النبى محمد فى حوارمع ال (سى إن إن ) يتحدث عن ( أهل الكتاب ) فى عصره

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٧ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

قال المذيع : قبل الحديث عن (صدّ اهل الكتاب ) الناس عن الاسلام نبدأ بتعريف من هم أهل الكتاب فى عصرك

قال النبى محمد عليه السلام : هم ذرية بنى اسرائيل بما فيهم اليهود والذين هادوا ، ثم النصارى.

قال المذيع : وماذا عن المسيحيين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان إسمهم النصارى . وهم ضمن أهل الكتاب ،

قال المذيع :هل خاطب الله بنى اسرائيل بأهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام :قال لى جل وعلا عن بنى اسرائيل : ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاء فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِينًا وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ ) 153 : ـ ) النساء ). هنا ذكر لكل خطايا بنى اسرائيل ، والتعبير جاء عنهم بأهل الكتاب .

قال المذيع : وهل خاطب الله  المسيحيين ــ أقصد النصارى ـ  بأهل الكتاب ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال لهم فى خطاب مباشر : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ) 171 النساء ). هنا ذكر لخطيئة النصارى بالغلو فى شخص عيسى ابن مريم وتأليهه. والتعبير جاء عنهم بأهل الكتاب .

قال المذيع :وهل يعنى هذا أن كل أهل الكتاب كانوا كافرين ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هذا كلام فى الوعظ العام . ولكن يجمعهم أنهم اصحاب التوراة وأصحاب الانجيل ، سواء أقاموها أم لا .

قال المذيع : وهل كانت التوراة الحقيقية معهم فى عصرك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم .

قال المذيع : كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : فى نقاش حول الطعام قال جل وعلا :( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) 93 آل عمران  ) أى تحداهم أن يؤتوا بالتوراة وأن يتلوا ما فيها فى هذا الموضوع . أى كانت معهم التوراة الحقيقية وقتها .

قال المذيع :وهل كان الانجيل الحقيقى الذى أُنزل على عيسى موجودا فى عصرك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال جل وعلا : ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) 41 : 47 المائدة )، أى كانت هناك أحكام شرعية فى الانجيل الحقيقى الذى أنزله رب العزة جل وعلا .

قال المذيع :ولكنه ليس موجودا الآن . الكنيسة فى القسطنطينية حرّمت الكثير من الأناجيل ، وهى مُختلف فى عددها ، ومنسوبة الى بعض الحواريين وغيرهم ، وهى سيرة لحياة المسيح . يبدو ان نسخة من الانجيل الحقيقى كانت موجودة فى الجزيرة العربية فى عهدك بعيدة عن متناول الكنيسة وسلطانها وتدخلها .

قال النبى محمد عليه السلام : قال جل وعلا عن الانجيل الذى أنزله على عيسى : ( وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ) 46 المائدة )

قال المذيع : القرآن يقول عن الانجيل فيه هدى ونور ؟

قال النبى محمد عليه السلام :وقال جل وعلا عن التوراة : ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ  ) 44 المائدة ) وقال عنها جل وعلا أيضا : ( ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ) الانعام 154 ). وحين أرادوا الاحتكام لى قال جل وعلا:( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ )43) المائدة )

قال المذيع : لماذا لم يحتكموا اليها ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال جل وعلا عنهم : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ )65 : 66 ) المائدة )  أى هى دعوة لهم لإقامة التوراة والانجيل وتطبيق الشريعة فيهما .

قال المذيع :ما معنى  ( مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ )  66 ) المائدة )  

قال النبى محمد عليه السلام : كانوا حسب الايمان والعمل ثلاث درجات ، مقتصدون معتدل ، وفاسقون وسابقون متقون .

قال المذيع : مذكور هنا المقتصد المعتدل والمُسىء . ماذا عن الفاسقين منهم  ؟

قال النبى محمد عليه السلام : كان منهم مؤمنون ، ولكن الأغلبية كانت فاسقة ، يقول جل وعلا :  (  وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) 110 ) آل عمران )

قال المذيع :وماذا عن المتقين منهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال جل وعلا إنهم ليسوا سواء ، فمنهم متقون ، وصفهم جل وعلا فقال : ( لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ  ) 113 : 115 آل عمران )

قال المذيع :أعتقد أن القرآن تكلم كثيرا عن الفاسقين من أهل الكتاب

قال النبى محمد عليه السلام : وتكلم رب العزة كثيرا عن المؤمنين المتقين منهم أيضا

قال المذيع :كيف ؟

قال النبى محمد عليه السلام : قال جل وعلا عن المتقين منهم : ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ  ) 199 ) آل عمران )

قال المذيع : وهؤلاء المؤمنون من أهل الكتاب ، هل كانوا يؤمنون بالقرآن ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . قال جل وعلا عنهم : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )   52 : ـ ) القصص )

قال المذيع : هل هذا يشمل مؤمنى بنى اسرائيل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم . وكان إيمانهم بالقرآن الكريم حُجّة على قريش والعرب ، قال جل وعلا ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) 107 : 108) الاسراء )

قال المذيع : وكيف نتأكد أن هذه الآية مقصود بها مؤمنو بنى اسرائيل ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نعم ، لأن نفس المعنى جاء يشرح المقصود بأهل الكتاب وأنهم علماء بنلى اسرائيل ، قال ربى جل وعلا عن كفار قريش : ( أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ ) 197 ) الشعراء )

قال المذيع : فماذا عن المسيحيين ـ اقصد النصارى ـ هل كان منهم علماء آمنوا بالقرآن أيضا

قال النبى محمد عليه السلام :نعم . كان من القسيسين والرهبان من آمن بالقرآن ، وقال ربى جل وعلا عنهم : ( وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ  ) 83 : 85 ) المائدة )

قال المذيع :وماذا عن الآخرين من أهل الكتاب ، هل كانوا يعلنون إيمانهم أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام :  كانوا يعرفون القرآن مقدما ، ولكن فريقا منهم أنكره وكتم الحق ، قال جل وعلا :(  الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  ) 146 ) البقرة )

قال المذيع :وما مصيرهم ؟

قال النبى محمد عليه السلام : خسروا انفسهم ، قال جل وعلا عنهم : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) 20 ) الأنعام )

قال المذيع : إذن كان أهل الكتاب ثلاثة أقسام بالنسبة للإيمان والعمل ، منهم مؤمنون متقون ، ومنهم معتدلون مقتصدون ، وأكثرية ضالة فاسقة . هل هذا التقسيم خاص بأهل الكتاب فقط ؟ أم يشمل المؤمنين بالقرآن أيضا ؟

قال النبى محمد عليه السلام : يشمل الذين ورثوا القرآن ، قال ربى جل وعلا عنهم : (  ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ  ) 32 ) فاطر ). منهم السابقون ومنهم المعتدلون المقتصدون ومنهم الظالمون.

قال المذيع : وماذا عن اصحابك ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نفس التقسيم ، كان منهم السابقون إيمانا وعملا ، وكان منهم منافقون فى الدرك الأسفل من النار ، ومنافقون مردوا على النفاق لم أكن أعلم عنهم شيئا ، ثم كان هناك مقتصدون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، قال ربى جل وعلا : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ   ) 100 : 102 ) التوبة )

قال المذيع : فماذا عن بقية البشر ؟

قال النبى محمد عليه السلام : هو نفس التقسيم الثلاثى . عند الموت وبعد قفل كتاب عمل من يموت يكون واحدا من ثلاث حسب إيمانه وعمله : من السابقين أو من المعتدلين التائبين ( أصحاب اليمين ) وهما معا أصحاب الجنة ، وإما من الخاسرين ، وكل فرد عند الموت تبشره ملائكة الموت بمكانته ، يقول جل وعلا ( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ   ) 88 : 94 ) الواقعة )

قال المذيع : وماذا عن اليوم الآخر ، يوم القيامة ؟

قال النبى محمد عليه السلام : نفس التقسيم الثلاثى ، يقول ربى جل وعلا عن البشر وقتها  : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) 7 : 11 ) الواقعة )

 قال المذيع : ولكن المحمديين وهم يقرأون الفاتحة يعتقدون أن أهل الكتاب هم المغضوب عليهم وهم الضالون ؟

قال النبى محمد عليه السلام : الضلال موجود فى الأغلبية الساحقة من البشر ، ولو إتّبعتُ أنا أغلبية من فى الأرض لأضلونى ، قال لى ربى جل وعلا : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ   )116  الانعام ). اكثرية البشر مُضلّة ، تستطيع إضلال النبى نفسه إذا أطاعها ، فكيف بغيره ؟  

قال المذيع : يعنى ( الضالون ) صفة عامة وليست حكرا على النصارى كما يزعم المحمديون ..

قال النبى محمد عليه السلام : الضالون فى كل زمان ومكان .

قال المذيع :  فماذا عن ( المغضوب عليهم ) ؟ ..

قال النبى محمد عليه السلام: كل الضالين مغضوب عليهم . يسرى هذا على من يقتل مؤمنا مسالما متعمدا ، يقول ربى جل وعلا : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) 93 النساء )، ومن ينشرح صدره بالكفر ، يقول ربى جل وعلا : ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) 106 النحل ) ، والذى يجادل فى الرحمن ، يقول ربى جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) 16 الشورى )، وبإختصار المغضوب عليهم هم المنافقون والمشركون رجالا ونساءا فى كل زمان ومكان ، يقول ربى جل وعلا : ( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) 6 الفتح )

اجمالي القراءات 6307