النبى محمد فى حوارمع ال (سى إن إن ) عن أهل الكتاب والعرب وملة ابراهيم

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٩ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

النبى محمد فى حوارمع ال (سى إن إن ) عن أهل الكتاب والعرب وملة ابراهيم   

قال المذيع : إذن كان من أهل الكتاب من آمن بالقرآن ومنهم من صدّ عنه ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  هذا ما قاله ربى جل وعلا عنهم : (  فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا  ) 55 النساء )

قال المذيع : السؤال الآن : اين كان هذا ؟ أفى مكة أم فى المدينة ؟

قال النبى محمد عليه السلام :هنا وهناك مع بعض الاختلافات وبعض الاتفاقات .

قال المذيع : مثلا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : فى مكة وصلت الأنباء بنزول القرآن الكريم ووصلت الدعوة الى الاسلام خارج مكة . وبينما كان كفار مكة يتهجمون على من يقرآ القرآن الكريم كانت الأنباء تأتى من أنحاء الجزيرة العربية بأن مؤمنى وعلماء اهل الكتاب أعلنوا إيمانهم بالقرآن الكريم .

قال المذيع : مثلا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :فى حصار قريش للاسلام كانوا يكرهون أن يُتلى عليهم القرآن الكريم.  قال جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 72 ) الحج ) . أمرنى الله جل وعلا أن أُبشّرهم بالنار طالما يكرهون القرآن ويكادون يبطشون بمن يتلو عليهم القرآن .

قال المذيع : هذا موقفهم من المؤمنين الذين كانوا يتلون عليهم القرآن ، فما هو موقفهم منك أنت حين كنت تتلو عليهم القرآن .؟

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا بسبب كراهيتهم للقرآن الكريم يطلبون منى أن آتى لهم بقرآن آخر على هواهم ، قال ربى جل وعلا : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ ) يونس 15 )

قال المذيع :وماذا كان ردك عليهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أمرنى ربى جل وعلا أن اقول أنه لا يمكننى أن أبدله من تلقاء تفسى ، فما أنا إلا مُتّبع للقرآن ، واخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم ، وأن مشيئته جل وعلا أن إختارنى رسولا ولم أكن أدرى قبلها شيئا عن القرآن ولقد لبثت فيهم عمرا قبل نزول القرآن علىّ ، وهم يعرفون هذا ، وان أظلم الناس هو من يفترى على الله كذبا ويكذّب بآياته :( قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ  قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ  ) 15  ــ ) يونس )

قال المذيع : وقتها كيف كان موقف المؤمنين من أهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : جعل الله جل وعلا من إيمانهم حُجة على كفار قريش من العرب الأميين ، قال لهم ربى جل وعلا: ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) 107 : 109 ) الاسراء )، وقال عنهم : ( أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 197 ) الشعراء )

قال المذيع :ولماذا هذه الخصوصية لأهل الكتاب والاهتمام برأى المؤمنين منهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام :لأن أكثرية العرب من ذرية ابراهيم عليه السلام وكذلك بنو اسرائيل ، فهم أبناء عمومة . وكونهم أهل كتاب جعلهم أكثر علما من العرب الذين لم ينزل عليهم كتاب سماوى من قبل . توالت الكتب السماوية فى ذرية يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم . ويعقوب هو (إسرائيل )، وذريته هم بنو اسرائيل . أما ذرية إسماعيل بن ابراهيم فلم يأتهم رسول بعده . وكانت الرسالة الخاتمة فى ذرية اسماعيل تحقيقا لدعوة ابراهيم حين كان يرفع قواعد البيت الحرام ومعه ابنه اسماعيل . قال رب العزة جل وعلا : ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )129)البقرة ) لذا كان وصف العرب بالأميين ـ ليس هذا يعنى الذين لا يقرآون ولا يكتبون ـ ولكن يعنى الذين لم ينزل عليهم كتاب من قبل مثل أهل الكتاب .

قال المذيع : ما هو الدليل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أمرنى ربى جل وعلا بدعوة العرب الأميين وأهل الكتاب الى الاسلام ، قال لى جل وعلا : (وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ  ) 20 ) آل عمران ) .

قال المذيع : وهل إعترف أهل الكتاب بتسمية العرب (أُميين ) ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أهل الكتاب كانوا يطلقون على العرب (أميين ) ، ومنهم من كان يتعامل مع العرب بالاحتيال ، قال ربى جل وعلا : ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  ) 75 ) آل عمران ). لذا إمتنّ رب العزة على العرب الأميين أن بعث لهم رسولا منهم : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ  ) 2 ) الجمعة )

قال المذيع :هل لهذا  كان وصفك بالنبى الأمى؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . كان الوصف لى بالنبى الأمى نسبة الى قومى العرب الأميين ، وجاء هذا فى البشارة بى فى العهد والميثاق تحت جبل الطور : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) 157 : 158 ) الأعراف )

قال المذيع : هل كان العرب يتمنون نزول كتاب عليهم مثل أهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال لهم ربى جل وعلا : ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )   (، وذكّرهم رب العزة جل وعلا بأمنيتهم أن ينزل عليهم كتاب سماوى ، فقال لهم : (  أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ ) 155 : 157 ) الانعام ). اى كانوا يقولون إن الكتاب السماوى التوراة والانجيل نزلا على طائفتين من قبلنا وغفلنا عن دراستهما ، ولقد أنزل الله جل وعلا القرآن فيه البيّنة والرحمة والهداية ، فالأظلم هو من أعرض عن القرآن الكريم .

قال المذيع: ربما كانوا يقولون ذلك لهوا ولعبا وهزلا، وليس جدأ .!

قال النبى محمد عليه السلام :  كلا . بل أقسموا بالله جل وعلا جهد أيمانهم لئن جاءهم رسول ليكونن أهدى من بنى اسرائيل ومن النصارى ، قال ربى جل وعلا :  ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا ) 42 ) فاطر )

قال المذيع : أى كان هناك توافق بين أهل الكتاب المنكرين للقرآن والعرب الكافرين بالقرآن

قال النبى محمد عليه السلام : كما كان هناك مؤمنون بالقرآن من العرب كان أمثالهم من اهل الكتاب ، وكما كان هناك كافرون بالقرآن من اهل الكتاب ، كان هناك أمثالهم من العرب . وقد تجاور العرب وأهل الكتاب وكان هناك تفاعل بينهم ، خصوصا وهم معا يعرفون ملة ابراهيم ، وهم معا قاموا بتشويه ملة ابراهيم ، ونزل القرآن الكريم حتى يتبعوا جميعا ملة ابراهيم حنيفا .  

قال المذيع :هل جاء الأمر لأهل الكتاب بإتباع ملة ابراهيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أمرنى ربى جل وعلا أن أقول لهم : ( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  ) 95 ) آل عمران )

قال المذيع :  ولماذا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :إفترقوا الى أحزاب وطوائف ، أشهرها كان اليهود والنصارى ، وتنافسوا فيما بينهم ، وزعمت كل فرقة أنها هى الهادية المهدية ، وأمرنى ربى جل وعلا أن اقول لهم إن الهداية فى إتباع ملة ابراهيم حنيفا . قال ربى جل وعلا عنهم : (وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) 135 البقرة )

قال المذيع : أى هى دعوة لاصلاحهم بملة ابراهيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : أمرهم رب العزة بالايمان بكل الكتب السماوية ونهاهم عن التفريق بين الرسل وبالاسلام والانقياد لرب العزة وحده لا إله إلا هو جل وعلا ، وإن لم يؤمنوا بهذه الطريقة فهم فى شقاق ، قال جل وعلا لهم : ( قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) 135 : 137 ) البقرة )

قال المذيع : هل هو نفس الأمر لكم بإتباع ملة ابراهيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال جل وعلا لنا : (  وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا ) 78 الحج  )

قال المذيع : وماذا تعنى ملة ابراهيم بالتحديد ؟  

قال النبى محمد عليه السلام : من ملة ابراهيم وصلت كالعبادات من صلاة وصيام وحج وصدقات . وكان العرب وأهل الكتاب فى الجزيرة العربية يؤدون هذه العبادات مع بعض التحريف ، ولكن الخطأ الأكبر هو فى تضييعهم العبادات بوقوعهم فى الشرك وتقديس الأولياء والأنصاب او القبور المقدسة . ولهذا كان الأمر بإتباع ملة ابراهيم حنيفا

قال المذيع : وماذا تعنى كلمة ( حنيفا )  ؟  

قال النبى محمد عليه السلام :يعنى الاخلاص فى العبادة والاخلاص فى الايمان ، أى لا تقديس إلا للخالق جل وعلا ، ولا عبادة لغيره ، وهذا ما أمرنى به ربى جل وعلا : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )(  قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ  )  2 ، 3 ، 11 : 15  ) الزمر )

قال المذيع : وما رأيك فيمن يرفض ملة ابراهيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام :قال ربى جل وعلا :( وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) 130 البقرة ) ، وجعل ربى جل وعلا ملة ابراهيم أحسن الدين فقال :( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّه وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً  ) 125 ) النساء )

قال المذيع :  الشائع أنك جئت بدين جديد ، ولكنك تقول إنك متبع لملة ابراهيم ، فهل جاءك الأمر صريحا بإتباع ملة ابراهيم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قالها ربى جل وعلا أن أعلنها صريحة : (   قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ) 161 : 164 الانعام  ) وكررها ربى جل وعلا فقال: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) 123  النحل )

قال المذيع :  بهذا فهمت أن إتباع ملة ابراهيم هو فى التمسك بلا إله إلا الله وإخلاص الدين والعبادة لله وحده ، وعدم تقديس أى مخلوق وعدم التفريق بين الرسل . ولهذا وقف الكافرون من العرب وأهل الكتاب ضد إلاصلاح الدينى الذى تقوم اليه بالرجوع الى ملة ابراهيم الحنيفية . 

اجمالي القراءات 7212