ملك اليمين فى الحكم : السلطانة شجرة الدر

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٤ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا : قبل وصولها للسلطنة

1ـ  وصل المماليك ( من ملك اليمين ) الى حكم مصر وورثوا دولة أسيادهم الأيوبيين ،  وامتد ملكهم من غرب العراق الى ليبيا ، وخضع لهم الحجاز وجنوب آسيا الصغرى ، وهم الذين أوقفوا الغزو المغولى ، وهم الذين إجتثوا الوجود الصليبى فى الشام ، وهم الذين تزعموا ـ بمصر ـ العالم ( الاسلامى )، حتى كان ملك الهند يبعث برسائل يعلن فيها إنتماءه الاسمى لهم ، وهم الذين زينوا القاهرة بمنشئات معمارية لا تزال باقية حتى الآن . ثم هم ــ قبل تأسيس دولتهم ـ الذين هزموا حملة لويس التاسع الصليبية ، وأسروا لويس التاسع ، ثم أطلقوا سراحه بفدية ذهبية هائلة . بهذا الانتصار وصل أول حاكم مملوكى للعرش ، وكان جارية مملوكة ، هى شجرة الدر ـ محظية السلطان الصالح أيوب .

2 ـ فى المرحلة الأخيرة ـ قبل السقوط ـ تنازع السلاطين الأيوبيون فيما بينهم ، مع أنهم جميعا من ذرية العادل الأيويى شقيق صلاح الدين الأيوبى ، تقاتلوا فيما بينهم ، وتعاون بعضهم مع الصليبيين ضد خصم ابن عمه . وربما كان أفضلهم السلطان الصالح أيوب فى مصر .

3 ـ كان السلطان الصالح أيوب مشهورا بالسطوة والوقار ، فما كان أحد يجرؤ على أن يبتدئه بحديث، وكان غاية فى التكبر ، حتى أن ابنه عمر كان مسجونا لدى خصمه الصالح إسماعيل الأيوبى فرفض أن يكلمه فى إطلاق سراحه ، فظل ابنه فى السجن إلى أن مات .  وهو الذي غضب على أخيه العادل وقتله وصادر أموال أم العادل، ولم يقبل شفاعة فيهما من أحد ..

4 ـ وشخصية بهذه الصفات يكون من الصعب عليها أن تعرف الحب والغرام ، ويكون من الصعب على جواريه الحسان أن تمتلك إحداهن قلبه وتتمكن من إقناعه بأن يعتقها ويتزوجها ، ولكن ذلك ما أفلحت فيه إحداهن وهى شجرة الدر ، دخلت قصره جارية تركية حسناء وما لبثت بنعومتها وذكائها أن استطاعت أن تقتحم حصون قلبه فتزوجها بعد أن أعتقها وأنجبت له ولدا توفى وهو طفل ، وهو ( خليل ) ، وصار لقبها الرسمي " أم خليل " وهذا هو ما اكتسبته من طفلها المتوفى ..!! .

5 ـ  وجاءت فرصة أخرى لذكاء شجرة الدر لكي يظهر في وقت حرج فى تاريخ مصر، إذ هجم الصليبيون على دمياط وهربت الحامية الأيوبية وتركتها خاوية على عروشها ليدخلها لويس التاسع ، وحينئذ أشتد المرض بالصالح أيوب ويأس الأطباء من شفائه فاستكتبته شجرة الدر آلاف التوقيعات على أوراق رسمية بيضاء خالية ،وكونت لجنة لإدارة البلاد برئاستها لمتابعة الاستعداد الحربي ، وبعثت بأوراق السلطان المعهودة بتوقيعه تستنفر الرجال للجهاد ، وأقامت مع السلطان في مدينة المنصورة كموقع حربى تمت إقامته على عجل فى مواجهة الصليبين . ومن المنصورة كانت ترسل وحدات فدائية تناوش الصليبين حول دمياط .

6 ـ ومات الصالح أيوب فكتمت موته وبعثت لابنه تستقدمه ليتولى الحكم بعد أبيه ، وأخذت له البيعة في غيبته ، ومع ذلك جعلت الجميع يعتقدون أن الصالح أيوب لا يزال حياً ، إذ كانت تصدر المراسيم بتوقيعه ،  وقامت بدفنه سراً ، وأبقت الأمور تسير على عادتها في القصر السلطاني وتمنع الدخول فى حجرته بحجة أنه لا يرغب في رؤية أحد .

وفى النهاية فهم المصريون أنه قد مات ولم يعلنوا معرفتهم بذلك بسبب حرج الموقف ، وعلم الصليبيون بموت السلطان فتشجعوا على التحرك إلى المنصورة وقامت اللجنة العليا بتنظيم المقاومة ثم بقيادة المعركة الفاصلة التى انتهت بإبادة الجيش الصليبي وأسر لويس التاسع في يوم الأربعاء 3 محرم 648 هـ . والفضل يرجع الى المماليك البحرية بقيادة فارس الدين أقطاى ، والمماليك السلطانية بقيادة عز الدين أيبك ، والى تدبير شجرة الدر .

7 ـ بعد الانتصار الذى أحرزه مماليك الصالح ايوب ـ بعد موت الصالح أيوب ـ  جاء توران شاه ابن الصالح أيوب ليجد العرش والنصر في انتظاره بلا مجهود . وبدلاً من أن يحفظ الجميل لشجرة الدر والمماليك تآمر عليهم ، وبدأ يعدّ العدة لأن يتولى مماليكه مقاليد الأمور بدلا من ممماليك أبيه ، فكان لا بد من قتله . وكان هذا بتخطيط شجرة الدر .

ثانيا : السلطانة شجرة الدر والخليفة العباسى المستعصم

1 ـ خلا العرش بمقتل توران شاه ، ومن الطبيعى أن يطمع فى عرش مصر أبناء عم توران شاه من صغار السلاطين المماليك فى الشام وغيره ، لذا كان لا بد من تدارك الأمر بسرعة ، واعترافاً منهم بمكانة شجرة الدر وجهودها وكفاءتها إختارها كبار المماليك سلطانة لمصر . فقد أتفق كبار الدولة المماليك على إقامة شجرة الدر سلطانة وأن يكون لها التوقيع على المراسيم السلطانية ، وكانت علامتها " والدة خليل " وخطبوا لها على منابر مصر بقولهم " اللهم وأدم سلطان الستر الرفيع والحجاب المنيع ملكة المسلمين والدة الملك خليل " . وكانت سلطنة شجرة الدر يوم الخميس 2 صفر 648 وقد لبست خلعة السلطنة وهى خمار من الحرير المرقوم بالذهب وقبل لها الأمراء الأرض حسب العادة ولكن من وراء حجاب . وكان أول قرار لها هو التفاوض مع الملك الفرنسي الأسير وتولى التفاوض معه الأمير حسام الدين أبى على ، وقد أفتدى نفسه من الأسر بأربعمائة ألف دينار .. !!.

2 ـ  ولكن الخليفة العباسي المستعصم بعث إلى مصر يتندر على تولى شجرة الدر السلطنة، ويتساءل إذا كانت مصر قد خلت من الرجال ليبعث لها رجلاً يتولى السلطنة .  واضطرت شجرة الدر بسبب رسالة الخليفة العباسي إلى التنازل عن السلطنة وتزوجت المعز أيبك وظلت تمارس سلطاتها من خلاله ..

3 ـ وكما أشرنا إلى جهود هى الجارية التى أنقذت مصر فى وقت حرج وهزمت الحملة الفرنسية وأسرت لويس التاسع ــ نشير إلى جهود الخليفة العباسي المستعصم في تضييع بلده والمسلمين أمام المغول. المؤرخ ابن طباطبا كان يعيش هذا العصر ، وصف الخليفة العباسى المستعصم فقال : ( كان مستضعف الرأي ، ضعيف البطش، قليل الخبرة بالمملكة ، مطموعاً فيه ، وكان زمانه ينقضي أكثره بسماع الأغاني والتفرج على المساخر ، وكانوا أصحابه مستولين عليه ، وكلهم جهال من أراذل العوام.! ) ". ويقول عنه المؤرخ ابن كثير: (  كان محباً لجمع المال حتى أنه استحل الوديعة التى استودعها إياه الناصر داود ( الأيوبى ) وكانت قيمتها نحوا من مائة ألف دينار ، فاستُقبح هذا من مثل الخليفة .).!"

 4 ـ وأدى نهم الخليفة للمال أن تسبب فى سقوط ملكه . فقد قطع أرزاق الجنود وأمر بتسريحهم لتوفير الأموال وذلك في وقت تهديد المغول له . يقول ابن كثير أنه  : (  صرف الجيوش ومنع عنهم أرزاقهم ، حتى كانوا يتسولون على أبواب المساجد وفى الأسواق : وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرسون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله .! )" .

 5 ـ   وفى نفس الوقت أسرف الخليفة المستعصم فى الإنفاق على حاشيته وجواريه وأتباعه وكانت النتيجة أن اقتحم المغول بغداد يفتكون بأهلها ويدمرون حضارتها وتراثها ، وجئ بالخليفة المستعصم إلى هولاكو في قصر الخلافة  ، فأمره هولاكو أن يرشده إلى الكنوز المخبأة فدله الخليفة وهو يرتعد على حوض فى باطن الأرض قد ملئ بالذهب ، وتعجب هولاكو من حمق ذلك الخليفة الذي يحوز تلك الكنوز ثم يبخل بها عن الجنود الذين يحمون ملكه ، ثم أمر هولاكو بإحصاء نساء الخليفة وجواريه فكن سبعمائة زوجة وسرية وألف خادمة . وتضرع الخليفة لهولاكو لكي يبقى على حريمه " اللائي لم تطلع عليهن الشمس والقمر" وضحك هولاكو ، وفرقهن على عسكره ، ثم أمر بقتل الخليفة ركلاً بالأقدام . !! . وجمع هولاكو كنوز العباسيين ( فكانت جبلاً على جبل ) حسبما يقول المؤرخ الهمدانى ، وأنشأ هولاكو قلعة فى همدان لحراسة تلك الكنوز التى جمعها الخلفاء العباسيون فى خمسة قرون وأخذها هولاكو في خمسة أسابيع .!!

6 ـ  هذا هو الخليفة الذي اعترض على تولية شجرة الدر السلطنة ، هذا الخليفة أضاع ملكه وهو الرجل الحُرّ ، بينما حفظت شجرة الدر مُلك سيدها ووطنها وأسرت عدوها ـ وهى الجارية ملك اليمين .! بالتأكيد فإن هذا الخليفة العباسى ( المستعصم ) لم ير فى شجرة الدر إلا ما يراه فى جواريه ال 1700 ، ولذلك إحتجّ على توليها السلطنة . وانتهت حياته عارا ، فقد قتله عدوه هولاكو وسبى نساءه وهتك حرمته وأخذ أمواله ودولته. أما ملك اليمين ( شجرة الدر ) فهى التى أسرت عدوها لويس التاسع وسجنته حتى افتدى نفسه بأربعمائة ألف دينار مع تعهد بألا يغزو بلاد المسلمين ..

ثالثا : نهاية شجرة الدر :

1 ـ هذه سيدة بدأت حياتها بين سطور التاريخ ولكنها قفزت إلى عناوين التاريخ لتحتل مركزا فريدا في تاريخ المسلمين كأول وآخر امرأة . تتولى السلطنة!!.  وقد ارتبطت حياتها بتاريخ الشرق الأوسط في فترة حرجة ، إذ شهدت حملة لويس التاسع على دمياط وهزيمته وأسره في مدينة المنصورة ، وشهدت انتقال الحكم من الدولة الأيوبية إلى الدولة المملوكية حيث كانت هي أول سلطانة أو بمعنى آخر أول من تولى الحكم في الدولة المملوكية ، بدأت حياتها جارية محظية للسلطان الأيوبي الصالح أيوب وانتهت حياتها صريعة بنهاية مأساوية لا تتفق مع حرمه الأنثى ، ولكنها لعبة السياسة التي مارستها فلم ترحمها ، وماتت بنفس الكأس التي أذاقته لغيرها ...!!

2 ـ بسبب إستنكار الخليفة المستعصم العباسي تولية شجرة الدر للسلطنة ــ وهو يعبّر عن الرأى العام وقتها ـ تنازلت شجرة الدر بنفسها على السلطة ، وتزوجت عز الدين أيبك ليصبح أول سلطان مملوكي .الواقع أن تنازلها عن السلطان كان ظاهريا فقط ، إذ عملت على أن تظل تحكم من وراء ستار ، وتجلى ذلك في اختيارها عز الدين أيبك زوجا لها ليتولى السلطنة بالاسم بينما تمسك هي بمقاليد الأمور كلها .

3 ـ والواقع أنه كان أمام شجرة الدر مرشحان للزواج وللسلطنة ، وتنافس كلاهما على الفوز بها ، الأول فارس الدين إقطاى كبير المماليك البحرية وأشجع الشجعان وحوله عصبة من تلامذته أشهرهم بيبرس البندقدارى ( الذي تسلطن فيما بعد ) ، والثاني عز الدين أيبك كبير المماليك في القصر السلطاني وأشهر تلامذته قطز ( الذي تسلطن فيما بعد وقهر التتار ) . وأستعرض إقطاى شجاعته أمام شجرة الدر ومقدرته على قيادة القوة المملوكية المسلحة ، وكانت شجرة الدر تستمع إليه ولا ترى أنه سيكون لها دور بجانب هذا القائد الخشن الغليظ إذا تولى القيادة ، ولعلها كانت تستمع إليه وعقلها مع حديث أيبك إليها حين كان يكلمها بحديث القلب والغرام . وقد اقترب أيبك منها كثيرا في القصر ، ورأت فيه الزوج المطيع والحبيب الولهان فقررت اختياره للزواج لتستمر في تمتعها بالسلطنة ، حيث اعتادت أن تأمره واعتاد هو أن يطيعها . ورفض إقطاى الاعتراف بذلك الزواج وبدأ أتباعه التحرش بالسلطة ، فتخلص منه أيبك وشجرة الدر بالاغتيال .

4 ـ وصفا الجو إلى حين لشجرة الدر وحبيبها أيبك .. ولكن ما لبث أن ضاق أيبك بتحكمها فيه ، وبدأ يعمل على التحرر من نفوذها . فاسترجع زوجته زوجته القديمة ( أم على  )، وبعث يخطب لنفسه الأميرة الأيوبية صاحبة الموصل . وجن جنون شجرة الدر خصوصا وقد هجرها أيبك ونزل في باب اللوق التي كانت تشرق على بحر النيل في ذلك الوقت . أكلتها الغيرة وحرمتها النوم والتفكير السديد . وفى غمرة هيجانها عليه تآمرت على قتله ، وظنت أن الأمر يمكن أن يصفو لها ويعود لها سلطانها إذا قتلته ، ولم تعرف أن غيرتها الأنثوية طغت على ذكائها المعهود ، إذ أن مماليك أيبك الذين استكثر منهم لن يرضوا بمقتل سيدهم ، وقد سبق لأولئك المماليك أن قتلوا أقطاى نفسه بإشارة من سيدهم أيبك . ومن الطبيعي ألا يسكتوا إلا بقتل شجرة الدر ، خصوصا وان فرصتهم في علو السلطان ستكون أكثر لدى ( على بن أيبك ) إذا انتقموا له من قاتلة أبيه . أخطأت شجرة الدر في حساباتها حين تناست قوة المماليك المعزية ( أي عز الدين أيبك ) .

5 ـ أرسلت شجرة الدر إلى أيبك تسترضيه وتستحلفه بالغرام أن يعود إليها وأن تكون له كما يتمنى ، وانخدع بحديثها فجاء وبعد اللقاء والوصال كان الاغتيال ، وحين دخل الحمام فوجىء بالزبانية يكمنون له في الظلام فخنقوه من خصيتيه ، فصرخ يستنجد بالحبيبة شجرة الدر . فغلب عليها ضعف الأنثى فهتفت للزبانية ترجوهم ألا يقتلوه ، ولكنهم أغلظوا لها القول لأنه لو عاش سيهلكهم جميعا .. وهكذا رحل السلطان عز الدين أيبك بعد ليلة سعيدة أليمة .!.

وثار مماليك المعز أيبك عندما علموا بموت السلطان ، واعتقلوا جواري القلعة وعرفوا أن القاتلة هي شجرة الدر ، فقبضوا عليها وعلى القتلة وأقيم  الطفل ( على بن أيبك  ) سلطانا ، ثم صلبوا القتلة ، وقاموا بتسليم شجرة الدر إلى غريمتها وضرتها  ( أم على ).

6 ـ - فماذا فعلت ( أم على ) مع شجرة الدر ؟ .كان انتقامها منها هائلا ، جعلت الجواري يضربنها بالقباقيب حتى الموت ووقفت هي تنظر إليها وهى تموت ، ثم أمرت بإلقائها من فوق سور القلعة شبه عارية ، وفى النهاية حملوها في قفة ودفنوها !! .

وإبتهاجا بموتها وزعت أم السلطان على ( أم على ) حلوى من نوع جديد ( لبن وزبيب وسكر ومكسرات وخبز من نوع مخصوص )، ووصلت هذه الحلوى فى أطباق الى سكان القاهرة ، فأطلقوا على هذه الحلوى ( أم على ) . ولا تزال مشهورة بهذا الاسم حتى الآن ، وهم من اشهر الحلوى الشرقية ، بل وصلت الى أوربا ، وهى مشهورة فى انجلترة باسم (أومالى ) أى  ( أم على ) بالانجليزية .  

7 ـ وبهذا وصلت شجرة الدر الى (عرش التاريخ ) ( سلطانة )، بينما وصلت (أم على ) الى ( مطبخ التاريخ ) طباخة .!! .. وكلتاهما ملك يمين .!  

أخيرا : ـ وتبقى لنا العظة :

  1 : فلا زلنا نعيش في عصر المستعصم وثقافة المستعصم ، ثقافة ( نصفنا الأسفل  ) ، ونعتبر المرأة مجرد جسد للمتعة الحسية سواء كانت من الحرائر أم من ( ملك اليمين ) ، فبهذا تنطق تشريعات الدين السُّنى ( وخصوصا الحنبلى ) ، وحول ذلك تدور أفكار التراث العباسي ، وقد تأثر بها الخليفة المستعصم فاعتنق فلسفة النصف الأسفل، وقضى حياته يعيش في ظل غابة من السيقان وتتكون تلك الغابة من سبعمائة زوجة وسرية وألف خادمة ، ظل جالسا عاكفا بين سيقان الحريم ولم يحاول مرة أن يسمو إلى حوار مع عقل امرأة منهن ، حتى إذا جاءه هولاكو وسلبه أمواله لم يفزع ، فإذا سلبه نساءه ومملكته بكى على سيقان حريمه اللائي لم تطلع عليهن الشمس .

  2 : عوقب بعض الأحرار ـ من الذكور والإناث ـ بالاسترقاق ، ظلما وعدوانا . وبعضهم كوفىء بأن وصل الى التحكم فى السلطة ، مثل كافور وجوارى الخلافة العباسية ، ثم وصلت إحداهن لأن تكون سلطانة رسمية تحكم شعبا من الأحرار والحرائر .

  3 : ولا زلنا نقع فى خطيئة الخلط بين الإسلام والمسلمين ، فنجعل الإسلام العظيم مسئولاً عن تلك النظرة الخاطئة للمرأة ، جاهلين بأن المسئول هو الدين السُّنى وليس الاسلام . وهذا الخلط بين الاسلام وأديان المسلمين الأرضية ظلم هائل لرب العزة جل وعلا ، وظلم للبشر أيضا ، علاوة على أنه يعرقل الاصلاح الذى نقوم به . يكفى أن أعدى أعداء الاسلام يحملون لقب ( إسلاميين ) وإرهابهم المخالف للإسلام يوصف بأنه ( جهاد إسلامى ) ونظرتهم الدونية للمرأة يُقال أنه ( شريعة إسلامية ) .!!. وفيما يخصُّ موضوعنا فإن  ( فقه النصف الأسفل ) فى الشريعة السنية  يتم تدريسه فى الأزهر والتعليم الدينى فى دول الخليج ومعظم الدول العربية ، ويجد له الكثير من الدعاة من الرجال والنساء ، تزدحم بهم وسائل الاعلام ووسائل المواصلات ، بينما لا نجد نحن وسيلة إعلامية ننشر بها التنوير الاسلامى الأصيل ، بل حتى نعجز عن بناء ( مُصلى ) نقيم فيها صلاة الجمعة ..!!. وذلك يعنى شيئاً محدداً أننا نعيش عصر الخليفة المستعصم .. حتى لو كان لدينا الملايين من شجرة الدر.. !!

المراجع

العبر 5 / 222

السلوك 1/ 361

ابن كثير 13 / 199

النجوم الزاهرة 7 / 56

حسن المحاضرة 2 /39

شذرات الذهب 5/ 268

فوات الوفيات 16 /120     

اجمالي القراءات 8139