فى دولتهم الأولى : السعوديون حرامية الغنم : الجهاد الوهابى فى سبيل الغنم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٤ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل السابع : الارهاب الوهابى وقلب المعادلة فى أواخر العصر العثمانى

فى دولتهم الأولى : السعوديون حرامية الغنم   : الجهاد الوهابى فى سبيل الغنم   .

قراءة فى كتاب ابن بشر:( عنوان المجد فى تاريخ نجد )

مقدمة

1 ـ هناك فرق بين المؤرخ والباحث التاريخى . حين كتبت كتابا عن الرئيس المصرى الحالى عبد الفتاح السيسى فى تقييم عدة أشهر من حكمه شاهدا على عصره ــ فأنا مؤرخ أكتب من واقع المعاصرة . أما حين أكتب عن الدولة السعودية الأولى أو عن المماليك والعباسيين والخلفاء السابقين فأنا باحث تاريخى أعتمد على ما كتبه المؤررخون السابقون ملتزما بأُسُس البحث التاريخى .

2 ـ الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) كتب يؤرخ لها معاصرا لها قلة من المؤرخين . منهم من كتب فى أحوال بلده وما تعرضت له من غزو سعودى وقتها . ومنهم من كتب فى الدولة السعودية نفسها . ومن كتب فى هذه الدولة السعودية نفسها منهم من أرّخ لها مهلّلا لها ، ومنهم من كتب ينقدها ويهاجمها . المؤرخ أحمد بن زينى دحلان  ت 1304 / 1887 : فى تاريخه ( خلاصة الكلام فى بيان أمراء البلد الحرام ) أرّخ لعلاقات أشراف مكة والحجاز وعلاقاتهم بالوهابيين، وهو متعصب للأشراف كاره للوهابيين . على الجانب الآخر هناك الوهابيون المتعصبون ، وأهمهم : حسين بن غنام ت 1225 / 1810 : فى كتابه المشهور ب ( تاريخ نجد ) أو ( روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوى الاسلام )، وهو كما يظهر من عنوانه وهابى عريق يتبنى التكفير والاستحلال الوهابى ،ولا تؤرقه شلالات الدماء ولا أهرامات الجماجم التى خلفتها الدولة السعودية الأولى . ثم صاحبنا الذى آثرنا تحليل كتابه وهو ( عثمان بن بشر ت 1288 / 1871 ): ( عنوان المجد فى تاريخ نجد ). وكما يظهر فى العنوان يفتخر بنجد ويجعلها عنوانا للمجد .

3 ـ الباحثون اللاحقون فى تاريخ الدولة السعودية منهم أقلية هاجمت الدولة السعودية ومذابحها وسلبها ونهبها دون إلتزام بالمنهج العلمى ، أى دون تأصيل تاريخى يرجع الى الجذور ، ودون تأصيل دينى يناقش مدى إتفاقهم أو إختلافهم مع الاسلام الذى يزعمون الانتماء اليه بل إحتكاره ، ودون ربط الوهابية بما سبقها من فكر ابن تيمية وفكر الحنابلة ـ أى دون وضعها فى سياقها التاريخى حلقة من تاريخ التعصب الحنبلى . وهذا ما قمنا به . فى مؤلفات سابقة تعرضنا للمسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ثم  مذبحة كربلاء ثم الفتنة الكبرى الثانية ( عبد الله بن الزبير )، ثم مسلسل الدماء فى تاريخ الخلفاء ، ثم ( الحنبلية أم الوهابية وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) وسبق هذا بحث ضخم عن المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية  فى القرن العشرين ) ثم هذا الكتاب عن نشأة الأديان الأرضية فى تاريخ المحمديين ، وفى الباب الأول الخلفية التاريخية وفى نهايته يأتى كلامنا عن الوهابية فى العصر العثمانى فى دولتها السعودية الأولى . نعتقد أن ما نقوم به لم يسبقنا اليه أحد . نقول هذا لأن هناك من قام ببحث تاريخ الدولة السعودية الأولى والثالثة الراهنة وباع نفسه رخيصا بالريال السعودى . خان الأمانة البحثية . أعتمد على ما كتبه ابن غنام وابن بشر وإعتبر ما كتباه تعبيرا عن الجهاد الاسلامى . بل وبعضهم هاجم الضحايا الذين تعرضوا للقتل والنهب والاستئصال . ولا تزال هذه الأبحاث مدفوعة الأجر تلطّخ المكتبة العربية شاهدا على حقارة من كتبها ووضاعته . ولن نعطى أسماءهم .

4 ـ ابن بشر يفخر بالسعوديين وبجهادهم ويجعله عنوانا للمجد . وضمن ما يفخر به أن معظم جهادهم كان فى سبيل الغنم والماعز والابل . كانوا يقاتلون ــ ليس فى سبيل الله ــ ولكن فى سبيل الماعز والغنم والأبل . لم تكن الصحراء العربية موطنا للكنوز ـ إلا ما كان فى الحجرة النبوية وقليل متناثر هنا وهناك . وقد قاموا بالواجب فسلبوا تلك الكنوز . ولكن معظم ما سلبوه ومعظم ما قاتلوا فى سبيل الحصول عليه كان الغنم والابل والماعز والطعام . وبينما كانوا يحرقون ويدمرون البيوت والحصون والمدن والبساتين النخيل ــ فقد كانوا حريصين على ما يسلبونه من غنم وخراف وماغز وابل .

بإختصار : فى دولتهم الأولى كان السعوديون حرامية خراف وماعز وإبل .

هذا ما نراه ماثلا فى كتاب ابن بشر ( عنوان المجد فى تاريخ نجد  ). ها هو المجد الحقيقى للسعوديين حرامية الابل والشاه والخراف والماعز . كانوا  قُطّاع طُرق يسرقون الخراف والماعز والابل ، بل إن قُطّاع الطُّرُق أشرف منهم لأن قُطّاع الطُّرُق العاديين لا يزعمون أم ما يفعلونه هو الاسلام بل ويحتكرون الاسلام لأنفسهم ثم يتهمون الآخرين بالكفر ليسرقوا منهم أغنامهم ومعيزهم وإبلهم .!!

ونعطى أمثلة مما كتبه صاحب المجد فى تاريخ لصوص نجد !!

أولا :

جهاد لسرقة الأنعام عندما تأتى لتشرب من الماء

 ( الماء / الآبار : بنوك الابل والغنم والماعز )

 سارق البنوك يترصد البنوك ، وسارق الابل والمعز والشياة يترصد الآبار فى الصحراء حيث يرد الرُّعاة ليسقوا أنعامهم . إعتاد البدو الهجوم على بعضهم بهذه الطريقة ؛ ترصد ( الماء ) أو عيون الماء أو الآبار ، حتى إذا جاء رُعاة قبيلة ما هجموا عليهم وإستاقوا أنعامهم . وكان يحدث قتل إذا دافع أصحاب الأنعام عن ممتلكاتهم. ولكن كان هذا قليلا لأن الثقافة البدوية توارثت أن المسلوب اليوم سيكون سالبا غدا ، والمهاجم اليوم سيكون مُعرّضا للهجوم غدا ، بل قد يكون عدو اليوم هو حليف الغد ، ثم إن الرعاة لا ذنب لهم حتى يتعرضوا للقتل . لذا تعارفوا على حقن الدماء بقدر الامكان . ولكن إختلف الوضع بظهور قطّاع الطرق الوهابيين السعوديين ، فمالكو الانعام والرعاة هم فى الدين الوهابى كفار يجب إستئصالهم . والمعادلة هنا بسيطة وحاسمة هى قتل الرعاة وسرقة الحيوانات . ونستعرض بعضا مما ذكره ابن بشر :

1 ـ سنة1110 ، يقول ابن بشر : (  وكان عبدالعزيز قد بعث محمد بن معيقل في جيش رداءاً لابن قرملة وعوناً فانقضى قبل مجيئهم . فحث محمد بن معيقل السير في أثر بوادي الشريف وأدرك منهم بني هاجر وهم على الماء المعروف" بالقنصلية " قرب بلدة "تربة " فأغار عليهم  وأخذ جميع أموالهم وقتل عليهم نحو أربعين رجلاً . ). المفهوم ان المال هنا هو الابل والغنم والماعز .

2 ـ ومثل ذلك قوله عن سنة 1178 : ( وفيها : كانت الوقعة المشهورة على حماد المديهيم ومن معه من السعيد الظفير ، سار إليهم عبدالعزيز رحمه الله تعالى ومعه غزوا أهل الرياض مع دواس بن دهام فأغار عليهم وهم على جراب ماء معروف بين سدير والدهناء ، فاستأصل جميع أموالهم وقتل منهم نحو الثلاثين رجلاً .   )  أى إستأصل جميع أنعامهم .

3 ـ سنة 1194 ( وفيها : أغاروا سبيع على بوادي الظفير وهم على سفوان ـ الماء المعروف عند البصرة ـ فأخذوا عليهم إبلاً كثيراً نحو أربعة آلاف بعير ) .  

ثانيا :

جهاد لسرقة الابل والغنم فى مواضع أخرى غير عيون الماء

لم يكن ابن سعود ينتظر حتى يرد الرعاة الى الماء بل كان يبادر بالهجوم على القوم وحيواناتهم فى محل إقامتهم ويسلبهم أنعامهم . ونأخذ أمثلة :

1 ـ سنة 1197 ( وفيها : سار سعود رحمه الله تعالى بجميع المسلمين غازياً إلى عالية نجد ، وعدى على الصهبة القبيلة المعروفة من مطير ، وهم على المزرع المعروف بالمتسجده قرب بلد شمر .فصبحهم عليها وأخذهم عليها وقتل رجالاً من رؤسائهم و فرسانهم ..  وأخذ إبلهم وأغنامهم وحلتهم وعشراً من الخيل .)

2 ـ  سنة 1229 ( وفيها آخر رمضان : سار عبدالله بن سعود  بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضرة والبادية  وقصد القصيم فأقام فيها مدة قرب الرس . ثم أنه جهز جيشاً وأغار على عربان برية والجبلان المعروفين من مطير . فأخذ مواشيهم . فلما كان في  ذي القعدة رحل عبدالله بالمسلمين وقصد الحجاز وأغار على عياد الذويني ومن معه من بوادي حرب بني عمرو وبني علي وهم عند الحرة قرب جبل غراب المعروف هناك . فأخذ محلهم وإبلهم وأزوادهم وهربوا على أرجلهم في الحرة وقتل منهم رجال .)

3 ـ سنة 1212 (  وفيها : غزا هادي بن قرملة وأغار على البقوم في الحجاز فهزمهم وقتل منهم عدة رجال ثم بعد شهرين غزاهم فقتل منهم قتلى وأخذ عليهم كثيراً من الإبل والغنم . )

 4 ـ  1211( وفيها : غزا ربيع بن زيد أمير وادي الدواسر بجيش كثيف من الدواسر وغيرهم أمره عيدالعزيز أن يقصد جهة الحجاز . فأغار على عربان شهران وقتل منهم نحو خمسين رجلاً وأخذ منهم إبلاً وأغناماً كثيرة . )

5 ــ سنة 1229 ( وفيها : سار  عبدالله بن سعود رحمه الله تعالى بجميع المسلمين من أهل نجد الحاضر والبادية خرج  من الدرعية أول السنة فاجتمع على النواحي وقصد جهة الحجاز .. فأغار على بوادي حرب ، وهم في الحرة قرب (صفينة ) القرية المعروفة في تلك الناحية ، فأخذ عليهم إبلاً وغنماً كثيرة .. ) 

ثالثا :

جهاد لسرقة الغنم فقط .!!

حتى لو كانت تلك الأنعام مجرد أغنام بائسة حزينة فقد كان ابن سعود لا يتورع عن الهجوم على البلد لسرقتها ، ونقرأ ما قاله ابن بشر:

1 ـ  فى أحداث عام  1164 : (  وفيها سار عبدالعزيز يرحمه الله تعالى إلى بلد " الزلفى " فأخذ عليهم أغناما ورجع سالماً غانماً .) بسلامته هاجم بلدا ليسرق أغناما ورجع سالما غانما على حد قول ابن بشر ..!!

2 ـ سنة 1165 : ( وفيها : سار أهل الدرعية والعيينة وما حولهم وأميرهم مشاري بن معمر وقصدوا الخرج وأخذوا أغنام أهل "الدلم " ورجعوا بها وطلبوهم ولحقوهم الطلب في " عفجة الحاير " المعروفة . وقتل المسلمون من الطلب عدة رجال ورجعوا . ). كل هذا الجهاد من أجل أغنام ..!! ( تكبير ..!! )

3 ــ سنة1191 ( وفيها : ساروا إلى بلد ثادق فأخذوا أغنامهم وقتلوا منهم ستة رجال ، منهم محمد بن سلامة.)

4 ـ سنة 1184 ( وفيها : سار عبدالعزيز غازيا بالمسلمين وقصد بوادي المحمرة من الظفير فواقعهم وحصل بينهم بعض القتال ، فقتل منهم رجالاً ، وأخذ منهم غنايم .)

5 ـ سنة  1186 ( وفيها : سار عبدالعزيز إلى الرياض فأغار على أغنامهم وأخذها وحصل بينهم قتال. ).  هنا الغارة مباشرة على الأغنام أى لسرقة الأغنام ..شخصيا .!!

6 ـ سنة 1188 ( وفيها : سار سعود بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى غازيا إلى بلد الدلم في ناحية الخرج فأغار عليهم وأخذ عليهم غنماً ، وقتل من أهلها نحوا من عشرة رجال . )  

 رابعا :

جهاد لسرقة الابل فقط :

1 ـ سنة 1173 : ( ثم ان عبدالعزيز كر راجعاً وقصد " الدلم " و "الخرج "فقاتل أهلها وقتل من فزعهم سبعة رجال ، وغنم عليهم إبلا كثيرة . )

2 ـ سنة  1176  ( وفيها: غزا عبدالعزيز سبع في الموضع المسمى بسيح الدبول ، وأخذ عليهم نحو مائتي بعير.)

3 ـ سنة  1186 ( وفيها : سار عبدالعزيز رحمه الله تعالى بجيشه المنصور ، وأغار على آل حبيش من بوادي العجمان ، فأخذ عليهم إبلاً كثيرةً ، وقتل منهم عدة رجال . )

4 ـ سنة  1197  ( وفيها : غزا زيد بن  زامل صاحب الدلم بجيش نحو المائتين ، وأغار على بوادي سبيع ، فأخذ منهم إبلا  ، ثم قفل راجعا .  )

5 ـ سنة 1190 ( وفيها :سار عبدالعزيز غازيا بالمسلمين ، وقصد ناحية الجنوب فأغار على بوادي آل مرة ، وأخذ عليهم إبلاً كثيرةً . )

أخيرا :

يسرق الابل من الكفار ليبيعها الى الكفار .. ( تكبير .!! )

سنة 1109 : ( وفيها : سار سعود بالجيوش المنصورة والخيل العتاق المشهورة من جميع نحد وبواديها وقصد الشمال ، فأغار على بوادي كثيرة مجتمعة من الظفير . وهم في الموضع المعروف  "بالحجرة" ، فهزمهم وقتل منهم رجالاً كثيراً ، وأخذ منهم ألفا وخمسائة بعير وجميع أغنامهم ومحلتهم وأثاثهم .وذلك في شعبان . ثم قفل راجعاً بعد ما قسم الغنائم .فلما كان في ذي القعدة سار سعود بتلك الجيوش والجنود وقصدالحجاز فنازا بلدة " تربة " بلد البقوم المعروفة ، فحاصر أهلها حصاراً شديدا وقطع كثيراً من نخيلها  فقتل بينهم قتلى كثير .  وفيها : أمر عبدالعزيز على جيش من أهل الخرج وغيرهم وسار  بهم إبراهيم بن عفيصان فقصد ناحية " قطر " وأغار على أهله فأخذ إبلاً كثيرة من بواديهم وأموالاً ، فاقبل بها وباعها في الاحساء . ) .!!غزا ( قطر ) وسرق الابل منها وسافر بها ليبيعها فى الأحساء . برافو..

علامة تعجب مشروعة : آه يا كافر يا ابن الكافر .!!

اجمالي القراءات 6568