الموضوع بيننا سجالا لمدة طويلة وتزدات قناعتي كل يوم بالرأي الذي ذهبت إليه حتى كانت مداخلة قصيرة لأخي فوزي فراج يعلن فيها عن فشله في اقناعي مع تمسكه برأيه وكتب في آخرها آية قرانية قوله تعالى" هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب " آل عمران 7 ،وكنت رغم حفظي لها وكأني أقرأها لأول مرة ، وتملكني الخوف من رب العزة ويعلم الله حجم الرعب الذي أصابني وأقشعر بدني وقمت وتوضأت وصليت ، وأخذت أسأل نفسي ماذا أفعل؟ وهنا خرجت تلك الكروموزومات اللعينة تقول لي لاتعترف بالخطأ بل جادل والآية الكريمة تقصد من يبتغون الفتنة ولكن أنت تبتغي الحق ، ولكن قلبي يقول النتيجة واحدة وهي الفتنة في الدين ، فتتسائل تلك الكروموزومات اللعينة ، ماذا سيشعر من ناصروك فيما ذهبت اليه؟ سوف يشعرون بالاحباط وخيبة الأمل فيك ، ولكن قلبي يقول وهل سيكونون معك في قبرك أو سيأخذون قسطا من العذاب عنك حتى تستريح ، والله تعالى يقول " يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ، وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ ، ومن في الارض جميعا ثم ينجيه" المعارج ، وأخيرا وبعد مجاهدة كبيرة للنفس قررت أن أعلن صراحة رجوعي عن رأيي ، وقبولي برأي أخي فوزي وباقي الإخوة الكرام وعدت لما أظن أنه الحق ، وأعلم أن كثير من الاخوة والأخوات الذين ناصروني خاب أملهم في ولكن قلت لنفسي (الحق أحق أن يتبع) ، وظننت أن الموضوع قد انتهى وكنت في نفسي شاكرا ومحبا لكل الأخوة الذين ناقشوني وأعانوني على التصدي لكروموزومات النرجسية بداخلي ، ولكن حدث ما كنت أخشاه ، أن بعض الإخوة لم يقتنعوا برجوعي للحق عن ايمان ويقين ولكنهم ظنوا أن رجوعي كان لعظمة مداخلاتهم ، وروعة مقالاتهم ، وانني أعلنت ذلك خوفا من بطش سيوفهم البتارة وحجتهم الغالبة ، وأنني قد سررتها في نفسي ، وقد فوجئت بالأخ الفاضل محمد شعلان يرد على مداخلة لي على الاستاذ / نهرو ويقول لي بالحرف الواحد (كما ادعيت أنت بذلك أم أن مقالاتي عن الخمر ما زال صداها يتردد عندك حتى الآن؟!.) ، والله الذي لا إله إلا هو لقد صدمت فيك أخي محمد شعلان ، كيف جروء قلمك أن يكتب هذا الكلام ، لا أعرف ان كنت تدري أم انك لاتدري لقد رميتني بعدة رذائل مرة واحدة ، اتهمتني بالكذب عندما أعلنت رجوعي عن رأي والتزامي بآرائكم ، واتهمتني بالهروب من مناصرة ما أعتقده حق ، واتهمتني بالحقد والضغينة وأنني أسررت شيء في نفسي ضدك ، ووالله وتالله وبالله لقد نسيت أنك كنت ممن كتب حتى رجعت لأقرأ فأتذكر ، وأتهمتني بالخداع ، واتهمتني بعدم سلامة النيه في النصيحة ، ماهذا يرجل ، ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لاتدري فالمصيبة أعظم ، ولكنها تلك الكروموزومات اللعينة التي أغضبت أخي الكريم حتى الاغلاق فكتب ما كتب ، وحسبي الله ونعم الوكيل.
2. الحالة الثانية: مداخلة الأخ محمد شعلان ، مازلنا نغوص في هذه المداخلة حتى نتبين كيف أن ال33 كروموزوم للنرجسية تصرفوا مع أخي الكريم فتلاعبوا بعقله وعواطفة وأصابوا قلمه فكتب على غير هدي ، يقول الحبيب محمد شعلان (الاستاذ شريف سؤال وإذا كنت تزعم أنك قرآني فهل تعتقد أنه توجد أديان سماوية كما زعمت في تعليقك ـ الظن واليقين 2 ـ أم أنها رسالات سماوية وأنه دين واحد عند الله وهو الإسلام ؟؟!! هذا هو التصويب الأول الذي أحب أن أنبهكم له) وفي غمرة انتصار الكروموزومات اللعينة نسي أخي أو تناسى أن الله سبحانه وتعالى في القرآن أطلق لفظ الدين على الرسالات السماوية الثلاثة ، فعن اليهودية والنصرانية قال " قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" المائدة 77 ، وعن النصرانية فقط فقال "يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا" النساء 171 ، وعن الاسلام كرسالة قال"يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار اولياء واتقوا الله ان كنتم مؤمنين" المائدة 57 ، هل رأيت أخي الحبيب أنني أستعملت لفظ الدين بنفس الطريقة التي استعمله بها رب العالمين في كتابه مع ايماني التام بأن جميع الرسالات السابقة دعت لدين واحد قيم وميهيمن وهو التوحيد (الاسلام) بمعناه العقائدي والذي قال فيه رب العزة"ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب" آل عمران 19
وقال الأخ محمد (ولربما يَمُنْ الله تعالى على أحد عباده وأحد الباحثين في القرآن أن يهتدي إلى أحد أسماء أو مجموعة من أسماء هؤلاء الرسل الذين لم يذكر القرآن قصصهم وليس هذا على الله ببعيد) وقد نسي أخي محمد أن الله قد أرسل خاتم أنبيائه ورسله عليهم جميعا السلام وقد اختصه بآخر رسالاته ، فلا وحي بعد الآن فكيف سيكون المن هل سيكون فتحا كما قالت الصوفية أم شطحا أم ماذا؟ وهل نحن مطالبون أن نصلي ونسلم عليهم؟ هناك فرق بين البحث وبين الجزم ، البحث مطلوب ومحمود والجزم مرفوض ومذموم.
فإن الأخ محمد عندما ملكته تلك الكروموزومات في غضبه قال ما مضمونه لانهرو يستطيع أن يفتنني ولا أنت ولا أي حد ثم عاد بعدما ذهب عنه الغضب فصلح من المداخلة قليلا وأعتبر الفتنة إكراه فقال (والحمد لله الاستاذ نهرو لا يفتن أحد على فكره واجتهاداته فهو يعرض فكره واجتهاداته بمنتهى العقلانية والمنطق وإعمال العقل ولا يفتنني أي لا يكرهني على اعتناق فكره أو الدعوة لبحوثه كما تدعى أنت على شخصي . والفتنة كما جاءت في القرآن الكريم هىّ الإكراه في الدين إن كنت لا تعلم.) أشكر أخي الحبيب على تذكرتي بأن الفتنة هي الأكراه في الدين ، وأقول لك أخي أن الاكراه في الدين من الفتنة ، ولكن الفتنة أعم وأشمل فاسمع قوله تعالى" وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر" البقرة 102 بمعنى الكفر والسحر ومن هذه الزاوية فكلامي وكلامك وكلام أخي نهرو وكلام الكل قد يكون فتنة ألم يقل سبحانه وتعالى "واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين" الأحقاف 7 ، وقوله تعالى " واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل" البقرة 191 وهنا تحمل على معنى الإكراه كما تحمل على معنى الشرك ، وقوله تعالى" وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين" البقرة 193 وهنا أيضا تحمل على الشرك وقوله تعالى " فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله" آل عمران 7 وهنا الفتنة تعني الشبهة واللبس والرد إلي الزيغ ، وقوله تعالى" وحسبوا الا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون " المائدة 71 وهنا بمعنى الابتلاء والاختبار ، وقوله تعالى" واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب" الانفال 25 وهنا بمعنى اقرار المنكر والسكوت عليه والرضا به ، وقوله تعالى" واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم " الانفال 28 الامتحان والاختبار ، فلماذا وقفت بالفتنة عند باب الاكراه يا أخي؟
وأخيرا في موضوع أخي الحبيب محمد شعلان مع كروموزومات النرجسية أن كلامه لي لم يخرج من دائرة ( كما زعمت ، كما أدعيت ، ألفت نظرك ، تصويب ) وهكذا وكأنني تلميذ في الصف الأول لابتدائي وهو ناظر المدرسة يقوم بتعنيفي وتقريظي سامحني الله وأياه وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، والغريب أن الاستاذ محمد شعلان هو نفسه الذي كتب تعليق على مقالة اللطمة وقال بالحرف الواحد (ومن هذه القيم النبيلة الدفع بالتي هى أحسن وعدم الانجرار في خصومات وعدوات بدون مبرر كان يمكن تلافيها واتقاء شرورها) ، فنكون أمام اثنين محمد شعلان أحدهما يعلي قيمة التسامح والأخر ينتصر لثقافة الانتقام
3. الحالة الثالثة: الأخ نهرو طنطاوي ، أخي الحبيب نهروا طنطاوي من الكتاب المتميزين أصحاب العلم الرفيع والخلق القويم والذين نحبهم وننتظر مقالاتهم لنتعلم منهم ونتواصل معهم ، وفي بداية كتاباته على هذا الموقع ، توسمنا فيه خيرا وبدأنا في كتابة المداخلات على كتاباته ، ومن المعلوم أن من يقتطع من وقته الثمين ليقرأ لك ، ثم يتفاعل مع ما تكتب ويقدح زنات فكره ليكتب لك مداخلة مؤيدة أو ناقدة أو مستفسرة فهو في الحالات الثلاثة يحترمك ويكون كالضيف عندك له عليك حقوق يجب أن ترعاها ويجب عليك ألاتتجاهله أو تضيق ذرعا به ، ولكن أخونا العزيز نهرو سرعان ماضاق ذرعا بنا وتملكته كروموزومات النرجسيه وكتب مقالة قال فيها (ولاحظت أن البعض لديه شئ في نفسه من ناحية كتاباتي أنا تحديدا) وقال (ففوجئت بتعليقين على المقال للأخوين: شريف هادي، وحسن عمر، هما هما، أو باللهجة المصرية (وراك وراك) وقمت بالرد عليهما) وقال (فالدكتور حسن عمر يريد أن يلزمني بطريقته في فهم كتاب الله تلك الطريقة التي لا تقوم على أساس عقلي أو علمي، وهي فهم القرآن بالقرآن، وإذا كان ذلك كذلك فما المعنى القرآني للمفردات التالية الوارد ذكرها في القرآن،) وقال (يبدو والله أعلم وربما أكون مخطئا أن وجودي على موقع أهل القرآن يسبب أرقا وضيقا للبعض) وكأن الذي يكتب هنا ليس نهرو طنطاوي الذي نعرفه ولكنها تلك الكروموزومات المشبعة بالنرجسيه كصفة وراثية أصيلة في الشخصية العربية على وجه العموم
ولكن وحسب ظننا في أخينا نهرو خيرا فهو من معدن أصيل وواضح أنه من بيت طيب ، فلم يخيب ظننا فيه ولما ذهب عنه الغضب كتب وقال (من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي الدكتور حسن عمر، وأخي الأستاذ شريف هادي،) وقال (وذلك حتى نثبت لجميع إخواننا في الموقع أننا نستطيع أن نتغلب على الشيطان بالحب والرحمة والتسامح.) وقال (أولا: أنت أفضل مني لأنك بدأت بالسلام) وقال (ومع الأستاذ شريف هادي الذي أعتذر له أيضا وأسأله الصفح والعفووربما لكثرة الضغوط التي تحيط بي من كل جانب) وقال (ولي رجاء عندك وأرجو أن لا تردني فيه وهو أن تعدني بأن تستمر تعليقاتك على ما أكتب وأعدك بأن نتدارسها بكل هدوء ودون انفعال) .
فانفعلت بما كتب وكتبت له مداخلة استعملت فيها من الكلمات اعذبها والتعبيرات أرقها فرد علي وكان من رده أن قاال (وسوف نستمتع بتعليقاتك إن شاء الله، وأحاول قدر الإمكان أن أعلق على مقالاتك،) ففهمها الأخ عمر الخطاب انها من الغرور الصادر من تلك الكروموزومات اللعينه وكتب له (ما حسبتك مغرورا يانهرو) وقد فهمتها على ذات النحو ولكن لم أشأ أن أعكر صفو لحظات التصالح والتعانق بيننا فلم أعقب.
حتى كانت كتاباته عن البوذية وقد تعرضت لها بالنقد كما تواعدنا عند التصالح بيننا ، وكتبت له ناقدا ولكنه حتى لم يكلف نفسه عناء الرد وكتب في تفسيره الخاص لمعنى السلف ثم رد على باقي الإخوة الكرام ، والحقيقة انها تلك الكروموزومات النرجسية اللعينة التي أصابت العرب كل العرب فالكل يحب أن يتكلم ولا أحد يريد أن يسمع ، طلبت منه أن ينزل من برجه العاجي ، الحقيقة انه كاتب متميز ، والحقيقة التي لا جدال فيها أنه نبت طيب أو كما نقول في مصر (أبن ناس ، وراجل أصيل) ، ولكن هو ونحن جميعا نعاني من تلك الكروموزومات النرجسية اللعينة ، التي تحبب لنا أعمالنا وتعظمها في عيوننا ، وتحقر لنا من شأن الآخرين ، والحقيقة أنني لا أطالبه بالتوقف عن التفكير والاستنباط والبحث في أخلاق الأمم السابقة وهل كان مفكريها أنبياء لم يقصهم الله علينا أم لا بل كل ما طالبته به عدم الجزم على الله بأنهم أنبياء بل والصلاة والسلام عليهم حصرا ، وكأنه قد تأكد لديه بوحي من الله أنهم أنبياء ولكننا أغبياء لا نفهم وجهلاء لا نعرف ومجانين لا نعقل.
يجب أن يكون هناك علاج لهذه الحالة التي أصابت الشخصية العربية ، وإلا فنحن لاشك سنسير إلي الفناء ، وبنظرة عابرة إلي التاريخ هناك الكثير من الحضارات التي سادت ثم بادت عندما أصاب أفرادها هذا المرض اللعين وهو وباء ، ولك أن تتخيل معي قاضي نرجسي ، هل سيقبل أن يستمع لمرافعة المحامي أمامه؟ أم سيظن أن هذا المحامي لا يعرف مثله ومهما ترافع فلن يستطيع أن يغير له عقيدته التي كونها عن هذه القضية والضحية هو المتهم الذي يقع تحت يديه ، والطبيب الاستاذ في غرفة العمليات إذا كان نرجسي فلن يستمع لنصيحة أي من فريق الجراحة المساعد له فهو منهم جميعا أعلم والضحية المريض تحت يديه ، والمدير في العمل ، والمهندس المشرف على البناء والوزير في المصلحة الحكومية ، ورئيس البلد كل أولئك إذا أصابهم وباء النرجسية اللعين ماذا سيحدث؟ الحقيقة سيتم اختزال البلد التي أصابها وباء كروموزومات النرجسية في أشخاصهم هم فقط بطريقة تصاعدية وبشكل هرمي ، وعندها فقط تترهل الادارة وتتوقف المصالح عن أداء أعمالها ، وسيعيش كل شخص منعزل في نرجسيته هو فقط وستسوء الخدمات وسترتفع الاسعار ، وسيتوقف التطوير والانشاء ، وتسير هذه البلد نحو الهاوية لأنها في الحقيقة لا تتكون من مجموع ارادات شعبها ولكن تتكون من تلاقي ارادات مسئوليها وذوبانها في ارادة حاكمها الفرد فتختزل البلد كلها وتاريخها وعظمتها وموقوماتها في شخص هذا الفرد وبدلا من أن يكون شعارنا (نموت نموت وتحيا بلدنا) يصبح شعارنا (بالروح بالدم نفديك يا رئيسنا) فلو حدث ذلك في أمة تتكون من عدة أقطار وبلدان وتم اختزال ماضيها وحاضرها ومستقبلها في 23 حاكم ورئيس فستعرف على الفور أنها الأمة العربية التي تسير وبخطوات حسيسة نحو الهاوية ، وبعد أن سادت حضاريا ستبيد فعليا وتصبح أثرا بعد عين.
والأمل الوحيد في الخروج من هذا المستنقع أن يتقدم مفكريها وكتابها وأن يمسكون بذمام المبادرة وأن يحاول أحدهم أن يخلق فكرة بشرط أن يتنازل عن نرجسيته ويقاوم تلك الكروموزومات اللعينة أو يبحث عن دواء ناجع ومصل شافي من هذا الوباء ويقدم المثل والخلق وتلتف حوله كوكبة من الكتاب والمفكرين حول ذات الفكرة ولديهم نفس الهدف وسوف تكبر الفكرة وتتوالد بنظام المتوالية وكل من يلتف حولها يأخذ من ذات المصل ويقضي على كروموزوماته ويشفى من نرجسيته ، وقد ظننت أن تلك الفكرة التي ستكون الدواء النافع والعلاج الشافي هي فكرة الالتفاف حول كتاب الله وحده كمصدر وحيد لديننا وما أعظمها من فكرة ، وان هذا الكاتب والمفكر هو الشيخ الدكتور أحمد منصور ، وما اعلاه من مثل نلتف حوله فهو يكتب أفكاره ويطالبنا بنقدها والبحث فيها ، وينشأ موقعا لنفسه ويجعل ادارته بيد مجموعة عقد وحل وليس له حتى التعقيب على أعمالها ولكنه فقط منفذا لقراراتها ، ومن المفترض أن نكون نحن تلك الكوكبة من الكتاب والمفكرين ولكل منا رصيده العلمي وخلفيته العملية فلو تجردنا من نرجسيتنا سنقدم المثل وسنكبر وسيلتف حولنا غيرنا ، ولكن لو تمسكنا بنرجسيتنا فسيهرب منا كل متابع بل وقد يصيبه منا أذى النرجسية ، وبدلا من أن نكون أسهما تشير إلي الطريق وتبرز الهدف سنكون منشطا لكروموزومات النرجسية لديه داعما لها ، وستنهار الفكرة وسنصير إلي مصيرنا المحتوم وقرارنا المجهول وعندها سنستحق احتقار الآخرين في الدنيا وعقاب رب العالمين في الاخرة.
الأخوة الأحباب أعرف أن مقالي هذا قد يضايق الكثيرين منكم فمن ذكرت أسماءهم ، قد يقولون تبا لهذا الرجل الحقير كيف يحكم علينا ونحن أفضل منه وأعلم وأذكى وأقرأ لكتاب الله وأفهم لأحكامه ، أقول لكم بعد أن أستغفر الله لي ولكم أنه عندما تستخدم أفعل تفعيل أي أفضل تفضيل فأنت في أشد حالات المرض وقد تملكتك كروموزومات النرجسية اللعينة فقف وتمهل وأنظر في خلق السموات والأرض وأسأل نفسك هل تستطيع أن تبلغ الجبال طولا أو تصعد السماء عرجا ، أخواني لا أبرأ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي ، فلو تركت العنان لنرجسيتي ولتلك الكروموزومات اللعينة التي أصابتنا جميعا فسوف أهلك غرورا ، فكثيرا منكم لايعرف أنني مستشار ودكنوراه ، ولا أحب أن أزيد متكلما عن شخصي الضعيف الفاني حتى لا أعطي لتلك الكروموزومات الفرصة للظهور وتشرأب أعناق النرجسية في صدري والتي أحاول بشتى الطرق الشفاء منها ، لذلك أكتب اسمي دون أي مسمى طبقي أو وظيفي.
أرجوكم لا تتضايقون بل فكرون فإن أنجع العلاج أمره ، وليس أمامنا إلا سبيل الهدى والرشاد سبيلا ، ولن يكون ذلك إلا بالحب ، ولن يكون بيننا حب إذا ماتملكتنا كروموزومات النرجسية اللعينة ، هيا بنا ننفض غبارها عنا ، ونضحي بها على مذبح الحرية في رحاب جنة تدبر كتاب الله ، جعلنا الله جميعا أخوانا على سرر متقابلين
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أخوكم / شريف هادي

اجمالي القراءات 24543