لماذا القران و كفى ؟
القرآنيون و الالحاد !! الرد على محمد كريم العبيدي .

سعيد علي في السبت ١١ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الأستاذ محمد كريم العبيدي ملحد تونسي هو باحث في التأريخ عموما و تأريخ الديانات و الدين الإسلام خصوصا له العديد من البرامج نشرها عبر الـ youtube و من ضمن من نشره فيديو يتحدث فيه عن القرآنيون في هذا الرابط و الذي نشر بتاريخ : 23 – 11 – 2014 : https://www.youtube.com/watch?v=mPMIqQphLgY
في هذا المقال ليس الهدف منه الرد على الأستاذ محمد كريم العبيدي و تفنيد كل فقرة قالها و ليس كذلك استخدامه كنموذج للرد على الملحدين و ليس كذلك تسفيه و سب و قذف و دحر و تحريض هذا الفكر و لكن أحاول أن أضع بعض النقاط التي تساعدنا في فهم منهج الإنتقاد عموما و النقد بحد ذاته بداية و أساس لفهم الفكرة و الموضوع و من النقد يتضح ما هو خافي و بالنقد نُلم بالموضوع ما إستطعنا إليه سبيلا متسلحين بفكرنا و عقيدتنا مع الحفاظ على أسس الاحترام كبشر خلقنا الله جل و علا لنتعارف و ليس لنتقاتل و الله جل و علا هو الذي سيحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون و علينا كذلك أن نعمل معا في المساحة المشتركة – القاسم المشترك – فيما نحن متفقون فيه حتى و إن كان هذا القاسم ضئيلا و ضئيلا جداً .
الأديان الأرضية لها دوراً رئيسيا في الإلحاد !! يتضح لي ذلك من خلال نقد الملحدين للاسلام من خلال نقدهم للأديان الأرضية – على أنها الاسلام ! – و هنا في هذا المقال آخذ الملحدين في عالمنا العربي خصوصا و لا أعني الملحدين على مستوى العالم و إن كنت أظن أن الإلحاد كظاهرة عالمية نتجيت من خلال نقدهم لأديانهم الأرضية الأخرى – هذه ليست نتيجة نهائية - .
داعش كنموذج تطبيقي لتاريخ الصحابة و الدول الإسلامية اللاحقة من اموية و عباسية و مملوكية و عثمانية – مرورا بالدويلات التي نشأت و إنتهت في فترات متعاقبة و متداخلة في تلك الدول الكبرى أو الرئيسية إن جاز لنا تسميهتها بهذا الاسم – و هذه الداعش ( الدولة الاسلامية في العراق و الشام ) قدمت نموذجا حقيقيا لما فعله السلف في معاملتهم للآخرين و تنفيذ الأحكام الدموية البشعة و القهر و الاغتصاب و احتقار المرأة و بيعها في الأسواق و أخذ الجزية و معاداه من لم يدين بدينهم في صورة شاذة و غير مقبوله حتى من المسلمين في هذا العصر الحديث .
هذه الصورة أحرجت الكثير من المسلمين بما فيها المؤسسات الدينية المعروفة كالأزهر مثلا و هذه الصورة حركت المياه الراكده في عقل المسلمين و جعلتهم في حيرة بين سندان التطبيق العملي لهذه الأفكار و بين مطرقة رفضها و رفضها يعني الخروج من الإسلام أي الاتجاه للالحاد و هذه حقيقة فمؤشرات الالحاد متسارعة لا سيما في مصر و السعودية و تونس و سوريا .
و قد يكون في مصر الطريق أسهل عطفا على تاريخها و دينها القبطي و المفكرين العلمانيين و دعاه التحرر – التحرر بداية لنقد الإسلام المعروف – الدين السني تحديدا و في تونس له أرضية صلبة فالتدين الواسع في تونس بعد الثورة تدينا عفويا تبعيا ظرفيا قد ينتكس إذا ما قويت شوكت العلمانيين و قابلها فشلا سياسيا و اقتصاديا للتيار الاسلامي المتمثل في حركة النهضة و الذي سيواجه تطرفا حادا من جماعة السلفيين و هنا سيربح الطرف الثالث و قد يتجه للالحاد هروبا من هذا الجحيم الفكري السام !!
و في السعودية و هذا الشعب المظلوم داخليا – بقبضة الفكر الوهابي السلفي – و خارجيا بإلباسه تلك الصورة النمطية العامة على أنه شعب عربي جاهل مترف مبذر !! و الحقيقة ليس كذلك إطلاقا ففي السعودية نسبة عالية جدا من المثقفين و الذين يعانون من سيادة الثقافة القديمة و تصادم حاد بين الحداثة و السلفية لذا تجد الرياضة و الفن المتنفس الوحيد لإفراغ كل ذلك الكبت و القهر – هذه النقطة تحتاج لتفصيل و توضيح و بحص طويل - .
و في سوريا فالأحداث الماضية من قتل و تشريد و جرائم باسم الدين غالبا و باسم الديكتاتورية أوجدت شعورا قويا بترك كل شئ و اللجوء للالحاد طريقة للعيش ربما !!
نحن في موقع أهل القران و سنوات من البحث الصارم و تطور الفكر القراني بناء على البحث و المزيد من البحث و المزيد و المزيد من البحث كتب الدكتور أحمد وثيقة سماها – دستور أهل القران – و هذه الوثيقة لو قدمت للنقد لجميع الديانات و تم مناقشتها من قبل جميع من له منهج معين سياسيا كان أو دينيا أو لا دينيا سيجد أن هذه الوثيقة حلا مناسبا للجميع – لا أقول هذا لأنني أنتمي لهذا الفكر – بل للخروج من أزمة حقيقية تجتاح رقعة واسعة من الأرض يعيش فيها ملايين البشر .
نحن نؤمن بالقران الكريم و كفى و غيرنا لا يؤمن بالقران و كفى فقط بل بالقران و بغيره و غيرنا لا يؤمن بالقران أصلا و لا يعترف بكل الأديان و دستور أهل القران يؤسس لعالم سالم و آمن و هو ما يقوله رب العزة جل و علا .
و لمن يريد الإطلاع على دستور أهل القران فليقراه من هنا :
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=11598

في النهاية أقول ليس لأي إنسان إجبار إنسان آخر للدخول في دين ما أو الخروج من دين ما و ليس لأي إنسان ( الحُكم ) على أي إنسان بصفات تجعل من تلك الصفات مسوغا لقتله و مصادرة حقه في الحياة .
علينا جميعا كبشر أن نتعايش بسلام وفق قانون نلتزم به جميعا و في نمط هذا التعايش نخلق أفكارا نؤمن أو لا نؤمن بها و إذا ما أردنا ( نشر ) أو ( إبلاغ ) هذه الأفكار فتكون الوسيلة الوحيدة للنشر و الإبلاغ هي ( الحوار ) الحوار الراقي المملوء بالحب و الاحترام و هذا ما نفهمه من كتاب ربنا جل و علا .
القران العظيم و الايمان به يزداد يقينا في قلبي كل ما أحلل و أرى هذا الواقع الأليم ... آمنت بالله جل و علا ربا واحدا أحدا صمدا لا شريك له و آمنت بكتبه و رسله و اليوم الآخر و ساجاهد نفسي على عمل الصالحات فبعمل الصالحات أكسب مودة كل الناس و لن أكون فضا غليظ القلب أبدا و سابتعد عن أي نقاش أو موقف أشعرفيه أنه سيؤدي إلى الفرقة و الغضب أو سيكسبني شقاق لأحد أو بذرة من بذور الفرقة ... الحياة برمتها قصيرة .. جميلة أحيانا و قاسية أحيانا .. و الموت نهاية كل حي فلماذا نقتل بعضنا بعضا ! و لماذا نسب بعضنا بعضنا و لماذا نكفر بعضنا بعضا و لماذا أوجدنا مساحة هائلة من الحقد و البغض و الكره !!! لماذا تخلفنا و أصبحنا في قاع الأمم ؟ لماذا نعتمد على إختراعات غيرنا و نعاني من سياسات اقتصادية و سياسية أحجمت قدراتنا و جعلتنا ( عبيداً ) نتسول المعرفة و الخبز !!!
القران و كفى هو الحل و لا أفرضه على أي أحد .... دمتم بخير أهل القران .
 

اجمالي القراءات 12365