بين وفاء سلطان والبغدادي ! قصة عشق كونية !

نهاد حداد في الخميس ٣٠ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 
عُرفت وفاء سلطان بمواقفها المعادية للمسلمين والاسلام ولسان سليط لاذع ! حبذا لو سُلّط على الأديان كلها كي نفهم بأن هذه السيدة تستعمل المنطق الواحد العقلاني في تعاملها مع الآخر ! 
حين تستعمل العقل او المنهج العقلاني ، فأنت تستخدمه للنهاية ! لايمكن ان تلغيه حين تغازل المسيحيين وتدعي العقلانية حين تصب جام غضبك على الاسلام والمسلمين ! 
قد تغضب هذه السيدة وتتهمني بانني أُقَوِّلها ما لم تقل ! فهي في آخر لقاء لها في الحلقة 386 من برنا مج " الجهر بالالحاد لمن استطاع اليه سبيلا " ، قالت بانها تحب كل البشر ، وانها لو قابلت ابابكر البغدادي لقبلت خده ، لان هذا المسكين ضحية لأناه ! 
ومع ان كل المجرمين ضحايا لظروف ربما لم يكن لهم يد فيها إلا أن هذا لا يمنع من كونهم مجرمين يجب استأصال شوكتهم ! تماما كما يجب بتر عضو من اعضاء الجسم حين يصاب بالجارجارينا ليتم الحفاظ على باقي الجسد ! 
لا يمكن ان نقارن مجرمي الحق العام بالجرائم ضد الانسانية ، كيف تجرؤ هذه الطبيبة النفسية حسب قولها ان تقول  وتعيدها مرتين ، حتى البغدادي ، " احبه " ! 
طبعا لكي اضعكم في الصورة ، لقد وصلت الى توافق روحي يجعلها تذوب في الكون ، خليط من السفسطة والصوفية والبوذية على شوية بهارات هندية !
 ياللعقلانية ! 
وفاء سلطان التي تحدت كل من اوحي اليهم ، يوحى اليها ، بان هناك حياة بعد الموت ، بان  الروح حين تفارق الجسد تلتحم مع الكون ! وتقول بأنها توصلت الى هذه القناعة عن طريق الحدس ! وعن طريق شيء يدفعها يوميا لفتح رف ما او قراءة كتاب ما ! ونسيت بان هذا مايسميه داروين وغيره بالصدفة ! 
هي نفسها وفاء التي قالت بان ماجاء به النبي محمد من ايحاء ورقة بن نوفل ، التي كان دائما احد الهنود الحمر ، يصر على الصاق كرسيه بكرسيها في احد الاماكن العامة ليستمد منها تلك الطاقة الايجابية التي تربطها بهذا الكون !
 ما اجمل السفسطة حين نعبر عنها بحماس شديد ! مع انها كطبيبة نفسية تعرف على الاقل الف باء علم النفس كان يجب ان تعلم بان الحماس لايمكن ان ينم عن الحقيقة ولا عن العقلانية ! بل عن نفس مايحس به رواد حفلات الزار والموالد من التحام مع البعد الآخر ! ولا علاقة للحماس بالرصانة واستخدام العقل ! 
خذلتني هذه السيدة ، لانها القت من يدها السلاح الوحيد الذي كان يفصلها عن عالم الاديان ! العقلانية والمنطق ! 
تقول هذه السيدة بان المسلمين قزموا الاههم وجعلوه صغيرا يجلس فوق عرش يحمله ثمانية ! وتناست بان المعتزلة في القرون الغابرة قد نزهوا الله عن التجسيم ! 
لاحظي سيدتي انني احدثك من خارج معتقدي ، لانك حين تحاور شخصا لا يؤمن بما تؤمن به ، لايمكنك ان تحاوره الا من خارج الصندوق ! فها نحن ذا نخرج من الصندوق وتدخل هي صندوقا اعطت مفاتيحه لروحاني هندي يشهد على انه يحس بطاقة ايجابية غريبة تنبعث منها ! وربما لو عرف ناموس موسى لاخرج لها شهادة الوحي ، لكن لابأس ! صدقت سيدتي ! هذا هو الناموس الذي نزل على بوذا ! 
حين تنتقد هذه السيدة الدين الاسلامي " اللا انساني واللا اخلاقي " كما تقول  فهي تنسى بان العهد القديم يقول بان لوطا نام مع بناته ! نسيت بان الرجم والقطع والصلب من شريعة موسى ! نسيت او تناست بان الرجل اليهودي الى يومنا هذا لاياكل من يد زوجته الحائض ! نسيت او تناست ان الحجاب الذي تدعو المسلمات للتحرر منه هو من عقيدة اليهود والمجوس قبلا ! لذلك نتساءل إن كان هذا لحقد الجارف الذي تحول بقدرة قادر الى حب كوني ، مصدره الحقد على الاسلام المسلمين او منطق عقلاني يرفض اللا أخلاق في الأديان كلها ! 
عقيدة التجويف ( وهو دين ) يأكل أصحابه فيه الاههم ليكتسبوا صفاته ( الطوطم )  سواء كان انسانا  او حيوانا ! ( وكطبيبة نفسية لا أظن انها لم تقرأ الطوطم والتابو ) ! حيث يجتافون صفات هذا الاله ! كما يأكل المسيحيون الخبز / جسم نبيهم ويشربون النبيذ / دمه كل احد ! 
ومع ذلك فإن وفاء سلطان ( قاهرة الاديان ) تقول بأن أعظم ما قيل من كلام في هذا الكون ، هو أحبوا أعداءكم ! هاليلويا ! ثم تناست ان السحرة الذين تقطع داعش رؤوهم ( سواء اكانوا فعلا يمتهنون السحر ام لا بل منهم اطباء تقليديون على منهاج النبوة والحبة السوداء ) اعدمتهم الكنيسة حرقا باسم المسيح ! لقد استعبدت الكنيسة البشر باسم المسيح و قتلت العلماء وسجنتهم باسمه ! فما بال الجمل لا يرى الا سنام صديقه؟  
احبوا اعداءكم يسمى ساندروم استوكهولم حيث تتعاطف الضحية مع جلادها  it's an alienation ! 
رحم الله نابليون ، حين باعه احد الخونة معلومات عن اعدائه ، فلما جاء ليأخذ أجره من نابليون اراد ان يصافحه  ، فرفض نابليون مصافحته قائلا أنا لا أصافح الخونة ! 
نحن وان كنا نحب الانسانية لاننا لا نستطيع ان نكره ، لايمكن ان نحب امثال البغدادي ! ولا امثال داعش ، ولا الكوكلوكس كلان ولا الفاشية ولا النازية ! لايمكن ان انسى اجسام اليهود النحيفة والعظام الظاهرة تحت جلودهم ثم اذهب لاضع وردا على قبر هتلر مدعية حبي للانسانية ، وهتلر انسان ! 
لا يمكن ان ننسى لتركيا مافعلته بالارمن ونعانق اردوكان الذي رفض تقديم اعتذار عن تاريخ لادخل له فيه ! ماذا سيخسرون لو قدموا اعتذارا؟ 
عجبا ! لو اقتربت مجرد الاقتراب من امثال هؤلاء لشممت رائحة دم ضحاياهم فوق جلودهم! 
 قبلي البغدادي ان شئت ! لكنني لا أظن بأنه سيوافق ان تفعلي ، فهذه للاسف قصة حب من طرف واحد ! لايمكن الا ان تعضي على التراب لو اقتربت من معشوقك فيها ! المعشوق هنا هو الانسان ، هو البغدادي ! 
يالغرابة علاقتك بالانسان ! 
احبوا اعداءكم ! 
علميني سيدتي كيف يكون الحب ؟ 
كيف احب الشيطان ؟ 
لايمكننا ان نحب مغتصبي الأطفال والقتلة الارهابيين ! لايمكننا ان ان نغفر لمن ركبوا على العواطف الدينية للمسلم البسيط ليقتلوا الناس باسم الدين ! 
اريد فقط ان أقول ، اننا حين نحارب الخرافة يجب ان نحاربها في كل الاديان وكل المعتقدات ! فالموضوعية تستلزم منا ذلك ! ( غازلي المسيحيين كما شئت ، ولكن لا تنسي دموية العهدين  القديم والجديد ! او ان الحقيقة لا تهمك ؟ فمن تقول بانها تستطيع تقبيل خد أبي بكر البغدادي لا يمكن الا ان يكون ميزان العقل والمنطق قد اختل عندها ! وحتى معايير الاخلاق والانسانية ! 
الذي بدا لي من كل الترهات التي قيلت في اللقاء ، جنون عظمة صنعها اعلام معاد لدين معين ، هو الاسلام ! ومحاولة تبرئة للنفس ! حتى يظهر على ان الهجوم موضوعي ! 
الاسلام دين همجي بالنسبة لها ، ومع ذلك تريد تقبيل الهمج ! الدين الاسلامي همجي لا اخلاقي يقزم الاله ، اما يعقوب الذي نازل الله فغلبه فلا ! الدموية الموجودة في العهدين القديم والجديد نُسخت من دماغها بقدرة قادر ! 
في انتظار آيات بينات عن دينك الكوني الجديد ، افضل انهاء هذه الخواطر بكلمة لعادل أمام في الواد سيد الشغال ! 
هل وصلك خبر الدين الجديد يا ابن ابي سفلعة ؟ 
ربما هو دين وفاء ! 
في انتظار وحي يوحى او حدس يجعلك تفتحين درجا آخر ، لتستحسي شوربة خرافات اخرى ! استودعك الكون ! 
خلوا طريق وفاء ! فإنها مأمورة ! 
اجمالي القراءات 9332