تاريخ سلطنة عمان الحديث بشكل مختصر بداية من 23 / 7 / 1970

سعيد علي في الإثنين ١٥ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

مقدمة : لست باحثا في التاريخ و للبحث التاريخي أصول و هناك من الباحثين من يملكون ملكة البحث – و لست منهم – و إستجابة لطلب الدكتور أحمد حفظه الله جل و علا – فإنني اقدم هذه المقالات المختصرة عن تاريخ عمان الحديث و الذي أزعم أنه بدا منذ أن تولى سلطان البلاد : السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم بداية من 23 / 7 / 1970 فنقل السلطنة نقلة نوعية لا يستطيع قلمي إعطائها حقها فهو السلطان المحبوب الذي أحبه العمانيون لأنه قدم لبلده ما لم يقدمه سلطان قبله فجزاه الله كل خير و لنبدأ متجازين بداية تقلده الحكم إلى أول خطاب خاطب به الشعب قائلا : ( ايها الشعب... سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل افضل ، وعلى كل واحد منكم ، المساعدة في هذا الواجب.
كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة ، وَانٍ عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى ، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي ، كانت عمان بالأمس ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق فجر جديد على عمان وعلى أهلها، حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق   (.

كانت حياة العمانيين قبل توليه الحكم ( تعيسة ) لذا قال : ( سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل ) و فعلا فقد عانى العمانيون قبل توليه مقاليد الحكم من شضف الحياة و قسوتها فالفقر و الجهل و المرض كان منتشراً و بسبب ذلك هاجر العمانيون بلادهم طلبا للرزق في الدول المجاورة لا سيما الكويت بعد إكتشاف النفط فيها مبكرا و مارس الكثيرون منهم مهنة التجارة البحرية الخطيرة معتمدين على سفنهم التقليدية للتجارة عبر الخليج العربي وصولا للبصرة شمالا و شرق أفريقيا – الصومال و تنزانيا – نظرا للتواجد العماني قديما في ممباسا .

تولى السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم لدولة : ( كانت في الماضي ذا شهرة و قوة ) و هي كذلك فالعارف بتاريخ السلطنة قديما يعلم أنها كانت ذات شهرة و قوة و للدلالة على ذلك بعجالة أيها القارئ الكريم أقول حررت عمان البصرة من الحصار الفارسي كان ذلك عام 1775 يومها كانت البصرة ترزح تحت الحصار الفارسي بقيادة كريم خان مؤسس السلالة الزندية في بلاد فارس .

و للدلالة و بعجالة كذلك لشهرة عمان و قوتها فقد أستقبلت الولايات المتحدة الأميركية اول سفير عربي وهو العماني الشيخ / أحمد بن النعمان الكعبي كان ذلك في حكم الإمام سعيد بن سلطان عام 1840 حيث سافر الشيخ أحمد بن النعمان الكعبي على ظهر السفينة سلطانه و كان سبب الزيارة هي تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية و شراء الأسلحة التي كانت السلطنة في حاجة إليها للصراع بينها و بين البرتغال في موزنبيق وقت إذ كان لعمان تواجدا قويا في شرق إفريقيا و كان رئيس الولايات المتحدة الأميركية وقتها هو فان بورين .

و عودة لخطاب السلطان الأول حيث يقول : ( كانت عمان بالأمس ظلام ) فعلا فقد كانت عمان في الفترة التي سبقت حكمه في ظلام ! كانت في ظلام الجهل و قسوة الفقر و بطش المرض ناهيك عن الحروب الأهلية ذات الصبغة القبلية .

جاء السلطان قابوس شابا متعلما يافعا متحمسا لبلد شاسعا قاسيا بطبيعته الجبلية و صحرائه الواسعة و بحاره بسواحلها الطويلة و تفرق سكانه القاطنين جباله و سهوله و مدنه .. جاء و في البلد مدرستين فقط !! تابعتين للأسرة الحاكمة تحت مسمى المدرسة السعيدية نسبة لأسرة آل سعيد و مستشفى في العاصمة مسقط أنشاته الإرسالية الأميركية عام 1909 بقيادة الدكتور ( تومس ) ذلك الطبيب الأميركي الذي يعرفه أغلب العمانيين و يذكرونه بالخير – رحمه الله جل و علا - .

و عودة لأول خطاب للسلطان الشاب المتحمس الساعي لإسترجاع مجد عمان الغابر و تاريخها المشرف بالقول : ( سأعمل بأسرع ما يمكن لِجَعْلِكُمْ تعيشون سُّعَدَاءِ لمستقبل افضل ، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب ) .. إلى هنا أكتفي بهذا المقال البسيط على أمل المواصلة لتبيان الصعوبات و المعضلات التي واجهها السلطان قابوس في بداية حكمه و كيف تغلب عليها ليبدأ مرحلة البناء و التعمير ليجعل من عمان دولة عصرية و يعم الأمن فيها و السلام و يختفي الجهل و المرض و تقام المدارس و المعاهد و الجامعات و المراكز الصحية و المستشفيات و شبكة طويلة من المواصلات و الإتصالات و موانئ بحرية و مطارات و تنمية حقيقية للموارد البشرية – عطفا عن ما كانت عليه قبل توليه – و قبل أن يتمكن من البدء في هذا كله كان عليه تحقيق النصر في ( دحر أذناب الشيوعية من تراب الوطن ) و هو الذي تحقق في عام 1975 حيث ألقى السلطان خطابا بمناسبة النصر على قوى التمرد في يوم 11 / 12 / 1975 و الذي سنبدأ به مقالنا القادم بإذن الله جل و علا .

اجمالي القراءات 10362