ما معنى (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) ؟؟؟

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الأحد ٢٦ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

رجال الدين الأرضي البشري يقتطعون بعض آيات الله تعالى، ليضلوا الناس عن نور الله تعالى وصراطه المستقيم، فهم كمن يقول: ويل للمصلين ويسكت.

إن رجال الدين البشري ينقلون أقوال بعضهم بعضا، دون أدنى تفكير أو إعمال لعقلهم، وقد ضرب الله تعالى مثلا لأمثالهم فقال سبحانه: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(5).الجمعة.

لنستعرض معا معنى قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا. لقد جاءت الآية في معرض الحديث عن الفيء، الذي قدر الله تعالى أن يمنحه لرسوله والمؤمنين معه دون أن يقاتلوا ويتكبدوا مشقة الحرب وخسائره، فكان كهدية من الله تعالى لرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، كي لا يكون دولة بين الأغنياء، أي أن هذه الغنائم لا تعطى إلا لمن ذكرهم الله تعالى ويُحرم منها الأغنياء. لنقرأ الآية معا مع التدبر في أحسن الحديث:وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(6)مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(7)لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ(8). الحشر.

 

أما قول رجال الدين المقتطعين للآية فقد حرفوا معنى الآية واقتطعوا منها ما يخدم رأيهم ومصالحهم فقالوا عن قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) يعني ما أتاكم من حديث عن رسول الله فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فاخترعوا أحاديث تخالف النص القرءاني ونسبوا ذلك إلى الوحي وإلى الرسول، والرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، من ذلك براء.

لقد ضلوا وأضلوا كثيرا، لأن الرسول عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، لا يبلغ عن ربه إلا الوحي، وهو القرءان العظيم فقط.

قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ(45).الأنبياء.

قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ. (19). الأنعام.

قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ(45)وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(37). يونس.

 

إذن الوحي المنزل على رسول الله هو القرءان العظيم لا غير، ولا يمكن لرسول الله أن يتقول الله فيأتي بآية من عنده ولو فعل لنفد الله تعالى فيه قوله: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ(38)وَمَا لَا تُبْصِرُونَ(39)إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ(40)وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ(41)وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(42)تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ(43)وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46)فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ(47)وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ(48)وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ(49)وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ(50)وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ(51)فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52).الحاقة.

قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ(31). سباء.

لولا رجال الدين الضالين المضلين لدخل الناس في دين الله أفواجا، ولما وجد السلفية الوهابية ولا داعش وأخواتها...

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 19554