النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن قتال اهل الكتاب

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١١ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن قتال اهل الكتاب

قال المذيع : قبل أن أسألك عن قتالك أهل الكتاب أقول إننى فهمت من حديثك السابق أن الله أمركم بالعفو والصفح على اهل الكتاب الذين يحسدونكم ، وأمركم بالصبر على أذاهم ، وبالتالى فلا أتصور أنكم ستعتدون عليهم ظلما ، ولكن المنطقى أنهم سيطورون أذاهم الى إعتداء مسلح يبدأون به ، وبالتالى تضطرون الى القتال الدفاعى . أليس إستنتاجى صحيحا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : بلى . قال جل وعلا عن أهل الكتاب : (وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ) 110 : 111) آل عمران ) .     

 قال المذيع : هذا يعنى ان الفاسقين من اهل الكتاب كانوا هم الذين يؤذونكم ، ولو تطور الأذى الى قتال فسينهزمون .

قال النبى محمد عليه السلام : الله جل وعلا يقول عنهم  (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ ) يعنى هم الذين بدأوا بالأذى ، وهم الذين سيبدأون بالقتال. وبالتالى فمصيرهم الهزيمة .  

 قال المذيع : هل قول الله (وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ) هو وعد بهزيمتهم إن قاتلوكم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم هو وعد ، وله شروطه     

قال المذيع : وما هى شروط تحقيق النصر ؟

قال النبى محمد عليه السلام : إن ننصر الله جل وعلا ينصرنا الله جل وعلا . هذه قاعدة تكررت فى القرآن الكريم . قال ربى جل وعلا لنا وللمؤمنين غيرنا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ  أَقْدَامَكُمْ ) 7 ) محمد )،وقالها جل وعلا بصيغة التأكيد : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز) 40  ) الحج ) (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) 51 ) غافر )

قال المذيع : ما معنى أن تنصروا الله ؟ هل الله محتاج الى أن تنصروه ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : الله جل وعلا أعطى الانسان الحرية الكاملة فى الايمان أو الكفر ، فى الطاعة أو المعصية، وجعل الحساب والثواب والعقاب مؤجلا الى يوم الدين . وينبغى أن يكون الناس أحرارا فى إختيارهم حتى يكونوا مسئولين عن هذه الحرية يوم الحساب . والله جل وعلا لم يترك الناس فى ضلال وعماء ، بل أنزل لهم الكتب السماوية على رسل وأنبياء منهم ومن داخلهم . ولكن يقوم الكهنوت بصدّ الناس عن الحق ، ويصل صدهم الى إنتحال أحاديث ينسبونها ظلما لله جل وعلا ، يفترون بها على الله جل وعلا كذبا ، وينسبون اليه إباحة الظلم بل وتشريعه . ثم يصل صدهم عن سبيل الله جل وعلا الى شن حرب معتدية على أولئك المؤمنين المسالمين لإكراههم فى الدين . من هنا فإن الذى يقف ضد هذا الافتراء إنما يدافع عن الله وينفى عنه هذه الأكاذيب ، والذىن يقفون يدافعون عن أنفسهم هذا الاعتداء إنما ينصرون الله جل وعلا . .

 قال المذيع : إذن هذا هو المراد بنصرة الله جل وعلا. والذى ينصر الله جل وعلا بهذا الجهاد السلمى ثم يتعرض للإعتداء الحربى ويضطر الى الدفاع ينصره الله جل وعلا.

 قال النبى محمد عليه السلام : نعم ، لأن الله جل وعلا يدافع عن أولئك الذين يدافعون عنه ، قال جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) 38 ) الحج ).

قال المذيع : هل هذا حكم عام ينطبق على كل المؤمنين الذين تنطبق عليهم الشروط ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : نعم ، وتدبر قوله جل وعلا : (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ) 51 ) غافر ). فى الحياة الدنيا يعنى فى أى زمان ومكان فى هذه الحياة ، ثم يوم الحساب حين يكون المؤمنون المجاهدون فى سبيل الله شهودا مع الأنبياء على الكهنوت وأتباع الكهنوت .  

 قال المذيع : الذين كتبوا سيرتك شوهوا سمعتك ، جعلوك محاربا قاسى القلب تعتدى وتغزو وتسلب وتنهب وتسبى النساء وتقتل الأسرى .

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء من هذا الافتراء . إن ربى جل وعلا قال لى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) 107 ) الأنبياء ). لم يرسلنى لقتال العالمين بل رحمة للعالمين.  

قال المذيع :سنأتى فيما لنتحدث عن تفصيلات تشريع القتال فى الاسلام . لكن دعنا هنا مع قتالك لأهل الكتاب

قال النبى محمد عليه السلام : هو يخضع لنفس التشريع ، قتال دفاعى لرد العدوان .

قال المذيع : جاء فى كتب السيرة أنك أخرجت اليهود من بنى النصير وبنى قينقاع وبنى قريظة من ديارهم ، وأنك غزوت خيبر .

قال النبى محمد عليه السلام : التاريخ الحقيقى لى فى القرآن الكريم ، والله جل وعلا كان ينزل الوحى يعلّق على كل ما يحتاج الى تعليق ، ويؤنبنى الى أى خطأ يقع . والحروب أمر بالغ الأهمية ، وإذا كان الوحى قد نزل يتعرض لبعض خصوصياتى مع زوجاتى يؤنبنى لأننى حرمت ما أحل الله جل وعلا : (
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  ) 1 ) التحريم ) فهل يترك حروبا دموية دون التعليق عليها ؟ 

قال المذيع : هل معنى هذا أن المواقع الحربية غير المذكورة فى القرآن لم تحدث ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  لم تحدث. 

قال المذيع : وماذا عن قتالك لأهل الكتاب . ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : هذا مذكور فى القرآن الكريم  

قال المذيع : ولكن ليست هناك تفصيلات عنه فى القرآن

قال النبى محمد عليه السلام : من كتب السيرة لم يعش فى عصرى ، ولا علم له بما كان يحدث .   

قال المذيع : اول من كتب السيرة كان محمد بن اسحق ،ووتوفى بعد الهجرة بقرن ونصف القرن .

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء ممن يفترى علىّ بالكذب .   

قال المذيع :لنبدأ بما جاء فى القرآن الكريم عن قتالك لأهل الكتاب

قال النبى محمد عليه السلام : أول ما نزل كان عن يهود المدينة . قال جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ   ) 2 : ــ  ) الحشر ).

 قال المذيع : إسمح لى .. اريد التوضيح

قال النبى محمد عليه السلام : الواضح من الآيات أننا لم نقاتلهم . الله جل وعلا هو الذى أخرجهم من ديارهم ، وكنا نظن أنهم لن يخرجوا منها . الله جل وعلا هو الذى قذف فى قلوبهم الرعب فأخذوا يخربون ديارهم ويرحلون عنها . والله جل وعلا هو الذى كتب عليهم الجلاء والخروج من ديارهم . نحن لم نفعل شيئا.

قال المذيع :ولكن لماذا إستحقوا هذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :الجواب فى الآيات ، وصفهم الله جل وعلا بالذين كفروا من أهل الكتاب وبأنهم شاقوا الله ورسوله ، وهذا يعنى أنهم بدءوا بالعدوان علينا ، وحين تجهزنا لرد العدوان أسرعوا بالهرب ذعرا وخوفا .

قال المذيع : ما معنى : (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ )؟  

قال النبى محمد عليه السلام  : يعنى أن بعض المؤمنين شاهدوهم يدمرون بيوتهم قبل الرحيل فشاركوهم فى التخريب والتدمير .

قال المذيع :ماذا عن اليهود الآخرين المعتدين ؟

قال النبى محمد عليه السلام :قال جل وعلا  عنهم : ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) 25 : 27 ) الاحزاب )

قال المذيع :أنتظر منك الشرح

قال النبى محمد عليه السلام : كان هذا عن حصار جيوش الأحزاب للمدينة يريدون القضاء علينا . وفى هذا الوقت العصيب إنضم اليهم أولئك اليهود المجاورون للمدينة ، فأصبحوا خطرا علينا ، ولكن الله جل وعلا  أنزل فى قلوب جيوش الاحزاب الرعب فانسحبوا ، قال ربى جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا  ) 9 ) الأحزاب )

قال المذيع : أى هنا أيضا لم يحدث قتال بينكم وبين جيوش الأحزاب ، والتدخل الالهى هو الذى أحبط هجوم الأحزاب . إنسحبوا وتركوا حلفاءهم اليهود .

قال النبى محمد عليه السلام : تركوهم يقاتلوننا ، وهزمناهم فهربوا الى حصونهم فحاصرناهم ، ونشب القتال فانهزموا ووقع بعضهم قتلى والآخر أسرى،وجلوا عن المدينة تاركين أرضهم وديارهم فورثناها.   

قال المذيع :هل قتلتم أسرى بنى قريظة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لا يجوز فى شرع الاسلام قتل الأسير بل إطلاق سراحه بلا مقابل أو   الفداء أى تبادل الأسرى . قال ربى جل وعلا : (فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء ) 4 ) محمد )

قال المذيع : سنتوسع فى هذا فيما بعدُ ، لكن ماذا عن بقية أهل الكتاب من النصارى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانت هناك قبائل من أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، تحالفت وبدأتنا بالقتال ، فأمرنا الله جل وعلا بقتالهم ، قال جل وعلا : ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) 29 ) التوبة ).  

قال المذيع :ما هى المسوغات الشرعية لقتالهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : مذكورة فى نفس الأمر التشريعى ، أنهم لا يدينون دين الحق ، وهو السلام ، أى أنهم معتدون ، إعتدوا علينا فقاتلناهم دفاعا .

قال المذيع :من الجائز أن يكونوا مخالفين لكم فى الدين دون إعتداء عليكم

قال النبى محمد عليه السلام: الذى لا يعتدى علينا ولا يخرجنا من ديارنا حرام علينا قتاله بل يجب علينا ان نعامله بالبر والقسط . قال ربى جل وعلا لنا من البداية فى تشريع القتال : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) 8 ) الممتحنة )، وقال جل وعلا لنا أيضا (  وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ  ) 190 ) البقرة ). أولئك بإعتدائهم علينا إستحقوا وصف الرحمن لهم بأنهم : (لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ )

قال المذيع : لماذا فرض الجزية عليهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الجزية من الجزاء . هم إعتدوا وسلبوا ونهبوا وقتلوا ، ومن العدل أن تتم مجازاتهم على ما ارتكبوه ، ليس باحتلال أرضهم وليس بقتلهم ، ولكن بأن يدفعوا عوض ما سلبوه ونهبوه .

قال المذيع :لماذا كان هنا فرض الجزية ولم تكن مع اليهود الذين كانوا يجاورونكم من بنى قريظة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هم كانوا يجاوروننا ، وقد إعتدوا علينا وحاربونا وانهزموا فإختاروا الرحيل تاركين أرضهم وديارهم لنا . ليس عدلا أن نفرض عليهم الجزية وقد تركوا أرضهم وديارهم . أما الآخرون من اليهود والنصارى الذين تحالفوا على حربنا فقد ظلوا فى بلادهم ، وهزمناهم وفرضنا عليهم غرامة حربية ، وتركناهم فى بلادهم ، لأنه ليس عدلا أن نحتل بلادهم .

قال المذيع : فى حروبكم مع أهل الكتاب ماذا كان موقف المنافقين ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : تحالف بعضهم مع العدو المعتدى علينا ، ونهى رب العزة المؤمنين عن موالاة أولئك اليهود والنصارى المتحالفين ضدنا وعلى حربنا ، قال جل وعلا :  (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) وذكر رب العزة موقف المنافقين الموالين للمعتدين ، فقال لى : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) المائدة 51 : 52 )

قال المذيع : هذا عن أحداث وقعت فى عهدك ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : نعم    

قال المذيع : يعنى تشريع خاص بوقته وزمانه ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الأمر التشريعى سارى المفعول ، بمعنى أنه فى حالة أن يعتدى على المؤمنين عدو لهم يجب على المؤمنين أن يتحدوا فى الدفاع عن انفسهم وبلادهم ضد هذا المعتدى ، ويحرم علي أى مؤمن أن يتحالف مع هذا العدو المعتدى المهاجم .

قال المذيع : بعض الدعاة الارهابيين يسيئون للقرآن بأن يستشهدوا بهذه الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) فى التحريض ضد أهل الكتاب المسالمين كالأقباط فى مصر مثلا .   

قال النبى محمد عليه السلام   : أنا برىء مما يقولون ومما يعملون . الآية تتكلم عن المعتدين من اهل الكتاب الذين يشنون حربا على دولة أو شعب مؤمن مسالم لم يعتد عليهم . يكفى أن الآية الكريمة تتكلم عن الموالاة ، والموالاة تعنى التحالف الحربى ، أى تكون مع هذا الفريق ضد هذا الفريق فى حالة الحرب . هذا لا شأن له بالمختلفين فى الدين والذين لا يعتدون على غيرهم .   

قال المذيع : هل هناك آية أخرى فى موضوع الموالاة ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : نعم . يقول ربى جل وعلا :   (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء ) 57 ) المائدة )

قال المذيع : هل إستمرت حالة الحرب هذه بينكم وبين المعتدين من أهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : توقفوا عن الاعتداء ، وعند توقف المعتدى عن إعتدائه علينا يتحتم علينا أن نوقف القتال، قال ربى جل وعلا  فى تشريع القتال:( فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) 192 )البقرة) . وبتوقف كل الحروب دخل الجميع فى السلام دين الله أفواجا ، وبالسلام تحقق النصر ، وقال لى ربى جل وعلا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) النصر ).    

قال المذيع : وهل دخل أهل الكتاب فى السلام دين الله أفواجا مثل بقية العرب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . ومن أواخر ما نزل من القرآن قول رب العزة لنا : ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ) (المائدة 5 ).

قال المذيع : ما معنى هذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أصبحوا أخوة فى دين السلام يجوز لنا أكل طعامهم ويجوز لهم أكل طعامنا ويجوز لنا الزواج من نسائهم ويجوز لهم الزواج من نسائنا ، فالايمان ( من الأمن ) والعفة هما من شروط صحة الزواج ، فلا يصح الزواج بالكافر المشرك المعتدى أو الكافرة المشركة المعتدية ، قال ربى جل وعلا : ( وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) 221  ) البقرة ) كما لا يصح الزواج من الزانى المدمن على الزنا بلا توبة ولا من الزانية المدمنة على الزنا بلا توبة . قال ربى جل وعلا : ( الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) 3  ) النور )

اجمالي القراءات 8601