ملك اليمين فى عصرنا الحالى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٢ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا :

آخر الدول فى الإلغاء الرسمى للرق العادى مع بقاء ثقافة الرق :

موريتانيا

1 ـ ألغت الرق مؤخرا في عام 1981، وكان إلغاءا شكليا ، وبسبب الضغط الدولى أصدرت موريتنانيا قانونا بتجريم الاتجار بالرقيق عام 2007 . ومع هذا فلا يزال 17 % من عدد السكان رقيقا حتى الآن حسب تقرير منظمة (SOS)  . أما المنظمة المختصة بمحاربة الرق وولك فري "Walk Free Foundation" فهى تجعل موريتانيا أول دولة في العالم على مقياس ممارسة أشكال "العبودية العصرية"، كون 4% في مجموع سكان موريتانيا، حوالي 140.000 نسمة، يعانون من شكل من اشكال العبودية المعاصرة. وفي مطلع عام 2015 أصدرت الدولة الموريتانية قانونا يصنف الجرائم المرتبطة بالاسترقاق كجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.

2 ـ ولكن لا تزال ثقافة الرق متأصلة خصوصا فى المناطق الريفية التى يصعب على المنظمات الحقوقية الوصول اليها . ويعزز هذا تاريخ طويل من الاسترقاق ، إرتبط بتجذّر المجتمع الطبقى فى موريتانيا ، والتنوع العرق من العرب والأمازيغ والأفارقة السود .

3 ـ وبسبب ثقافة الرق هذه يخضع مدون وكاتب موريتاني ( اسود ) للمحاكمة بسبب مقال تم اتهامه بسببه بالإساءة للرسول محمد – عليه الصلاة والسلام . وفي جلسة المحاكمة قال الكاتب المتهم الشيخ ولد امخيطير إنه لم يكن يقصد الإساءة حين كتب مقاله، وإنما أراد التنبيه على الطبقية في موريتانيا والظلم الاجتماعي فيها.وأضاف: “إذا كان قد فهم من مقالي أي إساءة لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، فإنني أعلن توبتي أمام الجميع . وفى مقاله هذا قال : ( لا علاقة للدين بقضيتكم أيها لمعلمين الكرام فلا أنساب في الدين و لا طبقية و لا “أمعلمين” ولا “بيظان” وهم يحزنون …… مشكلتكم إن صح ما تقولون يمكن إدراجها فيما يعرف بـ”التدين”.) ولأنه تعرض للطبقية ونفاها إسلاميا فقد لمس عصبا حسّاسا ، لذا صدر ضده حكم بالاعدام ، بالرغم من إعلانه توبته مرارا . إذ كيف يجرؤ ( عبد اسود ) على أن يكتب هذا ؟ !

  السعودية

1 ـ أصدر الملك فيصل قرار وقف تجارة الرقيق وتحرير العبيد  في  7 نوفمبر 1962 .

2 ـ  قبلها كان معتادا بيع وشراء العبيد فى سوق خاص . يقول بعضهم : ( كان سوق الرقيق بجوار المسجد الحرام عند باب الدريبة ويسمى الدكة ، وكان يعرض في هذا السوق العبيد من الجنسين منهم من يجلب من الخارج والبعض الاخر من الموجودين في مكة استغنى عنهم سادتهم . ويجلس البنات والنساء على المقاعد اللاصقة للحائط ويتحجبن البالغات بحجاب خفيف . ويجلس في الامام الذكور المتقدمين في السن وفي الوسط يجلس الصبيان . وكان المشتري يقوم بفحص الغلام ويطلع على شعره وساقه وذراعه ويطلب منه فتح فمه واخراج لسانه ويتحدث مع الغلام ان كان يجيد العربية . ويفحص الغلام بواسطة طبيب فاذا وافق الغلام من يريد شرائه سأله هل تقبل ان تخدمني ؟ فاذا كان هناك قبول تمت البيعة . )  

3 ـ يقول آخر : ( بعد أكثر من 40 سنة على إلغاء نظام الرق وتجارة العبيد في المملكة العربية السعودية مازال الكثير من المسنين يحكون الحكايات عن زمن تجارة العبيد والجواري في أسواق المدن السعودية المختلفة, وكيف كانت تلك التجارة تدر عليهم مبالغ طائلة وتوفر لهم من يخدمهم وفق نظام معروف ومقنن في ذلك الوقت.وذكر أحد المسنين لوكالة أخبار المجتمع السعودي أنه مازال يتذكر أن أشهر تجار العبيد في الرياض آنذاك شخص يُدعى "ابن دايل" وأن الرقيق كان لهم أوراق ثبوتية تحتوي على أوصاف وعمر العبد أو الجارية واسم مالكه ومكان إقامته, كما لايزال يذكر أن والده اشترى عبداً بـ 200 ريال من أحد أسواق المدينة المنورة وباعه ب 8 آلاف ريال في الرياض لرجل من أقاربه أعتقه لاحقاً لكنه رفض الرحيل, وأصر على البقاء في خدمته حتى انتقلا إلى رحمة الله.وتشير المعلومات المتداولة بين كبار السن في السعودية إلى أن معظم العبيد الذين تتجاوز أعدادهم عشرات الآلاف وتم إعتاقهم بعد إلغاء ظاهرة الرق بقانون رسمي في زمن الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز انشغلوا بالتجارة والصناعة والتحقوا بالوظائف الحكومية وحمل بعضم أسماء القبائل والعوائل التي كانوا مملوكين لها, فيما فضل المسنين منهم قضاء بقية حياتهم في خدمة معتقيهم.وكان أحد كبار التجار في المدينة المنورة قد كشف مؤخراً عن وثائق يحتفظ بها، عن انتشار تلك الظاهرة في المجتمع الحجازي منذ زمن بعيد، وحددت إحدى الوثائق سعر الجارية بحسب عمرها وقدرتها على القيام بأعباء العمل، حيث تفيد أحد الوثائق المكتوبة عام 1376هـ (1956 ميلادي) بأن سعر جارية لم يتجاوز عمرها 18 سنة، قدر بـ38 ألف ريال, وسعر جارية أخرى كان عمرها بين 27 و30 عاما لم تزد قيمتها عن 40 ريالاً، مع ملاحظة أنها كانت بحسب تلك الوثيقة تحسن الطبخ والغسل وسائر أمور المنزل.وتذكر وثيقة نشرتها إحدى الصحف السعودية في وقت سابق نصا قانونيا ببعض مواد التعليمات التي كان معمولاً بها بشأن الاتجار بالرقيق والتي تؤكد حق إعاشته وإلباسه وإسكانه وحق معاملته بالحسنى والرفق والرأفة وعدم القسوة وحق تمريضه ودفع ثمن علاجه. وليس للمالك المتصرف أن يفرق بحسب تلك القوانين الأولاد عن والدتهم ما داموا في سن الرشدأما الرقيق الذي كان يشتكي من سوء معاملة مالكه أو التصرف به فكانت جهة الاختصاص، تحضر كلاً من المشتكي والمشتكى عليه، وإن ثبت لها صحة الشكوى فإنها تنذر المالك المتصرف للمرة الأولى وتمنحه مهلة لا تزيد عن شهرين لإعادة النظر في حالة المشتكي. وإن ثبت لها في المرة الثانية أن أسباب الشكوى لم تزل موجودة، فإنها تجبر المالك المتصرف على إخراج المشتكي من ملكيته وتصرفه.وصرح لوكالة أخبار المجتمع السعودي المواطن حازم بن عبدالله وهو من سكان مدينة الطائف بأنه كان يحرص على رعاية مسن يدعى "عبدالله" أعتقه جده قبل 40 سنه لكن لكونه لايعرف أحداً وليس له أي أقارب فقد فضل البقاء في خدمة الأسرة حتى انتقل إلى رحمة الله قبل 3 سنوات, ويضيف: "كنت أعتبره مثل والدي, وكان يصر على مناداتي بكلمة (عمي) رغم أنه يكبرني بثلاثين عاماً تقريباً".. وعن كيفية امتلاك جده له قال: "قبل وفاته بسنوات روى لي عبدالله الذي اعتدنا منذ صغرنا على تسميته (الدادي) أن مجموعة من البدو اختطفوه وهو لم يبلغ السابعة من عمره عندما كان يلهو بين أغنام أسرته في منطقة رعوية باليمن, ثم قاموا بعملية إخصائه وباعوه بعد فترة في (برحة العباس) في مدينة الطائف لجدي الذي اهتم برعايته وعامله كفرد من الأسرة, وهو لا يتذكر من هم أهله ولا أي شيء عنهم سوى أنهم من اليمن, ولذلك فقد بكى عند إعتاقه ورفض الرحيل وأصر على البقاء في خدمة جدي, وقد توفي جدي قبل سنوات طويلة ولحق به والدي وأعمامي ولم يتبق له إلا أنا وبعض أبناء عمومتي, وكنا نرعاه بشكل مستمر حتى انتقل إلى رحمة الله قبل 3 سنوات".. من جهة أخرى قالت المواطنة "حصة الحربي" إنها عايشت فترة انتشار الرق في السعودية ومازالت تلتقي بين فترة وأخرى بعددٍ من النساء اللاتي كن إماء لأسرتها, وأن إحداهن ربتها في طفولتها وتعتبرها بمثابة والدتها, وقد أعتقت منذ زمن طويل وتزوجت وأنجبت, ويعمل أحد أبنائها حالياً في وظيفة مرموقة بإحدى الوزارات, لكنه للأسف يمنع والدته من التواصل معنا لأسباب لا نعرفها".. يُشار إلى أن وكالة أخبار المجتمع السعودي حصلت على صورة عقد بيع جارية بمبلغ 4 آلاف ريال تمت كتابته في شهر صفر من عام 1369هـ , وعلمت أنه كان يستخرج للرقيق "تذكرة تسجيل" من قسم التفتيش وشؤون الرقيق التابع لمديرية الأمن العام. ثم يستخرج له بعد ذلك "جواز" يحمل اسمه وجنسه وتاريخ ولادته، ويحتوي إضافة لتلك المعلومات جميع صفات الرقيق الشكلية والجسمية).

4 ـ ونفس الحال ؛ لا تزال ثقافة الرق متأصلة وحاكمة فى الدولة السعودية ، حيث تنتسب الدولة الى الأسرة المالكة السعودية وتحمل رسميا إسمها بما يعنى أن غير أفراد الأسرة السعودية هم ملك يمين لها ، ينتسبون اليها بالولاء شأن ثقافة العصور الوسطى فى الدول الأموية والعباسية والعثمانية ، ثم إن العمال الأجانب فيها يتم إسترقاقهم بنظام الكفيل ، يصير به العامل ( الأجنبى ) عربيا أو مسلما ملك يمين للكفيل يتحكم فيه كيف شاء. إنه ( الرق الإختيارى ) الذى أشرنا اليه من قبل فى أوربا وأمريكا بعد إلغاء الرق العادى . أى سارت الأسرة السعودية بنظام الكفيل على سُنة الغرب فى إسترقاق العمال . وبينما أصلحت الرأسمالية الغربية من نفسها وأعطت حقوقا للعمال فلا يزال نظام الكفيل ثابتا فى السعودية لأنه متجذر فى ثقافتها وفى إسمها .

ثانيا
تقارير حول الرق المعاصر  

1 ـ يقول التقرير تحت عنوان : ( العبودية وتجلياتها المختلفة :

كان الرق قديمًا مرتبطًا بالأغلال والملكية المطلقة، أما في عصرنا الراهن فتتخذ العبودية أشكالًا مختلفة، بداية من تجنيد الأطفال، وتهريب البشر، واستغلال النساء في الدعارة، مرورًا بالعمالة الجبرية والقوانين التعسفية، وانتهاءً باستغلال القاصرين في العمل، قد تتلون هذه الظواهر بثوب القانون، والقبول المجتمعي المحلي أحيانًا، إلا أنها تظل دومًا انتهاكًا لحقوق الإنسان وكرامته.وتساهم مجموعة من الظروف في إنتاج ظواهر العبودية المعاصرة في العالم النامي، تتبدى في الفقر والتمييز والإقصاء الاجتماعي. وزادت الحروب والانهيارات الاقتصادية الوضع تفاقمًا خلال الآونة الأخيرة.)

2 ـ المنظمة العالمية (  walk free ) المعنية بمنع الرق قالت فى بيانها عن مؤشر العبودية فى الثلاثاء  31 مايو 2016 أن هناك قرابة 46 مليون شخص في العالم، يرزحون تحت «العبودية المعاصرة ، وأحصى ضحايا عبودية العصر في العالم، مُسجلًا حوالي 45,8 مليون فرد في عداد «العبيد»، وهو رقم أكبر بنسبة 28% من التقديرات السابقة لسنة 2014، ما يشير إلى أن الظاهرة في تزايد.ويستند قياس العبودية، بحسب المنظمة المعنية، إلى مؤشرات مرتبطة بتهريب البشر، والعمالة القسرية، وتجنيد الأطفال، والارتباط بالديون، والزواج القهري، والاستغلال الجنسي التجاري، والقوانين المخلة بحرية الإنسان وحقوقه.تناول التقرير بيانات «مؤشر العبودية» بشأن 167 بلدًا، مستخلصة من 42 ألف مقابلة أجريت بـ53 لغة؛ لتحديد عدد البشر الخاضعين للعبودية، وكيفية تعامل الحكومات مع أحوالهم، وقد غطى الاستطلاع نسبة 44% من سكان العالم.)

3 ـ وقد أطلقت CNNصفحة تحمل عنوان "الطريق الى الحرية،" التي تهدف إلى المساعدة على إنهاء العبودية في العصر الحديث، من خلال تسليط الضوء على ضحايا العبودية، وقصص النجاح والعبور إلى الحرية.)  وتحت عنوان (   عبودية العصر الحديث ترتفع بنسبة 30% في العالم ) : ( أظهرت دراسة جديدة أن العبودية في العصر الحديث ارتفعت بنسبة 30% حول العالم.يعتقد أن أكثر من أربعة بالمائة من شعب كوريا الشمالية عبيد.تقديرات التقرير تقول إن خمسين مليون شخص تقريباً يمكن أن يعتبروا مستعبدين، ويضيف أن أغلبهم في الهند والصين وباكستان وبنغلاديش وأوزباكستان، كما تتعرض هونغ كونغ للنقد أيضاً، فهي تعتبر إحدى أسوأ الدول بالنسبة لجهود القضاء على العبودية في العصر الحديث، وهي تتميز بذلك جنباً إلى جنب مع كوريا الشمالية. ) (  وبحسب التقرير، تضم «الهند» أكبر أعداد المستعبدين في العالم...فيما احتلت «كوريا الشمالية»، المرتبة الأولى في التصنيف العالمي لمؤشر العبودية من حيث نسبة عدد السكان، التي وصلت لديها إلى 4,37% فردًا مستعبدًا. كما برزت دول أخرى، خصوصًا في منطقة آسيا، كبؤر لانتشار ظاهرة العبودية المعاصرة، مثل الصين وباكستان وبنغلاديش وكمبوديا وقطر وأوزباكستان.)

 ( آسيا تطور اقتصادها على حساب حقوق الإنسان :

ربما تكون بعض دول آسيا، كالصين والهند، محط إعجاب الكثير؛ بسبب نهضتها الاقتصادية السريعة، غير أن هناك جانبًا مظلمًا يقع خلف هذا النمو الاقتصادي، وهو أن منطقة آسيا تعرف أكبر نسبة من العبودية المعاصرة على الإطلاق، وتقول منظمة العمل الدولية إن حوالي 56% من المستعبدين في العالم يتواجدون بدول آسيا.تنتشر في منطقة آسيا ظواهر العمالة القهرية، والإتجار بالبشر، والدعارة القسرية، علاوة على استغلال الأطفال، وكلها ظواهر تتغاضى عنها السلطات في الهند والصين؛ من أجل التنمية الاقتصادية البحتة.)

( عودة إلى تقرير منظمة «وولك فري» حول مؤشر العبودية ببلدان العالم:

فقد سجلت كل من «لوكسمبورغ، وإيرلندا، والنرويج، والدنمارك، وسويسرا، والنمسا، والسويد، وبلجيكا، والولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا» أدنى معدلات في مجال العبودية المعاصرة.).

الرق المعاصر فى الدول العربية

 تقرير آخر يؤكد أنه  ( لم تسلم الدول العربية من هذا "الوباء" المنتشر، إذ أن هناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من العبودية، بأكثر من 570 ألف شخص يعانون من العبودية في مصر، وأكثر من 454 ألف شخص في شمال السودان، والأرقام لا تزال ترتفع في العراق وسوريا واليمن إثر انتشار تنظيم "داعش." . ويُعرّف مؤشر العبودية العالمي العبودية الحديثة على أنها "امتلاك الفرد والتحكم به، لحرمانه من حريته الفردية، بقصد استغلاله والاستفادة منه ونقله أو التخلص منه."  . ولا شك بأن محاربة العبودية الحديثة تتطلب تضامناً عالمياً، إذ أن الإتجار بالبشر الذي يحصل عبر الحدود الدولية، يُكوّن نسبة كبيرة من أشكال العبودية الحديثة، التي تبلغ قيمة أرباحها غير المشروعة حوالي 150 مليار دولار سنوياً.  )

( وتحت عنوان : العبودية في العالم العربي :

لم تغب البلدان العربية، كعادتها في مثل هذه الاستطلاعات، عن مجال البلدان التي تعرف انتشارًا واضحًا لآفة العبودية بالمعايير العصرية؛ إذ تربعت «قطر» على عرش الدول العربية المستعبدة من حيث النسبة، فيما سجلت «مصر» أكبر عدد للخاضعين للعبودية في العالم العربي. بينما كانت «السعودية وعمان» أقل الدول التي تنتشر بها عبودية العصر، نسبة لعدد سكانها، في المنطقة العربية.  ) .

( الخليجيون يستعبدون :

تعيش العمالة الآسيوية والإفريقية في دول الخليج اضطهادًا وتمييزًا عنصريًا؛ بسبب القوانين التعسفية، التي تضع شروط معجزة أمام العمال؛ للبقاء والإقامة، مما يعرضهم لخطر الترحيل في أية لحظة، علاوة على انعدام حقوقهم القانونية، ما يعرضهم، لاسيما النساء منهم، للاستغلال، في كثير من الأحيان.لذلك، لم يكن مستغربًا، عندما وصفت «منظمة العفو الدولية» «نظام الكفيل»، الذي تعتمده البلدان الخليجية، بأنه شكل حديث لـ«العبودية»، وسبق للمنظمة نفسها أن وجهت انتقادات حادة لقطر؛ بسبب الظروف «غير الإنسانية» التي يشغل فيها العمال المهاجرين في مشاريع تجهيز البنيات التحتية استعدادًا لمونديال 2022.لا تقتصر بلدان الخليج على استغلال العمالة المهاجرة فقط، وإنما أيضا يقوم مواطنوها باستغلال ظروف الفتيات القاصرات، ببلدان مثل «لبنان والمغرب ومصر»؛ من أجل السياحة الجنسية، مقابل المال.في السياق ذاته، رصدت منظمات حقوقية توافد العديد من الخليجيين إلى حدود «الأردن ولبنان وتركيا»؛ من أجل الزواج بفتيات سوريات وعراقيات قاصرات، بمخيمات اللاجئين، في حالة شاذة، لا تلقي بالًا لمآسي الآخرين.)

 ( تنظيم الدولة» يسبي النساء ويجند الأطفال :

تشهد منطقة سوريا والعراق انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، تقترفها تقريبًا كل الأطراف المتحاربة، بيد أن «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) ذهب بعيدًا، واسترجع ظواهر العبودية، كما كانت تمامًا في القرون الوسطى؛ إذ قام بسبي حوالي ثلاثة آلاف «يزيدية»، وعرضهن للبيع «كجواري» في أسواق النخاسة لديه، مقابل مبالغ مالية.لم يتردد «تنظيم الدولة» أيضًا في تجنيد الأطفال؛ لخوض معاركه المسلحة، بل استخدم بعضهم في عمليات انتحارية ضد أعدائه. وكان التنظيم قد عرض، في مقاطع فيديو منسوبة إليه، مجموعات أطفال يتلقون تدريبًا عمليًا في طريقة الذبح، واستخدام السلاح الناري.)

ولا ننسى أن واقع التجنيد فى مصر تطبيق للسُّخرة يتم فيه تحت غطاء نظام العسكرية إمتهان الشباب المصرى المُجبر على ( الخدمة العسكرية ) ، وليست هذه الخدمة العسكرية سوى أن يستعبد الضابط الجندى ، خصوصا إذا كان الجندى غير متعلم . ويكفى ان الشاب المصرى يخرج بعد إنهاء خدمته فى التجنيد وهو كاره للوطن ، وتظل ذكريات إمتهانه فى التجنيد تصاحبه فى حياته ..

كما لا ننسى أن السجون المصرية والعربية ـ ما ظهر منها وما بطن ـ هى ساحات للإسترقاق والتعذيب . واسوؤهم حالا هم السجناء السياسيون . ومن يخرج من السجن المصرى ـ مثلى ـ فإن السجن المصرى لا يخرج منه مهما عاش .!!

أخيرا

هو غباء مرفوع الرأس ، أن يتهم بعضهم الاسلام العظيم بالسماح بالاسترقاق ، وهو الذى وضع الحلّ الأمثل لإنهاء الرّق . بدون الحل الاسلامى يظل الظلم سائدا مصطحبا معه الجهل والفساد والاستبداد والاستبعاد والاستعباد . وواضح أنه حين يسود الاستبداد يسود معه الاستعباد إما بصورة بسيطة صريحة مثل ملك اليمين المباشر الواضح ، وإما بصورة أبشع فيما يجرى الآن ، وتصدر عنه نقارير عالمية .

وبدلا من أن يدفع المسلمون عن الاسلام هذه التهمة فإن أرباب الدين السُّنّى بالذات يعيدون إنتاج الاسترقاق فى عصرنا ، بصورته العادية كما تفعل داعش وباكو حرام ، أو فيما تفعله أنظمة الاستبداد العربى من أصناف الرق المعاصر .

أحسن الحديث :

يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات  ).

ودائما : صدق الله العظيم ..!!

اجمالي القراءات 40765