(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ.)
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ.)

الشيخ احمد درامى في السبت ١١ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ.)

(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ؛ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ...)[ألأعراف:2]

من "المسلمين" اليوم من يتحرجون من بعض ما أنزل الله في كتابه من الأحكام؛ مما يخالف هدي الغرب وعدلهم. فتراهم يحاولون تأويل آيات الله وتحريف معانيها لكي توافق ما ارتأى الغرب أنه هو الحق. (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ (الغرب)"سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمر. وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ.)[محمد: 26]

 

لنأخذ بعض الأمثلة مما يتحرج منه هؤلاء من آيات القرآن:

1-   ضرب المرأةعند قوله جل وعلا: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ. فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ. وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ!فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا.) فترى بعضهم يزعم أن المراد بالضرب في الآية ليس ضربا جسديا! ويحاول بكل ما في وسعه "إعادة اختراع العجلة" مرتبكا ذليلا أمام نقد الغربلدينه الحنيف. فتعسا لهم! وأضل أعمالهم! (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ.)[محمد: 25].

 

فالنساء أصناف (كذلك الرجال):

-        منهن من يرتدعن ويهدأن بعلاج الوعظ والإرشاد، والنصح، والحوار بالتفاهم والتراضي. فأولئك لا يضربهن إلا اللئيم.

-       ومنهن من يتزنّ ويرضين بالمداراة والتلطيف والتسلية والإمتاع؛ فلا يتشاجر معهن إلا البخيل الشحيح. معتوه العقل.

-       لكن نجد من بينهن صنفا متمردة تستعصي عن جميع العلاج المذكور أعلاه. فإذا اكرمتها تقول لا غرو؛ هذا ما يجب أن يكون. وإذا عجزت يوما عن تلبية برغباتها المادية، أو اعترضت لإرادتها العمياء، قالت لا جدوى في العيش معك، وسكبت عليك النار، وحاولت إهانتك أمام أولادك والجيران! (ألا يعلم من خلق؟!).وهذا الصنف لا باس بضربهن في معزل وخلوة، زجرا وتخويفا. فإن لم ينفع، فحَكَم من أهلها وحَكَم من أهله. فإن لم ينفع، فتسريح بإحسان.

 

2-   قطع يد السارق:عند قوله جل وعلا: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.)[المائدة: 38]فترى الذين (قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ (الغرب)"سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمر…) يقولون {في محاولتهم إرضاء الغرب} أن المراد بالقطع ليس قطعا حقيقيا او بترا، وإنما المراد هو القطع المعنوي!… والله يعلم ضعف إيمانهم! قال عز وجل: (كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ. لِتُنذِرَ بِهِ!وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ.)

 

وعند تطبيق حد السرقة يجب النظر إلى أحوال الجماعة التالية:

الفقراء، والمساكين، والغارمين، وابناء السبيل، وفي الرقاب (المكاتبون مثلا) فأولئك (بعد تقييم محاولاتهم ومجهوداتهم في الحياة) يدرس حالاتهم في ظل العدل والإحسان، وننظر هل وفَى المجتمع بحقوقهم في الزكاة والصدقات أم لا، دون الغفلة عن حق الضحية. فنحكم عليهم مثلا بالتأديب والغرامة؛ والنفي من الأرض في بعض الحالات إن امكن اعتبارهم «ساعين في الأرض فسادا".

أعني فمن لاحظ في سارق نكدا أو قسرا، فأصلح نحوه فلا إثم عليه؛ إن الله غفور رحيم.

أما ذو مِرة سوية الذي لا عذر له فإنه يجب قطع يده، قطعا دون البتر، لإيجاد على يده وسمة تنبه بكنهه كي يحترس منه الناس. وذلك عملا بمعنى القطع الوارد في سورة يوسف: (…وقطعن أيديهن…) [يوسف: 31]أي قطعا دون فصل.

ولكنني أومن قطعا! أن هناك سرقة تستوجب قطع اليد بترا، فهي تلك التي تقص سارقي الخزانة العامة للدولة الذين يسرقون ملايين أو مليارات من مال الجماعة.  فتؤدي جرائمهم تلك إلى بؤس، بل إلى موت آلاف من المواطنين الأبرياء لانعدام الخدمات العامة: الصحية والسكنية والمعيشية؛ فضلا عما ينجم عن نهبهم لأمول الدولة (الفقيرة أصلا) من تفشي الفقر والجهل والمرض بين أفراد الشعب.

وهذا النوع من السرفة "المدنية" السهلة يقترفها الرجال والنساء على سواء، لعدم تطلبها جهدا جسمانيا ومغامرة برانية تردع المرأة. فهؤلاء الصنف من "الحراميين" يجب قطع أيديهم بترا بدون رحمة! (ألا يعلم من خلق؟!).                                                                                                                                              

لكن إن تابوا (if they plaid guilty) من قبل أن يقدروا عليهم (before being convicted),واصلحوا      (and pay back) يسقط عنهم عقوبة القطع. لقوله جل وعلا: (فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ. إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.)[المائدة: 34]

 

3-   ويتحرجون كذلك من إباحة الإسلام لتعدد الزوجاتعند قوله جل وعلا: (فانكحوا ما كان لكم من النساء: مثنى وثلاث ورباع؛ فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة؛ أو ما ملكت أيمانكم.) كرهوا تعدد زوجاتوسامحوا باتخاذ الأخدان (ظاهرة متفشيةعند الفرنسيين مثلا) أو سكتوا عنه . فتعسا لهم.

 

4-   أداء الصلاة في المراكب: عند قوله تعالى: (فإن خفتم {من فوات الوقت} فرجالا أو ركبانا…)يعني لا تأجلن صلاة عن وقتها! ولا تقولن حتى أصل إلى…(وما يدريك أنك ستصل؟!) وما قيلك لو مت وتلك الصلاة على رقبتك؟! وكان قد أتيح ويسّـر لك أداءها فاستنكفت؟ فكيف تكره ما انزل الله وتدعي عبادته. من إلهك؟ عقلك؟ (هواك؟ بالتعبير القرآني) أم الله الواحد القهار؟!

 

وقد نزّل عليكم في الكتاب أن أينما يدرككم الصلاة فصلوها قبل فوات وقتها، ولو ماشيا أو راكبا أو بأي حال من الأحوال. حتى الطبيب عند الطاولة الجراحية يمكنه أن يصلي وهو يقطع، يفتح، يثقب، يشق، أو يخيط.

 

لكن بعض "المسلمين" يشمئزون بذلك، ورغبوا عن أداء الصلاة واقفين مثلا في ركن مزدحم من الحافلة. ويكرهون العمل بالآية؛ ويشرعون لأنفسهم جواز تأخير الصلاة عن وقتها وقضائها بعد فواتها. (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟!) أم (ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله!)

 

5-تقديم الصلاة بالتيمم من جنابةعلى الغسل، عند خوف فوات الوقت. إذ لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها لطلب الطهارة. وليس في الشريعة التي جُعِل خاتم النبيين عليها عذر لإضاعة الصلاة عن وقتها؛بعد تيسير أدائها أينما كنا وبأي كيفية اضطرنا.(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا. وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ.)[الجاثية:18]

يا أيها الذين آمنوا اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم! ولا تكونوا كالذين قيل لهم: "…قولوا حطة"، نغفر لكم خطاياكم" فاستخفوه وبدلوه، فباءوا بغصب من الله. (ذلك بأنهم كرهوا(واستخفوا) ما أنزل الله فأحبط أعمالكم.)

(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ. فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ)[ألأعراف:2]

هدانا الله وإياكم، وجعلنا من الذين يمسّكونبالكتاب ويقيمون الصلاة.

والله س.ت. أعلم.

 

 

 

 

اجمالي القراءات 8577