خضوع الفقه السنى لدين التصوف السُّنّى المملوكى

آحمد صبحي منصور في الخميس ٠٩ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

خضوع الفقه السنى لدين التصوف السُّنّى المملوكى

كتاب  : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية

الباب الأول : الأرضية التاريخية عن نشأة وتطور أديان المحمديين الأرضية

الفصل الخامس : تسيد دين التصوف السنى فى العصر المملوكى

( 648 ـ 921 ) ( 1250 ـ 1517 )

خضوع الفقه السنى  لدين التصوف السُّنّى المملوكى

أثر التصوف فى إفقار الحياة العقلية والفقهية

 الفقه كان ولا يزال هو المعبّر عن الدين السُنى والتشريع السنى. فماذا كان حاله تحت سيطرة التصوف السُّنى المملوكى ؟

1 ــ تأثر علم الفقه بالمستوى الهابط للحياة العقلية فى العصر المملوكى، والتى أرهقها التصوف بالاعتقاد فى الخرافات وبقيم التقليد والجمود وكراهية استعمال العقل، وسيادة مبدأ ( ليس فى الامكان أبدع مما كان ) الذى أرساه الغزالى ونتج عنه وضع المتاريس امام حركة الاجتهاد والابتداع ، بل أصبح الابتداع رذيلة دينية فقيل عنه ( بدعة ) وزعموا أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. هذا فى الوقت الذى أصبح فيه جهل أولياء التصوف منقبة يتعاملون معه بالتقديس على أنه نتاج ( العلم اللدنى ) الالهى بزعمهم .

2 ــ فى العصر المملوكى انقرض المعتزلة والفلاسفة العقليون ووضعت مؤلفات فى تحريم علم المنطق كتبها السيوطى وغيره، وفى نفس الوقت انتشرت مؤلفات جديدة فى خرافات تقديس الأولياء وتأليف كرامات لهم وتقعيد التعامل معهم وفق أصول التعبد.

 فى هذا الجو الهابط الخامل تعذر التجديد والاجتهاد إلا نادرا ، تجد هذه الندرة العلمية فيما كتبه ابن خلدون فى مقدمته المشهورة، وفى بعض لمحات قليلة كتبها أئمة الفقهاء الحنابلة ( المغضوب عليهم ) من العصر كابن تيمية وابن القيم والبقاعى وبعض المؤرخين الأفذاذ كالمقريزى.

3 ــ فى مقابل هذا التجديد المحدود تجد السياق العام يتركز فى تلخيص ما قاله السابقون ، ثم شرح التلخيص وتأليف ملخصات شعرية للمتون واعادة شرحها، أو التعليق والشرح على الكتب الأساسية للعصر العباسى كما فعل ابن حجر والعينى والقسطلانى فى شرحهم للبخارى.

وبمرور الأيام تحول التقليد الى جمود ونضبت الحياة العلمية تماما فى أواخر العصر المملوكى ، ثم أصبحت جهلا مركبا فى العصر العثمانى الى أن صحا شيوخ الأزهر على مدافع نابليون وحملته الفرنسية التى اقتحمت القاهرة فهرع شيوخ الأزهر يدافعون عن الوطن بقراءة الأوراد الصوفية(دلائل الخيرات ) وكتاب البخارى.

4 ــ الكتابة فى الفقه السُّنّى  تأثرت بهذا التطور الهابط . كان هناك صعود فى تاريخ المسلمين الحضارى فى القرنين الثالث والرابع من الهجرة ، حمل معه إزدهار الكتابة الفقهية  فى القرن الثالث من الهجرة حيث ظهر أئمة الفقه ، ثم حافظت الكتابة الفقهية على مستواها قليلا  فى القرن الرابع حيث كان هناك نوع من التجديد فى التفصيلات رقصا على ما قيل من قبل ، ثم بدأ المستوى فى التراجع مع القرن الخامس مع زحف التقليد رويدا رويدا مصاحبا للتصوف، ثم إزدادت سيطرة التصوف بدخول العوام شيوخا فيه فازداد التراجع والتقليد وتحولت خرافات التصوف الى عقائد تتمتع بالتقديس والتسليم على حساب العقل ، ثم إنتهت الحياة العقلية الى تحت الصفر وفاز التصوف على الحياة العقلية كلها بالضربة القاضية فى العصر العثمانى.

5 ـ وكان الفقه السُّنّى بالذات الأكثر تأثرا .

لهذا لم يشهد العصر المملوكى أئمة فى الفقه بعد أئمة المذاهب الأربعة ، برغم توفر كل الامكانات التى تعين على التفرغ العلمى من كثرة المؤسسات التعليمية وازدهار الوقف عليها وكثرة المناصب فيها. السبب أن كل تلك المؤسسات كانت بيوتا للصوفية فى حقيقتها، وكان التصوف أهم دروسها، مع إنه لم يكن علما ، بل تضييعا للوقت فى اللهو واللعب بحجة الدعاء لصاحب الوقف والزعم بالتشفع له يوم القيامة . تخرج في هذه المؤسسات الصوفية  مئات الآلاف من ( العلماء والفقهاء ) إزدحمت بهم المؤلفات التاريخية فى العصر المملوكى من طبقات الفقهاء ( الشافعية وغيرهم ) وطبقات المفسرين وطبقات المحدثين وغيرهم . كان أغلبهم من العوام ، وغاية المشاهير منهم أن يكونوا مقلدين للعلماء السابقين وفق قاعدة هذا ما وجدنا عليه آباءنا.

6 ـ بل أصبح الاختلاف مع ما كتبه الأئمة الأربعة وأئمة الحديث فى العصر العباسى خروجا على الدين السنى نفسه لأنهم صاروا فى عقيدة العصر آلهة معصومة من الخطأ. يكفى ان ميعاد البخارى فى المؤسسات التعليمية كان يعنى ختم كتاب البخارى فى موعد معين وفى احتفالية رسمية وشعبية حيث يرتلون البخارى كما يرتلون القرآن، ويقسمون به أغلظ الأيمان. أما كتب الفقه الكبرى كالأم للشافعى فكان الاقتراب منها لا يكون إلا عن طريق مؤلفات أخرى تشرح وتعيد انتاج بعض ما قاله الشافعى وغيره. فى هذا الجو المعادى للتجديد نفهم محنة ابن تيمية ومدرسته التى حاولت أن تجتهد فى اطار الدين السنى خارجة عن المألوف العقلى ومصطدمة ببعض أئمة التصوف فى عصره.

تأثر أنواع الكتابة الفقهية بدين التصوف السُّنّى المملوكى

الفقه النظرى  

الفقه النظرى هو تلك الكتابات الفقهية الكلاسيكية التى تأثرت بمنهجية الشافعى فى كتابه الضخم (الأم ) وبالقواعد المنهجية التى وضعها فى " الرسالة ".

أهم ملامح الفقه النظرى :

1 ـ  الاعتماد على تأليف الأحاديث المنسوبة للنبى محمد عليه السلام ، وجعلها تحمل الرأى الذى يريد الفقيه قوله دون الحاجة الى استدلال عقلى . هذا مع أن العصر التاريخى للفقيه وجامع الأحاديث هو المسرح الذى تم فيه كتابة الفقه و الحديث ، وجاءت هذه الكتابات تعبيرا عن هذا العصر ثقافيا وعن عقليات المؤلفين ولا صلة لها مطلقا بالنبى محمد عليه السلام . وبالتالى فان التاريخ نفسه هو الفيصل فى فهم عقليات أولئك الأئمة وكتاباتهم الفقهية والحديثية بدون اعتبار للأفك الذى اخترعوه حين نسبوا آراءهم للنبى محمد عليه السلام بعد موته بقرنين وأكثر.

2 ـ المنهج الصورى ـ أو التصورى ـ للأحكام ووضع حكم فقهى لها. أى يتصور حدثا ثم يضع له حكما فقهيا ، مثل قوله : أن فعل كذا فالحكم فيه كذا. هذا المنهج التصورى له بالطبع أصل نسبى فى الواقع الذى عاشه الفقيه، الا أن الفقيه بالغ وأوغل فى التنظير مبتعدا عن ذلك الواقع. ثم انتقل من التنظير الى الاستقراء أى محاولة تعميم الحكم بالبناء عليه والتوسع فيه الى درجة  تغطية كل الصور العقلية الممكنة افتراضا .

تأثير التصوف السنى المملوكى فى الفقه النظرى  

1 ـ كان هذا المنهج الصورى مقبولا نوعا ما فى عصر الازدهار العلمى والنضج العقلى فى العصر العباسى الأول . الا أنه تحول الى بلوى فى العصور اللاحقة التى سيطر فيها التصوف وانتشرت فيها خرافات الكرامات والمنامات وانقطع الاجتهاد وحل محله الجمود والتقليد والتأخر والتخلف بالتدريج.

2 ـــ  التنظير الفقهى فى هذا العصر وصل الى افتراضات مضحكة بذيئة كقولهم ( من اضطر الى أكل لحم نبى هل يجوز له ) ( من حمل قربة فُساء هل ينتقض وضوؤه ) ( من كان لذكره فرعان ووطأ زوجته فى قبلها ودبرها هل يجب عليه غسل واحد أو غسلان ) ( من زنى بأمه فى نهار رمضان فى جوف الكعبة عامدا ماذا عليه من الاثم )( من وقع من سطح منزله على جسد إمرأة نائمة فزنى بها ماذا عليه من الإثم ) . وقد كان ابتلاؤنا فظيعا بهذا الفقه فى التعليم الأزهرى. وهو فى النهاية مع خيالاته المريضة البعيدة عن الواقع الا انه كان انعكاسا أمينا للعقلية ومستواها.

من المؤلم بل من المفجع أن فقهاء الوهابية فى عصرنا يمارسون هذا النوع من الفتاوى السّامة المهلكة عن الزنا بالمحارم وجهاد المناكحة ـ يقومون بتشريع وتسويغ الانحلال الخلقى السائد فى مجتمعات المحمديين المنغلقة.

3 ــ نعود الى الفقه النظرى الاستقرائى ونقول إن الشافعى قد أخذ عن مالك الانحياز الى مدرسة الحديث فى موسوعته ( الأم ) فاخترع على منوال مالك آلاف الأحاديث وإصطنع لها إسنادها مزعوما يربطها بالنبى محمد عليه السلام زورا وبهتانا . وفى هجرته للعراق تعلم من البيئة العراقية غرامها بالمنهج الصورى الاستقرائى فجاء كتابه (الأم ) مزيجا من الحديث المخترع المنسوب للنبى محمد عليه السلام والفقه التصورى النظرى الاستقرائى. ثم قام الشافعى بتقعيد تشريع الدين السُّنّى فى رسالته المشهورة ، وجعل أحاديثه المفتراة هى ( الرسول ) الواجب طاعته ، والذى به يمكن إلغاء تشريعات القرآن الكريم ــ بزعم النسخ ، أى إن السُّنّة تنسخ بزعمه القرآن الكريم وتشريع رب العالمين جلّ علا .

4 ــ هذا الفقه النظرى الصورى أو التصورى ــ الذى وضع الشافعى أُصوله ــ لم يكن فى أغلبيته شديد الالتصاق بحركة المجتمع ولم يكن قوى التأثير فيها وان كان نابعا منها ومن خيالات الفقيه وتصوراته ومعبرا عن مستواه الثقافى والعقلى. على أن بعض " الأحاديث " التى صنعوها لتحمل آراءهم الفقهية فى الفقه النظرى كان انعكاسا لبعض المظاهر الحياتية وقتها ، فقد كانت تلك الأحاديث رد فعل للمتطلبات الحياتية وانعكاسا للتطور السائد  حتى فى البيئة المحافظة التقليدية كالمدينة. وكان الأمر أكثر وضوحا فى البيئات النهرية خصوصا فى العراق حيث التنوع الثقافى والعنصرى والجنسى والاختلافات السياسية والمذهبية والدينية ، وتحولها الى أحزاب متصارعة بالبنان واللسان والسنان. وكان اختراع الأحاديث أهم سلاح فى الخلافات الفقهية والمذهبية والسياسية والحزبية والطائفية والقبلية ( نسبة للقبيلة ) والقطرية( نسبة للقطر).

5 ـ هدأت هذه الخلافات الفقهية فى عصر التقليد والجمود مع سيطرة دين التصوف السُّنّى المملوكى . لأن مجالات المناظرات لم تتطرق الى المسائل الخلافية بين المذاهب أو بين أعلام الفقه والحديث ، بل أصبحت مسابقات بين أفذاذ الفقهاء المملوكيين فى مدى ما يحفظه أحدهم من صحيح البخارى سندا ومتنا . وهذا أيضا كان إنعكاسا أمينا لثقافة العصر المملوكى والجهل المسيطر عليه .

فقه الحيل

1 ـ أنتج العراق هذا النوع الفقهى الذى يريد الالتفاف على الفرائض الشرعية بأنواع من الحيل ، فالذى لا يريد الصلاة يخترعون له حيلة فقهية ، والذى يريد الللقاء الجنسى بزوجته فى نهار رمضان يقولون له : ( سافر بها ) فإذا سافر بها حلّ له الافطار وبالتالى أن ينام معها فى نهار رمضان .

بدأ فقه الحيل بما يعرف بمدرسة الرأى التى تزعمها الفقيه الثائر ابو حنيفة (ت 150)، ثم تطور بعده ليصبح منهجا متكاملا يتطرف فى استعمال الحيل بذكاء فى مقابل مدرسة الحديث الفقهية المحافظة التى تطورت بعد الشافعى بظهور ابن حنبل الذى جعل كتاباته الفقهية أحاديث خالصة فيما يعرف ب(مسند أحمد ). وتفنّن أبو يوسف صاحب أبى حنيفة فى التحايل على الشريعة الاسلامية لارضاء نزوات الخلفاء العباسيين المهدى والرشيد والمأمون . ونسبوا كثيرا من فتاوى فقه الحيل الى أبى حنيفة ، وبها تخصص الفقه الحنفى بهذا التحايل على الشرع الالهى ، وتناسوا أن تلك الأوامر التشريعية هى مجرد وسائل للتقوى، واذا كنا نتحايل على شرع الله تعالى فلا مجال للتقوى فى القلوب.

2 ــ فقه الحيل كان تعبيرا أمينا عن التلون الذى ساد العصر العباسى ، فقد أعطى مشروعية زائفة للجمع بين المظهر الدينى والانحلال الخلقى والعقيدى. كان النتاج الطبيعى للتدين المظهرى السطحى الشكلى الذى أعادته الحركة الوهابية لعصرنا وربطته بالاسلام زورا وبهتانا. كان المجون على أشده فى القصور العباسية والحانات الشعبية ، وكان على الجانب الآخر حركات دينية فاعلة ومساجد مأهولة وثقافة دينية يختلط فيها الصحيح بالفاسد مع ظلم اجتماعى وقهر سياسى وخلافة كهنوتية تنتسب للنبى عليه السلام وتشجع الرواية عنه وعن ابن عمه ابن عباس وهو جد الخلفاء العباسيين.  

3 ــ  تقلص فقه الحيل فى العصر المملوكى بالتدريج لأنه يحتاج الى نوع من الاجتهاد لم يكن موجودا وقتها . وكان الفقيه الحنبلى ابن القيم فى القرن الثامن الهجرى آخر من أشار اليه فى كتابه ( إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ).

الفقه الوعظى

1 ـ واذا كان فقه الحيل استجابة طبيعية للبيئة العباسية ومعبرا عنها بصورة غير مباشرة فان الفقه الوعظى كان الأكثر تعبيرا عن عصره والأكثر قربا من علم التاريخ، وهو يعنى التعليق بالنقد والانكار على بعض ما يقع فيه الناس من أخطاء ، والحكم عليها فقهيا بالحرام أو المكروه. واذا كان الفقه النظرى يتخيل حدوث فعل ثم يعطيه حكما فقهيا كقولهم ( ان فعل كذا فهو حرام أو حلال او مندوب أو مكروه) فان الفقه الوعظى يحكى الواقعة الحقيقية التى تحدث أو اعتاد الناس فعلها ثم يعلق عليها بالاتكار معطيا ما يراه حكما فقهيا لها.

2 ــ هنا يتحول الفقيه ـــ دون أن يدرى ـــ الى مؤرخ . بل ومؤرخ موثوق به لأنه ــــ دون أن يدرى ايضا ـــ قد ذكر ملامح تاريخية اجتماعية ثمينة بدون تهويل أو تضخيم يتفوّق بها على المؤرخين المشهورين لأن العادة أن المؤرخ المعاصر للحدث لا يهتم بالتفصيلات الاجتماعية الحياتية العادية، ويركز على الأحوال السياسية ثم يلّون الأحداث برؤيته الشخصية.

3 ــ ميزة الفقه الوعظى من الناحية الفقهية أنه يصاحب تطور المجتمع بالنقد والتعليق يجرى معه وخلفه يطلب الاصلاح من وجهة نظر الفقيه المؤلف بالطبع.

4 ــ لم يظهر الفقه الوعظى فى العصر العباسى الأول ، بل نشأ مع ابى حامد الغزالى ( ت 505 ) بين ثنايا كتابه ( احياء علوم الدين). ثم أفرد له الفقيه المؤرخ الحنبلى عبد الرحمن بن الجوزى ( ت 597 ) كتابا خاصا هو ( تلبيس ابليس ).

5 ـ  ثم إزدهر الفقه الوعظى فى العصر المملوكى إذ أثار الفقهاء حجم الانحلال الذى عمّ المجتمع فهبوا ينكرون عليه ، وشمل إنكارهم الجميع .

أبرز من كتب فى الفقه الوعظى فى العصر المملوكى الفقيه المغربى الصوفى ابن الحاج العبدرى ت 737 ، فى كتابه ( المدخل ). وقد سجل لمحات من حياة ساكنى القاهرة المملوكية ، وشمل كتابه ذو الأجزاء الثلاثة إنكارا على النساء والفقهاء والصوفية ، وتسجيلا واقعيا لتأدية العبادات من صوم وصلاة وتوسل بالأولياء والموالد وتعامل فى الأسواق وما يتخلل ذلك من ملامح عصيان ، يذكرها ابن الحاج ثم يعلق عليها بالوعظ والحكم الفقهى الذى يراه من داخل التصوف السنى الذى يؤمن به .

ثم ابن القيم الجوزية الحنبلى فى كتابه ( اغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ) ، وإن كان مُقلّا فى ذكر الأحداث التاريخية الاجتماعية مع الاستطراد فى الانكار بلهجة الفقهاء الحنابلة .

ثم جاء الشعرانى فى نهاية العصر المملوكى وبداية العصر العثمانى ممثلا للفقهاء والصوفية مع إنتمائه الأساس للتصوف . وقد هاله تطرف الانحلال فكتب كثيرا من المؤلفات فى الفقه الوعظى ليبرىء منها دين التصوف وليمدح نفسه ويهاجم منافسيه من شيوخ وأولياء التصوف الذين كانوا يزاحمونه على المريدين والنذور . أشهر  كتبه :( لطائف المنن ) ( الكبرى والوسطى والصغرى ) و( تنبيه المغترين ). هذا مع دفاعه عن إنحلال شيوخه الخلقى والعقيدى فى كتب أخرى مثل ( الطبقات الكبرى ) و ( الطبقات الصغرى ) واليواقيت والجواهر  و( قواعد الصوفية )، وغيرها . 

اجمالي القراءات 6720