رد على مقالة الأخ حسن عبد اللطيف (مجرد سؤال)
مجرد اجابة

محمد سمير في الإثنين ١٦ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

مجرد اجابة
اجابة على سؤال الاخ حسن عبد اللطيف في مقالة ( مجرد سؤال ) كيف نهض الغرب ؟ تكمن فيه الاجابة , لنعد قليلا الى الوراء . بعد تلاحق هزائم الاوروبيين امام العثمانيين ومسلمي الاندلس , قام اهل الفكر عند الاوروبيين بالتساؤل بصوت عال : اين الخلل ؟ وما هو العمل ؟
فبعد سقوط القسطنطينية (عام 1453 م) ب 76 سنة أي عام( 1529 م) قام مارتن لوثر بنشر دعوته بأن سبب الخلل هو في الكهنوت واتباع كتب التراث . وانه لابد من توحيد مرجعية الدين في الكتاب المقدس فقط ( التوراة والانجيل ) , وبحماية بعض الامراء الالمان صار له اتباع وانتعشت دعوته .
وعندما عاد الاوروبيون الى الكتاب المقدس وجدوا انه قد انتهت مدة صلاحيته للاستخدام الادمي , فاتجهوا الى طريق اخر وهو التجربة والخطأ, فأخذت منهم عدة قرون لينهضوا , ونهضوا وأسسوا الحضارة الحالية , لكنهم اليوم كمن يسير بعين واحدة , فهناك تقدم مادي هائل لكنه ينقصه الهداية , والقران هو كتاب هداية , وان حدث ان شاء الله تعالى ان يهدي صاحب العين الواحدة الى القران فماذا سيحصل للمسلمين التراثيين ؟ إما ان يتقوقعوا كما هم الان او ان يضطروا الى اتباع المتقدمين ماديا والمهديين دينيا , يقول الله تعالى في سورة المائدة (54) " يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم "
كلنا يعرف ان الشخص الوحيد الذي اثمرت دعوته في حياته هو النبي الخاتم محمد بن عبد الله عليه وعلى رسل الله السلام , وقد اختصر الزمن الى 22 سنة فقط , ولو اهتدى الاوروبيون الى القران عام 1529 لكانوا وفروا عليهم ثلاثة قرون من البحث والتجربة , ولكن شاء الله سبحانه وتعالى , ان تكون الامور على ما سبق توضيحه .
ان القران الكريم يضمن الحرية التامة لكل البشر في المعتقد وفي الفكر وفي تبني أي فلسفة أرادوا تبنيها , يقول الله تعالى ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف – 29- .
وقال تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) المدثر- 38 –
وقال تعالى ( لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ) البقرة -246-
وقال تعالى ( وهديناه النجدين ) البلد-5- , وقال تعالى (انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ) الانسان -3-
ان المبدعين في مجال العلوم الانسانية لا يمكن ان يقدموا ابداعاتهم الا في جو من الحرية الفكرية وحرية البحث العلمي .
لنتخيل الدكتور / أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل , لو عاد الى مصر وعمل في احدى جامعاتها , أكان لديه المجال للتفرغ لابحاثه العلمية , بالطبع لا , والسبب بسيط ,لانه سيضطر الى اعطاء دروس خصوصية ليوفر ابسط امكانات العيش له ولأسرته .
ولو أن فاروق الباز بقي مدرسا في معهد السويس بعد حصوله على الدكتوراة من امريكا في منتصف الستينات من القرن الماضي , هل سيصل الى ما وصل اليه في علوم جيولوجيا الفضاء ؟ بالطبع لا .
من ناحية اخرى فإن القران الكريم يدعو الى البحث والتفكر في خلق الله , واستعمال العقل والبرهان , يقول تعالى ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ) البقرة- 111- النحل -64 -.
ولكن عليناان نعلم ان كتاب الله هو كتاب هداية وليس كتاب فيزياء أو رياضيات أو بيولوجيا , بالرغم من ان هناك اشارات كثيرة في القران الكريم الى حقائق علمية اكتشفها الانسان بعد نزول القران بعدة قرون .
على سبيل المثال لا الحصر , يقول الله تعالى ( والارض بعد ذلك دحاها ) النازعات – 30- , ولقد عرف الانسان ان الارض كمثرية الشكل بعد نزول القران بحوالي تسعة قرون .
اذن نستخلص ان النهضة العلمية المادية تحتاج الى توفير وسط مناسب لها ،ويتلخص فيما يلي :
1. حرية : يوفرها القران الكريم لكل البشر على اختلاف اجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم .
2. اقتصاد قوي : يوفره القران الكريم بالتكافل الاجتماعي وتوزيع الثروة بالعدل، وتحريك رأس المال باستمرار , (عدم كنز الذهب والفضة ).
3. الامن : يوفره القران بتشريعات القصاص والعفو والتكافل والرقابة الذاتية .
4. تشريعات واضحة .
5. العدل والمساواة : دون تمييز بين الناس حسب اللون او العرق او المعتقد .

محمد سمير
فلسطين

اجمالي القراءات 11647