النبى محمد فى حوار مع ال (سى إن إن ) عن صدّ اهل الكتاب عن سبيل الله جل وعلا

آحمد صبحي منصور في الخميس ١٠ - نوفمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

قال المذيع : نتكلم الآن عن صدّ أهل الكتاب للقرآن فى عهدك

قال النبى محمد عليه السلام  : قال جل وعلا عن كفار مكة : ( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ  ) 26 ) الأنعام ) وعلى نفس النسق كان أهل الكتاب ممن  نزل عليهم كتاب سماوى سابق ، سواء آمنوا به وعملوا بما فيه أم لا .    

قال المذيع : هل الحديث عن أهل الكتاب فى القرآن ينطبق على أهل الكتاب فى عصرنا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : السياق هو الذى يحدد ، هل المقصود هو حالة خاصة بالعصر الذى نزلت فيه الآية ، أم أنه عام فى أهل الكتاب فى كل عصر .     

قال المذيع : أعطنى مثلا

قال النبى محمد عليه السلام : يقول جل وعلا : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ  ) 30 ) التوبة ). اليهود الذين كانوا وقت نزول القرآن يقولون عزير ابن الله لم يعد لهم وجود الآن ، بينما لا يزال هناك من يقول بأن المسيح ابن لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا .    والآية بعدها تنطبق على عصر نزول القرآن وما قبله وما بعده ، يقول ربى جل وعلا : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) 31 ) التوبة)، فتقديس الكهنوت لا يزال سائدا .

قال المذيع : وماذا عن صدهم عن سبيل الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام : فى الآية التالية قال جل وعلا عن صدهم عن القرآن الكريم تعبيرا قوى الدلالة ؛ أنهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواهم ولا يمكن أن يستطيعوا ذلك لأن رب العزة ضمن حفظ القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) 32 ) التوبة ) ، وقد جاء نفس التعبير فى سورة أخرى ، يقول جل وعلا : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) 8 ) الصف ). هذا أقوى تعبير عن صدهم عن القرآن الكريم والتأكيد على حفظ رب العزة جل وعلا للقرآن الكريم .ولا يزال القرآن محفوظا وسيظل محفوظا الى نهاية العالم ، برغم الصّد عنه .    

قال المذيع : ما هى دلالة كلمة ( يريدون ) فى الآيتين ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : هذا تعبير ليس من حق بشر أن يقوله ، لا يقوله إلا الذى يعلم ما تخفى الصدور . الله جل وعلا يعلم بما يجول فى نفوسهم وما تثكنُّ صدورهم ، قالها لى رب العزة جل وعلا مرتين عن جميع البشر: (  وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ )74 النمل )  (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ )  69 ) القصص ) .

قال المذيع : هذا عن البشر جميعا ، فماذا عن أهل الكتاب بالذات ؟ وماذا عن إرادتهم ورغبتهم فى الصد عن القرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام  :  فضح الله جل وعلا حقدهم  وحسدهم للمؤمنين وأمنيتهم أن يرتد المؤمنون كفارا  ـ مع علمهم بأن المؤمنين على الحق ـ وأمر الله جل وعلا المؤمنين ان يردوا على هذا الحقد والحسد بالعفو وبالصفح فقال  جل وعلا :  ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) 109 ) البقرة ). وقال جل وعلا عن حسدهم : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) 54 ) النساء )

قال المذيع :  وتسبب هذا الحسد فى رغبتهم ألا ينزل خير على العرب .

قال النبى محمد عليه السلام : نعم .   قال جل وعلا :  ( مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) 105 ) البقرة )

قال المذيع : وأدى هذا الى رغبتهم فى إضلال العرب بأن يصدوهم عن القرآن .!

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال جل وعلا : ( وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) 69 ) آل عمران ). ودوا إضلال العرب، وهم بذلك قد أضلوا أنفسهم  .  

قال المذيع : هل ينطبق هذا الحقد على جميع أهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : لا . يقول ربى جل وعلا    ( وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ )(مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ ) ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ) . الكلام ليس على الجميع .

 قال المذيع : كيف كانت علاقتهم بالعرب وبالمؤمنين فى عهدك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان منهم من يعتبر نفسه أعلى مكانة من العرب ويُجيز لنفسه خداع العرب والتحايل عليهم ، ومنهم من كان أمينا مع العرب . قال جل وعلا : ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)75 آل عمران )

قال المذيع : أى أباحوا لنفسهم أكل أموال غيرهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : ولهذا ردّ رب العزة جل وعلا عليهم بأن المتقين هم الذين يوفون بالعهد ويحفظون الأمانة ، قال جل وعلا: ( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) 75 : 76 ). ثم جعلها رب العزة حكما عاما فى لعن الذين يخدعون الناس بالدين ويأكلون أموال الناس بالباطل بمسوغ دينى شرعى زائف ، فقال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 77 )

قال المذيع : هناك الآن من المسلمين فى الغرب من يستحل أكل اموال غيرهم بالباطل ، ويجعلون لذلك تبريرا فقهيا ، بنفس ما فعله أولئك فى عصرك ؟!

قال النبى محمد عليه السلام : أنا برىء مما يعملون .     

قال المذيع : إذن كان بعض أهل الكتاب يتعالون على العرب ( الأميين ) ويخدعونهم بالدين ويبررون ذلك بأنه لا سبيل ولا مؤاخذة عليهم إن أكلوا أموال غيرهم. فماذا عن موقف العرب المؤمنين من أهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان هناك إعجاب بهم ، ودفع هذا الاعجاب بهم فريقا من المؤمنين فأطاعوا أهل الكتاب المُضلين . فقال جل وعلا يحذّر المؤمنين بأنهم لو أطاعوهم ضلُّوا ، قال ربى جل وعلا :  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ) 100 ) آل عمران )

  قال المذيع : جاء هذا التحذير للمؤمنين من الله دليلا على قيام بعض اهل الكتاب بالصّدّ عن سبيل الله

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . أمرنى ربى جل وعلا أن أسألهم واعظا لهم : لماذا يكفرون بالقرآن الكريم ؟ ولماذا يصدون عن سبيل الله من آمن من الناس ؟. قال ربى جل وعلا :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) ، بعدها كان الخطاب من رب العزة جل وعلا للمؤمنين يحذرهم من طاعة أولئك المضلين من أهل الكتاب : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ) آل عمران 98 : 100 )

  قال المذيع : واضح من هذا التحذير أن فريقا من المؤمنين من أصحابك كانوا متأثرين بأهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم .    

قال المذيع : هل هناك أمثلة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان مشركو  قريش يطلبون ( آية ) معجزة حسية مادية مثل معجزات موسى وعيسى عليهما السلام ، ورفض رب العزة جل وعلا إكتفاءا بمعجزة القرآن الكريم ولأن المعجزات لم تفلح فى هداية أحد ولأنهم كانوا يطلبونها على سبيل العناد . ورأى المؤمنون فى مكة هذا الرفض . وبعد الهجرة للمدينة طلب  منى بعض أهل الكتاب معجزة ( آية ) فقال رب العزة جل وعلا : ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ) 153) النساء ) . تأثر بهذا بعض المؤمنين فطلبوا أيضا آية مع انهم مؤمنون ، فقال جل وعلا  لهم: ( أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ): 108 البقرة ).

قال المذيع : هذا مثل رائع

قال النبى محمد عليه السلام  : بعض أهل الكتاب كانوا يحرفون فى دين الله ، يقولون ( الله هو الراعى ) ويدعون قائلين ( راعنا ) ، يجعلون أنفسهم الغنم ويجعلون الله جل وعلا هو الراعى ، وهذا لا يليق بجلال رب العزة جل وعلا ، وهو تحريف مرفوض فى أسماء الله الحسنى . لذا قال جل وعلا يعظهم : ( مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً  ) 46 ) النساء )

قال المذيع : لا يزال يقال هذا ( ربى هو الراعى )

قال النبى محمد عليه السلام : تأثر بهذا بعض المؤمنين فنهاهم رب العزة وقال لهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ  ) 104 ) البقرة ). 

قال المذيع : هل تحريف الكلم كان من انواع صدهم عن سبيل الله ؟

قال النبى محمد عليه السلام  : نعم .    

قال المذيع : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام :   كان هناك التحريف الشفوى ، بإستغلال جهل أصحابى بكتابهم ، فكانوا يقرأون كلاما بطريقة تلاوتهم لكتابهم حتى يحسبه أصحابى من التوراة ، ويزعمون أنه كلام الله . قال جل وعلا عنهم : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) 78 )آل عمران ). وبعضهم كان يكتب كلاما ثم يزعم أنه كلام الله ، ويبيعون هذا الكلام للناس ، فقال جل وعلا يتوعدهم: ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) 79 ) البقرة )

 قال المذيع : هل هناك امثلة أخرى ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم ، كان بعضهم يحترف النفاق ، يأتى يزعم الايمان ثم يخرج بكفره الذى دخل به . وقد فضحهم رب العزة جل وعلا فقال : ( وَإِذَا جَاؤُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ ) 61 : 63 ) المائدة ) . وكان بعضهم يزعم الايمان أمامى ثم يسارع بالكفر ليشكّك الناس فى الاسلام ، فكنت أحزن فقال لى ربى جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُواْ ) 41 ) المائدة ). وكانوا يفعلون هذا مع المؤمنين ، يزعمون لهم الايمان ثم يكفرون ليشككوهم فى الاسلام ، قال ربى جل وعلا يفضح كيدهم :( وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ   ) 72 : 73 ) آل عمران ).  

 قال المذيع :  هل إكتفوا بذلك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا يتناولون المؤمنين بالأذى القولى ، وجعله ربى جل وعلا إبتلاءا وأمر بالصبر والتقوى ، قال جل وعلا فى خطاب مباشر للمؤمنين : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ  ) 186 آل عمران  )

قال المذيع : هذا تسامح إسلامى رائع . يحسدونكم فيأمركم الله بالعفو والصفح ، يؤذونكم فيأمركم الله بالتقوى والصبر .!. هل هناك أكثر من الأذى القولى ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  التآمر

قال المذيع : مثل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا يعقدون إجتماعات سرية قال عنها رب العزة جل وعلا : ( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ  ) 76 : 77 ) البقرة )

 قال المذيع : ثم ماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الانحياز للكافرين . مع علمهم بأن القرآن الكريم حق فقد شهدوا للكافرين العرب شهادة زور بأنهم على الهدى فاستحقوا لعنة الله جل وعلا ، قال لى جل وعلا عنهم : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) 51 : 52 النساء  )

  قال المذيع : ثم ماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : إعتدوا علينا بالحرب فقاتلناهم     

قال المذيع : هذا يحتاج شرحا .

اجمالي القراءات 6509