أجمل هدية تلقيتها فى عيد ميلادى

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أجمل هدية تلقيتها فى عيد ميلادى

مقدمة

1 ـ بعد ليلة متعبة إستيقظت أتوكّأ على آلام الظهر والمفاصل ، إنه يوم عيد ميلادى . فتحت جهاز الكومبيوتر لأبدأ عملى . وهو يبدأ بمراجعة الايميلات فوجدت أجمل هديها تلقيتها طيلة حياتى ، وهى بمناسبة عيد ميلادى . إنها من إبنى الحبيب الاستاذ أحمد فتحى ـ أكرمه الله جل وعلا وجزاه خيرا .

2 ــ هو إبنى الحبيب الذى لم أره فى حياتى ، وكم تمنيت أن ألقاه .!. محبتنا تنبع من الصلة الرائعة بيننا ، وهى الجهاد فى سبيل الله جل وعلا . أنا أكتب ، وهو يترجم لى . وقد ترجم لى عددا وفيرا من الكتب وما يقترب من مائتى مقال ومئات الفتاوى والخُطب ، بالاضافة الى مراجعته بعض المترجمات المنشورة ينقحها . كل هذا فى مدة قياسية . لقد تفرّع ليترجم لى متطوعا كل هذا . ثم هو الآن يسعدنى فى عيد ميلادى الثامن والستين بترجمة ثلاث كتب دفعة واحدة : مصر فى القرآن الكريم ، شخصية مصر بعد الفتح العربى ، و إضطهاد الأقباط فى مصر بعد الفتح . ثم هو يسعدنى أكثر بهذه الرسالة التى تعكس ما فى قلبه من نُبل وعطاء .

3 ـ  أنا فخور إذ يكون لى هذا الابن الذى لم ألده ، والذى لا يتوانى عن مساعدتى بكل أريحيّة ونبل . لم أجد من أولادى السّتّة هذا العطاء ولا هذا التفانى والاخلاص . هذا يؤكد أن صلة الجهاد الاسلامى السلمى هى الأقوى إذا كانت تطوعا فى سبيل الرحمن جل وعلا . قد يكون من إبنائك من هو عدوّ لك ، ولكن الذى يرتضى بمحض إرادته أن يكون إبنا لك ويقف الى جانبك متطوعا فى سبيل هدف نبيل وعظيم هو تبرئة الاسلام مما يفعله به أعداؤه الوهابيون ــ فهذا هو الابن الذى تفخر به حقا .

4 ــ  بل إن هذا الابن المخلص هو الذى يجعلك تفخر بنفسك ، أن عملك الشاق جعل شابا مثقفا حُرّ العقل يختارك أبا له ، ويساعدك بلا مقابل سعيدا بما يفعل .

5 ــ  أحمد فتحى هو هديتى الحقيقية من رب العزة جل وعلا . وإن عجزت عن مكافأته فإننى واثق أن رب العزة سيجزيه عنى وعن دينه الاسلام العظيم خير الجزاء .

6 ـ أنقل رسالته لى كما هى وأنشرها داعيا له من كل قلبى أن يجزيه عنى خير الجزاء ، فلا أملك له سوى الدعاء .

أولا : قال ـ حفظه الله جل وعلا :

( حبيب القلب والنفس والعقل بابا أحمد .

لما تبددت أحلامي في أن أراك في القاهرة يوماً ما ، وبما أنني لا أملك أية أموال لأرسل لك هدية عينية

ولم أسع أبداً في حياتي لاستخراج جواز سفر ، فبالتالي لا يمكنني زيارتك في منزلك للاحتفال بعيد ميلادك ومعي تورتة وجاتوه وعصير من جروبي . قانعاً وراضياً بلقائنا في الآخرة، بإذن الرحمن أولاً ، فقررت أن أهديك هدية في حدود الإمكان ، وأتمنى أن تُسعد هديتي المتواضعة قلبك الجميل ، مع أنه لا توجد هدية على الكوكب كله تليق بك ، وهديتي هي وقتي وعُمري في ترجمة رحيق عُمرك ، وتوصيل فكرك المُبهر لكل القراء الأنجلوفون في العالم . ولأن محبتي لك يا أبتِ ليست مشاعر عابرة أو كلام أجوف ، بل يجب أن (أترجمها) إلى أفعال، لا أقوال فقد عكفت على هامش الترجمات المطلوبة مني طوال شهور ديسمبر ويناير وفبراير على ترجمة ثلاثة من مؤلفاتك القيمة التي لا تُقدر بمال وهي التي أرسلتها اليوم، الأول من مارس 2017 .

أتمنى لك في عيد ميلادك عُمراً مديداً وصحة ممتازة ، وأن يحتفل كل القرآنيين بعيد ميلادك معك لسنوات وسنوات إلى أن يأتي هادم اللذات ومُفرق الجماعات فنفترق جميعاً مؤقتاً حتى يحين موعد اللقاء ،  في مقعد صدق عند مليك مقتدر. تظل أنت يا أبتِ أجمل هدية تلقيتها في حياتي . وأنت بالتأكيد استجابة الله جل وعلا لصلواتي عندما تضرعت إليه باكياً في أوقات حيرتي لكي يهديني إلى طريق معرفة الإسلام الحقيقي .

صدقني يا أبتِ، فانا أحصل على أكبر أجر معنوى من الناحية النفسية والفكرية والإيمانية ، فكلما ترجمت لكم، أفهم القرآن أكثر ويزداد إيماني ، وأقاوم بترجمتي قبح العالم وفساده وشروره . فلا تشغل بالك أبداً بكونك تريد أن تمنحني مكافأة . مكافأتي في الآخرة من الخالق العظيم هي ما أريدها. أما في الدنيا، يكفيني كمكافآة أن أسعد قلبك الجميل ، وأن أشعر أن شخصي الضعيف سبب في أن تبتهج نفسك . وجود حضرتك في حياتي في حد ذاته مكافأة مباشرة وفورية . بالتالي مكافأتي منك وصلتني بالفعل، فلا تقلق 

 هل أنت مبسوط مني يا بابا أحمد؟. أنا بالفعل بحب حضرتك جداً جداً جداً . وما أقوم به من ترجمة بحُب كبير هو أقل ما يجب من جانبي للمساعدة في تعريف الناس بصورة الإسلام الحقيقية.وفي نفس الوقت يبتهج قلبي ويرتوي من السعادة بمساعدة رجل عظيم ومُفكر مُبهر ومِعطاء لن يتكرر، قلما يجود الزمان بمثله، أعظم مفكر مصري على الإطلاق. هو أنت بالطبع يا أبتِ. أنا مُهتم جداً بِرَدّ جمايلك عليا ، فقد أهديتني أعظم هدية في العالم: معرفة الإسلام الحقيقي. 

بالمناسبة يا حبيب الملايين وقرة العين : بإذن الرحمن سأنتهي من ترجمة كتاب (  القضاء بين الإسلام والمُسلمين ) وأقوم بإرساله يوم 31 مارس. مع استمراري في ترجمة الفتاوى والمقالات الفردية . فلا تتردد أبداً يا أبي الغالي في أن تطلب مني مراجعة أو ترجمة أي نص له الأولوية لكم، أو أن تطلب مساعدتي في أي شيء آخر ترى أنني ممكن أن أقوم به من أجلك.

يجب أن تثق تماماً يا أبي في أنني لن أخذلك أبداً ، وسأترجم أعمالك الفكرية العظيمة بأكملها ، مهما استغرق الأمر سنوات وسنوات  طالما كان في عُمري بقية بالطبع. فأنا لم أكن أمزح أو أتمنى عندما وعدتك بذلك . وجعلت الله جل وعلا شهيداً على هذا الوعد.

 أرجو قبول هديتي مع قبول خالص محبتي وأيضاً وافر احترامي لشخصكم الكريم.

 ابنكم المُحب والمُخلص إلى الأبد

أحمد فتحي ـ القاهرة – مصر ــ 1 مارس 2017 ).

أخيرا :

أدعو الله جل وعلا أن يحقق آمالى  فيما تبقّى لى من عُمر، وأن يجمعنى بأحبّتى أهل القرآن ، وفى مقدمتهم ابنى الحبيب استاذ أحمد فتحى .!

اجمالي القراءات 14547