الرعب القادم من الشمال
الرعب القادم من الشمال

أسامة قفيشة في السبت ١٨ - فبراير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الرعب القادم من الشمال

هو مجرد سيناريو و تحليل , يحاكي الواقع المرير لمنطقتنا الجميلة التي نعشقها بلا حدود .

تلك الفاتنة الندية , تلك المتكبرة العنيدة , تلك الحالمة الصبورة , أرض الرسالات السماوية , منتصف الأرض , قلب الحياة , عروس البحر , ملح الأرض , عبق التاريخ , شعاع النور , حروف المجد ... لا حصر و لا وصف يمكن للسان من وصفها , هي فلسطين أو سمها كما شئت , فالأسماء لا تعنيني كما تعنيني أرضها و جبالها و بحارها و زيتونها و شجرها , و يسمينها و ريحانها و طيورها و ترابها .. فلا اسم يليق بها سوى أرض كنعان .

تلك الأرض هي مهد الرسالات و أرض الأنبياء , و جميع تلك الرسالات هي من عند الله الواحد , رسالة ٌ من السماء للأرض , تدعو الجميع للإيمان و التوحيد و السلام , فلم التحارب و القتل و الإرهاب , و نحن ننادي بأن تكون أرض السلام ,

في هذه الأرض هناك تلاحم بين المسيحيين و المسلمين منقطع النظير , و أرجو من اليهود الانضمام لهذا التلاحم كي نضع حداً لهذا الصراع , فعليهم عمل الكثير من الخطوات حتى يتم التلاحم و التراحم , فهم من يمتلك القوة و عليهم إبداء حسن النية قبل فوات الأوان , و كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش ( على هذه الأرض ما يستحق الحياة ) .

في ظل الوضع الراهن , والمجريات السياسية الدولية , و التعنت و التشدد و القهر و الغطرسة لا يكاد الفلسطيني يرى أي شعاع للأمل , فكل الأحلام تذبح على أعتاب بوابات مدننا المحاصرة , و قرانا المحاصرة , و بيوتنا المحاصرة , و غرفنا المحاصرة , و عقولنا و كلامنا و حتى همسنا بات محاصر ,

إن لم يكن عام 2017 هو عام السلام فبلا شكٍ سيكون بدايات الخراب !

في هذا العام يجب وضع حدٍ لهذا الصراع , و على وجه السرعة مهما تكن الخسائر و التضحيات , لأن القادم أكثر خسارةً و أكبر إيلاماً و أعنف مما يتخيل البعض , هي أربع سنوات من الآن فإن لم يتحقق السلام , فبعدها على الدنيا السلام !

هذا الحل يجب أن ينهي هذا الصراع , سواء بدولة أو دولتين !

فعلى كل طرفٍ من الأطراف فهم و تحليل هذا على طريقته الخاصة , و ما يملي عليه واقعه و بحذر لأن كل الوقائع ستتغير من الآن !

أما عن سيناريو الرعب القادم من الشمال الذي يمثله حزب الله اللبناني , فهو الدمار المحتوم الذي يلوح في الأفق من بعيد , تلك الجبة الشمالية و الساحة الساخنة ستلتهب من جديد , و لكن ليس كسابقاتها من اشتباكات و قصف من بعيد , هذه المرة سيكون الوضع بعدها ليس كما كان قبلها ,

الناظر لجغرافيا الأرض يمكنه القول بأن الزحف من الشمال لدخول هذه الأرض هو نوعٌ من الانتحار و الموت المحتم , و إن تم هذا الزحف سيكون محدوداً و مطوقاً و لفترة قصيرة لا تتجاوز الأيام نظراً لجغرافيا الأرض و لقوة سلاح الجو الإسرائيلي القادر على حسم هذا الأمر و بسرعة قصوى ,

و لكن الجديد هذه المرة يكمن في الداخل , فنحن نعيش على فوهة بركان يغلي حقداً و غضباً و ثأراً من جميع الفئات و الأعمار و من كل الأحزاب يميناً و يسار , بل بات اليسار أكثر ضجيجاً و تصلباً من اليمين ,

حتى اذا اندلعت الحرب و هي وشيكه , سيسقط وابل كبير و كثيف من الصواريخ قصيرة و متوسطة المدى على كافة المدن الإسرائيلية بلا استثناء , و ستضرب جميع المواقع الحساسة في إسرائيل فلن يكن هناك أي خطوط حمراء , لأنها ستتجاوز تلك الخطوط رداً على كيفية أداء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في كيفية تعاملها و ردها الذي سيكون بلا حسابات و بلا تقديرات صحيحة ,

و ستسقط الجبهة الداخلية فوراً و تنهار , و ستشل عجلة الحياة في تلك المدن , و حالة التخبط و الإرباك ستكون سيدة الموقف , و سيتمكن عناصر حزب الله اللبناني من اجتياح بعض القرى الإسرائيلية المتاخمة للحدود الفلسطينية اللبنانية , و قد تمتد لمناطق الجولان السوري ,

في هذه اللحظة ستتفتح شهية الفلسطيني الغاضب المخنوق و المكبوت كي ينقض على كل يهودي في كل مكان على هذه الأرض , ستكون المدن و القرى الإسرائيلية خالية كمدن أشباح , حيث ستخلو من سكانها الذين سيهرعون للملاجئ , و سيختلط الحابل بالنابل ,

علماً بقيام كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مؤخراً بتجهيز كتائب لا يمكن تمييزها عن كتائب الجيش الإسرائيلي , استعداداً لتلك اللحظة , لأن كل الأمور قد تجاوزت حدود الإمكان , و بات الفلسطيني مقهوراً بلا أمل , و لم يعد هناك فرص للسلام , فقد بان لنا بأن الراديكاليين كانوا أكثر دقة و دراية في قراءة المشهد ,

و الكل منتظرٌ لساعة الصفر , حينها لا لوم و لا عتاب على أحد , فالجميع بات يختبر الجميع , و على ترامب الابتعاد عن اختبار إيران , لأن حزب الله اللبناني جاهز كما يبدو لهذا الاختبار بالرد على طفلة أمريكا المدللة إسرائيل .

 

فليس للفلسطيني شيء كي يخسره !

فإما أن يكون أو لا يكون !

اجمالي القراءات 8163