خرافة عذاب القبر والثعبان الأقرع
فيلم رعب !!

ايمان خلف في الأربعاء ٠٤ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

يوم الأربعاء توفى الأستاذ عبد الحميد الركيب جارنا في العمارة ، أستاذ عبد الحميد كان يسكن الدور الأرضي منذ 7 سنوات أو أكثر ، كان معوقاً وكان جليس كرسي متحرك أشبهه أنا ومعظم الجيران بالفنان فؤاد المهندس في خفة ظله ورحابة صدرة وهدوءة وبالمعنى المصرى ( راجل جدع )
في تمام الساعة التاسعة مساءا سمعنا صوت صراخ زوجتة فهرع كل سكان العمارة متجهين نحو مصدر الصوت فإذا بزوجته تصرخ وتقول عبد الحميد مات عبد الحميد مات ، وعدت دقائق كأنها الدهر إلى أن وصل الطبيب وأثبت وفاته وظللنuml;نا جالسين مع السيدة إلى أن قام أبنائة فأخذوة وذهبوا به إلى قريتهم في محافظة المنوفية ليقوموا بدفنة هناك .
ومر أكثر من شهر ورجعت جارتنا زوجة الأستاذ عبد الحميد من البلد فذهبنا لأداء واجب العزاء مرة ثانية وقالت جارتي ليلى لزوجتة في نهاية اللقاء ربنا ينور قبرة ويجعلة روضه من رياض الجنة !!
فقالت لها زوجة الأستاذ عبد الحميد تعرفي يا ليلى الجنازة كانت أمم وكان النعش بيجرى جرى !!!
خرجت أنا وليلى وسألت ليلى ليه النعش بيجرى ؟؟
وهو القبر روضة ؟ ردت وقالت شكلك هتكونى وجبة شهية للثعبان الأقرع ضحكت وقلت لها سمعت عنه زمان لكنى أعتقد غير ذلك كلها خرافات . صعدت شقتي وبعد قليل جاءت ليلى ومعها كتاب

أسمه ( عذاب القبر ونعيمة ) قرأت فيه والله أنه أحسن من أفلام الرعب ل الفريد هتشكوك !!
وحضر زوجي من العمل ورويت له الحوار الذى دار بينى وبين جيراني وسألته
هل يوجد عذاب قبر وما حكاية الثعبان الأقرع ؟
ولماذا أقرع ؟

وهل يوجد ثعبان له شعر ؟
أو ثعبان عامل شعرة كابوريا وللي يمكن عامل شعرة سترايك ؟؟؟!!!!!
وبدأنا رحلة البحث :
من هنا من أهل القرآن:
بحثت وبحثت كثيرا فى كتابات الأخوة الكتاب ومنهم كتابات الدكتور أحمد منصور الى أن وجدت مقاله تحمل نفس الأسم عذاب القبر والثعبان الأقرع وقد أفادتنى كثيرا وما أفادنى أكثر هو أننى رجعت الى القرآن الكريم للإستدلال على ما قاله ونفى أكذوبة عذاب القبر والثعبان الأقرع .
أولا : سكرات الموت .
وهى اللحظه التى تخرج فيها الروح من الجسد وهنا يقول المولى عز وجل (
وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (

إذن هناك ملكان يقفان فوق رأس المتوفى يبشرانه بحالته إما داخل الجنه أو داخل النار . ، حيث أن الميت لا يشعر بالزمن منذ وفاته الى يوم البعث
إذن أين زمن القبر الذى يعذب فيه المتوفى حيث أن القرآن الكريم ينفى عدم وجود زمن أو عذاب فى القبر يقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)) سورة النازعات
أى أن المتوفى لا يشعر بوجود الزمن من يوم وفاته الى يوم البعث وكأنه نام ليله أو بضع ساعات :
ويقول تعالى فى سورة الحاقة (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) )
وهنا أهل الشمال يتمنون عودتهم مرة أخرى الى الميتة الأولى وهى القبر فإذا كانوا يعذبون فى قبورهم فهل يتمنون الرجوع اليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهل يتمنى الرجوع الى العذاب ؟؟ وهو من أهل الشمال ؟!!
مثال أخر (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً (40)) وهنا يتمنى الكافر أن يعود الى القبر ليكون ترابا !!
الى الأن لم أجد أية واحدة عن ( الثعبان الأقرع )!!!
نأتى الى حديث البخارى الذى يروى أن الرسول كان يقول أنه مر على قبرين فوجدهما يعذبان ، أما الأول فكان لا يستبرىء من بوله والاخر كان يمشى بالنميمة فوضع شىء أخضر على القبران فرفع عنهم العذاب )
وهنا أقول أن هذا إفك عظيم على الله ورسوله لأن الله سبحانة وتعالى قال قد أبلغ رسوله بأنه غير قادر على سماع من فى القبور وهذا قوله تعالى (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (سورة فاطر الايه (22)
وقولة تعالى( (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52)(سورة الروم

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ) الروم


( ) قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) الانعام ( 50)

الأيات التى ذكرتها تثبت (1) أن المتوفى سواء كان مسلما أو كافرا لم ولن يشعر بمرور الزمن بعد وفاته الى يوم بعثة
(2) أن الرسول كما أشار القرأن لم يسمع من فى القبور سواء كان منعما أو معذبا
أذن لنتفق طالما ليس هناك عذاب أذن ليس هناك نعيم فالعبرة فى النهاية يوم البعث يوم يذهب كل واحد منهم الى مثواه الاخير الجنه او النار .
أما موضوع البرزخ
ـ البرزخ منطقة انعدام للزمن , ندخل فيه مؤقتا عند النوم والغيبوبة القصيرة أو الطويلة أثناء هذه الحياة ، وحين نرجع منه نقول انه يوم أو بعض يوم . حتى لو كان النائمون هم أهل الكهف "الكهف 19"

أين الثعبان ؟؟
وللثعبان حكاية أخرى
وهى أن مشايخ الجهل أوقفوا الإجتهاد فى كتاب الله سبحانة وتعالى لكى يرهبون الناس بعذاب القبر ليفرضوا لأنفسهم جاها ما أنزل الله به من سلطان . انهم الذين يتعيشون من استمرار الجهل واستقراره متمتعا بالخرافات التراثية التى اكتسبت قداسة زائفة لمجرد أن أحدا من قبل لم يغامر بمناقشتها فى ضوء القرآن والمنهج العقلى الاسلامى.
وللقصة جذور كان اسلافهم من أئمة الفقه وعلم الكلام وشيوخ القصص أو القصاصون ـ او الحكاؤون ـ يفعلون فى العصور الوسطى.
وزادت هذة الخرافات فى فى عصر الصحوة السلفية المباركة.
أنهم يقولون ان عذاب القبر والثعبان الأقرع من المعلوم من الدين بالضرورة
ويقول الدكتور أحمد صبحى فى كتابه (ونقول: ان تعبير المعلوم من الدين بالضرورة مصطلح أنتجته عصور التقليد والتخلف العلمي منذ منتصف العصر المملوكي خلال القرن الثامن الهجرى . وقبل ذلك كان الإجتهاد يصل إلى الاختلاف في كل شئ بين الفرق والمذاهب الفكرية والفلسفية والعقيدية والفقهية .. ثم أغلقوا باب الإجتهاد ، وتحول الأئمة المجتهدون والمختلفون في كل شئ إلى أئمة مقدسين لدى فقهاء عصور التخلف منذ منتصف العصر المملوكى وطيلة العصر العثمانى ، حيث لا يجوز الاعتراض علي الأئمة الأوائل او مناقشتهم أو نقدهم ، وبرزت شائعات علمية كاذبة تبرر هذا الأفك وتشرعه وتحميه مثل " المعلوم من الدين بالضرورة " وأجمعت على ذلك الأمة ." والواقع أنه لا يوجد إجماع ولا توجد قائمة محددة متفق عليها بذلك المعلوم من الدين الضرورة ، حيث اختلف الشيعة والسنة والصوفية والفرق الإسلامية والكلامية في كل شئ منذ أن ابتعدوا عن القرآن .. ومن ضمن العقائد المختلف عليها عذاب القبر ونعيمه والعصمة والشفاعة .. وأنصح بقراءة كتاب " مقالات الإسلاميين واختلاف المصليين " للإمام آبي الحسن الأشعرى إمام أهل السنة في علم الكلام للتأكد من اختلاف أئمة المسلمين فى عصر الاجتهاد حتى في داخل المذهب الواحد في كل شئ وحول كل شئ .
أى أن السلف الصالح تأمر على الناس وقتها ومازال أحفادهم يتأمرون عينا !!
وقصة الثعبان الأقرع هذه قصة فرعونية 100% و هى فى الأصل عقيدة فرعونية عاشت آلاف السنين قبلما لبثت أن رجعت الى أفئدة المسلمين متخفية فى أحاديث نبوية وتفسيرات مختلة للقرآن الكريم جاء بها التيار السنى الفقهى والكلامى.

ان مناهج الأزهر التى درسناها أشارت لذلك الخلاف بين الأئمة المجتهدين في قضايا العصمة والشفاعة وعذاب القبروغيرها ولكن مع التأكيد على نصرة المذهب السني ورؤيته المتخلفة في تلك القضايا .

ومنذ العصر الأموي استحدث بنو أمية وظيفة الراوي في المسجد أو من كان يسمى بالقصاص ـ بثشديد الصاد ـ ، وكان يجلس فى المسجد بعد الصلاة للدفاع عن السلطة الأموية وتبرير فظائعهاولكن بصورة غير مباشرة وتحت ستار الوعظ . لذا كان منهج صاحب القصص أن يجذب إليه عقول السامعين بالأساطير والحكايات , وكلما توغل في الكذب ازدادت جماهيريته وازداد تأثيره..ولقد كان العصر الأموى عصر الروايات الشفهية التى تم تدوينها فيما بعد فى العصر العباسى منسوبة للنبى بعد ان دخل فيها الكثير من التحريف والتخريف . دونهاكثيرون أبرزهم "ابن برزويه " صاحب الانتماء المزدكى والأصل المجوسى، وهو المشهور بيننا بلقب البخارى المتوفى سنة 256.
كانت خرافات الترهيب وعذاب القبر المادة المفضلة للقصاص فى العصر الأموى، ثم جاء الفقيه " الأوزعى " الذي عاصر الخلافتين الأموية والعباسبة وخدمهما معاً ، وكان من أشهر القصاص في الدولتين ، وهو الذي اخترع حد الردة وهو أيضاً المصدر الأساسي لخرافات عذاب القبر ، وتحولت معظم أقاصيصه إلى مروايات وأحاديث يعززها بأن لها جذوراً فرعونية في عقول الناس من آلاف السنين.
هذه الخلافات تحتاج الى عقول لكى تكون عندها المقدرة على السيطرة على عقول الناس كى تسرق منهم الوعى والعقل ، وبعدها يصبح سهلا امتطاء الضحايا ـ أو المطايا لا فارق هنالك ـ . ولكى تسرق منهم الوعى والعقل ترهبهم باحاديث عذاب القبر وينسبون كل خرافاته للنبى حتى يقطعوا الطريق مقدما على كل من يفكر فى النقاش

إذن الموضوع كله أرهاب ، أرهاب للعقول وهذا أسوأ أنواع الأرهاب
أرهاب أمتد من يد السلفيين الى يد مشايخ الأزهر لتوزيع أكبر عدد من كتبهم فى المكتبات الأسلامية وميدان الأزهر

وأيات العذاب التى وردت فى القرآن آيات يستشهد بها بالقرآن عن عذاب فرعون " النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب

فالقرآن هنا يتحدث عن البرزخ وليس عن القبر , والآية القرآنية تشير إلى عذاب فرعون في البرزخ إلى قيام الساعة, ولنا أن نتخيله فى البرزخ وهو يعانى فيه العذاب بينما يرى ما انعم الله تعالى به على المستضعفين من بنى إسرائيل ، وهكذا معنى قوله تعالى في قصة موسى وفرعون " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم .. " إلى أن يقول الله تعالى عن بنى إسرائيل " ونمكن لهم في الأرض ، ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " القصص 4 : 6 .
فقد كان فرعون في طغيانه يضطهد بنى إسرائيل خشية منهم ، وحدث ما كان يحذر منه وتم تمكين الله تعالى لبنى إسرائيل بعد غرق فرعون مصداقاً لقوله تعالى " فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم " إلى أن يقول تعالى عن بنى إسرائيل " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربهارئة النبي (ص) منه .. وأحاديث عذاب القبر والشفاعة

وأحوال الآخرة كلها ضمن تلك الخرافات المخالفة للقرآن والتي يجب أن نبرئ منها الرسول (ص).

.. فكيف إذا كان ذلك الحساب المزعوم في القبر أسطورة فرعونية في الأصل ترددت في كتاب الموتى واحتفلت بها دراسات علم المصريات التي تختص في بحث تاريخ مصر القديمة ومن يرد المزيد فليقرأ كتاب " أرمان " عن ديانة مصر القديمة .. فسيرى إننا نكرر ما قاله الأجداد وننسبه للنبى العظيم افتراء وكذباً.

قال تعالى (." حتى اذا جاء أحدهم الموت قال ربى أرجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت. كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ". المؤمنون 99ـ100.)
اذن بعد كل هذة الأدلة على أنه لا يوجد عذاب قبر أو ثعبان

فماذا نقول بعد ذلك لمن يقول أن هناك ثعبان أقرع !!!
نقول له أنه هناك ساكن فى مشيخة الأزهر

وربنا يكتر من تعابينك يا أزهر !!!

والله المستعان
إيمان خلف
 

اجمالي القراءات 29524