في تدبر قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
دين الإسلام واحد محفوظ قبل القرآن الكريم وبعده

عبدالله أمين في الجمعة ٢٣ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

دين الإسلام واحد محفوظ قبل القرآن الكريم وبعده

في تدبر قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)9 سورة الحجر

 

منذ أن هبط آدم وزوجته على سطح الأرض لتبدأ الحياة البشرية على هذا الكوكب بدأت الرسالات السماوية التي تحمل الهدى وهو الطريق الصحيح الذي يرضى عنه رب العالمين ويكافئ من اتبعه بالخلود في الجنة ومن لم يتبعه ويكفر به ويكذب به يكون مصيره الخلود في النار   قال تعالى (قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (38) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(39)  سورة البقرة

وهو يعبر عن الدين الإلهي الواحد الحق (الإسلام)    كما تؤكد الآيات من 1- 22 من سورة الشورى وعليه فأن مقولة أديان سماوية تتعارض مع القران لأنه ليس هناك إلا دين واحد نزل على جميع الرسل وهو دين الإسلام وهو المقبول عند الله عز وجل قال تعالى (إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُوَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ( 19 سورة آل عمران  وقال تعالى في نفس السورة الاية 85 (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

هذا الهدى أو الذكر (رسالة الإسلام الواحدة المقبولة عند الله عز وجل) نزل على جميع الرسل عليهم السلام يحمل رسالة الإسلام جيلا بعد جيل كلما نسيت أمه هذا الهدى بما افتراه الأتباع عليها وتحويلها إلى دين ارضي يخدم مصالح أصحاب النفوذ الدنيوية أو بالتعبير القرآني الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا(بتأثير الشيطان الذي تعهد بغواية بني آدم عن هذا الهدى )  أرسل الله عز وجل رسول آخر برسالة أخرى عبارة عن وحي الهي  تذكرهم بهذا الهدى  الذي يحمل رسالة الإسلام الحقيقية الصافية النقية بعيدا عن تحريف الأتباع وتصحيح لمسار الرسالة السابقة ونفض الغبار عنها وتنقيتها مما اصابها من تحريف وهكذا تتابع الرسل تترا كل رسول يذكر قومه بما أوحي له الله من آيات أو بالتعبير القرآني (الذكر) وعليه فإن تعاقب إرسال الرسل الذين يحملون الذكر قبل الرسالة الخاتمة (القرآن) هي الآلية التي حفظ الله بها الذكر مصداقا لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)  

ويقرر القران الكريم بأن الأغلبية ممن أرسل لهم الرسل لتذكيرهم بالهدي الإلهي الحق يرفضون هذه الرسالات ويكفرون بها والقلة هم من يستجيبون لها وعبر الأجيال كانت نفس ردة الفعل (الايات 9- 10 -11- 12—13 سورة إبراهيم)

أما الرسالة الخاتمة (القران الكريم ) آخر هدي الهي نزل للبشرية أو الذكر الأخير والنهائي إلى يوم الدين فقد تعهد الله عز وجل بحفظه كما نزل على الرسول محمد عليه وعلى كل أنبياء الإسلام السلام وهاهو الآن بين أيدينا بملايين النسخ على الرغم أن أتباع هذه الرسالة سلكوا نفس مسلك الأمم السابقة وتفرقوا وبعدوا عن هذا الهدي الإلهي بابتداع نصوص أخرى تتناقض مع هديه بل وتتناقض مع بعضها ونسبتها زورا وظلما للنبي محمد عليه وعلى كل أنبياء الإسلام السلام  أو بما يعرف بالنسخ التراثي الذي يلغي العمل ببعض آيات القران الكريم واستبدالها بأحاديث منسوبة زورا للنبي محمد عليه وعلى كل أنبياء الإسلام السلام أو بآيات أخرى طبقا لفهمهم العقيم الغير متدبر للقران والمعتمد أساسا على الروايات وما وجدوا عليه الآباء  إلا أن القران الكريم أو الهدي الإلهي لازال موجودا بين أيدينا ميسراً للذكر فهل من مدكر

وسنلاحظ فيما يلي بقراءة الآية 9 من سورة الحجر من خلال سياقها المحلي والعام مدى إعجاز هذه الآية والتي كما هي وعد من الله عز وجل بحفظ النص الإلهي (الرسالات السماوية) وآخرها القران لكي يكون حجة علينا يوم القيامة كما هو السياق العام كون النبي محمد هو خاتم الانبياء عليهم السلام ,هي في سياقها المحلي رد على بطلان العقائد التي لم ينزل الله بها من سلطان والتي تتناقض مع النص الإلهي كطلبهم المتكرر جيلا بعد جيل أن ينزل الله ملائكة يبلغون الناس الرسالة السماوية وليس بشرا واستهزائهم بالرسل إيمانا بما وجدوا عليه الآباء المخالف للهدي الإلهي الحق فيقرر الله عز وجل إن هذا الوحي أو الذكر الذي بلغكم به هذا الرسول هو الحق وهو تكرار لما سبق أن انزله الله على الرسل السابقين لان نفس المصدر هو الله عز وجل وهو العالم بما انزل وحافظ له ويتجلى هذا الإيجاز والإعجاز في هذه الآية إن الله عز وجل   يؤكد أيضا حفظ الله عز وجل للذكر بإرسال الرسل لتذكير الناس بالهدي الإلهي الحق (الإسلام) وحفظ الرسالة الخاتمة وهي القرآن الكريم التي نزلت على خاتم المرسلين عليهم السلام

( الرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1) رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ(3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (4) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ(8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (13) سورة الحجر

ملخص البحث     

- حفظ الرسالات السماوية تم بطريقتين قبل القران الكريم وبعد القران الكريم أما إرسال رسول جديد برسالة جديدة تؤكد الرسالة السابقة وتذكرهم بها بعد ان حرفها الأتباع أو حفظ النص الإلهي كما القران الكريم حيث انه  يحمل الرسالة الخاتمة .

- ليس هناك أديان سماوية إنما هو دين واحد (دين الإسلام) نزل على كل الرسل وكان الهدف من تكرار الرسل هو حفظ الهدي الإلهي وتذكيرهم بعد نسيه الاتباع نتيجة التحريف

وها نحن الان نعيش نفس الحالة والقران بين ايدينا فهل من مدكر

 

أخيرا لم اسمع أحد ممن يطلق عليهم علماء الامة برأ الاسلام من مقولة (أديان سماوية) رغم وضوحها الشديد في القران الكريم فهل هؤلاء علماء حقيقيون يتدبرون القران ويتلونه حق تلاوته أم على قلويهم اقفالها ؟

 

هذا والله أعلم

اجمالي القراءات 13912