قراءة نقدية لقصيدة الشاعر خالد اللهيب

نهاد حداد في الثلاثاء ٠٣ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 
تقولُ غاليتي الجهلُ نعمة
 
وتغرس في الرمال الجبين
 
متجاهلة حبها ومرسى السفينة
 
تكتفي من متع الحياة
 
بإنتمائها قهرا لزمرة الصابرين
 
وي كأنّ الله قد جعلها من المحرومين
 
وقد تناست أنه جلّ في علاه أكرم الأكرمين
 
تشتكي الوحدة ، بعد ملازمة و صداقة لسنين وسنين
 
غاليتي
 
إستيقض القلبُ واشتعل الحبُ فلا تكابرين
 
ولا تلحق بجهل الجاهلين
 
وأنت رائعةُ الجمال ، زهرة الياسمين
 
غاليتي
 
أغفرُ طعن قلبي بألف سكين وسكين
 
فأنت الروح والقلب تملكين
 
و تفعلي به ، ما تشائين
 
و لكنني جبلٌ ، صدّ ، من المدافعين
 
فلن أسمح لك قتل حبّك كما تتوهمين
 
هل تسمح سيدي أن أعطي عنوانا لقصيدتك !
 
هل تسمح لي بنقدها !
 
قرأتها عدة مرات ، أولا ، لأن فيها إحساسا عاليا ، وبساطة في التعبير ، تلك البساطة التي تنم عن تلقائية لا تصنع فيها ! جماليتها في عفويتها ، وعفويتها تتمثل في غياب المحسنات البديعية منها ! وأتوقع أنك كتبتها كما أحسستها دون أن تعود لتصحيحها ! خرجت كما هي دون تنميق ! هي إحساس فقط ! وقناعة فقط ! هي قصيدة للأمل ، هو ذا العنوان الذي اقترحته لها إن كنت تريد لها عنوان!
كثير من الناس ، حين يقرؤو ن شعرا يتوجه فيه صاحبه بالخطاب إلى أنثى يتوهمون أنها العشيقة ! في التراث الاغريقي والعالمي هي الملهمة ( la muse ) !
الملهمة ليست بالضرورة المرأة التي نحب أو نعاتب ! بل هي من يلهمك كتابتك هذه الكلمات ! قد تكون امرأة أو فكرة أو حتى العنقاء ! لكنها ترتدي ثوب النقاء ،  المثال الروحي النقي الذي تصبو إليه النفس في حالات الصفاء ! حين لا يغشى الروح شيء غير الرغبة في الارتقاء ! نقاء الفكر والسريرة ! قصيدتك دعوة لنبذ الجهل ! دعوة للحب ، دعوة للتمرد ، دعوة للعبادة بصفاء ! هي رد اعتبار للمرأة / للأنثى ! لروح الإنسان فيها !
هي مداعبة وصحبة ورقة ورجولة وشموخ دون انحنا ء : " و لكنني جبلٌ ، صدّ ، من المدافعين " !
هي ايقاظ واستيقاظ ونفض للغبار !  قصيدة عنوانها ، زهرة الياسمين !
سأكون أول قارءة ناقدة لشعرك لو سمحت لي ! استمر ! فقرآن الله يهز الأشجان نثرا ! ولو لم يكن الله جل جلاله محبا للكلمات ! لما هزت عواطفنا حبا وخشية وخشوعا في الصلاة !
كان بودي أن أكتب أكثر ولكن مشاغل الحياة تناديني ! وقد أصررت أن لا يكون تعليقي على قصيدتك ببضع كلمات ! ورأيت بأنها تستحق نقدا موضوعيا عما أحسست به وما فهمته من قراءتي لها ! حتى لا يكون رأيي فيها فقط  من باب المجاملة أو المدح الأخوي بسب الانتماء ! أشجعك سيد خالد اللهيب ! استمر وستجدني ان شاء الله من قارئيك !
شكرا للدكتور منصور على كلماته اللطيفة بحقي ، وأرجو أن آكون عند حسن ظنك بي ! أحييكم وأشد على أيديكم بحرارة !
مساءسعيد وإلى الأحد المقبل إن شاء الله !
اجمالي القراءات 7339