الشفاعة في القرآن

عبداللطيف حسيب في الخميس ١٢ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

دكتور عبداللطيف حسيب

الشفاعة فى القرآن الكريم

(1) معنى الشفاعة 
"وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ"
سورة الفجر (89) – آية (1-4)
يقسم الله سبحانه وتعالى بمعجزة الفجر وهو انبثاق ضوء النهار من ظلام الليل. ويقسم الله سبحانه وتعالى أيضاً بالليالى العشر التى قد يحتمل أن تكون إشارة إلى أيام الحج أو إشارة إلى مرحلة معينة فى دورة القمر. ويقسم الله بالشفع وهو المثنى من كل مخلوقاته والوتر وهو المفرد من كل مخلوقاته. ثم يقسم بالليل &ute; وسريانه.
ومن ذلك نعلم أن كلمة شفاعة هى توسط بين طرفين أمام الحكم. والموضوع الذين نحن بصدده هو توسط البشر والملائكة بين الله والبشر.
وهذه الوساطة بمفهوم القرآن الكريم تتم فى صورة دعاء واستغفار من البشر والملائكة للصالحين من عباد الله وتتم فى الدنيا فقط وتنقطع تماماً يوم القيامة ونفع الشفاعة يعود على الشفيع وليس على المتشفع له لأنها نوع من العبادة من جانب الشفيع إلى الله سبحانه وتعالى ولكنها بأى حال من الأحوال لا تغير حكم الله فى حق المتشفع له. لأن الله أعطى الفرصة فى الدنيا لكافة المخلوقات لعمل الصالحات والتوبة وعلى هذا فإن الحساب يوم القيامة يتم لكل شخص على حده وفيه يقرأ الإنسان كتاب أعماله يوم القيامة من خير أو شر وبناء عليه يحكم بنفسه على نفسه حكماً نهائياً لا رجعة فيه فإما إلى خلود فى الجنة أو النار.
(2) الشفاعة تعود إلى صاحبها
" مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا * وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا * وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا"
سورة النساء (4) – آية (85)
توضح الآيات أن الشفاعة أو التوسط بين الله والبشر يجوز أن يكون بالخير وذلك بأن يدعو الشفيع للمتشفع له بالرحمة والبركة والمغفرة أو الشر بأن يدعو الشفيع على المتشفع له بالعذاب حسب أعمال الشخص نفسه من خير أو شر.
وتقرر الآية بأن فائدة الشفاعة التى هى نوع من العبادة لأنها دعاء تعود على الشفيع نفسه.
(3) شفاعة الملائكة والصالحين فى الحياة الدنيا - "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ"
سورة الأنبياء (21) – آية (26-28)
إدعى كثير من المشركين أن الله سبحانه وتعالى له ولد وسماه البعض بعذير والآخر بالمسيح فينفى الله ذلك ويؤكد عدم حاجته إلى الصاحبة أى الزوجة أو الولد سبحانه ملك السماوات والأرض. ولكن له عباد مطهرون دائماً مكرمون وهم الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويطيعونه دائماً. وهو سبحانه يعلم حاضرهم وماضيهم ولا يستطيعون أن يشفعوا لأحد إلا لمن رضى الله عنهم من عباده الصالحين وتؤكد الآية أن هؤلاء الملائكة يتقون الله ويخشونه. ولما كانت الشفاعة منقطعة تماماً يوم القيامة فإن شفاعة الملائكة تتم فى الدنيا.
- "فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى * وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى"
سورة النجم (53) – آية (25-26)
تؤكد الآية أن الحكم لله فى الدنيا والآخرة. وإن شفاعة الملائكة تتم لمن يأذن الله له بذلك وقبول الشفاعة أيضاً مرجعه إلى الله.
" وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ * الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ"
سورة غافر (40) – آية (6-10)
توضح الآيات أن مصير الكافرين إلى النار لا محالة. وأن الملائكة المكلفين بتدبير أمور الملك الذى هو العرش الذى هو الكرسى والملائكة المحيطين بالعرش كلهم يسبحون الله ويحمدونه ويؤمنون به حق الإيمان ويستغفرون للذين آمنوا من بنى البشر ويدعون ربهم ذو الرحمة الواسعة العليم أن يغفر للتائبين المنيبين وأن يقهم عذاب النار وأن يدخلهم هم والصالحين من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم جنة الخلد وأن يتجاوز عن سيئاتهم فذلك هو الفوز العظيم وتلك هى شفاعة الملائكة للصالحين من عباد الله فى الدنيا. ثم تؤكد الآيات أن غضب الله على الكافرين أشد من كراهية الكافرين لأنفسهم حينما يدعوهم الله سبحانه وتعالى إلى الآيات فيكفرون.
"وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"
سورة الحشر (59) آية (10)
تبين الآية دعاء الصالحين بعضهم لبعض فى الدنيا بالمغفرة ونزع الغل أى الحسد تجاه بعضهم البعض ذلك بأن الله هو الرؤوف الرحيم.
(4) الإذن بالشفاعة وقبول الشفاعة مرجعه إلى الله وحده - "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ"
سورة يونس (10) – آية (3)
تذكر الآية بأن الله هو خالق السماوات والأرض فى ستة أيام وهو القائم وحده على تدبير شئون العرش أى الملك وهو الوحيد المستحق للعبادة وليس هناك شفاعة لأحد إلا من بعد إذنه. وأنه يجب تذكر ذلك دوماً.
- " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ"
سورة السجدة (32) – آية (4)
تؤكد الآية أن الله خالق السماوات والأرض فى ستة أيام وأنه وحده القائم على تدبير أمور الملك. وأنه ليس لأحد من دون إذن الله نصير ولا شفيع.
- " أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ"
سورة الزمر (39) – آية (43-47)
تبين الآيات أن الله له ملك السماوات والأرض وأن إليه المصير وأن الإذن فى الشفاعة وقبول الشفاعة مرجعه لله وحده جميعاً. وتستنكر الآية عبادة غير الله واتخاذهم شفعاء بدون إذن الله وهم لا يملكون شيئاً ولا يعقلون لأنهم مجرد أصنام صماء. وتبين الآية نفوس الكافرين المريضة التى تشمئز حين ذكر إسم الله وحده ويبتهج وتسر حين يذكر من دون الله آلهة أخرى أو أنداداً وتؤكد حقيقة هامة وهو أن الله هو خالق السماوات والأرض من العدم وبدون مثال سابق وأنه وحده العالم بالحاضر والغائب وأنه وحده الحكم بين العباد فيما يختلفون فيه وتبين الآية حسرة الكافرين حينما يعرضون على الله يوم القيامة ويساقون إلى نار جهنم. يومئذ يودون لو يفتدوا بكل ما فى الأرض وضعفه من عذاب الله ولكن هيهات هيهات. وذلك هو جزاء الظالمين الظانين بالله ظن السوء.
- " وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
سورة يونس (10) – آية (18)
تستنكر الآية عبادة الكافرين لأصنام لا تضر ولا تنفع وذلك بدعوى أنهم يشفعون لهم عند الله. وتستنكر الآية قولهم الزور وبهتانهم وتؤكد أن الله وحده عليم بكل ما فى السماوات والأرض. وتنزه الآية الله عن الشرك أو إتخاذ الأنداد.
- "يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا * يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا"
سورة طه (20) – آية (108-110)
تبين الآية أن الصمت يسود يوم القيامة ولا يكون هناك سوى الهمس وأن الجميع يسيرون حسب أوامر داعى الله بلا أدنى عصيان. وأنه فى ذلك اليوم لا تقبل الشفاعة التى كانت قد تمت فى الدنيا إلا للذين أذن لهم الله ورضى عنهم. وأنه سبحانه وتعالى عليم بكافة أمور هؤلاء الشفعاء ويعلم حاضرهم وماضيهم وأن هؤلاء الشفعاء لا يحيطون بعلم الله.
- "وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ * قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ"
سورة سبأ (34) – آية (20-23)
تؤكد الآية أن وعد إبليس لله قد تحقق فقد أضل من البشر كثيراً ولم يسلم من إتباعه إلا القلة المؤمنة. وأنه لم يكن هناك من سلطان لإبليس على المشركين إلا أنهم أتبعوا دعوته حين ناداهم وأنهم بذلك قد رسوا فى إمتحان الإيمان بالله وأن الله على كل شئ حفيظ. وتبكت الآية المشركين وتطلب منهم أن يدعون شركاؤهم من دون الله. وتبين أن الشفاعة بإذن الله فقط.
- "وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
سورة الزخرف (43) – آية (85-86)
تبين الآية أن الله وحده يعلم موعد قيام الساعة وأحداثها وأنه وحده إليه المصير. وأن الله وحده صاحب الإذن فى الشفاعة وليس له شركاء فى ذلك. وأن الله يعطى الحق فى الشفاعة فقط للذين يشهدون بالحق.
- "وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ"
سورة يس (36) – آية (20-24)
تبين الآية أن الشفاعة لا تنفع إلا بإذن الله
(5) الحساب يوم القيامة فردى بدون شفعاء
- " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً"
سورة الإسراء (17) – آية (13-15)
تبين الآيات أن كل شخص محاسب عن أعماله هو وحده. وأنه سوف يقرأ كتاب أعماله يوم القيامة ويحكم على نفسه حسب أعماله المدونة بصحيفته ومن عمل صالحاً يجزى به ومن عمل سوءاً يجزى به ولا يعاقب إنسان على أخطاء غيره وأن الله قد أرسل الرسل إلى الناس كافة فمن عصاه وقع عليه العذاب ولا يوجد شفعاء يوم القيامة.
- "وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * َالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
سورة البقرة (2) – آية (80-82)
تبين الآيات أن الجزاء من جنس العمل وتفنذ أكاذيب المبطلين بأنهم سوف يدخلون النار للتطهير لفترة بسيطة ثم يدخلون الجنة وينفى الله ذلك. ويقرر الله أن من ارتكب المعاصى وغاص فى أعماقها وأحاطت به الخطايا فسوف يخلد فى نار جهنم بلا شفيع وأن الذين أكثروا من عمل الصالحات وهم مؤمنين فسوف يدخلون فى الجنة.
(6) رسول الله يشكو الناس إلى الله يوم القيامة - "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"
سورة الفرقان (25) – آية (30)
زعم كثير من الناس أن الرسول سوف يشفع لنا يوم القيامة والقرآن يقرر عكس ذلك أن رسول الله سوف يقدم شكوى إلى الله من أن الناس قد هجروا القرآن الكريم لم يفهموه ولم يطبقوه فسوف يلقون غياً.

لا شفاعة مطلقاً يوم القيامة
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ * اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ".
سورة البقرة (2) – آية (254-255)
تقرر الآية أن يوم القيامة ليس به بيع أو شراء ولا صبداقة ولا شفاعة وأن كفر قد ظلم نفسه. وتقرر أن الله هو القائم على تدبير شئون الكون وأنه لا ينام ولا تأخذه غفوة وأن ملكه الذى هو عرشه الذى هو كرسيه ويحتوى على كل ما في السماوات وما في الأرض وأنه لا يعجزه تدبير أمورهم وأنه عليم بحاضر المخلوقات كافة وماضيها وأنه لا يحيط أحد بعلم الله إلا بإذنه وأنه دائماً العلى العظيم.
- "هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ".
سورة الأعراف (7) – آية (53)
يطلب الظالمون أن يكون لهم شفعاء يوم القيامة أو أن يعودوا للحياة الدنيا حتى يحسنوا العمل ولكن الله يحكم بأنهم قد خسروا الخسران المبين يوم القيامة وليس لهم شفعاء.
- وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِين * وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ * هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ * َمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ".
سورة الشعراء (26) – آية (91-103)
تبين الآية ندم الكافرين على إتخاذهم شفعاء من دون الله بسبب طاعتهم لكبار المجرمين ويتمنون أن يعودوا إلى الدنيا ليحسنوا إيمانهم ولكن الوقت قد ضاع ويساقون إلى نار الخلد.
- "إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِين َ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِين"َ
سورة المدثر (74) – آية (39-48)
تبين الآية دخول المؤمنين الجنة ودخول الكفار النار بسبب إمتناعهم عن الصلاة وإطعام المساكين وكثرة لهوهم ولغوهم وتكذيبهم بيوم القيامة وتقرر الآية حينئذ أنه لا تنفعهم أى شفاعة. لاحظ دائماً أن جميع المنتظرين للشفاعة يوم القيامة هم المجرمين وأنه قد ضل سعيهم وخاب ظنهم لأن يوم القيامة ليس به شفاعة.
- "قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ * وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"
سورة الأنعام (6) – آية (50-51)
إعتراف الرسول لكريم أنه لا يملك خزائن الله ولا يعلم الغيب وأنه بشر ليس ملاكاً وإنه متبع فقط لما يوحيه الله إليه. ودعوة الرسول أن ينذر بالقرآن المؤمنين الذين يعلمون أنه ليس لهم من دون الله ولي ولا شفيع ولا نصير حتى يحرصون على التقوى.
- "وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ"
سورة الأنعام (6) – آية (70)
تأكيد على أن يوم القيامة ليس به شفاعة ولا فدية. - "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ"
سورة الأنعام (6) – آية (94)
تبكيت للكافرين على إتخاذهم شفعاء وتأكيد على أن ظنهم قد خاب يوم القيامة.
- "الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ"
سورة غافر (40) – آية (18)
تأكيد عن إنقطاع الشفعاء عن الظالمين يوم القيامة.
- "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ * وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ"
سورة الروم (30) – آية (12-13)
تأكيد عدم وجود شفعاء للمجرمين يوم القيامة وكفر الظالمين بشركائهم من دون الله.
- "يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا * لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا * وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا"
سورة مريم (19) – آية (85-93)
إقرار بعدم وجود شفعاء للمجرمين يوم القيامة.
- يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ"
سورة البقرة (2) – آية (47-48)
- "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ"
سورة البقرة (2) – آية (122-123)
نفى تام للشفاعة يوم القيامة.

حديث الشفاعة وإليك نسوق حديث الشفاعة كما ورد فى صحيح البخارى الجزء الرابع صـ 165-166.
"عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهمس منها نهسة وقال أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بمن يجمع الله الأولين والآخرين فى صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعى وتدنو منهم الشمس فيقول بعض الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس أبوكم آدم فيأتونه فيقول يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فيقول ربى غضب غضباً لم يغضب قبله مله، ولا يغضب بعده مثله، ونهانى عن الشجرة فعصيته نفسى نفسى اذهبوا إلى غيرى اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحاً فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبداً شكوراً. أما ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى إلى ما بلغنا، ألا تشفع لنا إلى ربك، فيقول ربى غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله نفسى نفسى ائتوا النبى صلى الله عليه وسلم فيأتونى فأسجد تحت العرش، فيقال يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسله تعطه."
تفنيد هذا الحديث المزعوم
أولاً: إن الحديث عن يوم القيامة هو غيب اختص الله به والرسول يعترف بعدم علمه بالغيب وأنه لا يعرف إلا ما يوحيه الله إليه فى القرآن الكريم.
- "قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ"
سورة الأنعام (6) – آية (50)
ثانياً: يشير الحديث إلى أفضلية النبى عن سائر المرسلين والقرآن يقرر أنه يجب عدم التفرقة بين الرسل.
- "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"
سورة البقرة (2) – آية (285)
- "قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ"
سورة الأحقاف (46) – آية (9)
النبى يعترف إنه غير مختلف عن باقى الرسل وأنه لا يعلم الغيب وأنه لا يتصرف إلا بالوحى.
ثالثا: محاولة إظهار آدم بالمخطئ يوم القيامة غير صحيحة لأن القرآن يذكره أنه تاب عن خطيئته عندما أكل من الشجرة وأن الله تقبل توبته.
- "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"
سورة البقرة (2) – آية (37)
رابعاً: محاولة إظهار نوح بالمخطئ هى محاولة فاشلة لأن القرآن يذكر أنه حينما طالب نوح ربه أن ينقذ إبنه من الغرق مع كونه فى جانب الكافرين فهدده الله أن يطلب ما ليس له بحق فتاب نوح إلى ربه وتقبل الله توبته.
- "وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ * قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ"
سورة هود (11) – آية (45-48)
خامساً: الزعم بأن النبى يسجد تحت العرش غير صحيح لأن الله ليس كمثله شئ وهو خالق الزمان والمكان ولكنه هو نفسه خارج إطار الزمان والمكان أى لا يحده زمن ولا مكان ولا تدركه الأبصار. والحقيقة أن ملك الرحمن هو عرش الرحمن هو الكرسى واستواء الله على عرشه هو قيامه بتدبر أمور الملكوت فهو قيوم السماوات والأرض ولا يجوز لنا أن تخيل أن له الكرسى عرش مثل ملوك الدنيا وأنه يجلس لى الكرسى.
- "اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"
سورة البقرة (2) – آية (253)
كرسى الرحمن هو كل ما فى السماوات والأرض.
- "وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ"
سورة هود (11) – آية (7)
- "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ"
سورة السجدة (32) – آية (4)
خلق الله السماوات والأرض وما بينهما ثم استوى على العرش أى قام بتدبير شئون الملك.
سادساً:
الشفاعة منفية تماماً يوم القيامة كما قدمنا من قبل وأكدت تلك الحقيقة عدة آيات قرآنية.

دكتور عبداللطيف حسيب

دكتوراه في أمراض النساء والولادة

اجمالي القراءات 81893